كارلوس إدموندو دي أوري: أجرامٌ سماويّةٌ

تحسين الخطيب

مترجم وكاتب من فلسطين

خترعتِ المرأةُ الحُبّ والسّلام، والرجلُ الپورنوغرافيا والحرب.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

14/09/2017

تصوير: اسماء الغول

تحسين الخطيب

مترجم وكاتب من فلسطين

تحسين الخطيب

لا يستطيعُ الشاعرُ أن يجيبَ عن أيّ شيءٍ البتّةَ. هو العنقاءُ. إنّهُ يطرحُ أسئلةً.

يدومُ الإلهامُ في بعضِ الأحيانِ الزمنَ الذي يستغرقهُ فأرٌ في اجتيازِ المسافةِ المفتوحةِ بينَ قطعتَي أثاثٍ.

لِمَ لا تعيشي معي كما لو كنّا ملاكَيْنِ؟

الحمقى مجانينُ في السّاقينِ على حدّ سواءٍ، والشعراءُ مجانينُ في واحدةٍ فحسبُ.

الوسائدُ مزاميرُ النّومِ.

اعشقِ المطرَ كنفسك.

تعكسُ المرايا وجوهَنا، وليسَ أسماءنا.

الشعرُ كسيركٍ جوّالٍ.

قصيدةٌ كصرخةِ مولودٍ جديد.

الصراحةُ كتكنيكٍ شعريّ.

لقد رأيتُ النّملَ. أنا النّملُ.

إن بكيتُ فذاكَ لأنّ لي دموعًا.

أُودين ظمآنٌ ويطلبُ كأسَ ماءٍ. أعطوهُ إيّاها مقابلَ إحدى عينيهِ.

الطيورُ أفكارٌ محكمة.

المخيّلةُ، تلكَ الإسفنجةُ الأزليّةُ.

موسيقى أكلتها الآذانُ.

أشكرِ الأشجارَ حاملةَ الثمارِ.

حينَ كنتُ صغيرًا، كانت القطط تأتي إليّ من الأفقِ. اليومَ تهربُ القططُ منّي، القططُ ذاتها.

مصنعُ جثامين. ثمّة اليومَ خبراءُ يعرفونَ الجثامينَ الحَقّةَ من تلكَ المزيّفة.

ما نُسميّهِ “الغموضَ” هو البابُ الموصدُ لمُنتهَى الفكرِ.  أولئك الذينَ يعرفونَ الأكثرَ قد أبصروا البابَ. لا أحدَ فتحَهُ ومضى فيهِ.

بيدينِ فضوليّتينِ ألمسُ حشرةَ المجهولِ.

حينَ تنامُ لا تنسى أن تستيقظ.

لِمَ غموضٌ أكثرُ والليلُ قد أعطانا للتوّ كلّ ما نحتاجهُ؟

التاريخُ الحزينُ لفتاةٍ لا دميةَ عندها.

وجوهُ الرّاهباتِ الوضيئةُ.

اقتربَ رجلٌ من ديوجين وقال: “عثرتُ عليكَ أخيرًا!” سألهُ ديوجين: “وما الذي كنتَ تبحثُ عنهُ؟” أجابَ الرجلُ: “لقد كنتُ أطوفُ في الجوارِ أبحثُ عن مصباحٍ “.

الشعراءُ، ملائكةٌ قديمة.

الإنسانُ، الحيوانُ الذي يحدّقُ في النجومِ.

حينَ يعطشُ المرءُ ولا يجدُ ماءً يشربهُ، فإنّ أقربَ شيءٍ للفطرةِ التوقّفُ عن البكاءِ.

كانتِ السّيكلوبات أوّلُ الكائناتِ الموضوعيّةِ على نحوٍ خالص.

ألا تلعن؟ ألا تلعن؟ لمَ لا تلعنُ هاتينِ اليدينِ المسوّدتينِ اللتينِ ينبعثُ منهما الدخانُ؟ حتى لو كانتا يديّ!

أسمعُ جنيّاتِ البحرِ في الليلِ، فأُوجَدُ.

الذهبُ حثالةُ الشمسِ.

الأيدي عيونُ القلبِ.

أشجارُ روحيَ السّوداءُ.

