تمتّعت مدينة يافا بعائلة من القرى المحيطة بها التي وفرت لها ظهيرًا من القوة ومساحة من العلاقات الاقتصادية والاجتماعية. وبالمقابل شكلت يافا لهذه القرى المدينة الأم التي جعلتها تنعم بمستوى ثقافي مشهود له بشكل لافت. أضف إلى ذلك، أن عدداً من القرى والبلدات القريبة من يافا تلاصقت مبانيها مع أحياء يافا لدرجة أن بعض المسؤولين فيها نادوا بضمها إلى منطقة نفوذ بلدية يافا، كبلدة “سلمة” التي هي عنوان وموضوع مقالتنا لهذه الحلقة من سلسلة “مواقع النكبة”. هذا التلاصق يُبيّن مدى توسًّع ونمو وتطوُّر يافا وقراها القريبة منها. وبالتالي شكلت بدايات لمتروبولين آخذ بالتشكُّل. ومن القرى والبلدات القريبة من يافا: “الخيرية”، “العباسية”، “بيت دجن”، “يازور”، “كفر عانة”.
موقع “سَلَمة” وأهميته
تقع “سَلَمة” إلى الجهة الشرقية من مدينة يافا، وتُعتبر أقرب قرية إليها، تبعد عنها مسيرة خمسة كيلومترات فقط. وتتداخل بينها وبين مدينة يافا الأطراف الجنوبية لتل أبيب كبرى المستعمرات الصهيونية، وكذلك مستعمرة هاتيكفا. ويقع نهر العوجا (اليركون بالعبرية) إلى الشمال من سلمة على بعد نفس المسافة التي بينها وبين يافا المدينة. وينبع نهر العوجا من رأس العين شرقًا، بالقرب من بداية سلسلة جبال فلسطين الوسطى، التي تقع في بدايتها بعض القرى العربية مثل: مجدل يابا، المزيرعة، قولية، الطيرة، دير طريف، بيت نبالا، الحدَيثة وغيرها من القرى العربية المنتشرة على بداية سلسلة هذه الجبال. ويصب نهر العوجا في البحر الأبيض المتوسط شمال مدينة يافا ببضعة كيلومترات، بعد أن يجري في سهل منبسط. وتقع بلدة سلمة على الضفة الجنوبية لذلك النهر ويُحيط بها عدد من المستعمرات الصهيونية كالسور الخانق، إذ يحدُّها من الغرب هاتيكفا، والأطراف الجنوبية لتل أبيب ومستعمرة نيتر، ومن الشمال مستعمرة مونتفيوري ومستعمرة سارونا الألمانية، ومن الشمال الشرقي مستعمرة رامات غان وتل لفينسكي. وهكذا شكلت هذه المستعمرات حلقة خانقة لقرية “سلمة” وغيرها من البلدات العربية الفلسطينية القريبة من يافا. ولما سقطت سلمة بيد الصهيونيين وهُجّر أهلها ضُمّت إلى تل أبيب ولم يعد لها أي وجود مطلقًا، سوى شارع يحمل اسمها.
مساحة وأراضي القرية
كانت مساحة أراضي القرية في العام 1897م نحو 8043 دونما. أما مساحة اراضي سلمة فبلغت 6782 دونما، منها 264 دونما للطرقات، و114 دونما أقيمت عليها بيوت الأهالي والمؤسسات الخدمية في البلدة. وتسرّب لأيدي اليهود قرابة 885 دونما بيعت بتوسط سماسرة مأجورين لهذه الغاية.
الأرض مصدر الحياة
عمل أهالي سلمة بزراعة الحمضيات، حيث انتشرت بياراتهم في المنطقة وشكلت مصدر رزق أساسي لهم. كما أنّهم زرعوا مساحات قليلة بالحبوب كالقمح والشعير والترمس والسمسم وأيضًا الخضراوات البعلية والبطيخ. واستفاد أهالي سلمة من خبرة سكان قرية (أو مستعمرة) سارونا الالمانية خصوصًا في طرق التسميد والري. وتمّ تصدير قسم كبير من حمضيات سلمة إلى أوروبا في صناديق خشبية عبر ميناء يافا.
الاسم “سلمة” مصدره ومعانيه
أمّا مصدر الاسم “سَلَمة” فيُشير أهالي القرية إلى أنّه منسوب إلى الصحابي سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي، وهو أخو أبو جهل عمرو بن هشام وابن عم القائد الفذ سيف الله المسلول خالد بن الوليد. وخرج سلمة في خلافة أبي بكر الصديق مع الجيوش الإسلامية إلى بلاد الشام مقاتلا وقيل أنّه استُشهد في معركة مرج الصفر سنة 14 هجرية، في أوائل خلافة عمر بن الخطاب، وقيل إنّه استُشهد في معركة اجنادين سنة 13 هـ قبل وفاة أبي بكر، والقول الأول أرجح، لأنّه يقال بأن موقع معركة أجنادين هو بالقرب من بلدة بيت جبرين في قضاء الخليل، ولا يُعقل أن يكون نقل جثمانه من هناك كل هذه المسافة ليدفن في بلدة سلمة بينما يُشير مكان استشهاده (المشهد) والقريب من بلدة سلمة بأنه استشهد في معركة مرج الصفر على القول الغالب عن مكان استشهاده، وقد يكون اسم مرج الصفر هو الاسم الذي كان يطلق على السهل الممتد من أمام بلدة سلمة وحتى نهر العوجا، حيث كانت تدور معظم المعارك الطاحنة على ضفاف البحيرات والأنهار وينابيع المياه لحاجة الجيوش الماسة إلى الماء.
شهادة الآثار والتاريخ
تؤكد المكتشفات في بلدة سلمة والجوار أن البلدة قد أُقيمت على أنقاض بلدة أو بلدتين كنعانيتين، حيث أنّ الحجارة القديمة المتناثرة كانت منتشرة في مواقع البلدة، خاصة المنطقة المحيطة بمسجد البلدة وضريح الصحابي سلمة بن هشام، وقد استعان أهالي بلدة سلمة في بناء بيوتهم القديمة بتلك الحجارة، كما كان يوجد في الشمال الشرقي من البلدة بالقرب من مقام ولي الله الشيخ حسن، وبين بيت ابناء المرحوم مصطفى على صالح، كهوف ومغاور وآثار فخارية ومعالم حياة قديمة، تؤكد جميعها أنّ هذه الأماكن كانت مأهولة سابقًا، بأقوام سكنوا وعاشوا في هذه الديار قبل نشؤ بلدة سلمة بآلاف السنين.
وتعرّضت سلمة إلى عمليات هدم عدة مرات، من أبرزها أثناء الحملات الصليبية حيث تضررت معظم منازلها، كما جرى ليافا المدينة الرئيسية نفس الشيء. وأيضًا شارك اهالي سلمة لاحقًا في التصدّي لحملة نابليون الفرنسي في أواخر القرن الثامن عشر، وقُتِل منهم المئات. وشهدت سلمة تجديد عمرانها زمن حاكمية محمد أبو نبُّوت حاكم يافا بين 1807 – 1818 حيث أعاد إعمار يافا والقرى المجاورة ومنها سلمة.
مبادرات اقتصادية
أسس أهالي سلمة عددًا من الشركات التجارية والاقتصادية لخدمة مصالهحم ومن بينها: شركة سيارات سلمة المساهمة المحدودة لصاحبها مصطفى أبو النجم التي كانت تنقل المسافرين من أهالي البلدة إلى القرى المجاورة وإلى يافا وتل أبيب. كما كان للشركة ذاتها خطوط نقل من قرى أُخرى إلى مطار اللد وغيره من المواقع. وشركة الألبان العربية الحديثة. شركة سلمة للغزل والنسيج. مطاحن الحبوب. شركة سلمة للتموين والتجارة. ومشاريع شبكة مياه الشرب. وتمّ تسويق معظم منتجات سلمة في القرى المجاورة لها بما فيها المستعمرات الصهيونية، وأيضًا في الأحياء اليهودية في جنوبي مدينة تل أبيب، بالإضافة إلى أسواق مدينة يافا.
مساهمة فعّالة في الحياة السياسية والنضالية
ومن المؤسسات أو الجمعيات التي عملت ونشطت في سلمة: “جمعية العمال العريبة الفلسطينية” التي أسسها سامي طه في حيفا، كان لها فرع في سلمة. ومنظمة “النجّادة” التي أسسها المحامي محمد نمر الهواري. ومنظمة “الفُتُّوة” التي أسّسها جمال الحسيني لمواجهة النجادة وكان لها فرع في سلمة. نادي شباب سلمة الرياضي. شعبة الأخوان المسلمين بتأثير من مصر، وتأسست فروع للأخوان في عدد من المدن والقرى، ومن بينها سلمة. منظمة الشباب. وكان للبلدة مجلس قروي تمثّل فيه رؤساء العائلات المركزية والكبيرة في البلدة، ومنها: سويدان، صالح، ابو نجم، حمّاد القبالي، الغزاوي، ابو اصبع، صقر ، ابو ربيع، آل رمّاحة، آل الشافعي، آل أبو شنب، آل عرفة، آل السمساوي…
نمو سكاني لافت
كان عدد سكان سلمة في العام 1596 م نحو 85 نسمة. وآرتفع في العام 1871م إلى نحو 385 نسمة. وبلغ عدد سكان سلمة في عام 1922: 1187 نسمة، وارتفع في العام 1931 ليصل إلى 3691 نسمة. ووصل العدد في العام 1945 إلى 6670 نسمة. وكانت سلمة أكبر قرية في قضاء يافا في فترة الانتداب البريطاني.
المشهد الثقافي
وكان في سلمة مدرستان حكوميتان: واحدة للبنين وأخرى للبنات. تأسست مدرسة البنين في عام 1920 وعلّم فيها معلّم واحد فقط. وفي العام الدراسي 1941/1942 أصبحت ابتدائية كاملة وفيها أكثر من 500 طالب، يعلمهم عشرة معلمين. وتأسست في هذه المدرسة فرقة مدرسة سلمة الموسيقية بجهود مديرها رمزي الدردنجي. ودرب وقاد الفرقة خير الدين بشناق. وشاركت الفرقة في إحياء مناسبات مدرسية واجتماعية ومهرجانات في البلدة وخارجها. أمّا مدرسة البنات فتأسست في العام 1936 والتحقت بها 121 طالبة من بنات القرية.
وتأسّست في القرية مدارس أهلية أو خاصة، وهي: “مدرسة الشيخ أحمد الطيبي” وكان يعرف بـ “الخوجا”، وهو إمام البلدة. وتأسست هذه المدرسة في العهد العثماني وظلت قائمة إلى ما بعد افتتاح المدرسة الحكومية في عام 1920. وتناقل عدد من رجال الدين في البلدة ملكية المدرسة إلى أيديهم. وأغلقت المدرسة نهائيا في الأربعينيات. أمّا المدرسة الأهلية الثانية فهي: مدرسة الشيخ مرشد سعادة. ونشأت في العشرينات من القرن الماضي. وبلغ عدد الطلاب المنتسبين إليها ما بين 50 إلى 70 طالبًا. وتميزت المدرسة بأنها كانت تحتضن كل من رسب في المدارس الحكومية وتم فصله عنها، فكانت المدرسة مساهمة في إيواء هؤلاء وتدريبهم للمستقبل منعًا من مكوثهم في الشوارع والأزقّة واللجوء إلى الآفات. أمّا المدرسة الأهلية الثالثة فكانت: مدرسة الاستاذ عبد الحميد المصري: تأسّست في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي. وانتسب إليها أكثر من 130 طالبًا. وكانت هذه المدرسة تسير في خطة متقدمة من التدريس والاهتمام بالطلاب الضعفاء وإثراء معلوماتهم. وبقيت ناشطة حتى احتلال سلمة بيد الصهيونيين.
في مواجهة العدوان الصهيوني
تعرّضت القرية بعد صدور قرار تقسيم فلسطين في نهاية العام 1947 إلى سلسلة هجمات من المستعمرات الصهيونية المحيطة، إلاّ أنّ الأهالي صمدوا ودحروا كل هذه الهجمات. واشتركت النساء في صمود القرية والتصدي للهجمات الصهيونية عليها. وهاجم أهالي سلمة ردًّا على هجمات اليهود، مستعمرة هتيكفا ودحروا حاميتها، وسلّموا أطفالها إلى الانجليز دون أن يُلحقوا بهم أي أذى. واقتحموا مستعمرة شابيرو وألحقوا أضرارًا بالغة فيها، إلى أن تدّخل الجيش البريطاني فأخلاها واستشهد من العرب ستة عشرة منهم شهيدتان. وساهم في دعم جهاد سلمة أهالي من مدينة اللد وقرية العباسية. وبالرغم من حصار اليهود والإنجليز للمنطقة بقي أهالي سلمة صامدون إلى أن سقطت يافا، عندها نفذت الذخيرة وضعفت المعنويات وازدادت عمليات الإجرام التي نفذتها العصابات الصهيونية بحق العرب الفلسطينيين، عندها بدأ أهالي سلمة والقرى المجاورة بترك مواقعهم. ولم يجرؤ اليهود على دخول سلمة وغيرها من القرى بالرغم من أنها كانت خالية من سكانها، إلاّ بعد أنْ تأكدوا فعلاً أنها خالية. وسلمة اليوم هي كفار شاليم أحد أحياء مدينة تل أبيب التي اقتنصت يافا وقراها وأبادتها عن الوجود.
سقوط “سلمة”
سقطت سلمة بيد الاحتلال الصهيوني في 22 نيسان 1948 في عملية حميتس ودخلتها وحدات من لوائي الكسندروني وقرياتي. وتمّ توطين مئات العائلات اليهودية المهاجرة في بيوت أهالي سلمة بعد ترميم ما دمر منها. وكذلك استولت هذه الوحدات على ما تركه الأهالي من ممتلكات تُقدّر قيمتها بمئات ألوف الجنيهات الاسترلينية. وبلغ عدد اليهود الذين تمّ توطينهم في سلمة زهاء خمسة عشرة الفًا. ومع مرور الزمن تمّ إقامة حارات جديدة على أراضي سلمة ومنها: رامات شيكما ورامات حين. وبالتالي اختفت “سلمة” بين هذه الأحياء.
المعالم الدينية
١- مسجد ومقام سلمة: يقع في المركز الشمالي من القرية قريبًا من مقام “سيدنا سلمة”، ومساحته مع المقام والأرض التي من حوله 11551م²، ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر. يُروى أنّ القائد أبو نبّوت عندما حاصر مدينة يافا تمهيدًا لفتحها، مرّ بموقع بلدة سلمة، فوجد ذلك الشيخ المبارك الذي كان يقوم على خدمة ضريح سيدنا سلمة، وهو جد الشيخ صالح الموسى ابو ربيع، فقال له يا شيخ: ادعُ لي بأن ينصرني الله على عدوي، فقال له الشيخ: أتعدني إن دعوت لك ونصرك الله على عدوك بأن تبني هذا الضريح. فقال أبو نبوت: أعدك يا شيخ بذلك وبأكثر منه. وبالفعل فقد انتصر محمد أبو نبوت على عدوه، محمد باشا أبو مرق حاكم يافا المخلوع من قبل السلطان العثماني. وفعلاً وفَى أبو نبوت بما وعد به الشيخ، فبنى مسجد سلمة، وأقام قبة جميلة على ضريح الصحابي سلمة، وبنى سورًا جمع المسجد والضريح والقبة وحرم المسجد، وحفر بئرًا تتجمّع فيه الأمطار في فناء المسجد ليتوضأ منه المصلون، وأرّخ ذلك العمل على بلاطة رخام، وضعها في أعلى باب العليّة التي أقامها فوق بناء المسجد، حيث كان الآذان يُرفع منها في الأوقات المختلفة.
وجدير ذكره أنّ حجارة مقام ومسجد سلمة هي من نفس حجارة المسجد المحمودي الذي بناه أبو نبوت في مدينة يافا وأيضًا السبيل الذي يحمل اسمه.
وببناء المسجد والضريح وإقامة بئر ماء الشرب في بلدة سلمة تهيأت كافة الظروف والأسباب لإعادة إعمارها، والعودة لسكناها ثانية، وبالفعل فقد بدأ قسم كبير من الأهالي الذين كانوا هجروها خوفًا من الحروب المتتالية التي كانت تدور رحاها في المنطقة، وتشردوا بعيدًا عنها، من الانتقال للعيش في ذلك المكان، وانضمت إليهم جماعات أخرى خاصة مصرية وافدة عبر السنوات، وعلى وجه الخصوص أثناء حملة إبراهيم باشا على بلاد الشام.
٢- مسجد الأفغان في سلمة. وبُني هذا المسجد في العام 1927م على نفقة أبناء الجالية الأفغانية الساكنة في سلمة. وتبلغ مساحته 14 م طولا من الشرق إلى الغرب و7 امتار عرض. المسجد مبني من الحجر البلدي. له بابان من الشمال وستة شبابيك من الجهات الأخرى عدا الغرب. وبجوار المسجد بئر ماء.
٣- جامع ثالث: لم نتوصل إلى اسمه. وقائم في أرض القواس الوسطاني ومساحته 900 م².
٤- مقام نعيم بن عبدالله النحام. وهو مدفون في مقبرة النحام.
٥- مقام حسن: مقامه إلى الشمال الشرقي من بلدة سلمة وقد كانت إلى جانبه جميزة ضخمة، اجتمعوا تحتها للتحكيم بين الناس. بالقرب منه أقام اليهود مؤسسة “بيت إفعال”.
٦- مقام المغازين: مقامهم إلى الغرب من سلمة، قريبا من مقبرة طاسو، ويرتفع المقام 53م عن سطح البحر وهو إلى جوار مسجد سلمة.
٧- مونس: مقام له قبة، وتسميه دراسة بعثة صندوق اكتشاف فلسطين “مُعنِّس”، والتي تعني الصخرة.
٨- مقبرة سلمة: تقع إلى جوار المسجد. وتعرف باسم مقبرة الشهداء، مهجورة وهدم جزء كبير منها تمهيدا لإقامة حارة يهودية باسم”كفار شاليم”.وتقع في بلوك رقم 6129 قسيمة 94 ومساحتها 8106 مترا.
٩ مقبرة أخرى: ومساحتها 5245 مترا. أيضا إلى جوار المسجد المذكور. وهدمت هي الأخرى بهدف إقامة متنزه عليها. بالإضافة الى وجود مقابر عائلية أزالتها شركات اسرائيلية متجاهلة حرمتها.
١٠- ضريح اسلامي وأرض تابعة له ومساحته 11551م.
خاتمة لا نهاية
كان من المأمول لـ “سلمة” أن تنمو وتزدهر بسرعة بفضل مبادرات كثيرة قام بها أهاليها الذين تمتعوا بروح انفتاحية واستعداد لنقل القرية إلى مصاف المدن الحديثة. وإن فكرة ضمها الى مدينة يافا والتي رآها بعض من أهاليها خطوة ايجابية، في حين اعتبرها آخرون أنها خطوة نحو ابتلاع القرية بمدينة كبيرة وعريقة، لم تخرج إلى حيز التنفيذ لتبقى “سلمة” مستقلة إلى جانب عدد آخر من أخواتها قرى يافا. وبالرغم من عمليات الإبادة التي تعرضت لها القرية لدرجة اختفاء معالمها عن وجه البسيطة، إلا أنها لا زالت باقية في الذاكرة الفلسطينية ووجدان أهلها المنتشرين في مخيمات ومواقع اللجوء الفلسطيني في الوطن وخارجه. والأمل كبير بالعودة، فالعودة حق ولا يجوز التنازل عنه.