يقدم زياد الرحياني نفسه كسياسي، من خلفيه شيوعية، وهو أعلن مؤخراً في برنامج لإذاعة صوت الشعب أنه منتم رسميا إلى الحزب الشيوعي اللبناني، ويفكر باستنهاض الحزب من جديد، لكن ربما من الصعب أن يكون أميناً عاماً جديداً له، رغم أن الشيوعيين اللبنانيين كلهم يحبونه كما يقول أحدهم في اتصال مع البرنامج عينه.
يستغرب زياد كيف أن الحزب الشيوعي لم يعد فاعلاً رغم أن “هيدا وأتو” كما يقول قاصداً الحزب، “لأن الأزمة الاقتصادية استفحلت لبنانياً وعالمياً” يتابع، مفّسراً استغرابه…
ويكشف زياد عن مشروع جديد له من بين مشاريع كثيرة، سماه ” لينين للصغار” ربما من باب الدعابة، وقد واتته الفكرة بعد حديث مع الرئيس اللبناني الأسبق حسين الحسيني، أحد متابعيه الدائمين، أثناء نقاش دار بينهما عن CD بعنوان “الجمهورية ب، ما العمل؟” ينتقد فيه الطوائف اللبنانية ويتخيل مستقبلها…
ورغم أن زياد متعلق بلينين ويضع صورته فوق رأسه وينقلها معه من بيت إلى بيت حتى ظن البعض أنها صورة جده، غير أنه لم يوفره باتهامه، حيث ادعى أنه كما ستالين لم يقصر في نفي مواطنين أو معارضين له إلى سيبيريا.
على أي أساس نبني مواقفنا؟
لا يخفي زياد إعجابه بستالين الذي يتحدث عنه في أغنية تنتهي أغلب كلماتها بـ “ين” تيمناً باسم الزعيم السوفيتي الشهير، فلولاه كما يقول زياد ما كان لمنجزات لينين أن تستمر، ولا يجد زياد تبريراً لتأييده ومحبته لستالين رغم أنه ارتكب مجازر بحق ملايين البشر سوى أن طروحاته كانت ضد طروحات هتلر، على سبيل المثال، كما قال لجيزيل خوري في لقاء شهير عبر تلفزيون ال بي سي.
على هذا النحو يمكن فهم موقف زياد من الأشخاص، أي تبعاً لكلامهم وليس لأفعالهم، وهكذا يصبح مفهوماً لماذا وقف زياد مع نظام بوتين ونظام بشار، طالما هو يأخذ بأقوال الزعماء بغض النظر عن أفعالهم، حتى لو كانت ارتكاباً لمجازر وتدميراً لأوطان، ما يدل على لا منطقية أو خلل في المحاكمة العقلية، بعيداً عن السياسة أو الأخلاق أو الدين أو أي شيء آخر، فطالما أن الإنسان يفتقد لأبسط قواعد المنطق فلا يتوقع منه اختيارات صائبة، فهو أصلاً ليس بمستوى المسؤولية.
لكن زياد من ناحية أخرى لا يركن لأحد مهما كان عظيماً، فها هو يخطّئ كارل ماركس في كلام له عن أحداث جبل لبنان 1860 وصف فيه تلك الأحداث بصراع محلي بين قبيلتين سينتهي إلى فنائهما، يقول زياد بكلام أقرب إلى السخرية السوداء “أخطأ كارل ماركس مرة أخرى فالقبيلتين مازالتا تعيشان ولهما تصورات للمستقبل.” ولا يتوقف زياد عن السخرية، لكن هذه المرة يطلق نهفات سياسية يسميها تكتيكاً، فهو يفهم العلاقة مع حزب الله من هذه الزاوية، بحيث أنه يدعو الحزب الشيوعي اللبناني للعمل ابتداء من الشمال باتجاه بيروت، ولنترك حزب الله في الجنوب وصولاً إلى بيروت، وهناك في العاصمة يلتقي الفريقان، يقول !
ويكمل زياد نهفته قائلاً سنستولي على بيروت بمساعدة الجيش، غامزاً من حزب الله، ترى ما الذي يمكن أن نطلقه على نهفات زياد هذه سوى أنها أحلام رفيق حزبي بعقل طفولي، أو أحلام طفل بعقل رفيق حزبي؟
رسالة بلهجته المحببة
إلى لينين الصغير المعجب ببوتين وكوبا
لأنه أنجز لقاء صريحا مع الممثل السوري بسام كوسا سنة 2009 ولم يحذف منه الرقيب الأمني السوري شيئا، يعتقد زياد أن بشار الأسد كان يعمل من أجل الانفتاح والإصلاح. شو ضيقه نظرة الفنان أحياناً، يا زلمه معقول ما سمعت باعتقال المثقفين والفنانين والصحفيين والكتاب اللي مفترض إنهن زملاء الك من قبل بشار المنفتح؟ طيب معقول ما سمعت بالصواريخ اللي نزلت عالمدن الروسية، عفواً المدن السورية؟ (هيدا غلط مش عفوي بلكي تنتبه شوي باعتبارك مغروم بروسيا، وبكل شي روسي) معقول ماسمعت بست ملايين سوري هاجرو برا سورية بسبب القصف المركّز على بيوت الناس بحجة الإرهاب، مليون مهجّر منهن موجودين عندكن بلبنان؟ هلق الإرهاب صار بردعة بيركبها مين ما كان على أي شعب بدك ياه، أحلا شي روسيا بدها تحارب الإرهاب ههه… ملّا سمعه، نسيان إنو روسيا أبادت مدن كاملة بالشيشان، ولحقتا أميركا قال بدها تحارب الإرهاب، أميركا بتقلها لروسيا بدك تحاربي الإرهاب ونحن بدنا نحارب الإرهاب كمان، ما حدا أحسن من حدا… شوف شو عملت مكافحة الإرهاب المشتركة بالرقة مثلاً ما تركت فيها حجر على حجر.
زياد في مقال له نشرته جريدة لبنانية مؤخراً يعتبر أن كوبا مازالت صامدة، زياد لا يعرف أوضاع هذا البلد المنكوب في السنوات الخمسين الأخيرة، لم يعش فيها، لم ير طوابير الكوبيين لأجل الخبز، لم يتناول طعاماً في محلات تقدمه بالمجان أو بسعر رخيص حيث يقتصر الخيار على طبقين بشعين، لا يعرف زياد أنه ممنوع متابعة قنوات تلفزيون غير كوبية، وأن الناس تشاهد أخبار العالم بتأخير أسبوع أو أكثر بواسطة فلاشات يتم تناقلها من بيت إلى بيت. نظام كوبا منذ نصف قرن وحتى اليوم هو عقوبة للكوبيين، نعم يا رفيق زياد، الصمود اللي عم تحكي عنو هو العقوبة.
لنتكلم بلهجة زياد المحببة:
زياد بيحكي كلام كتير يسيء لسمعتو وسمعة الشيوعيين، مثلاً بيلمّح إنو بوتين هو زعيم المافيا الروسية، أو على الأقل يقود أو يؤثر في قيادة هي المافيا، وإنو هي المافيا قوية لدرجة أنها رمت شخصاً من الطابق الستين ببرج العرب، وإنو البرج كلو صار إلها، وبيرجع بيقول في لقاء تاني إنو لينين عفواً بوتين هو أمل البشرية، لإنو واقف بوج أميركا. ما بعرف إذا كان زياد عم يمزح أو يحكي جد، من ناحيتي برجح إنو عم يمزح، لإنو لو كان بدو يحكي عن قوة روسيا وبوتين كان حكي عن صواريخ اس 300 مثلاً أو عن “التدخل” بأوكرانيا وسورية، اللي هو احتلال لأوكرانيا، وتدمير لسورية.
يعني معقول زياد مش قادر لهاي اللحظة يفصل بين الشيوعية وبين روسيا الإمبريالية؟ مش قادر يفرق بين الشيوعية والمافيا؟ ما بيعرف يميز بين لينين وبوتين مع إنو الإسمين مابيشبهو بعض؟ وأخيراً وليس آخراً معقول الرفيق زياد ما بفرق بين نزعة التمدد الشيوعي لخدمة الشيوعية وحركات التحرر وبين نزعة التمدد القيصري القومي واحتلال الدول وإبادة الشعوب؟
زياد السوري:
زياد بحب سورية أكيد، بحب العمال السوريين اللي عمّرو لبنان قبل الاحتلال الأسدي للبنان وخلاله، بحب العازفين الموسيقيين السوريين اللي بيشتغلوا معو بدل العازفين اللبنانيين الممنوعين عنو. بس ما بعرف إذا زياد بحب السوريين المهجرين علبنان وأوروبا، واللي يبلغ عددن ستة ملايين، واللي عم يموتو بالبحر وصار عددهم أكثر من ثلاثة آلاف غريق، وما بعرف إذا بيسأل حالو بمناسبة إعجابو ببوتين وروسيا مين هجّر هالملايين اللي عددها أد عدد سكان لبنان مرة ونص…
والسفير الامريكي:
يقول زياد في مكان آخر إنهم في مشفى الجامعة الأمريكية أساؤوا علاجه، ويعدد أكتر من حادثة سيئة وقعت معه يعزوها إلى موقف قام به يخص السفير الأمريكي في لبنان، مختصره أن زياد كان يجري لقاءً في إحدى القنوات وأثناء اللقاء قال له المقدم “السفير الأمريكي على الخط يريد الحديث معك”، فقال زياد خليه: لبعد الحلقة، فهم زياد خطأ أن السفير الأمريكي يريد الحديث معه شخصياً، ولم يكن يعلم أن السفير كان مدعواً من قبل القناة للمشاركة في اللقاء، يقول زياد منذ تلك اللحظة بدأت سلسلة أشياء سيئة بحقه.
زياد وفيروز وريما:
بعد فترة انقشاع في العلاقة المتوترة بين زياد ووالدته، قطعها زياد في لقاء مع تلفزيون ألماني بالعربية “دوتش فيله”، حيث باح بأسرار العلاقة بين والدته السيدة فيروز ووالده الموسيقار عاصي الرحباني، وتحدث عن الـ cd الفاشل الذي أصدرته أخته ريما الرحباني للسيدة فيروز مؤخراً، تحدث زياد عن الغيرة المرضية لوالده، وعن معاناته الكبيرة من توتر العلاقة بين والديه، ولجوئه حيناً إلى أصدقاء مبتعداً عن جو البيت، ومحاولاً حيناً آخر إصلاح العلاقة بين والديه… حديث زياد ربما يعيد القطيعة إلى حالها مع والدته وأخته ريما.
نهفة تاريخية تتعلق بالزواج:
على ذمة زياد إنو عاصي الرحباني كان يقول إنو أقل شي لازم يكون بينك وبين المرا خمسة وعشرين سنه إذا بدك تتجوزها، لحتى يصير تفاهم وعلاقة مظبوطة، وهيدا شي إجا بالكتاب المقدس على حد قوله.