في شوارع الرب
يخطر لي أحيانا
أن أبيد فقراء هذا العالم، ثم أنتحر؛ لأنني فقير
/
أمس دللت أحدهم على مكان ما في بيروت، شكرني وراح يبتعد نحو وجهته،
وأنا بقيت واقفاً في مكاني أفكر:
أين عساي أن أذهب.
/
الذي سئم من الواقع ينقذه الشرود،
والذي سئم من الجلوس يستلقي
بينما، ينهض الشخص المستلقي ثم يمشي
ويتوقف السائر قليلاً،
ماذا أفعل أنا؟ وأين أذهب؟
وقد استنفدت كل تلك الحلول.
/
أراقب السيارات الجميلة،
ولم أركب يوماً سوى خيالي،
في شوارع الله المزدحمة
أسير وحيداً
فارغَ اليدين،
وهذا الحزن ينهش قلبي كطفل جائع.
آمل أن يكون خللًا في عيني،
وليست قسوة حقيقية، تلك الموجودة بكثرة في الحياة.
سوء فهم
أحاول فهم حياتي التي تتغير كل يوم،
وهذا يشبه محاولة
إطفاء حريق الغابة بمقشة
أعيشها،
كمن يقود شاحنة تعطلت فراملها وهي بأقصى سرعتها،
أجهل أين سأتوقف
وبماذا سوف أصطدم؛
لكنني أعرف جيداً
أن النهاية سوف تكون وخيمة.
/
لست أنا المنهك فحسب؛
أشعر أن الأشياء التي أفكر فيها منهكة هي الأخرى.
نوستالجيا
انتزعت يدكِ من قلبي،
وكل الكون لم يسد الفراغ الذي خلَّفَته.
/
كنتُ بطل أحداث حياتي إلى أن غادرتِها،
وها أنا الآن أعيش فيها “كومبارس” دوره ضئيلٌ وباهتٌ جدًا،
لدرجة، حتى استبعاده لن يُحدِث فرقًا في المشهد.
/
إذا حدث ولَمحنا علاقتنا في مشهد قصير سيكون كالآتي: أنت تسعون ألف امرأة مضغوطة في امرأة واحدة، وأنا عليّ أن أجلس أمامك بجسمي الهزيل وذاكرتي المتعبة ثم أخبرك ببرودٍ: أن سبب ارتجاف يدي هو التفكير المستمر والتدخين، بينما السبب الحقيقي اللعين هو أنت.
/
معادلتنا بسيطة؛
أعرف أنك كون شاسع، وتعرفين أنني ذرة غبار.
/
كاليد المكسورة لا يمكن تجاهلك
كالخسارات الفادحة، أي شيء يقال أمامك سخيف.
كالجمرة تقبعين في ذاكرتي،
وهل يبقى في الذاكرة سوى أشياء وقعها بالغ الألم؟
وإلّا لاستطعنا أيضا قهرها بالنسيان
/
مسترخية قرب الموقد
تحاولين بصعوبة تذكر متى التقينا آخر مرة، وتفاصيل أخرى هامشية، ملامحي مثلًا،
وجهي النحيل، رجفة يدي،
معتقدة أنني أرقد بسلام بعيدًا،
بينما أنا هنا
بجانبك،
قريبا منكِ.
أنا الموقد!