لليدِ خمسُ أصابعَ─ لماذا؟

الموتى─ كيف يبدّدونَ الوقت!

الشوارعُ الخاليةُ في الليل.

ثيودورا، الامبراطورةُ البيزنطيّةُ، زوجةُ جستينيان الأوّلِ، ابنةُ ناطورِ دبّ السيرك، راقصة البالييه السابقة.

ينهمرُ المطرُ على البحيراتِ العظيمةِ وبُريكاتِ الوحلِ على حدٍ سواء. الشمسُ تدفءُ الفيلةَ والنّملَ على حدٍ سواء.

انفجرتْ قنبلةٌ نوويّةٌ في يديّ اليوم.

الشاعرُ دِيكُ الشّفق. 

إنّنا نتحرقُ كي نذعنَ، حتى لو منحَنا العصيانُ الحياة.

حديثٌ بينَ ممسوسَيْن:
أنا أكثرُ جنونًا منك.
حسنًا، وأنا أكثرُ جنونًا مِنّيَ أيضًا.

صوفيّونَ يعشقونَ العدم.

نفايةُ الضّجيجِ الصوتيّةُ.

السّحرُ الأبيضُ: الاشتغالُ على الآلهة.

عظامي المسيحيّةُ القديمة.

غثيانٌ حتى الغثيان.

إنّنى على حافةِ العيش.

كيف تبدو رايةُ الجحيم؟

كانَ في غايةِ التشاؤمِ حتّى إنّهُ قد آمنَ بالله.

من الواضحِ أنّ الإنسانَ جُرثوم.

كلّ الألمِ حقيقيّ.

ثاناتوس، خبيرٌ في فنّ الجَزّ.

اِسأل بستانيًا إِن كانَ رأى زَهْرًا أسودَ قطّ.

قالَ الواعظُ الدومينيكانيّ لاكوردين إنّ الحياةَ قطرةُ حليبٍ وأَفنِسْتين.

القلبُ لا تاريخيّ.

السّكارى هم الميتافيزيقيّونَ الودودونَ الوحيدون.  

تمرّد ضدّ الدّليل.

المطرُ والنحيبُ مترادفان.

يقصّ عليّ ملاكيَ الحارسُ نُكاتًا في الليل.

يبتسمُ الموتى إلينا من قبورهم حينَ نزورهم.

أَيْرُ أوزيريس وقد نهشتهُ الأسماك.

أشجارٌ─ في غايةِ الجِدّةِ وفي غايةِ الحكمة.

كي تقبّلَ زرافةً تحتاجُ إلى سلّم.

عرضتُ عليهِ مبادلةَ عندليبٍ بغراب.

اخترِع صمغًا يستطيعُ أن يلتصقَ بالماء.

لطالما اعتقدتُ بأنّ المرايا تتنفّس.

ثمّةَ في الولايات المتحدة عياداتٌ للناسِ الخجولين.

لا شيءَ أكثر عالميّةً من الغباء.

كانَ القمرُ رائجًا منذُ بدايةِ العالم.

الشّرفُ، الابنُ الشرعيُّ للكبرياء.

تواضعُ النّائمين.

متّى 10:30: “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ”. لا تذكرُ ]الآيةُ[ الصّلعان.

كرامةُ الخنزيرِ المقدّسةُ على نحوٍ ما.

خاتمةُ رسالةٍ من موتسارت إلى زوجته: “أُقبّلُ يديكِ، وجهكِ، ركبتيكِ، وَ . . .”

أن تمزّقَ ثُقبًا في فضاءٍ فارغ.

إخلاصُ الرّيحِ الفَجّ.

مثل أسكتلنديّ: “حتى لو طارَ خنزيرٌ فإنّه لن يكونَ عصفورًا”.

سُمّيَ مالارمي إرهابيّ الاقترانات.

في 28 يناير 1984، وحينَ أصحو في الصباحِ أسمعُ الكلمةَ الغريبةَ “hequioate” أو “ekioate”. كأنّها يونانيّة.

أطلالٌ بابليّةٌ. نقشٌ متروكٌ على رقيمِ صلصالٍ: “اُنظر حولكَ، سوفَ ترى جميعَ النّاسِ بلهاء”.

لا تنسَ البتّةَ أُمثولاتِ الهراطقةِ ومحطّمي الأيقونات.

