عندما تفهم اختلاج النوتةِ في العناصر
ماهية الكلمة والمعنى
كثافة اللون ورسم الله في وردةٍ
أو نقلهُ على ورقٍ من عيني حبيبة
أو سماعهِ في هدير قذيفةٍ أو عويل أم
بديعَ تماهي الأشياءِ والاختلاجات في الورق..
انعكاسه في العين أو حتى الأذن.
فاعلم أنك جاهزٌ لتركبَ الريحَ
وتُـركِّب المجهولَ في المعلومِ
وتروِّض كل الفضاءات لتبكي
تروي عنك هجرتكَ
اغترابكَ مذ خُلقتَ.. سفكَـكَ لدمِك مبتسماً
تَروي عنكَ
اختلاط صوت تشيلو قديم بهدير المروحيات
عطبَ طفولةِ البلاد
تروي.. صوتَ البحرْ وغضبه منك
من قاربكَ المطاطيّ
وتكاثف كل شيء لتصبح جثّة
الجثة الأكثر وحدة
الأكثر شهرة وموتاً وإرهاباً
الجثّة.. الهاربة من موت الإرهاب
الوطنية القاتلة لوطنها كمقصلة لامعة
الخائنة دون ذنبٍ كحواء
وجثّةُ الطفل كاره الطائرات
الطّفلُ الكبير..
معطوبُ الذكرى والأمنيات ملء العدم
هكذا تـَنضَجُ الفضاءات
تفاحاً يفضُّ بكارة الكون.. العاهر طواعية
ويرجِعُـكَ لكسرنا الأول
كسرنا الثاني.. كسرنا اللامنتهي
جثّةٌ حية
أنت تقدُّ الحقيقة من لحمها..
حلمها وأبنائها الهائمين في نفسِ الفضاءات
جثّةٌ ترسم، تضحك، تبتسم..
وتحفر كل الميتَـاتِ على جلدها غَزَلاً
وهذه المنثورة الفقيرة المعنى
أحدُ أبنائها المقهورين