رحل الشاعر التشيلي عن عالمنا في ٢٣ من هذا الشهر، عن ١٠٣ أعوام، وهذه نصوص اختارها وترجمها عن الإنكليزية تحسين الخطيب
أنا مكتشفُ غابريلّلا مسترال
فلا أحدَ قَبْلِي كان يعرفُ كُنْهَ الشّعر
رياضيٌ أنا: أركض مئات الأمتار
في لمح البصر.
***
أخبرتُ تشي غيفارا: “بوليڤيا، كلّا”
***
اِجعلوني حارسَ المقابر
***
ليسَ خارجَ الدائرةِ إلّا أمداءٌ هائلة من الحريّة
***
الصّليبُ الآنَ طيّارةٌ
امرأةٌ تفرّج ساقيها
***
نساءٌ كثيراتُ الشّعر يركضن عرايا
***
عاصفة كهربيّة تضرب
تصل ذروتها على شاكلة امرأة مصلوبة
***
يبدو الموتى متعبين
يغطّي الثرى أقدامهم
دون أن يغادروا قبورهم
يتكلّمون بحماسٍ فيما بينهم
كرياضيّين في الحمّام.
***
الشيء الوحيد الذي يسمحون لنا بفعله
أن نتعلّم كيف نحكي على نحوٍ صحيح
***
أستيقظُ بوجهٍ كسحابةٍ تبرقُ وترعد.
***
من الصعب الإيمان بإلهٍ
يترك مخلوقاته
وحدها
تحتَ رحمة عُباب الهَرَم
وجميع العِلل
ناهيكَ عن الموت.
***
أيها الشعراء الشباب
اكتبوا كيفما تريدون
وبأيّ أسلوب تشاءون
فكثير من الدم جرى تحت الجسر
***
السّقمُ
والشيخوخة
والموت
يرقصون
كعذارى بريئات
حول بحيرة البجع
نصف عرايا
ثملات
بشفاههنّ المرجانيّة الدّاعرة
***
الحقيقة خطأ جماعيّ.
***
مِن سُحبِ الإفطار الرعديّة
إلى رعد الظهيرة
إلى برق العشاء.
***
واجبُ الشاعر
أنْ يتفوّق على الصفحة البيضاء
أشكّ في أنّ ذلك ممكنٌ.
***
يجازفُ
المسافرُ الذي ينظر خلفه
بألّا يلحقه ظلُّه.
***
لا أعرف حقّاً ما الذي يجري
فإمّا أن تساعدني
أو تطلق رصاصةً على رأسي.
***
لعلّنا في الجحيم
ولا بُدّ أنّ كنيسة
تحت ذلك الصّليب.
***
لقد أساء القساوسة
في الأزمنة الحديثة
كفايةً إلى مسائل الدّين.
***
الهواءٌ ثقيلٌ ثقيل
حتّى إنّهم يُقطّعونه بالسكّين.
***
الخَلْقُ قضيّة خاسرة
ولكنّني لن أجلس هنا فاردًا ذراعيّ
وأواصل ترديدَ نشيدي
***
المتقاعدون بالنسبة إلى الحَمَام
كالتماسيح بالنسبة إلى الملائكة
***
مِنَ الواضحِ كفايةً
أنّها ليستْ ندوبًا التّجاعيدُ
***
لا سِيَرَ للشّعراء
***
اللهُ صديق طيّب للفقراء
***
الموتُ عادةٌ جماعيّة
***
إنّهُ ليلٌ، ولكنّهُ ليسَ كاللّيلِ
وإنّه نهارٌ، ولكنّهُ ليسَ كالنّهارِ.
***
حدّق جيدًا وسوف ترى
بأنني أضحكُ دمًا ودموعًا.
***
تُغنّي قصائدنا عن مآثر
الأبطال،
وليس عن خطايا
كيوپيد في سرير ڤينوس.
***
ليسَ الجسدُ إلّا حقيبة من ترابٍ
ترابِ التّراب— ترابِ الدّود.
