كنا نستأجر قاعة، وآلات أيضاً لأننا لم نكن نمتلك آلات، بالتالي لم نتمكن من بناء علاقة تفاهم متينة بين العازف والآلة، وكان سمير فناناً ويرسم، فكان يصمم الملصقات وكنا نخرج في الليل نلصقها في الشوارع، أو نطلب من المتاجر أن تضعها في نوافذها. وكنا نستخدم الصمغ والماء والطحين، ونبيع التذاكر على الأبواب وبين الأصدقاء.
قبل هزيمة عام 1967 بعام، اجتمع ثلاثة إخوة هم إبراهيم، وإيميل وسمير عشراوي في القدس الشرقية ليحيوا عروض وموسيقى روك وليشكلوا حولهم جيلاً من محبي/ات الموسيقى يواكب النهضة الثقافية المنبثقة من آلام الاحتلال. في تلك الفترة كانت الكثير من الأغاني والموسيقى الفلسطينية قد تشتت مع النكبة وكانت على الأرجح من بين المقتنيات القليلة التي حملها من تشردوا/ن من بلادهم/ن إلى الأماكن التي لجؤوا/ن إليها. وقد أخذنا كفلسطينيين عقدين من الزمان لاستعادة بعض التوازن بعد أحداث النكبة للقيام بإنتاج ثقافي وموسيقي بشكل منظم نوعاً ما، بدأت تتضح معالمه في نهاية الستينيات. حينها جاءت فرقة البراعم والتي كانت من أهم الفرق الموسيقية الناشطة في القدس في تلك الفترة وأحيت عروضاً موسيقية جمعت المئات من الفلسطينيين والفلسطينيات في عشرات المسارح والقاعات في بيت لحم والقدس ورام الله.
والآن، وبعد قرابة نصف قرن من الزمان من تلك العروض، جلست أتحدث مع اثنين من مؤسسي فرقة البراعم، إيميل وسمير عشراوي، من رام الله في شارع الإذاعة، أثناء زيارة قصيرة لسمير في فلسطين هذا الصيف، وطلبت منهما أن يحدثاني عن تاريخ الفرقة، نشأتها، والمشاهد الموسيقية والتاريخية والثقافية التي أحاطت بإنتاج الفرقة في فترة نشاطها ما بين 1966 حتى 1976، وصولاً إلى أحدث عرض في رام الله هذا العام والذي استعاد 12 أغنية من أعمال الفرقة وقدمها لأجيال جديدة من المستمعين/ات.
نبدأ الحكاية مع أول ذاكرة موسيقية عندكما. هل تذكران وجود مذياع في البيت؟ كيف كنتما تستمعان إلى الموسيقى في البيت؟
سمير: أنا أذكر الراديو خاصة في الصباح. كان الوالد عندما يحلق يستمع إلى ثلاثة أشياء: تجويد عبد الباسط عبد الصمد، أخبار البي بي سي وثم موسيقى كلاسيكية من محطة إسرائيلية، هذا في الصباح.
إيميل: وخلال النهار كانت أمي تستمع إلى الراديو وهي في المطبخ، فقد كانت تحب عبد الوهاب، وعبد الحليم، وأم كلثوم، وأغاني مختلفة من مثل "حموي يا مشمش".
إذن فإن أقدم ذكرياتكم المرتبطة بالاستماع تتعلق بوالديكما والمذياع.
إيميل: والمدرسة أيضا! أولاً، كنا لاجئين من القدس الغربية إلى القدس الشرقية وكنا في مدرسة لوثرية، قبل بداية التدريس نذهب إلى كنيسة المدرسة حيث نرتل معا بينما يعزف مدير المدرسة على الأورغان، وكان ذلك مهما جدا لي. إضافة إلى تلقينا حصة موسيقة مرة أسبوعيا في المدرسة.
أنتقل من هنا إلى خياراتكم في الاستماع. هل كنتم تجمعون الكاسيتات أو الأسطوانات؟ كيف كنتم تستمعون إلى الموسيقى؟
إيميل: قبل ال 1967 كان هنالك مكان واثنين لبيع الأسطوانات في القدس، وفي تلك الفترة لم يكن هناك عدد كبير من السيارات أصلاً لنتمكن من التنقل من مدينة إلى أخرى. كان في حارة النصارى دكان لبيع الأسطوانات ولكن أغلبها كان غربياً، ولاحقاً أصبح في باب الواد دكان لبيع الكاسيتات. وبعد 1967 أصبح بمقدورنا الوصول إلى عدد أكبر من الأسطوانات. أذكر أنه كان لدى جيراننا أسطوانات، وكان جارنا يحب الغناء، هو وزوجته وكان غنائهما جميل، وكان والداي أيضا يستمعان إلى الموسيقى، فكان الجيران يزوروننا كي نستمع معا ونحيي حفلات استماع للموسيقى.
سمير: أتذكر أن الوالد كان يجلس معنا ويغني معنا.
رسميا، تأسست الفرقة عام 1966. هل كنتم على وعي بأنكم تؤسسون فرقة؟
إيميل: ما حصل هو أن والديّ لاحظا منذ صغري موهبتي الموسيقية وارسلوني لتعلم البيانو عند مُدرّسة خاصة، أرمنية تسكن في دير الأرمن، ودرست معها سنتين ونص تقريبا، ثم للأسف تزوجت وسافرت.
سمير: كان إيميل يدرس عندها على البيانو ويتدرب على الأورغ في الكنيسة.
إيميل: نعم، فلم يكن لدينا بيانو في البيت، بالتالي طلب أهلي من الجيران أن يعزف إيميل على البيانو لديهم. ولكن بعد أن تزوجت مدرّستي أرسلوني لتعلم البيانو عند راهبات الإفرية، وكان مكاناً معتماً ومخيفاً، وكنت أسمع ثياب الراهبات وهن يمشين في العتمة لذلك هربت من الدرس. وسمحت لي إدارة مدرسة المطران أن أتدرب على البيانو في القاعة، ويدعونني أحيانا للعزف في المناسبات. وهذا يقودنا إلى كيف تأسست الفرقة. ففي عام 1965 تأثرت جداً بعرض لفرقة فلينستونز، التي كان من ضمنها سيروب أوهاناسيان وهاكوب كابلانيان ومجموعة من الموسيقيين الأرمن الذين أسسوا فرقة روك وكانوا يغنون أغاني البيتلز، وقد أقاموا هذا العرض في سينما الحمراء في القدس. وكان لدينا في مدرسة المطران كل يوم أربعاء حصة ثقافية تجمع مواهب الطلاب من غناء وعزف ورياضة، وأحد من من أثروا علي كان شاب من آسيا يعزف على الجيثار وعزف أكثر من مرة في هذه الحصة. وكان هناك أيضا أسامة حداد، الذي كان والده قسيسا وكان يعزف الجيثار فساعدني على تعلم الأساسيات، ثم أكملت بنفسي عن طريق السمع.
سمير: وقد علمني إيميل العزف بعد ذلك، وإضافة إلى ذلك علمت نفسي إضافة إلى حوزتي على كتاب موسيقى عن البيتلز.
إيميل: عقل سمير علمي، فقد كان يحلل كل شيء. أنا كنت أنقل الموسيقى بالصوت، ولكن سمير كان يحلل العلاقات بينها، وقد ساهم بترسيخ ذاته وكان سمير من أحسن عازفي الجيتار في تلك الفترة، وبما أننا كنا نعزف ونغني فقلنا لنؤسس فرقة. وكان أخونا الأكبر إبراهيم يتمتع بصوت جميل، وبذلك قررنا أن نعزف نحن و هو يغني.
في 1966 بدأتم تتدربون معا وتعزفون في البيت. كيف انتقلت إلى مرحلة تقديم عروض حية أمام جماهير؟ في أي لحظة أيقنتم أنكم قادرون على تنظيم عرض وبيع تذاكر له بشكل محترف؟
إيميل: أعتقد أننا تلقينا دعوة لمقابلة إذاعية في راديو القدس، حيث كان هناك برنامج موسيقي يبث باللغة الإنجليزية كل يوم أحد.
سمير: كانت صديقة أختنا البكر مذيعة في محطة القدس، عبلة صغيّر، وكان اسمنا آن ذلك اسما مختصرا لأدوار مسرحية عملنا عليها في المسرحيات المدرسية، فاختصرنا الأسماء الثلاثة.
إيميل: كان الاسم، سكست بور أند بير، وهي جاءت من أسماء: سيكند سيتيزن (شخصية في مسرحية جوليوس قيصر) وبورشا زوجة بروتوس الذي قتل جوليوس قيصر وكنت قد اخذت دورها في المسرحية، أما سمير فكان دوره مسز بيركنس. وبما أن المدرسة لم تكن مختلطة، كنا نرتدي الباروكا ونتقمص دور نساء في المسرحيات.
وهذا ما أدى إلى دعوتكم إلى إحياء حفلات فيما بعد إذن؟
إيميل: كان هذا في فترة قريبة جداً من الحرب عام 1967، كانت نتيجته أنه بعد الحرب جاء شاب مقدسي إسمه فرانسوا فرح يدق بابنا قائلا: "أنا اسمي فرانسوا فرح، وبحب أنضم لفرقتكم".
لقد قفزنا عن فترة الحرب. هل لكما أن تقولا بعض الكلمات عن تلك الفترة إن أمكن؟ كيف أثرت على المشهد الموسيقي والثقافي؟ والمسرح أيضاً، الذي لعبتما دوراً مهماً فيه.
إيميل: ساهمنا في تأسيس فرقة بلالين للمسرح في عام 1971، أي بعد الحرب. ولكن بعد عام 1967 أصبح هنالك انفتاح، إذ صار بإمكاننا الوصول إلى القدس الغربية وزيارة متاجر الآلات والكتب الموسيقية حيث أن في زمن الحكم الأردني لم تكن هناك أماكن بيع أدوات وكتب موسيقى. ولكن قبل ذلك كان ذلك مستحيلاً بسبب الجدار وحدود بين القدس الشرقية والقدس الغربية، فلم يكن بإمكان أي منا الوصول إلى منطقة النوتردام على سبيل المثال، كانت منطقة حرام وكان من الممنوع الخروج من الباب الجديد، و باب الخليل وباب النبي داود كانا مغلقين، ولكن الأبواب التي كانت مفتوحة هي باب العامود وباب الساهرة وباب الأسباط والمغاربة، لأن من الجهة الأخرى كان هنالك الاحتلال، وفي عام 1967 أكملت إسرائيل احتلالها للضفة والقدس الشرقية.
كيف كنتم تنظمون العروض؟ هل كنتم تستأجرون القاعة؟ وكيف كنتم تروجون لها؟
إيميل: كنا نستأجر قاعة، وآلات أيضاً لأننا لم نكن نمتلك آلات، بالتالي لم نتمكن من بناء علاقة تفاهم متينة بين العازف والآلة، وكان سمير فناناً ويرسم، فكان يصمم الملصقات وكنا نخرج في الليل نلصقها في الشوارع، أو نطلب من المتاجر أن تضعها في نوافذها. وكنا نستخدم الصمغ والماء والطحين، ونبيع التذاكر على الأبواب وبين الأصدقاء.
سمير: كانت القاعات التي نعزف فيها مليئة جدا.
إيميل: كنا أيضا نعزف في حفلات رأس السنة، وأعياد الميلاد وحفلات الرقص وفي مرحلة متأخرة عرضنا في مقاه، ومطاعم، في نادي رام الله، وفي مطعم تحت الأرض خلف سينما القدس حيث كان الناس يأتون ليتناولوا وجبات العشاء ثم يرقصون، وكانت الموسيقى غربية.
إنك تتحدث عن فترة الستينات حيث كان الرقص والعرض ودور السينما والحياة الثقافية إجمالاً متاحة للجميع، مقارنة مع الوضع الحالي.
إيميل: في نفس الفترة التي كنا نعزف فيها كانت هنالك تقريبا 7 فرق في القدس والجميع كان يعزف موسيقى متشابهة من الروك. فكانت هنالك فرقتنا، ثم فرقة إسمها هارد روكس، والموسيكيتوز، الزورباس، اليارنيس، السلفرستونز، والكواكب. ولكن ما ميّزنا هو أننا تفاعلنا مع المحيط السياسي والاجتماعي، إذ بدأنا نكتب ونلحن أغان لها علاقة بواقعنا السياسي.
هل كان هناك دافع وحافز معين خلف هذا التحول؟
إيميل: هي مجموعة حوادث وظروف.
سمير: لقد بدأنا بالعمل مع أعمال رحبانية، إذ كنا نأخذ أغاني لفيروز وأغاني من الخمسينيات، فأخذنا مجموعة من الأغاني مثل "بعدنا" و"يا ساحر العينين"، "بلدتي غابة جميلة"، وكان لها كلها معنى بالنسبة لوضعنا، وكنا نعزفها بأسلوبنا، ثم قلنا بما أننا نؤدي أغاني الرحابنة بأسلوبنا، فباستطاعتنا أن نؤلف ألحاننا الخاصة، بالتالي قمنا بتلحين أول قصيدة من كلمات زميل لي في بير زيت اسمه جبريل الشيخ كتب شعراً وحاز على جائزة سوق عكاظ كأفضل شعر في جامعة بيرزيت فأخذنا أبياتا من قصيدته "جئت من الطريق" ولحنّاها.
إيميل: أود أن أضيف إن بدايات التحول كانت متعلقة بأحداث أيلول عام 1970 وأيضاً معركة الكرامة، والثورة الفلسطينية كانت تنتشر وتتسع وأصبحت هناك نهضة ثقافية في كل فلسطين في المسرح والموسيقى والشعر والقصة، في الندوات والحوارات، لا أظن أننا شهدنا مثلها.
هل لك أن تصف لي يوماً من حياتكم في القدس في السبعينات؟
إيميل: كنا نذهب إلى العمل خلال النهار ثم نعود في فترة بعد الظهر إلى المسرح أو الموسيقى وكانت هذه حياتنا. كنا نتدرب على المسرح أو الموسيقى، 3 أيام مسرح و 3 أو 4 موسيقى. وهذا الجزء الذي أثر على نضجنا المجتمعي والسياسي، ففي 1971 كنا مشاركين في تأسيس أول فرقة مسرح بعد النكبة، مع فرانسوا أبو سالم، سامح عبوشي وناديا ميخائيل ومجموعة لها حكاية أخرى، ولكن تجربة المسرح ساعدتنا على النضج، فقد كانت هناك حوارات ونقاشات فكرية عميقة تدور كي نكتب للمسرح، وكان معنا في تلك الفترة من أهم المفكرين في فلسطين محمد البطراوي والشاعر محمود شقير ومجموعة كبيرة من الناس حولنا أيضاً.
سمير: أود أن أضيف أيضاً فيما يتعلق بأنماط الأغاني والأجواء التي كانت حولنا. أعتقد أن ما ميز البراعم وأغانينا هو أننا في معظمهم كنا ننظر إلى الداخل وإلى الخارج في ذات الآن، فإن كنا ننتقد شيئا كان النقد للداخل والخارج، ففي أغنية تقول نظرتها الداخلية "خلف الأبواب الحمراء، جلست كاسات الويسكي، خلف الأبواب الحمراء قصص البغاء تحكي"، وتقول نظرتها الخارجية "على أشلاء الشهداء وقف نيرون عربي، يطلب منا الولاء لا يعرف أن شعبي، رفض الولاء، شعب لسيد آخر غربي" والتي تشير إلى أحداث الأردن.
هذا يأخذنا إلى أعمالكم، فعلى منصات التدفق الرقمي مثل سبوتيفاي هناك فقط 4 أغان للبراعم، بينما العرض الذي قدمتموه ضمن مهرجان وين ع رام الله تضمن 12 أغنية. ما هي التسجيلات التي كانت لديكم وكيف كنتم تسجلون؟
سمير: هو من باب الصدفة بأن هذه الأغاني الأربعة الموجودة على سبوتيفاي تم تسجيلها في ستوديو، لذلك تسجيلها نظيف، ومدروس، ولكن الأغاني الأخرى لسوء الحظ لم يتم تسجيلها.
إيميل: من الأغاني الأربعة هناك 3 أغان لسمير، قام بتسجيلها في أستوديو، وواحدة منهم للبراعم. ولكننا في تلك الفترة لم نكن نسجل، والموجود من التسجيلات ليست تسجيلات محترفة. ولكن العمل الذي قام بتسجيله سمير في أواخر عام 1973 كان مهما. أما بالنسبة للأغاني الموجودة على سبوتيفاي فعندما عرف ابن أخينا إبراهيم، وإسمه سمعان، أن والده كان عضواً في هذه الفرقة طلب من سمير المواد المتوفرة لدينا، وهي الآن متاحة تحت إسم البراعم.
تستوقفني نقطتان هنا، الأولى هي بالعودة إلى التسجيل، هل فكرتم بتسجيل ألبوم؟
إيميل: كان ذلك مكلفا ولم نكن نفكر بذلك.
سمير: طبيعتنا كفرقة لم تكن تسير بهذا الاتجاه، فقد كان هدفنا تقديم العروض وليس التسجيل في الاستوديوهات. إضافة إلى ذلك لم تكن هناك في تلك الفترة استوديوهات مجهزة تقنيا للقيام بالتسجيل بنوعية جيدة.
إيميل: التسجيل الوحيد الذي تم في تلك الفترة بطريقة محترفة هو تسجيل لمصطفى الكرد وقد قامت به مجموعة من الفرنيسيين.
فلنعد إلى فترة السبعينات ونشاط البراعم حين انضم الإخوة والأخوات رزق إلى البراعم. النقطة الثانية التي تستوقفني هنا هي أن إيلين وميرا تعزفان البيانو، مما يجعلني أفكر بعدد النساء اللاتي كن يعزفن في تلك الفترة.