ميزانٌ لزنةِ بيوتِ العنكبوت.

مذهبٌ أورفيسيّ: الجسدُ ضريح.

وعيٌ شيوعيّ: كانَ اللّاوعيُ محظورًا في المجتمعِ السّوفيتي.

أنا حورائيٌّ.

أموتُ ليلًا.

لمن يصلّي المجانين؟

مِن بينِ الفاكهةِ يعجبني الموزُ والتّين.

أن تفقدَ ذاكرتك كأنّكَ تفقدُ طفلًا.

هل ثمّةَ شيءٌ أكثر ذاتيّةً من الماء؟

لغتي المفضّلةُ هي المُوشّحةُ.

حقيقةٌ مِن أرسطو: “يكذبُ الشعراءُ كثيرًا”.

تُسمّي الكابالا الأرضَ: “العروسَ الإلهيّة”.

“اِفعل ما تريدُ” (پلاوتوس)─ “وليسَ ما تفعلُ هو ما تظنُّ أنّكَ فاعلٌ” (أنطونيو پورشيا).

سألوا غورجييف: “يا مُعلّمُ، ما الفرقُ بينَ الشرقِ والغرب؟ فأجابَ: “الخراءُ ذاتُهُ، برائحةٍ مختلفة”.

قبلَ أن يقرّرَ مارينيتي تسميةَ حركته الطّليعيّةَ بالمستقبليّةِ، فكّرَ في تسميتها بالكهربائيّة.

الخيرُ خيرٌ لأنّهُ كذلك. والشّرُ شرٌ لأنّهُ ليسَ خيرًا.

لا بُدّ من اِنقاذِ اللهِ مهما كلّفَ الأمر.

الأشجارُ تماثيلُ الرّيح.

وحدَهُ الجنونُ يستطيعُ شفاءَ المجانين.

السّكونُ المَهيبُ لذئبٍ في الغابة.

فقدانُ الذاكرةِ المزمنُ للإنسان: هُوَ ينسى أنّهُ دودةٌ.

لبعضِ الأزهارِ شَعرٌ.

أن تشتغلَ في معملِ الرّوح.

أوغست رينوار: “إنّني أرسمُ بقضيبي”.

كمنجةٌ صُنعتْ من سبعِ أخشابٍ مختلفة.

لا ملائكةَ مُسِنّةٌ.

قارنَ أحدهم الياپانيّةَ بالمطر.

لم أسأمْ مِن مشاهدةِ القمرِ قطّ.

لا أثقُ بالنّاسِ الذينَ لا يضحكون.

شعراءُ فرنسيّونَ حضروا القُدّاس: پول كلوديل، پيير ريفيردي، ماكس جاكوب، فرانسيس جانيس، جان كوكتو.

نقيضُ الماءِ العطشُ.

كلُّ امرأةٍ عاريةٍ متّشحةٌ بامرأةٍ ]أُخرى[.

لا يمكنُ الخلط بينَ العبقريّةِ والعَوْرة. 

“الرّومانتيكيّون─ أولئك الحمقى” (هيرمان بروخ).

لا تأخذِ الجِدّةَ على محملِ الجِدّ.

يشتري الأغنياءُ الحياةَ، والفقراءُ يبيعونَها.

الإنسانُ هو الحيوانُ الوحيدُ الذي يعرفُ العار.

لا يتذمّرُ البتّةَ الأثاثُ المكسور.

الإنسانُ الغربيّ بربريّ ميكانيكيّ جديد (homo occidentalis mechanicus neobarbarus)

موسيقى فلسفيّةٌ: كَانْتَاتَا. 

النّومُ الرضيعُ الأصغرُ للموت.

هل حدثَ في التاريخِ أَنِ اعتذرَ إلى الإنسانيّةِ أيّ طاغيةٍ ضاقَ ذرعًا بالجرائم؟

الكوابيسُ الأظافرُ على أصابعِ النّوم.

إنّنى أَنبشُ الأحياء.

في كتابِ الفَمِ، للابتسامةِ فصلُها.

كلماتُ متشائمٍ لا يَبرأُ: ما أهميّةُ الشمسِ بالنسبةِ إليّ؟

أجعلُ الكلماتِ ألسنةَ لهيب.

بالنسبةِ إلى فالنتين الغنوصيّ، فإنّ المسيح قد “أكلَ وشربَ ولكنّهُ لم يتغوّط”.

وحينَ كنتُ أقرأُ بيركلي، الأُسقف المتفلسف، كنتُ أستطيعُ خبطَ الجدارِ بقبضتي قويًا فلا تؤلمني.

كلّ ابنِ آدمَ خطّاءٌ (Errare divinum est).

قام نوربير غوترمان وهنري لوفيفر، العالمان الاجتماعيّان، بجرد عدد صفائح القمامة في نيويورك.

الآلُ─ قدَرُ الموتِ ─ عشقُ القدَر (Fata morgana – Fatum Fata – Amor fati).

بيتٌ من قصيدة “قادِش” لغينزبيرغ: فرانكو قتلَ لوركا الابنَ الخرافيّ لويتمن.

يُقبّلُ العشّاقُ وعيونهم مغمضة: الحُبُّ أعمى.

لم يعرف شارلمان حتّى أن يكتبَ اسمه.

الرّيحُ هي اللهُ يعبرُ راقصًا.

المطرُ، منهمرًا من السماءِ، لا يُبلّلُ الله.

لو استطعنا رؤيةَ الله، لرأيناهُ يبكي محيطات.

كانَ جبّارو العصورِ الغابرةِ يعدمونَ حاملي الأخبارِ السيّئة.

لِمَ نقولُ “أن نموتَ من الضحك” بدلًا من “أن نحيا من الضحك”؟

لا يمكن للحجرِ أن يكونَ دلالةً.

هل ثمّةَ شيء أكثرُ سلبيّةً من كرسيّ؟

أرى عمالقةً كأنّهم طواحينُ الهواء.

في پيرغوس (اليونان) ثمةَ شوارع من رخام.

لا يساعدني اللهُ على تغيير العالم.

أرفضُ التفسيرات العلميّةَ للعالَم.

تحيا الحيواناتُ فوقَ القوانينِ المفروضةِ على الإنسانيّة.

للملائكة رائحةٌ طيّبة.

لا تستيطعُ أن تلمسَ دلالةً بيدك كبرتقالة.

لا شيءَ أكثر سعادةً من حجرٍ فقير.

يستطيعُ بايرون أن يسبحَ في المحيطِ وهو يدخّنُ سيكارًا.

تخرجُ الصرخاتُ من بينِ الأسنانِ، والآهاتُ من الرئتينِ، والصمتُ منَ العيون. 

الحلمُ المجنونُ عن أن نُجَنّ.

اخترعتِ المرأةُ الحُبّ والسّلام، والرجلُ الپورنوغرافيا والحرب.

يأسرني بنّاؤو القواربِ وصانعو الكمنجات.

أولئك الذينَ لا يستطيعون رؤيةَ المحجوبِ عميانٌ.

إشارات:
ثاناتوس Thanatos: إله الموت الرحيم في الميثولوجيا الإغريقيّة.
كانتاتا Kantata: أنشودة طويلة.

كارلوس إدموندو دي أوري (Carlos Edmundo de Ory) شاعر إسبانيّ، ولد بقادش في إسبانيا سنة 1923، وتوفي في فرنسا سنة 2010، بعد صراع مع اللوكيميا. كان أحد الشعراء الأساسيّين في الحداثة الشعرية في حقبة ما بعد الحرب الأهلية، بانهماكه في طرائق التعبير الطليعيّة كالمستقبليّة والدادائيّة والسورياليّة. أسّس مع إدواردو شيشارو والشاعر الإيطالي سيلفانو سيرنيسي الحركةَ الشعريّة التي عرفت باسم “Postismo” التي جاءت ضدّ الرومانتيكيّة الجديدة السائدة في الثقافة الأدبية الرسمية، معليةً من شأن اللغة (وألعابها) كتكنيك شعريّ. يُشبّه النقاد تأثير دي أوري في الشعر الإسباني بذاك  الدور الذي لعبه ألِن غينزبيرغ وجيل البِيْت في الشعريّة الأميركية، من حيث أنه قد “فتح الشعر الإسباني على احتماليّات جديدة للغة الشعريّة ومحتواها”.  

الكاتب: تحسين الخطيب

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع