العزلة أو سلاماً أخي الهيكيكوموري

Nighthawks, 1942, by Edward Hopper

كمال الرياحي

روائي من تونس

فهل سيقودنا هذا العزل القسري اليوم إلى الجنون لأننا فقدنا الآخرين أم سيجعلنا نكتشف ذواتنا وطاقتنا الحقيقية لأننا تخلصنا من هؤلاء الآخرين؟ هل ستخلق منا العزلة بيسوا أم فريدا كاهلو؟ 

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

16/04/2020

تصوير: اسماء الغول

كمال الرياحي

روائي من تونس

كمال الرياحي

وإعلامي، معد ومقدم برامج ثقافية وإذاعية وتلفزيونية، ومدرب ورشات كتابة. صدر له العديد من الأعمال الأدبية والنقدية. صاحب فكرة "بيت الرواية" ومديره وصاحب صالون ومختبر الكتابة "بيت الخيال". يشتغل بالصحافة الثقافية العربية والعالمية منذ التسعينات.

العزلة، ذلك السلوك الإنساني القديم والذي يعود كل مرة بشكل جديد هاهو اليوم يعود بأكثر وحشية ليشيد عالماً ديستوبياً شاملاً. فلئن عرفناه في أنواع شتى كتلك المحدودة في الزمن لترميم الذات والمشاعر والمشاريع  وتلك الأبدية التي تعلن تنكراً تاماً للبشر، شيء مثل الانتحار الإجتماعي؛ حالة من الغثيان والترجيع لكل الموضوعات الاجتماعية والتواصلية. حتى وصل بعضها إلى الانتحار من خلال ما تسميه العرب قديماً بـ “الاعتفاد”* وهو أن يغلق المرء على نفسه فلا يرى أحداً حتى يموت. عزلة دوافعها مختلفة: بعضها ازدراء الناس وبعضها إعلان إفلاس وبعضها حفظاً للكرامة وبعضها تفرغاً للعمل وبعضها بحثاً عن استراحة وبعضها توديعاً للحياة برمتها. فإن هذا الشكل الجديد من العزلة التي نعيشها اليوم والمضروبة علينا باعتبارها شرطاً لبقائنا على قيد الحياة والنجاة من الكورونا تبدو الأسوأ على الإطلاق. فلنترك العزلة وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية لنتذكر بعض نماذجها الثقافية؟ 

بين الوحدة والعزلة

أن تلوح بنفسك في العزلة ليس أمراً سهلاً. فهذا قرار صعب اختص بأخذه عبر تاريخ البشرية كل من الأنبياء والمجانين والفنانين والفلاسفة والكتاب العباقرة. فمناعة البشر ضد الاحتكاك ضعيفة حيث لا يحققون ذواتهم في أغلبهم إلا عبر اعتراف الآخر، ذلك الآخر التراكمي والمتعدد في كل مكان ويبرر البشر ذلك التذري للذات في الحشود بالشبق وبالكينونة الاجتماعية  والطبيعة المدنية للكائن البشري.

غير أن للعزلة  أخت غير شقيقة تتشبه بها أحياناً حد التطابق هي الوحدة  التي لا ينتهي أصحابها دائما إلى مصير المنعزلين. لذلك لا يعلم البشر اليوم  هل هذا العزل الإكراهي سيجعلهم يعودون إلى الحشود بقوة أو حتى بشوق أم انه سيحدث رهابا من الآخر وستعود الحشود أفراداً إلى المخابئ تنشد الوحدة؟ يقول الروائي والمفكر الفرنسي الاستشرافي جاك أتالي في كتابه “معجم القرن الواحد والعشرين”: “الوحدة: هي  اليوم، مظهر من مظاهر البؤس؛ وهي بعد غد، ترف يختص به ذوو الترحال المفرط. وهي اليوم، حكم بالإعدام، ومآل تدمير البنى الأسرية. وهي غداً، بما أسوأ من ذلك بمراحل: دنيا من الوحدات متراكمة، والملذات الأنانية، والمصائر المنغلقة على نفسها. وما من أحد سيشيع جنازة غيره في نصف حالات الوفاة الطارئة على العالم أجمع. ولكن بعد غد، سيدفع الغني غاليا حقه في البقاء وحده هو دون سائر الناس، ولحضور عروض ترفيه دون أن يتكلف الازدحام بين الدهماء. ذلك إلى حين تصبح الأخوة شرطاً من شروط  البقاء”.

أدب وفن العزلة 

لا يمكن للأدب كما الفن أن يبقى غافلا عن معالجة هذه الظاهرة المتعددة والمتنوعة والمشتركة في آن بين الشعوب كلها. بل تقاذفت المشاهد الثقافية في العالم بهذه التيمة في مقاربات متعددة لعل أهمها وأطرفها رواية “الحمامة” لزوسكيند وفيلم “اهتزاز طوكيو”. 
 