إيميل: ربما عليك أن تسأليهن أين تعلمن العزف، ولكن في الفرقة كن يغنين (إضافة إلى أختينا أليكساندرا وسميرة)، بينما كان أخوهن يعزف على الكيبورد، ثم إنضم إلينا وليام فوسكرجيان ليعزف على الكمان وهاكوب كابلانيان الذي كان عضوا في أول فرقة روك في فلسطين وهي فرقة فلنستونز، وكان يغني معنا ويعزف إيقاعاً. كما أنه صمم لنا ملصقاً من أجمل ملصقات الفرقة.
كيف كنتم تصممون الملصقات للترويج للعروض؟
إيميل: كان هاكوب مصمم غرافيك وفنانا، وقد صمم لنا هذا التصميم الفضي لعرضنا في عام 1975، وكان الملصق ملفوفاً ومشبوكاً بربطة حمراء، وعلى ظهر الملصق طبعنا كلمات الأغاني. وكلما يدخل أحد إلى القاعة كنا نسلمهم إحدى هذه الملصقات. وقد أعدنا تصميمها للعرض الذي أحييناه في مهرجان وين عرام الله.
لننتقل لتعاونكم الجديد مع فرقة مفر ومايا الخالدي وفيكتور قواس وزينة عمرو لإحياء أغاني البراعم. هل كانت لديكم نوتات الألحان والأغاني؟
إيميل: لا، فقط الكوردات، فقد كان سمير يكتبها. ولكن قبل سنتين كنا نحاول إعادة إحياء الأغاني، وأبدى كل من بلدية رام الله وشركة جفرا اهتماما بإنتاج العمل، فاتفنا جميعا. وأوكلنا مهمة تنويط الأغاني للفنان طارق عبوشي الذي كان من المفروض أن يشرف على التدريب ولكنه لم يستطع لأسباب خاصة، فقمت بتجميع الفرقة من بيت لحم وبيت جالا وكنت أرغب أن تكون مايا الخالدي جزءاً من المشروع، فأشرفت على التدريبات وبمساعدة سمير الذي أرسل لنا الكوردات من أمريكا.
اخترتم 12 مقطوعة لإيصالها للجمهور في عرضكم الجديد، هلا أخبرتمونا عنها؟
إيميل: عندما صمّمت العرض كان من المهم جداً أن تكون من ضمنه أغنيتان عمل عليهما سمير وهو في أمريكا لتكونا امتدادا لأعمال البراعم وهما "سلام" و "إشراق"، ثم أضفت 4 أغان عملت عليها مع سمير في عام 1973 قبل أن يسافر إلى أمريكا وهي "خلف الأبواب الحمراء"، "الدرس الاول بالرفض"، "جئت من الطريق" و"حريتنا". ثم أضفت أغنية عملت عليها مع جورج قرمز وهي "خلل فني طارئ" من كلمات الشاعر حيدر محمود وكان جورج قد جاء متحمساً لتلحين الأغنية ولكنه علق في تلحينها، فأتممنا تلحينها معاً، ووزعتها. ثم كتبت ولحنت "طلاب قاعدين بالصفوف" وكتب رامز سعادة كلمات "لا يا ناس مش هيك" ولحنتها، ثم أخذت شعر محمود درويش "عن الأمنيات" ولحنته. وهنا يهمني أن أذكر أنه في اعتقادي، كانت فرقة البراعم أول من غنى لمحمود درويش وخاصة هذا اللحن والأغنية في عام 1974، ومن باب الصدفة، قام سمير بتلحين ذات الأغنية أوائل الثمانينات وهو في أمريكا، دون أن يعلم أنني لحنتها ولكن بلحن مختلف، ثم قامت فرقة صابرين بتلحينها فغنتها المغنية الفلسطينية كاميليا جبران. فهناك قصيدة واحدة لها ثلاث ألحان! ثم لدينا أغنيتين لفيروز هما "بعدنا" و"يا ساحر العينين".
هل تودان الحديث عن المستقبل؟
سمير: حاليا لا توجد لدينا أغان جديدة. إنني أعمل على أغنية لمدة أشهر تحت إسم "بيطلعلك" التي تتحدث عما نستطيع القيام به في بلادنا، ولكن علينا أن نكتب كي نسجل.
إيميل: نود أن نرتب جولة عروض في فلسطين بالعرض الذي قدمناه، إضافة إلى تسجيل المواد الموجودة بشكل مهني وتقني.