أعلنت أكاديمية جائزة نوبل مطلع القرن الحالي أسماء جميع من ترشحوا لجائزتها للأدب في النصف الأول من القرن العشرين. ورد بين الأسماء اسم كاتب فلسطيني رُشح عام 1936، كان منسيًا يومها، عزيز ضومط (1890-1943)، تم ترشيحه من قبل ج. خوري دكتور الأدب العربي في الجامعة الأمريكية في بيروت.(1) أثار الكشف فضول عدد من المشتغلين بالأدب الفلسطيني للبحث عن الكاتب المجهول الذي وصل نوبل،(2) وكان أول عربي يرشح لها. ولم يخرج ما توصلوا إليه عن نطاق أنه كاتب فلسطيني، يكتب بالألمانية.
إن أشمل ما كتب عن ضومط حتى اليوم للأسف كتب بغير العربية، كتبه الإسرائيلي جاكوب م. لانداو والألماني جيرهارد هوب، وعلى حد علمي لم يكتب غيرهما عنه باستفاضة.
للانداو ورقتان عن ضومط، ورقة بالإيطالية (كتبها سنة 1955)(3) نستطيع اعتبارها أشمل ما كُتب عن بببليوجرافياه، فيها أرشفة لمعظم ما كتبه من روايات ومسرحيات، عناوينها وسنة نشرها وملخص حبكاتها؛ بينما الورقة الثانية فبالإنجليزية (كتبها سنة 2014) وترجمت للعربية،(4) عنونها “كاتب عربي مؤيد للصهيونية”، ركزت على علاقة ضومط الغريبة الشخصية بالصهيونية وتعاطفه مع اليهود، وأثر هذا في كتاباته.
أما هوب فله مقال مهم بالألمانية عن ضومط، أشبه بسيرة موجزة لحياته من ولادته وحتى مماته،(5) مع التركيز على فترتين، عشرينيات القرن الماضي، الفترة الذهبية لمشواره الأدبي ولنجاحاته في ألمانيا، وذروة علاقته مع الصهاينة؛ ثم يقفز إلى سنوات الحرب العالمية الثانية حيث أصبح كاتبنا متبنيًا لتوجهات ألمانيا النازية وكارهًا لليهود. بينما يختصر هوب الحديث عن السنوات بينهما، وتحديدًا من بعد سنة 1929، السنة التي شهدت ثورة البراق، قائلًا “لا بد أن التجارب الكئيبة التي مر الكاتب بها في فلسطين وألمانيا كان لها تأثير الشلل عليه. لا شيء يمكننا التأكد منه بخصوص السنوات العشر التالية من حياته وعمله، باستثناء نشر بعض أعماله المعروفة في القاهرة وحيفا.”
لست بصدد إسهاب الحديث عن الفترة الصهيونية ولا النازية من مسيرة ضومط، فتركيزي على تلك السنوات المهملة بينهما. سأكتفي فقط ببعض الإضاءات البسيطة على تلك المرحلتين، لترتسم في ذهن القارئ إلى حد ما صورة الأوجه المختلفة لضومط وتحولاته.
