كتبتها إميلي تمبل ونُشرت في lithub
نحتفل اليوم 16 يونيو بحلول “يوم بلوم” وهو اليوم الذي تدور فيه أحداث الرواية الضخمة “عوليس” لصاحبها جيمس جويس. وفيها يتجول بطل الرواية ليوبولد بلوم بين أرجاء دبلن على مدار عدد صفحات وصل 730 صفحة في نسخته الأصلية. حين نُشرت الرواية أول مرة سرًا عام 1922 من قِبل الناشرة سيلفيا بيتش لاقت الرواية –لفترة طويلة أيضًا بعد ذلك- نقد حاد ودعوات بمنع نشرها، والذي حدث بالفعل في إنجلترا حتى عام 1936. لكن تظل عوليس إحدى علامات الأدب المهمة، والتي من خلالها قدم جويس لغة إنجليزية جديدة استمر في تطويرها في أعمال أخرى بعد ذلك خاصة في روايته الأخيرة “يقظة فينجان”. وتظل الرواية مثيرة للجدل بين النقاد والكتّاب حول كونها عمل فني لن يتكرر، أو مجرد ثرثرة بلا معنى. في هذا المقال نُقدم آراء 21 كاتب ومحلل نفسي وحيد حول الرواية، والتي تتراوح بين مؤيد ومعارض.
مؤيد: بالطبع عوليس هي عمل فني إلهي وستعيش رغمًا عن الأكاديميين الأغبياء الذين يحولونها إلى مجموعة من الرموز والأساطير اليونانية. ذات مرة أعطيت أحد الطلاب علامة جيد، أو ربما مقبول مرتفع، فقط لأنه استعار لكل فصل من الرواية عناوين من هوميروس دون أن يلاحظ حتى تجوال الرجل ذا المعطف البُني. إنه حتى لم يكن يعرف من هو الرجل ذا المعطف البُني. أوه، نعم، دع الناس يقارنوني بجويس، لكن إنجليزيتي لُعبة كرة للهواة مقارنة بلعبة البطولة عند جويس.
-فلاديمير نابوكوف، في مقابلة عام 1965.
معارض: ربما كانت عوليس لتنجح مع محرر جيد… دائمًا يضع الناس عوليس في قائمة أفضل 10 كتب في التاريخ، لكنني أشك في أن الرواية قد حركت شيء في داخل أي منهم…إذا كنت كاتباً في دبلن وكتبت نتفات من الحوارات، سيظن الجميع أنك سرقتها من جويس. فكرة أنه يمتلك اللغة المُتحدثة في دبلن برمتها فكرة غبية. إنه لم يخترع اللكنة الدبلنية. الأمر أشبه بكونك تتعدى على أرضه أو أنه جالس على كتفك. هذا يثير أعصابي.
رودي دويل، في “احتفال عيد ميلاد جيمس جويس” عام 2004.
مؤيد: أنا أعتبر هذا الكتاب هو التعبير الأهم في العصر الحالي؛ إننا جميعًا مدينون لهذا الكتاب، وهو دين لا يمكن لأحدنا أن يهرب منه. هذه مُسلمات حول أي تفصيلة يجب أن أتحدث عنها، ولا أتمنى أن أضيع وقت القاريء بعرض مديحي؛ لقد أعطاني الكتاب المفاجأة، البهجة، والخوف الذي يمكنني أن أحتاجه، وسأتوقف عند هذا الحد.
-ت.س.إليوت، في مقالته “عوليس، النظام والأسطورة” عام 1923.
معارض: اليوم يريد الكُتاب إبهار الكُتاب الآخرين…أحد تلك الكتب التي سببت ضرراً كبيراً هو عوليس لجيمس جويس، والتي لها أسلوب خاص. لا يوجد شيء فيها. بعد تعريتها، عوليس رواية عبيطة.
-باولو كويلهو، إلى جريدة برازيلية عام 2012.
مؤيد: جويس لديه كتاب ملعون رائع. من المُحتمل أن يصل إليك بسرعة. في الوقت الحالي تقول الأخبار أنه هو وعائلته يموتون جوعًا لكن يمكنك أن تجد ذلك الفريق السيلتي بالكامل كل ليلة في مطعم ميشاود حيث أنا وبيني نتمكن بالكاد من الذهاب هناك مرة في الأسبوع.
تقول جيرترود ستين أن جويس يذكرها بإمرأة عجوز في سان فرانسيسكو. وابن المرأة قد أصبح غنيًا فجأة فبدأت المرأة تكتب وتصرخ “أو طفلي المسكين! يا طفلي المسكين! لقد نال الكثير من المال!” الأيرلنديون الملاعين، يجب أن يبكوا على شيء ما، لكنك لن تسمع أبدًا عن أيرلندي يموت جوعًا.
-إرنست همنغواي، في خطاب إلى شيروود أندرسون عام 1922.
معارض: أنا لا أحب همنغواي. وأعلم أنني لا أحب عوليس بالقدر المتوقع مني. لكن مرة أخرى، أنا لم أهتم حتى عُشر اهتمام بالأوديسة والإلياذة.
-دونا تارت في النيويورك تايمز.
مؤيد: لقد نجحت في الحصول على نسخة من عوليس بأمان هذه المرة. أتمنى لو أنني لم أقرأها أبدًا. لقد أصابتني بعقدة نقص. حين أقرأ كتاب مثل هذا وأعود إلى عملي، أشعر أنني رجل مخصي أخذ دورة في العزف والغناء واستطاع بالكاد أن يكون عازف إيقاع في الخلفية، ولكن إذا استمعتي جيدًا ستتمكنين من تمييز الزقزقة القديمة كما كانت من قبل.
-جورج أورويل من خطاب إلى بريندا سالكلد عام 1934.
معارض: [لم أستطع أن أُنهي] عوليس. احتجت إلى مستشار في الأطروحات الأدبية لكي يجلد رأسي بسوط، ولم أكن أملك واحد.
-جوناثان فرانزن، في مقابلة مع الجارديان.
مؤيد: عوليس هي بالتأكيد الرواية الأعظم في اللغة الإنجليزية، ويمكن أن نتجادل حول كونها العمل الفني الأعظم في تاريخنا. كم هي مهمة، ثم، كم هي مستفزة، تلك الرواية الرائعة التي كان يجب على كاتبها أن يجعلها كوميدية وأن يُعلي من قيمة الكوميديا على التراجيديا. كم هو مقلق ميلنا لنطلب ذلك، مع إجلال موسوس للعصور الكلاسيكية يصل إلى حد الهزل، إن استعراضية جويس ليست جدية بنفس قدر سخريتها المُشينة. ربما كان جويس يوجه كلامه للقراء حين قال لنورا في رسالة عام 1909:”الآن..أريدكِ أن تقرأي مرارًا وتكرارًا كل ما كتبته لكِ. بعض منه قبيح، سافل، وهمجي، والبعض الآخر نقي ومقدس وروحي: كل هذا معًا هو أنا.”
-جويس كارول أوتس، في مقال “جويس المبتذل” عام 1976.
معارض: بالرغم من مميزاتها المعدودة، فإنها بجانب كتب أخرى أشبه بكُتيب فني، حيث الروائي الصغير قام بدراسة كل الوسائل الممكنة والكثيرة الغير ممكنة حول حكاية قصة. عوليس هو أحد أكثر الكتب ملل في التاريخ، وأحد الأقل أهمية. هذا بسبب غياب أي نوع من الصراعات داخل الكتاب.
-ألدوس هيكسلي عام 1925.
مؤيد: جويس حقًا قد قام بإنهاء العالم الذي أعرفه. قراءة عوليس قد غيرت كل شيء أعرفه عن اللغة، وكل شيء أفهمه عن وظيفة الكتاب. لقد كنت على متن قطار متوجهة إلى وظيفة مؤقتة مملة حين كنت في الخامسة والعشرين؛ ركبت القطار عند توتنهام في جنوب لندن وفتحت الصفحة الأولى من عوليس. وحين هبطت عند شارع ليفربول في وسط لندن، لا أظن أنني أبالغ إذا قلت أن جزء كبير من حياتي كان قد تغير. بالرغم من اعتباره جاد جدًا وذهني، فإن المتعة الموجودة في قراءة جويس هي المرح الذي يصنعه ومخاطرته في اللغة؛ لا يوجد شيء ممتع كالتورية الجويسية الخبيثة.
-إيمار ماكبرايد في الجارديان.
معارض: مبالغ في تقديرها… عوليس لجيمس جويس. نقطة. إنه كتاب لأستاذ جامعي. لكنني أعتقد أنك لو كنت أيرلندي فستفهمه. أترك معظم الكتب دون أن أنهيها. معظم الكتب ليست جيدة، ولا يوجد سبب لتكون كذلك. مهما كان هناك موهبة على الأرض، فإنها موزعة بعدل بين الناس.
-ريتشارد فورد في النيويورك تايمز.
مؤيد: يمكنني أن أتذكر كتب قد صنعت انفجارات صغيرة داخل عقلي، أظهرت لي احتمالات أدبية لم أحلم بوجودها حتى قرأت تلك الكتب. عوليس لجيمس جويس كان أحد هذه الكتب.
-سلمان رشدي، في مقابلة في الجارديان.
معارض: عوليس كتاب يمتد على مدى 735 صفحة، تيار من وقت 735 يوم تم ضغطهم في يوم وحيد من حياة رجل عادي، إنه اليوم السادس عشر من يونيو عام 1904، في دبلن. إنه يوم في الحقيقة لا يحدث فيه شيء. يبدأ التيار في الفراغ وينتهي في الفراغ. هل كل هذا ربما يعتبر بيان سترندبرغي طويل ومعقد حول جوهر حياة الإنسان، وهو بالنسبة للقاريء لا ينتهي أبدًا؟ ربما يلمس الكتاب جوهر الحياة؛ لكن بالتأكيد يلمس أوجه الحياة العشرة آلاف ودرجات ألوانها المئة ألف. بقدر ما تصل نظرتي، لا يوجد في تلك ال735 صفحة أي تكرار أو حتى جزيرة واحدة مقدسة يمكن للقاريء المرهق من الرحلة الطويلة أن يستريح عليها قليلًا. لا يوجد مكان واحد حتى يمكنه أن يجلس فيه، مخمور بالذكريات، ويمكنه من مكانه قياس الطريق الذي قطعه بسعادة، لنقل مئة صفحة أو أقل. لو أنه فقط لاحظ عدد أقل من الأماكن المألوفة التي ظهرت في طريقه دون توقع. لكن لا! تيار الوعي عديم الرحمة والمتواصل يتدحرج، وسرعته أو انحداره يزدادان في الأربعين صفحة الأخيرة لدرجة طرد علامات الترقيم. لهذا تقدم الرواية تعبيرات شرسة لهذا الخواء المثير والخانق معًا، تحت ضغط كبير، أو مليء بتفاصيل حد الإنفجار، لكي تصبح غير محتملة. هذه الرحلة الميئوس منها عبر الفراغ هي العامل المسيطر طوال الكتاب. إنها لا تبدأ وتنتهي فقط عند اللاشيء، بل تتكون من لا شيء. إنها كلها قذارة جهنمية.
…
الـ 735 صفحة التي لا تحتوي على أي شيء وعبارة عن أوراق بيضاء فارغة مطبوعة جيدًا. إنك تقرأ وتقرأ وتقرأ وتمثل أنك فهمت ما قرأت. أحيانًا تسقط من جيب هوائي إلى جملة أخرى، وحين تأتي درجة الاستسلام المناسبة فإنك تقبل أي شيء من الرواية. لذا أنا أيضًا، قد قرأت حتى صفحة 135 بيأس يملأ قلبي، وقد غلبني النوم مرتين أثناء القراءة.
-كارل يونغ في مقابلة عام 1932.