من الفيلم

اهتزاز طوكيو سينما الهيكيكوموري

ظهر سنة 2008 فيلم مرعب عن اليابان بعنوان “طوكيو” متكون من ثلاث أفلام قصيرة بثلاثة مخرجين تعالج الخوف في اليابان منها فيلم “اهتزاز طوكيو” shaking Toky الذي يدور حول العزلة من رهاب الناس والزحام. يختار بطل الفيلم أن يقاطع العالم برمته ويبدأ الفيلم من لحظة يكون فيها البطل قد قضى عشرة سنوات في شقته لم يغادرها أبداً محاطاً بالكتب ومنشغلاً بترتيب علب البيتزا التي يطلبها عبر الهاتف الثابت، صلته الوحيدة بالعالم الخارجي، لم يكن البطل يشغل حتى التلفزيون وينشغل طوال الوقت بالقراءة وترتيب علب البيتزا الفارغة. هذا السلوك الانعزالي معروف باليابان بهيكيكوموري وهو مرض اجتماعي ونفسي ظهر في الثمانينات وتفاقم في التسعينات من القرن العشرين أثناء الأزمة الأقتصادية يعاني منه أكثر من مليون مواطن ياباني. يعرف المرض بالانسحاب الاجتماعي.

يستعين بطل الفيلم بخدمات التوصيل للبيت يفتح الباب يتسلم أنابيب الكرتون أو ورق التواليت أو البيتزا التي يطلبها كل سبت ويسلم النقود لعامل التوصيل دون النظر في وجهه. ظل على هذه الحال عشر سنوات إلى أن طرقت يوما باب شقته فتاة جميلة Yū Aoi جعلته يرفع رأسه وينظر في عينيها على غير العادة. لم تكن الفتاة تتكلم فقط تقدم له البيتزا وترحل. وفي احدى المرات وهي تسلمه البيتزا على الباب ضرب زلزال المدينة فسقطت الشابة عنده في البيت مما أدهل عليه ارتباك كبير فأول مرة يقتحم عزلته كائن متحرك غيره فلم يستطع أن يفعل شيئاً غير السقوط بدوره ذعراً من ذلك الجسم الجميل. سقوط هيكيكوموري على الأرضية تزامن مع سقوطه في الحب. وبعد أن تغادره الفتاة التي تكون أشبه بروبو، تختفي ولم يعد يأتيه إلا رجل توصيل جديد بينما الانعزالي ينتظر بلهفة عودة الفتاة إليه. فقد صار في الخارج أمر يهمه بعد عشر سنوات من العزلة. فيقرر في لحظة أن ينهي كل شيء ويخرج بشكل مؤلم نحو العالم الخارجي بحثا عن فتاته الغامضة فينتزع بصعوبة دراجته الهوائية التي تركها بالحديقة منذ سنوات ليهاجم الطريق نحو المدينة التي تغيرت بالكامل. 

إن الفيلم السوريالي الذي لا يتجاوز طوله نصف الساعة استطاع أن يقدم بذكاء كبير وطأة الاعتزال والعيش وحيداً وكيف يتعاظم الخوف داخله من كل غريب وخارجي ولكنه يعلن أن العواطف الانسانية والروح هي التي يمكن أن تنقذ الإنسان من هذه الحياة المميتة بعيداً عن الآخر، فالآخر سيظل ذلك المنقذ لنا من سواد أنفسنا مهما تشوهت صورته وأنه لا الزحام ولا الصخب بالجحيم بل الجحيم في الصمت والفراغ.

عالم باتريك زوسكيند الانعزالي

لا نكاد نعرف شيئا عن حياة الكاتب الألماني باتريك زوسكيند ( 1949) الذي اختار العزلة بعيداً عن الأضواء، منذ سنوات خاصة بعد نجاح روايته العطر حتى أننا لا نكاد نعثر له على صور، فقط صورة يتيمة يتداولها الإعلام. يرفض الكاتب أن يدلي بتصريحات وحوارات في نية واضحة للتخفي ويكسب شهرته من الفعل المضاد الظهور. يقول زوسكيند في مديح العزلة وهجاء الخارج : “سبب تعاسة الإنسان يكمن في أنه لا يريد الركون إلى حجرته حيث يجب أن يكون”، ويضيف “ما عاد يجوز أن يختلط المرء بأي إنسان، كائناً من كان، في أيامنا هذه، فالعالم يعج بالقمامة”.

