هل غُيّب دور فنانة شابة في معرض “الهيمنة على الحشائش”؟

عمل فني مرفوض لمي حرباوي

سماح بصول

كاتبة من فلسطين

في حديثنا مع ميّ حرباوي قالت إنها حصلت على المواد التي سيُبنى عليها المعرض بعد إبدائها الموافقة للمشاركة، وعندما اكتشفت ماهية المواد توجهت إلى المؤسسة طالبة مقابلة قيّم المعرض، لتعبّر عن استيائها من أن المعرض يعتمد على فكرة هي فكرتها بالأساس

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

02/11/2020

تصوير: اسماء الغول

سماح بصول

كاتبة من فلسطين

سماح بصول

مدوّنة سينما، مساعدة بحث في مجال الإعلام. بكالوريوس أدب، طالبة ماجستير في الأدب المقارن، ماجستير في ثقافة السينما، موجهة مجموعات في مجال السينما العلاجية.

في العام 2018 كانت ميّ حرباوي ابنة قرية جسر الزرقاء الواقعة على الساحل الفلسطيني؛ طالبة في أكاديمية الفنون “بتسلئيل” في القدس المحتلة. في تلك السنة تقدمت مي بطلب للمشاركة في معرض “المدن – الحديقة المُغيّبة” الذي نظمته مؤسسة عبد المحسن القطان، حيث وجدت أن فكرة وموضوع المعرض تتقاطع مع اهتماماتها، وكانت هذه أولى تجاربها مع مؤسسة ثقافية فلسطينية، وتحقيقًا لرغبتها بالتحوّل إلى جزء من المشهد الفني في رام الله الذي كنّت له ميّ التقدير آنذاك ووصفت الحوار مع الفنانين العاملين فيه بالمُثري. 

بعد قبولها للمشاركة في المعرض المذكور، بدأت البحث واختارت العمل على موضوع الحشائش الضارة في فلسطين وتحديدًا في مدينة اللد. كجزء من البحث توجهت إلى الأرشيف القومي الإسرائيلي في القدس واطلّعت على مجموعة من الوثائق التي تتعلق بالحشائش الضارة في فترة الانتداب البريطاني وكيفية تعامله معها، ومن بين الوثائق مراسلات بين مكتب مكافحة الحشائش الضارة وإدارة مطار اللد.

في البداية -كما تخبرنا مي- ربطت بين محاولات إخماد ثورة 1936 وبين الرغبة في التخلص من الحشائش التي تنمو بشكل طبيعي في أرض فلسطين، وكانت هذه انطلاقة فكرتها للعمل بحيث تقوم ببناء مجسم زجاجي يضم صورًا لبذور الحشائش المذكورة في الوثائق، لكن فكرتها قوبلت بالرفض من قبل قيّم المعرض، وانتهى بها المطاف للعمل على الموضوع بشكل آخر. في العقد الموقع بين ميّ وبين المؤسسة، وُصفت فكرتها وتم فيها استخدام هذه الكلمات: “عندما كنت أبحث في أرشيف الدولة عن وثائق حول اللد وجدت 3 وثائق من سنة 1920 و 1936 أرسلت إلى مدير الزراعة والغابات للشكوى حول وجود حشائش تنمو في حديقة المطار” (Annex I ).

بعد حوالي سنة -تقول ميّ- عرفت من خلال حديثها مع أحد الفنانين عن الاستعدادات لإقامة معرض يعتمد على ذات الوثائق التي قامت بتقديمها لمعرض “المدن – الحديقة المُغيّبة” والمُرسلة إلى مساعد قيّم المعرض بالبريد الإلكتروني يوم 25.9.2018، وأن المعرض سيحمل أسم الوثائق ذاته “control of weeds”. “سمعتُ أحاديث حول نيّة إقامة المعرض، واعتماد معرض مهني ومهم على نتائج عمل بحثي قمتُ به دون أن يتم التواصل معي وإعلامي باستخدام مواد كنت قد حصلت عليها خلال العمل على معرض سابق وتم رفض فكرتي”، قالت ميّ. وازدادت مفاجأتها أكثر عندما تلقّت بنفسها دعوة للمشاركة في المعرض يوم 12.6.2019. تقول: “صُدمت من تلقي دعوة  للمشاركة في المعرض كما تلقاها غيري على الرغم من أني أنا من حصل على الوثائق”.

في حديثنا مع ميّ حرباوي قالت إنها حصلت على المواد التي سيُبنى عليها المعرض بعد إبدائها الموافقة للمشاركة، وعندما اكتشفت ماهية المواد توجهت إلى المؤسسة طالبة مقابلة قيّم المعرض، لتعبّر عن استيائها من أن المعرض يعتمد على فكرة هي فكرتها بالأساس، لكنها لم تلق آذانًا صاغية ولم تنجح محاولتها مقابلة القيّم، وبالتالي انسحبت من المشاركة. وبالفعل تحتوي الدعوة للمشاركة في المعرض على الملف المذكور، كما تظهر أجزاء منه في كتيّب المعرض (صفحات 1، 4-5، 50،53-54، 56، 59-60، 63-64، 67-68، 87، 172، 174-175، 343-346). 

خلال الاطلاع على العقد الموقع مع المؤسسة للمشاركة في معرض “المدن – الحديقة المُغيّبة” وجدنا أن العقد ينص بشكل واضح على استخدام المواد المقدمة في المعرض بشكل حر من قبل المؤسسة وأرشفتها ( Article V): “يحق للطرف الأول توثيق عرض الفيلم واستخدام التوثيق لصالح أرشيف مؤسسة عبد المحسن القطّان ومنشوراتها وموادها الدعائية”، لكنه لا ينص على حرية استخدام مواد قدّمت كفكرة وتم رفضها ولم تُنفذ لصالح المعرض الممول من قبل المؤسسة.

تُثير تصريحات ميّ والبيّنات التي قدمتها لـ “رمّان” (وتترك المجلةُ مجال النقاش والرد مفتوحاً للجميع) حول المواد البحثية ونواة الفكرة تساؤلات عديدة حول تغييبها، وعدم التواصل معها بشكل خاص. وما يُعزز شكوى ميّ حرباوي، وما يلفت النظر إليها هو قيام قيّم معرض “الهيمنة على الحشائش” بذكر اسم ميّ حرباوي وتصريحه بأنها وجدت وثائق متعلقة بحشائش تضر بمطار اللد في حديث مصوّر لقناة “رؤيا” بتاريخ 9.9.20220، لكنه لا يذكر هذه الحقيقة في مقابلة مصوّرة أخرى لصالح “منصة الاستقلال الثقافية” بتاريخ 12.9.2020 ويكتفي بالقول “معرض قائم حول وثيقة وجدناها”، كذلك لم يرد اسم مي بتاتًا في افتتاحية كتيب المعرض أو أي بيان آخر متعلق به وبسيرورة إقامته، مما يدفعنا للسؤال: ما السبب الذي يجعل قيّم معرض يُقصي شخصًا قام باستخراج مواد أرشيفية يعتمد عليها معرض فنيّ هام ومميز؟ لماذا ذُكر اسم ميّ في احدى المقابلات وغاب عن باقي المقابلات والمنشورات الإعلامية؟ هل السيرة الذاتيّة للفنان/ة وسنوات حضوره على الساحة الفنية وإنتاجاته تؤثر في كيفية التعامل معه ومع مقترحاته ومواده البحثية؟ 

عند سؤالنا لميّ عن الهدف أو الدافع وراء عدم دمجها في طاقم العمل على المعرض أساسًا أجابت بأنها تجهل السبب، أما عن رد فعلها بعد افتتاح المعرض فقالت: “سكتِت، عشان ما في إشي أعمله غير أسكت. لسّا ما بعرف شو كان لازم أساوي”.

 

الكاتب: سماح بصول

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع