في حديث مع صديق كاتب وناقد موسيقيّ، عن أحد مواضيع بحثه حول الموسيقى والهجرة، القسريّة والاختياريّة، أخبرني بأنّه يرى العالم من خلال الموسيقى، حتى الجوانب الحزينة منه، وهي لربما الأكثر.
ارتبطت الأغنية بفلسطين، ارتبطنا نحن فيها من خلال الأغنية، كانت الأغنية بمثابة شباك على موروث لم يحكِ لنا عنه أحد، ولم يحضر، قصدًا أو بلا قصد، حتى في حكايات الجدّات، وما زال يُحكى لأجيال قادمة.
كانت، وما زالت الأغنية أهمّ من البيان السياسيّ، على الرغم من أنها أحيانًا لعبت وتلعب دوره، حتى في أغنية حبّ صادرة من فرقة مقدسيّة، فهي بالضرورة بمثابة بيان سياسي من شعب ما زال يعيش تحت الاحتلال، ويعرف جيدًا كيف يغنّي للحبّ.
من خلال هذا الملف، أردنا أن نفتح شباكًا صغيرًا على الأغنية الفلسطينيّة كيف تراها مجموعة من الكتّاب والكاتبات؛ من الأغنية السياسيّة، إلى أغنية الراب الفلسطينيّة، أغاني الأطفال، إلى جانب شهادات شخصيّة مكتوبة ومرسومة لمغنّيات فلسطينيّات، وكذلك قصص لكتّاب سوريّين، مصريّين وتونسيّين تروي ارتباطهم/ن بالأغنية الفلسطينيّة، تلك القديمة وأخرى الحاضرة اليوم.
يأتي هذا الملف بعد فترة قصيرة من رحيل الفنانة الفلسطينيّة ريم بنّا، ابنة مدينة الناصرة، التي وُلدت وعاشت وماتت فيها، وحملت قصصها من خلال الأحاديث والأغاني إلى بيوت دمشق والإسكندريّة وصنعاء والعالم كلّه. ريم بنّا، التي بقيت مخلصة لدور الأغنية في سرد قصص الناس والمكان، القديمة منها والحاضرة، غنّت لمن رحلوا، لأطفال اليوم، لمن ما زال يؤمن بالحبّ والثورة، ولغدٍ، سيأتي جميلًا رغم طول الانتظار. هكذا عرفت ريم بنّا فلسطين جيدًا، وعرفت من خلال الأغنية أن تحملها وأهلها إلى بيوت الناس، خاصّة أولئك الذي مُنعوا عنها وطُردوا منها.
هذا الملف، هو قطعة بازل صغيرة لمقالات وأبحاث وشهادات كثيرة كُتبت عن الأغنية الفلسطينيّة، ولذلك هو شباك إضافي إلى كيف يُمكن أن نرى فلسطين من خلال الأغنية، وبالتأكيد هو إهداء إلى ذكرى، مسيرة وروح ريم بنّا.
مواد الملف التي يتم إضافتها يومياً:
- محطّات من الأغنية السياسيّة الفلسطينيّة / فايد بدارنة
- حين أغني تراث فلسطين / أمل كعوش
- الأغنية الفلسطينيّة... نافذة النضال السوري الأوّل / زينة قنواتي
- التّراث/الهويّة/الأغنية / سليم البيك
- ريم بنّا... التعبير عن حقيقة الواقع بصوتها وأغانيها / رانية الياس
- أغاني الأطفال، بين الغناء عنهم والغناء لهم / مايا أبو الحيات
- الجماليّة الموسيقيّة كخيار أوّل / هيكل حزقي
- أغنية الراب الفلسطينيّة، بلا مسلّمات أو قوالب / ميسان حمدان
- الخروج من فلسطين للغناء / سلوى خليل
- عن فيروز والموسيقى الفلسطينيّة: الشعب أقوى من الآلهة / نائل الطوخي