لكن الغريب أن هذا السلوك يمكن أن نقرأ به منتجه الإبداعي حيث يمثل موضوع الوحدة والعزلة من المواضيع الأساسية في مدونته. ففي قصته “حكاية السيد زومر” يتطرق إلى قساوة الوحدة من خلال شخصية السيد زومر المريض برهاب الأماكن المغلقة أو الـ”كلاوسترفوبيا” مما يدفعه أن يقضي يومه يمشي في الطرق هائماً على وجهه، تلك العذابات اللامرئية للمرضى بهذا المرض تدفع بهم في غالب الأحيان إذا ما استفحل بهم إلى الانتحار مثلما فعل السيد زومر الذي أغرق نفسه في البحيرة . 

أما “ثلاث حكايات، وملاحظة تأملية” فيتناول في إحداها ” فقدان الذاكرة الأدبية” الوحدة من زاوية البياض وفقدان الذاكرة، تلك الذاكرة التي تجعلنا في تواصل، لا مع العالم القائم على المواضعات بل مع أنفسنا أصلا، ومن ثم فنحن ننغلق حتى على ذواتنا بانسداد شرايين الذاكرة التي تحملنا إلى الماضي الشخصي لنا.

أما في رواية القصيرة “الحمامة” فهي ذروة معالجة هذه التيمة حيث يختار جوناثان نويل، بطل الرواية، أن ينعزل في بيته بعيداً عن الناس أثناء الحرب العالمية الثانية، حتى توطدت علاقته بشقته الصغيرة التي أصبحت كل عالمه وهو ينسحب من العالم الخارجي بشكل غريب فحيث “ظلت حصنه المنيع، ملجأه، حبيبته. نعم حبيبته، فقد كانت صومعته الصغيرة تحيط به رقيقة إذا عاد مساء إلى البيت، تدفئه وتحميه، تغذيه روحا وجسدا، ترعاه إذا احتاجها ولا تهجره قط. … بقي جوناثان وفيا لحبيبته حتى أنه نوى أن يشد عرى العلاقة بينهما أكثر فأكثر. نوى الإرتباط بها إلى الأبد بأن يشتريها. وبهذا ستصبح أخيراً ملكه، ولن يفصل بينهما شيء قي العالم، هو جوناثان وغرفته الحبيبة، حتى يفرق بينهما الموت، هكذا كانت الأحوال عندما ألمت به في آب، صبيحة يوم الجمعة، فجيعة الحمامة”. 

هذا الارتباط العاطفي الذي جمع جوناثان بشقته الصغيرة كما وصفه الرواي تحول إلى ارتباط شبقي قبل أن يهجم عليه الخوف. فلحظة أراد أن يخرج من تلك الشقة وجد أمامه حمامة على عتبة الباب وسقط في الرعب من ذلك الطائر البشع كما وصفه ذو المخالب الحمراء وتحول جوناثان إلى أسير لا يستطيع مغادرة شقته الصغيرة المعلقة وانقلبت العزلة اللذيذة إلى معتقل مرعب. 

يذكرنا فيروس كورونا، اليوم، ونحن محاصرون في بيوتنا بهذه الحمامة فالفيروس، أيضا، ينتظر الناس خارج بيوتها التي هرعوا إليها في البداية مستبشرين ثم ضاقت بهم. والفيروس من ناحية عدو غير مرئي ومجرد فيروس كان الإنسان قد تغلب على آلاف من الفيروسات مثله سابقا ومن ناحية أخرى هو مخيف لأن هذا الإنسان مازال أمامه عاجزا ويحصي قتلاه كل يوم بالآلاف ولم يتوصل بعد إلى دواء أو لقاح له، هكذا هو الفيروس هش كحمامة ولكنه مخيف لأنه بمخالب دموية.  

غير بعيد عن تلك الشخصيات الانعزالية في أعمال زوسكيند يقف جون باتيست غرونوي في مخبئه يستنشق رائحة جسد ضحيته الأولى ويرسم طريقا للحب والعطر والموت بعيدا عن عالم الناس؛ عالم الجلود النتنة. 

ولئن ذهب تشارلز بوكوفسكي يهجو الخارج قائلا: “لا شيء في الخارج سوى مصنع للحماقة، واختلاط الحمقى بالحمقى، هذا كل ما في الأمر” فأقوى الرجال بالنسبة إليه هم الأكثر عزلة. فإن بتريك زوسكيند يراه معادلا للموت والتعاسة ويجب أن نتوارى بعيدا عن الخلق ونرسم حياتنا البديلة ففي الخارج الزمبي ينتظرون كل من يخرج إليهم ليمزقوه كما مزقوا جون باتيست غرونوي في آخر رواية “العطر”. 

فرناندو بيسوا عزلة المتعدد

انسحب فرناندو بيسوا من العالم تدريجيا بعد أن أصبح متعدداً، أنشأ بمخيلته شعبا كاملا من نفسه المتشظية حتى أنه كان يكتب بأكثر من سبعين اسما، لم تكن بعض تلك الأسماء استعارية وما نسميه بالأسماء الفنية بل كان هو نفسه بيسوا الذي غرق في الوحدة والتوحد مع ذاته. أصبحت الذات كثيفة حتى غطت العالم وحجبته. 

إن الانسحاب التدريجي من العالم عند بييسوا أصله أكبر من احساس خيبة في الآخرين إنما أصله تلك الكثافة السوداء التي تحولت إليها الذات عندما أصبحت تعيش حالة ما بعد الهشاشة، يكتب في يومياته: “أشعر ببرد الروح، لا أعرف كيف أحمي ذاتي ولا يوجد غطاء ولا رداء لتدفئة الروح.” هكذا يردد بيسوا كلمة الروح بعد أن تحول الجسد إلي شيء غير مرئي وضاق الفضاء بكثافة هذه الروح. وهكذا يصبح كل ما هو يومي وطبيعي أمراً ساذجاً وتافهاً وأصبح التواصل مع الآخرين مستحيلاً. يكتب: “لا أكلم الآخرين. إنه لأمر شاق في الواقع أن أكون موجودا كل يوم في البيت في ساعة البلاهة وأن أتسلى بهذه البلاهة مع شاي الابتذال وكعكات الرضا”. ويؤكد تلك الوحدة التي دعته وهو مع الناس والأصدقاء والحشود فيقول: “يضايقني فراغ مطلق من أخوة ومودة. حتى الذين يوجدون بالقرب مني غير موجودين.. أنا اليوم أكثر وحدة مما كنت. معزولا أكثر مما كنت. شيئاً فشيئاً تتفكك كل روابطي تلقائياً. عما قريب سأبقى وحيداً تماماً”. 

غير أن وحدة فرناندو بيسوا وحدة مخصوصة فذاته الكثيفة تستحوذ على الآخرين وتبتلعهم لكي يعيشوا داخله وليس معهم يقول في كتابه: لست ذا شأن: “العيش مع الآخرين، بالنسبة إلي، هو العذاب. كل الآخرين موجودين داخلي، حتى لو كنت بعيدا عنهم، أنا مضطر للعيش معهم. وحدي، تطوقني الحشود. لا أعرف إلى أين أهرب، على الأقل لأهرب من نفسي أنا”.

 كانت حياة بيسوا كلها من مرضه إلى جنونه تذهب به إلى ذلك المصير الذي يصبح فيه العقل مشوشاً وأكثر تسلطاً على الكائن والكون. تلك اللحظة التي قادت نيتشه إلى الجنون وإلى العزلة وإلى تلك الصورة المؤلمة إلى تظهر فيها يرمي برأسه في صدر أخته إيزابيل متكورا كجنين هش بشارب ضخم. 

ولئن كانت العزلة قد قادت بيسوا وغيره إلى الجنون والتلاشي فإن العزلة قادت الفنانة المكسيسية فريدا كاهلو إلى كسب ذاتها واكتشاف عبقريتها الكامنة وراء جسدها المشوه. فقد حولت يد صاحبة الساق الرقيقة المشوهة إلى أعظم رسامة في القرن العشرين ولم يكن حادث السير الذي حطم العمود الفقري لفريدا كاهلو والذي جعلها ترقد على ظهرها شهوراً في عزلتها كله شر. كانت تلك الرقدة المؤلمة سبباً في مسيرة فنية عظيمة لحظة طلبت الفرشاة والألوان وعلقت المرآة في السقف لتطل عليها ذاتها وتبدأ رحلة رسم البورتريهات الشخصية. كان التأمل في الذات تخلصا من الآخر كموضوع اهتمام وإعادة نظر في المواضعات الاجتماعية. 

فهل سيقودنا هذا العزل القسري اليوم إلى الجنون لأننا فقدنا الآخرين أم سيجعلنا نكتشف ذواتنا وطاقتنا الحقيقية لأننا تخلصنا من هؤلاء الآخرين؟ هل ستخلق منا العزلة بيسوا أم فريدا كاهلو؟ 

*الاعتفاد: ورد في لسان العرب لابن منظور:”الاعتفاد أن يغلق الرجل بابه على نفسه فلا يسأل أحداً حتى يموت جوعاً، وقال محمد ابن أنس: وكانوا إذا اشتد بهم الجوع وخافوا أن يموتوا أغلقوا عليهم باباً وجعلوا حظيرة من شجرة يدخلون فيها ليموتوا جوعاً.”

الكاتب: كمال الرياحي

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع