اختتم مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” دورته السادسة ليلة أمس الأربعاء بالإعلان عن أسماء الفائزين بمسابقة “طائر الشمس الفلسطيني”. هذه الجائزة تقسم إلى ثلاث فئات: فئة الأفلام الوثائقية، فئة الفيلم القصير وفئة الإنتاج. وقد تم اختيار ثلاث لجان تحكيم تختص كل منها باختيار الفيلم الفائز عن كل فئة.
عن فئة الفيلم القصير فاز فيلم “إجرين مارادونا” للمخرج فراس خوري، وقد أشارت لجنة التحكيم المكونة من شيرين دعيبس، وفاطمة شريف وادواردو جويلو إلى الفيلم بالقول: اخترنا هذا الفيلم لأن المخرج استخدم أسلوباً بصرياً مميزاً جداً، استطاع جذب جمهور عالمي، والقصة رغم كونها قصيرة إلا أنها مؤثرة وعظيمة بنقل رسالة الاستمرار وعدم الاستسلام، رسالة مهمة جداً لنا في فلسطين اليوم.
عن فئة الفيلم الوثائقي فاز فيلم “أرواح صغيرة” للمخرجة دينا ناصر، وقد أشارت لجنة التحكيم المكونة من ديما أبو غوش، بيير اليكس شفيت وماتيه هوفمن ماير إلى الفيلم بالقول: قبل الإعلان عن اسم الفيلم الفائز نود الإشارة إلى فيلم استمتعنا بحضوره، فيلم أسرنا بحميميته وخفة ظلّه. في هذا الفيلم وجدنا رغبة أصيلة وتصميم لدى المخرج لمشاركة جمهوره بواقع قريب منه بسلاسة وصدق وعفوية، يسرنا الإشارة الى فيلم “ناطرين فرج الله” من إخراج نضال بدارنة.
لم يكن اختيار الفيلم الفائز سهلاً، هناك أكثر من فيلم أثر بنا ولامس عقولنا وعواطفنا بشكل جميل. لقد نجحت المخرجة بخلق علاقة ثقة وحميمية مع الشخصيات الجميلة في الفيلم وعرض ظروف حياتهم بصدق وحساسيّة. فالفيلم يقدم صورة حقيقية مليئة بالحزن والفرح والظروف القاسية التي تعيشها الشخصيات.
أما عن فئة الإنتاج فقد فاز مشروع المخرج بلال الخطيب “فلسطين 87” بالجائزة التي تشمل 10 آلاف دولار وتوفير معدات تصوير من قبل “فيلم لاب” وتوزيع الفيلم من قبل شركة “ماد سولوشينز”.
عن سبب اختيار مشروع “فلسطين 87” قالت لجنة التحكيم المكونة من تانيا الخوري، إيهاب عسل وشيماء بو علي: لم يكن الاختيار سهلا من بين 11 مشروعًا كلها جميلة وقوية، ومختلفة جدًا بمحتواها. لكن في نهاية الأمر اخترنا فيلماً يحمل فكرة مختلفة وجديدة لمخرج موهوب، قصة تجسد فترة مهمة من تاريخ فلسطين، وشخصياتها مؤثرة، نحن على ثقة بأن الفيلم سيكون قوياً ومضحكاً في الوقت ذاته.
هذه الجائزة تبلغ من الأهمية الكثير كونها المنصة الوحيدة التي تتيح لمشاريع أفلام أن ترى النور، وتجمع الجائزة فيما تجمع ريع التذاكر التي تشترى من قبل الجمهور خلال أيام المهرجان.
كان لـ “رمّان” حديث مع عضو لجنة التحكيم المصوّر إيهاب عسل، الذي تحدث عن صعوبة الاختيار، وعن كيفية وصعوبة قراءة الفيلم المتميّز وهو لا يزال على الورق.
ليس من السهل اختيار فيلم في مرحلة الفكرة.
لم يكن من السهل اختيار مشروع واحد من 11 مشروع مرشح، لكن الاختيار مرتبط بالفكرة الأكثر نضوجاً والتي تضم عوامل تبشر بفيلم قوي. قدرة الحكم على رؤية هذه الفكرة كفيلم ليس سهلاً، لأن العمل فيها يحتاج جهدًا أكبر في القراءة ومشاهدة أعمال سابقة للمخرج. عند القراءة نبني توقعات وهذا مهم أن يعرفه الفائز.
ما هي القيمة الإضافية لهذه المنافسة؟
أنا أود أن أؤكد هنا على أهمية هذه الجائزة الفريدة للمخرجين الشباب، صحيح أن الميزانية ليست كبيرة، لكن هناك معدات متوفرة وتوزيع للفيلم وهذه فرصة لا تتوفر غيرها في فلسطين. هذه الجائزة هي باب للمخرجين من الضفة الغربية والداخل وغزة وحتى الشتات. كيف يمكن لمخرج من غزة مثلاً أن ينتج فيلمًا إذا لم نوفر له منصة؟ كيف يمكن أن يتوجه مخرج شاب من فكرة رائعة لصناديق خارج البلاد إذا لم نوفر له هنا في بلاده إمكانية إنتاج فيلم أول يكون نوع من السيرة الذاتية التي تفتح له أبواب العالم؟
كيف يمكنك الحكم على نص (فكرة فيلم)؟ إلى أي مدى يلعب الخيال دوراً في اختيارك؟
كي نتمكن من اختيار المشروع الفائز قمنا بوضع 5 مواصفات يجب أن تتوفر فيه. ليس من السهل أن تجتمع لجنة التحكيم على مشروع واحد، هناك مراحل صعبة وتحتاج إلى الكثير من التفكير والنقاش. لأنّي مصور، هذا يحتاج مني إلى جهد في تصوّر التنفيذ لأني أرى صوراً، وخبرتي في صناعة الأفلام على مدار 28 عامًا طوّر لدي قدرة التعامل مع التصوير كرؤية حياة، وفلسفة وعلم اجتماع ومساحات من التعبير وتجربتي هنا مؤسسة على تجاربي السابقة وتساهم في كيفية حكمي على السيناريو.
بعد اختيار الفائز هل يمكن للجنة التحكيم تقديم توصيات للمشاريع التي لا تزال تحتاج إلى العمل والتطوير والتحسين؟
هذه نقطة مهمة جداً. بالنسبة لي، أنا أؤيد أن يسأل أصحاب المشاريع ويعرفوا نقاط ضعف العمل الذي قدموه، أو الاستماع لملاحظات تساعد على تطوير المشاريع. جزء كبير من المشاريع التي لم تفز لديها كل المقومات لتكون أفلاماً جيدة جدًا مستقبلًا.