***
يا حَمَلَ الله الذي يحمل خطايا العالم
كَمْ تفّاحةً في الفردوس.
***
أنا الشخص ذاته في مكانين مختلفين
***
دمُ قمرٍ وضيع
يتقاطر
في حديقة غطّاها الثلج.
***
خلق الله العالم في سبعة أيّامٍ
وأنا دمّرته في لحظة واحدة.
***
لستُ من أهلِ اليسار ولا من أهلِ اليمين
إنّني أكسّر القوالبَ، فحسب.
***
كلمةٌ تتغوّط على الپيانو.
***
يا الطّائرَ بفمٍ طافح بالرّيش!
***
جوازُ السّفر رمزٌ قضيبيّ.
***
لا أريد أن أرانِي
في مرايا مرشوشة بالدّم.
***
سيّداتي، سادتي
هذه كلمتنا الأخيرة
(كلمتنا الأولى والأخيرة)
لقد هبطَ الشعراءُ من الأوليمپوس.
***
ليس الشاعرُ خيميائيّاً
الشاعرُ كباقي البشر
بنّاءٌ يشيّد جداره:
صانعُ أبوابٍ ونوافذ.
***
هذه رسالتنا الأخيرة.
نشجب الشاعر السماويّ
الشاعر الصّرصار
الشاعر الذي ينذر نفسه للكتُب.
***
نتبرّأ من
شِعر الكؤوس الدّاكنة
شِعر السّيف والرداء المطروح فوق الكتفين
شِعر القبّعة المُريّشَة
ونقترح عوضًا عنه
شِعر العين المُجرّدة
شِعر الصّدر الطافح بالشّعر
شِعر الرأس الأصلع.
***
يتوجبُ على الشِّعر أن يكونَ:
صبيّةً في حقل من الحنطة—
أوْ لا شيءَ أصلًا.
***
على الشّعر أن ينبع من ثورة الأفكار—
شِعر الدائرة السرمديّة.
***
مَن يخافُ الشّعرَ، بعد كلّ شيء.
***
كانوا يجنحونَ
إلى شِعر الشّفق
شِعر منتصف الليل
وكنّا نجنحُ إلى
شِعر الفجر.
هذه رسالتنا:
تنتمي أنوارُ
الشّعر إلى الجميع
فالشعر يعتني بنا كلّنا.
***
ندينُ
شِعر الآلهة التافهين
شِعر البقرة المقدّسة
شِعر الثور الغاضب.
***
ضدّ
شِعر الغيوم
نُعِدُّ شِعر اليابسة
أيتها اليد الباردة، أيها القلبُ الدافئ)
فنحن، بلا ريب، أهلُ يابسةٍ)
ضدّ شِعر المقاهي نُعِدُّ
شِعر الهواء الطّلق
ضدّ شعر غرفة الرّسم:
شِعر الساحة العامّة
شعر الاحتجاج الاجتماعي.
***
أنا راعي الجحيم،
الملاكم الذي غلبه ظلّه.
***
أنا الشيوعيّ، أنا الرجعيّ،
أنا جامعُ قطع النقود القديمة
***
الاستمناء بدلًا من الانتحار
***
البدر عانةُ السماء
***
ضع إكليلَ وردٍ
على قبر شاعر مجهول.
***
أنتمي إلى عصر الأفلام الصامتة.
***
السيّارة كرسي متحرك.
***
وحده الموت يقول الحقيقة.
***
أنعسُ حين أقرأ قصائدي
حتى لو كُتبتْ بالدم.
***
أحلم بالنساء طيلة الليل.
***
أنا واحدٌ من أولئك الذين يُحيّون عربةَ نقل الموتى.
***
كلّ شيء في الشّعر مباح.
***
الأفق طافح بالصّلبان.
***
احلبِ البقرةَ
وانثرِ الحليب في وجهها.
***
أتسّكع مع الجَمال
فالبشاعة تؤلمني.