مريم شريف . شاعرة من فلسطين
1
في المساء
أعددتُ المائدة،
كما تفعل الأمّهات
عدّلتُ أغطية أطفالي
قبّلتهم قُبلة النوم
كانت قبلة شكرٍ هذه المرّة
لأنهم أخلوا البيت من الضجيج
صمْتٌ..
وفي الخارج
سيارةٌ تعبر ليل الشارع
صوتها كان مؤنساً
في الوحشة التي هبطتْ
فيما أنا أنتظر السكون.
2
الأشياء التي غادرتني
غادرتني
صارت بعيدة
في أبعد نقطةٍ مني
بحياد
تُمرّر بريقَها الأليف أمامي
من ذلك البعد
الذي يبدو منه ضوء غرفتي
قطعةً من الظلام.
3
كلمة كلمة
سطورٌ متعرّجة
دربٌ على الرمال
الوتر الوحيد بين الكلمات
وترها العذب
يشفّ أحياناً
يكاد ينطق اسمك
4
هنالك صوتٌ لكلماتك
وصوتٌ لصوتكَ
صوتٌ عميقٌ وبعيد…
كآخر الأرض
تعرفهُ روحي،
تذهب إليه أحياناً
تحيا هناك
مثلما تحيا الروح
في جسد.
5
قلْ شيئاً للصُدفة، لتغدو طريقاً
قل الكلمات التي دفنَتها الرمال،
خُلقتُ لِأُصغي،
إن لم يكن لكَ، للخفقان الخفيف
الذي يؤرجحُ الهواء…
المسافاتُ ليست على الأرض
المسافاتُ ما ننسى أن نقوله ثمّ يسقط في النسيان
الشوارعُ تغادر المدنَ في كل لحظة
تأخذُ وتُعيد،
تأخذُ وتؤلمُ
الأبواب أيضاً تُفتحُ وتُغلق آلاف المرّات
من تلك الحركة المستمرّة كالزمن
تتعلّم البيوت الحنين
هل لمست الباب لتغلقه خلفك؟
يصرّ كالألم، أنا أسمعهُ
محفورٌ في أيامي منذ الأزل
ذلك الصدى
6
من الموسيقى التي تحبّها، من القصائد،
من رسوخ الأشياء التي تشبهك
يَنبني المجهولُ الأكثر ألفةً من بيت
الطمأنينةُ
التي لن تكون لي أبداً