مؤيد: أن تعيش مع أعمال وخطابات جيمس جويس لهو شرف عظيم وتعليم شاق. نعم، لقد أحببت جويس حتى أكثر لأنه لم يتوقف عن العمل أبدًا، هذه الكلمات واستحالتها قد سحرته. لقد كان رجل منكسر في نهاية حياته، غير مدرك أن عوليس ستكون الكتاب الأول في القرن العشرين، ولهذا ستكون كذلك في الواحد والعشرين.
-إدنا أوبراين في الأتلانتك.
معارض: لقد قرأت 200 صفحة [من عوليس] حتى الآن، ليس ثلثها حتى؛ وقد شعرت بالمتعة، التحفيز، السحر بالفصلين الثاني والثالث وصولًا إلى نهاية مشهد المقبرة؛ ثم حيرة، ملل، غضب، وخيبة أمل بسبب جامعي مثير للقلق يخدش بثوره. وتوم، توم العظيم، يعتقد أنها تجابه الحرب والسلام! كتاب جاهل وناقص بالنسبة لي؛ كتاب عن موظف علّم نفسه بنفسه، ونعرف أنهم حزينون، أنانيون، مصرون دائمًا، مثيرون للغثيان في النهاية. حين يمكن للمرء أن يحصل على اللحم المطبوخ، لم يأخذ النيء؟ لكن أعتقد لو كنت مريضة بالأنيميا، مثل توم، فهناك مجد في الدم. كوني طبيعية تمامًا فأنا جاهزة قريبًا للعودة للكلاسيكيات.
-فيرجينيا وولف في مذكراتها عام 1922.
مؤيد: بسبب لغتها المرعبة، عوليس عمل عبقري للغاية. لا تكمن أهميتها بالنسبة لي في فتحها أبواب جديدة للمعرفة –إلا كتقديم مثال للكُتاب الأنلجو-ساكسون استطاع تقديم كل شيء بدون ضغط- بل في خلق أشكال جديدة للأدب. إن معادلة جويس كما قلت سابقًا، بعمر الخامسة والسبعين، لكنها مازالت تُعلي من مستوى الرواية لدرجة لا تخجل من وضعها في مقام الشعر والمسرح. عوليس لديها تأثير يجعل أي شيء آخر يبدو قبيح. منذ أن قرأتها، أصبحت كل الكتابات الأخرى بالنسبة لي فضفاضة ومهملة؛ وحين صادفت ورقة كتبتها ارتعدت كمذنب من المفاجأة. السؤال الوحيد الآن هو هل سيكتب جويس رائعة تراجيدية جديدة بجانب هذه الرواية الهزلية.
-إدموند ويلسون في مراجعته في نيو ريبابليك عام 1922.
معارض: خذ عندك ذلك الأيرلندي جويس، أشبه بأرض ذهبت للبذور. أحدهم أرسل لي مؤخرًا نسخة من عوليس. قيل لي أني يجب أن أقرأها، لكن كيف يمكن للمرء أن يحرث أرض كهذه؟ قرأت بعض منها هنا وهناك، لكن يا إلهي! كم أُصبت بالملل! أعتقد أن جويس يظن لمجرد أنه يطبع تلك الكلمات القبيحة الصغيرة فإنه روائي عظيم. أنت تعرف بالطبع أنه يأتي بأفكاره من [إدوارد] دوجاردن؟ عوليس عديمة الفائدة، من العبث تخيل نهاية جيدة تخدم محاولة تسجيل كل فكرة وكل شعور للإنسان. هذا ليس بفن، هذه محاولة لنسخ دليل لندن.
-جورج موور في حوار مع صديق، ذُكر في كتاب Constellation of Genius عام 1922.
