يوسف الخضر
نافذة
قذفت قلبي من النافذة وأغلقتها بإحكام
ثم بعد قليل سمعت أحدهم يطرق الباب
لم يكن قلبي قد رجع. إنها جارتي المزعجة جاءت تسألني لماذا أترك كيس القمامة بالقرب من بابها!
لو
لو تنشقت المدينة رائحة المطر والتراب ذات يوم. لرفضت أن تصير مدينة. كل هذا البؤس آتٍ من اللا شيئ.
في المدينة يمكن أن تجعلك أصغر التفاصيل حزينا. كأن ترى بائعا متجولا يُضرب. أو قطة تُدهس تحت العجلات. أو حادثا مروعا تنتهي فيه حياة إنسان على يد إنسان آخر. على عكس نسمة هواء في القرية تجعلك تنعتق من ذنوبك وحماقات الآخرين. هل جربت أن ترافق بعض الخرفان والماعز إلى المرعى؟
إن لم تفعل فأنت بحاجة لجلسات الدعم النفسي. والامتناع عن شرب القهوة، والنظر من نافذتك المطلة على جهنم!
لا شيء
هذا المدينة كلها لا شيء، اللافتات، الأرصفة، أرجل المارة، بائع الذرة، وشرطي المرور، كلهم لا شيء، ها أنا ذا عدت إلى نفس المكان، أول شارع الحمراء قرب مسرح “مترو المدينة” ولكنني أنا والمسرح وعودتي وحزني وهذا البؤس الذي أجره خلفي “لا شيء”.
تعب
الغربان.. كل الغربان أوت إلى قلبي!
كيف سترحل؟
سألبس قلبي حذاء وأمشي
وأتلفت يمينا وشمالا، ليس لأنني أخاف الطريق
بل لعلني أشبه الأطفال
متعب
جثتي دبابة قديمة، يفترسها وحشان
الصدأ من كثرة الإنتظار تحت المطر
والندم، من كثرة البيوت التي هبطت على رؤوس أصحابها
متعب
والليل يذبح العابرين على مجرى دم واحد
لكي لا يضلوا طريقهم إلى تلك الأبنية المليئة بالغرف المربعة
متعب
والجرح لم يعد يهمه الوجع بقدر ما تؤلمه الذكرى
إلى أين تأخذني خطاي؟
ذاكرتي قرية محروقة
حتى العصافير غادرت رأسي
تغمرني شهوة ، أجهل طعمها
حرارة الدمع والقصيدة
لمن أكتب أيها البؤس؟
وأنا أعرف جيداً
أن الحياة سفينة ضخمة تحاول أن تبحر في التراب
والموت يأتي بحجم حبة القمح
اثنتا عشرة حقيقة، من داخل المعركة
1
مع بداية المعركة يبدأ الموت.
2
لن يقول أحد الطرفان للطرف الأخر كيف حالك!
3
أكثر بقاع الأرض قلقاً، هي تلك المساحة التي تقع ضمن مدى عيني القناص.
4
إن موت القائد يعني خسارة نصف تعداد المقاتلين.
5
الصدفة التي تحصل مراراً في المعركة، أن يرى أحدهم موته ولا يموت.
6
الصدفة التي لن تحصل في المعركة، أن يسقط ثلاثة جنود برصاصة واحدة.
7
نصف الجحيم في المعركة هي الإصابة المباشرة، والنصف الأخر هي الأصوات المرعبة.
9
إن أدهى وأقوى المحاربين في هذه الأيام، عليه أن يتوقع موته على يد أحد يخيفه ظله. وبرصاصة قد لا تزن أكثر من مئة غرام.
10
حقيقتان يدركهما الذي يقتل في المعركة، الأولى أنه لن يرجع إلى بيته، والثانية أنه لن يحارب مرة أخرى.
11
القنابل التي تسقط ولا تنفجر، شيئ يسمى خيانة البارود.
12
نهاية المعركة يخسر الطرفان، القاتل والضحية معاً.