يُشْبِهنا النهرُ إذ نمسك الخيطَ
الأخير من شبقِ الحياة.
“كُن أميري أقْدَحُ اللغةَ بروجاً”،
وتَنَهّدتْ….
كانت خجولةْ، كاليمامةِ من بلادِ
الخوفِ فرّت. كاليمامةِ اتخذت لها
في المسجد الماسيّ رُكناً.
كن أميري
كُشكٌ لقهوتنا الرخيصةِ ههناكَ،
وبضعُ نخلاتٍ تزيّنها المصابيحُ اخضراراً،
خبْطَ عشواءَ غُرْسنَ.
بضعُ نخلاتٍ، وثُمّ اثنانِ قُرْبَ اثنينِ قُرْبَ اثنينِ
على الضفافِ الأخريات
كُن أميري
البَرْدُ رفيقُنا والهاتفُ المحمولُ؛
أغنيةٌ عن الزمانِ عسى يعود.
تتلألأ الشُّققُ الوثيرةُ حولنا. والضوءُ
يرسمُ بضعَ ليراتٍ على الماءِ، يرميها إلينا؛
ملأى الأيادي بكنوزِ السندباد.
وتقول لي إذ تقلب الفنجانَ:
– هل سياتي طائرٌ من خلف ذاك
السور أخضر؟
– ربما
– كن أميري
شاماتُ كتفيها على الشفتين
ترعشُ. النهرُ يرعشُ، والضفافُ:
“أُحِبُّ زَهْوَ الصّقرِ في عينيكَ، اخلعْ
ترابَكَ لأضيءَ بالبرْقِ المُكدّسِ
في سمائي ساعِدَيكَ، وأقْدَحُ اللغةَ بروجاً”.
كن أميري
بُرجٌ قَصِيٌّ في السّماءِ الآن
يولدُ. بُرجٌ تسميه القصيدةُ
“برج النهر”.
عابر زهايمر
أليكس
الأخ الأكبر لمن تهوى
بلادي. يكبرني ثلاثين عاماً
أو يزيد.
يبحِرُ على مركبٍ ليس يبحِرُ
في قَلبِ المدينة: “من ظَلّ من الأصدقاء،
من رحل؟”.
كأسٌ هوى من يد سمراء
في الجوارِ يوقظنا، فألمح في شظايا
الكأس ملهاة الهوى
أيا طواحين الهواء
انثري صخباً واغسلي هذا الصدأ
أليكس
الأخ الأصغر لمن تهوى
بلادي. يصغرني ثلاثين عاماً
أو يزيد.
ينْسَلُّ من بهْوِ الطفولة في لندن
إلى ’الوادي العظيم‘*؛
حيث أبناءُ الأرضِ يطاردونَ
جواميسَها، ويدمدمون:
“كاد يتّسعُ المكانُ لولا إلاهات الحداثة”.
يرقص معهم
أيا طواحين الهواء
أنثري صخباً واغسلي هذا الصَدأ
أليكس
الحياةُ تصَفّقُ على قدمٍ واحدة
* الوادي العظيم أو “جراند كانيون”: مَعْلم طبيعي شهير في الولايات المتحدة، يعد موطنا لبعض قبائل السكان الأصليين، الذين أطلقوا عليه اسم “الجبل المضطجع”.