مؤيد: لا أريد أن أبتعد عنه. إنهم الكُتاب الذكور الذين لديهم مشكلة مع جويس؛ إنهم جميعًا “تحت ظل جويس الطويل، ومن يستطيع أن ينتعل حذاءه؟” لا أريد أي أحذية، شكرًا جزيلًا. جويس جعل كل شيء ممكن؛ لقد فتح كل الأبواب والنوافذ. أيضًا لديّ نظرية قوية هي أنه كان في الحقيقة إمرأة. لقد كتب الكثير من الأشياء الاستبطانية والمنزلية، وهو اتهام دائم موجه للنساء الكاتبات، لا يوجد فعل ولا شيء يحدث. ثم تنظر لعوليس وتقول، لقد كان فتاة، هذا هو سره.
-آن إنرايت في مقابلة مع بوسطن جلوب عام 2008.
معارض: أنا آسف، لكنني أحد هؤلاء الذين لا يستطيعون قراءة عوليس. فقط القليل منها. لكنني سعيد أنني رأيت الكتاب، لأن في أوروبا دائمًا ما يذكروننا سويًا –جيمس جويس ود.ه.لورانس- وشعرت أنني يجب أن أعرف مع من سوف أزحف إلى الأبدية. اعتقد أن جويس سينظر لي بارتياب مثلما سأنظر له. نحن نشبه لوحة باولا وفرانشيسكا عائمين إلى الجحيم.
-د.ه.لورانس في خطاب إلى س.س.كوتليانسكي عام 1922.
مؤيد: حقيقي أن كل كتاب يغير حياتنا. لكن [جاك] كيرواك ركلني في الثالثة عشر. لقد كنت ولد صغير يسكن في ضواحي دبلن، واخترقني هو ب”على الطريق”. بعد عدة أعوام، حين كنت في الواحدة والعشرين، ركبت دراجة إلى الولايات المتحدة. كنت أبحث عن شبح دين موريارتي. بعد ذلك جاء [لورانس] فيرلنجيتي، [ريتشارد] براوتيجن، [كِن] كيسي. ثم عرفت من كان عليّ أن أعرفه منذ زمن، جويس. المثير للسخرية، أنني احتجت للذهاب إلى أمريكا لمعرفة كاتب أيرلندي. ومن وقتها اكتشفته وأعدت اكتشافه مرارًا. عوليس هي العمل الأدبي المتكامل حول خلاصة التجربة البشرية. في كل مرة أقرأها، تتركني منتبه ومسلوخ عن جلدي. مؤخرًا واتتني فرصة رؤية نسخة أولى نادرة. حين فتحتها، سقطت قطعة ورق صغيرة جدًا منها. لا أحد كان ينظر، ليس حتى كيرواك. فوضعتها على إصبعي وفعلت ما سيفعله أي شخص آخر: أكلتها.
-كولوم ماكان في مجلة GQ.
معارض: هناك بصمتان كبيرتان واضحتان لعدم الكفاءة الأدبية على عوليس تُظهران دقة متحذلقة حول الحرف ولا حسية حول الروح يمكن أن يضللاه بجموح حتى لو ظل مخلص للكلاسيكية. أنه م.فاليري لاربود أول من لاحظ أن عنوان العمل العظيم لم يُضع فقط لجعله أكثر صعوبة، لكن هناك توازي بين وقائع الأوديسة ووقائع عوليس: أن ليوبولد بلوم هو عوليس، ستيفن ديدالس هو تيليماكس، ماريون بلوم هي بينولوبي، مكتب الجرائد هو كهف الرياح، والأخ هو مكان الموتى، وهكذا. هذا الإدراك يُغرق مُحبي السيد جويس في نشوات عميقة لا يخرجون منها بشكل كافي لطرح سؤال: ما أهمية ذلك التجانس بحق الجحيم؟
…
التشويش، يجب أن نقول أن عرض الكلمات بطريقة مختلفة عن الترتيب المنطقي لها، هو وسيلة حقيقية وليست مجرد حالة، وبينما هي مناسبة لمناقشة حالة خاصة، وهذه الحالة الخاصة بالتأكيد موجودة في عوليس. لكن للأسف فإن السيد جويس يطبق تلك الوسيلة ليس فقط على هذه الحالة بل على أشياء أخرى كذلك.
-ريبيكا ويست، “الحالة الغريبة لجيمس جويس” بوكمان، عام 1928.