رأى ضومط بادئ الأمر أن الهجرة الصهيونية ستأتي بالخير لفلسطين ممثلًا في جلبها معها للحضارة الأوربية التي يبجلها، ما سيجعل من فلسطين حلقة وصل بين الشرق وأوروبا. كتب مقالًا بالألمانية حمل ذات الأفكار عنونه “حلم تل أبيب”، صور فيه المدينة الناشئة كيوتوبيا يعيش فيها اليهودي مع الفلسطيني جنبًا إلى جنب.(6) وعندما حدثت معركة مستوطنة تل حي، أول صدام بين العرب والصهاينة سنة 1920، وقتل جوزيف ترومبلدور قائد المدافعين عنها، كتب ضومط مسرحية عنه،(7) ستعتبر حسب صحيفة دار هيوم الصهيونية “أول عمل درامي قومي إسرائيلي”.(8) إحدى شخصياتها شاب عربي يدعى عبد الرؤوف، صديق لترومبلدور، وسيقاتل معه جنبًا إلى جنب، حتى يموتا سوية. وتجلت ذروة دعم ضومط للصهيونية عندما تم تكليفه من قبل حاييم وايزمان رئيس الحركة الصهيونية بالترويج للصهيونية في أوروبا وجمع التبرعات لشراء الأراضي الفلسطينية.(9)
ثم سيتحول ضومط بعد سنوات أثناء الحرب العالمية الثانية إلى معادٍ لليهود. سيقول إنه لطالما كان مضطهدًا منهم وإنه فقط في ألمانيا النازية أصبح بإمكانه العمل بحرية. سيبجل هتلر، ويدعم النازية. إلا أن هوب يرى تغير ضومط هذا ليس إلا نتيجة لتجربة سجنه ستة أشهر بداية الحرب في سجون النازية. سبب سجنه أنه بينما كان يعمل بالساعة مترجمًا في وزارة الخارجية الألمانية والإذاعة النازية، لجأ بسبب ضعف الدخل -كما فعل العديد من الطلبة العرب في ألمانيا وقتها- إلى التوجه إلى السفارة الأمريكية في برلين للحصول على بعض المساعدات المالية، الأمر الذي دفع النازيين للشك أنه جاسوس للأمريكان.(11)
هذان الوجهان المعروفان لضومط: الصهيوني ثم النازي، لكن هل هنالك وجوه أخرى؟ ما يهمني هو: أين ضومط من هويته الفلسطينية والعربية؟ وماذا حدث معه في الفترة بين ثورة البراق 1929 وبداية الحرب العالمية الثانية سنة 1939؟ وأثناء الثورة الفلسطينية (1936-1939)؟
لا شك لدي في عروبة ضومط، فرغم أنه مفتون بالثقافة الأوروبية، ويكتب بالألمانية، سنجده يحلم برؤية الثقافة العربية تبلغ ما بلغته نظيرتها الأوربية من الازدهار.(12) يذكر ضومط أن أحد أساتذته عاب أمامه في صغره على العرب ضعفهم وعجزهم عن التأليف المسرحي، الأمر الذي اعتبره كاتبنا الشاب حينها إهانة، ودفعه للقول لأستاذه إنه سيأتي اليوم الذي يتفوق فيه أدباء العرب في المسرح على أدباء الغرب.(13)
لقد جعل ضومط منذ البداية هدفه التقريب بين الثقافة العربية والألمانية، يقول عن مهمته الثقافية “نهدف إلى تقديم الأعمال الشرقية ومشاكل العالم الشرقي إلى شعب ألمانيا في حلية ألمانية، وبالمقابل نترجم الروائع الألمانية إلى العربية، ونجعلها جذابة للشعب العربي.”(14) فكان له برنامج في الإذاعة الألمانية ترجم فيه إلى الألمانية أشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران.(15)
ومع أنه كتب مسرحياته بالألمانية وعرضت على مسارح ألمانيا العريقة مثل المسرح الملكي في بوتسدام ومسرح ليسينج في برلين،(16) إلا أن مواضيعها وشخصياتها عربية وشرقية، فنرى أبطاله شخصيات مثل ابن سينا والملكة الآشورية سميراميس وآخر خلفاء بني أمية والسلطان مراد وفتاة من الفيوم. وله رواية عن مجتمع الدروز وأخرى عن الصابئة، وكلاهما من الأقليات التي تعيش في فلسطين. كما أن واحدة من أهم مسرحياته “والي عكا” عن حصار نابليون للمدينة سنة 1799، تحكي عن ولي في المدينة يدعى حمزة رفقة عبد شركسي، يتنبأ بفشل الحصار على المدينة، مما يحفز أهل عكا لمقاومة الفرنسيين.(17)
وكما كان ضومط على تواصل مع أعلام الصهيونية والنازية، كان على تواصل مع أعلام القومية العربية. أهدى مسرحيته “آخر بني أمية” إلى ملك العرب الملك فيصل الأول سنة 1933، الذي قرأها ورد عليه عن طريق سكرتيره رشيد عالي برسالة ختمها بقوله “متمنيًا أن تواصلوا عملكم الذي لا شك في أنكم تخدمون به الأمة العربية خدمة تشكر فتذكر.”(19) يروي أيضًا الكاتب نزيه أبو نضال نقلًا عن محمد سليمان أن ضومط كان من المواظبين على مراسلة مقهى المثقفين الفلسطينيين المعروف بتسمية خليل السكاكيني له “مقهى الصعاليك”، ما قد يعني أنه كان على صلة بمعظم المثقفين الفلسطينيين ذلك الزمان.(20)
لكن أكبر دليل وجدته على حدوث تغير في علاقة ضومط مع الصهيونية بعد ثورة البراق، نجده في مقالة في جريدة فلسطين سنة 1933 نجد فيها الجملة التالية “لضومط مقالاته النارية ودفاعه المجيد عن القضية العربية على صفحات الجرائد الألمانية وحملاته العديدة على الصهيونية إبان الثورة الفلسطينية في سنة 1929 مما أفسد عليهم دعاياتهم ومكائدهم للعرب.”(21) وما يؤكد هذا مقال آخر في صحيفة دار هيوم الصهيونية سنة 1932 يخبرنا كاتبه عن مدى خيبته لأن ضومط صديق الصهاينة غير تعامله مع الصهيونية بعد الثورة، وبدأ يدعو إلى تقليل الهجرات اليهودية إلى فلسطين.(22)
معظم ما سبق معروف عن ضومط من قبل، ونجده مذكورًا بشكل أو بآخر عند لانداو وهوب وقسطندي شوملي(23) وغيرهم ممن اهتم بسيرته. إلا أن ما دفعني إلى كتابة هذا المقال أنه أثناء بحثي عن ضومط عثرت على ما لم أجده مذكورًا عنه من قبل، وهو أنه كان منفيًا من فلسطين آخر حياته!
بدأ طرف الخيط بخبر في صحيفة ذا بلاستاين بوست البريطانية 11 نوفمبر 1946 بعنوان “الإفراج عن رجل ميت” يقول نصه “إن عفوًا عامًا رسميًا صدر لرجل ميت. الرجل الذي أصبح بمقدوره حسب البيان الرسمي العودة إلى فلسطين هو عزيز ضومط من حيفا، الذي هرب إلى ألمانيا في 1935،(24) وتوفي هناك قبل سنتين. عمل ضومط مذيعًا في الراديو للألمان.”(25)
بدأت مع وقوع طرف الخيط في يدي محاولة البحث عن تفاصيل نفي ضومط، وقادني بحثي إلى العثور على أوراق من الأرشيف الوطني البريطاني تتضمن مراسلات بين حكومات العراق والسعودية ومصر مع الحكومة البريطانية بخصوص قضية منفيي الثورة الفلسطينية في العراق تعود لسنة 1940،(26) تطالبُ الحكوماتُ العربية فيها البريطانيين التدخل لتحسين أوضاع هؤلاء الفلسطينيين المعدمين، إما بالدعم المادي أو بإرجاعهم إلى فلسطين، خاصة أن وجودهم بدأ يزعزع الوضع السياسي لحكومة نوري السعيد في العراق. فتعهد البريطانيون بالسماح بعودتهم إلا 86 اسمًا جمعوها في قائمة أرسلوها لتلك الحكومات. تضمنت القائمة أسماء مثل المفتي الحاج أمين الحسيني وعبدالقادر الحسيني وحسن سلامة وأمين التميمي وأكرم زعيتر وغيرهم من أعلام النضال الفلسطيني السياسي والمسلح ضد الانتداب البريطاني والمشروع الصهيوني. الغريب أن اسم عزيز ضومط كان من ضمن القائمة!
حتى الآن لم أعرف سبب النفي، لكن ما أعتقده أن ضومط تم نفيه وهو خارج فلسطين. ففي ورقة مكتوبة بخط يده عنونها “ملخص حياتي”،(27) يتحدث عن أنه كان في بغداد بين عامي 1935 و1937، ثم عاد إلى حيفا بسبب وعكة صحية، قبل أن يعود إلى برلين مرة أخرى سنة 1939 حيث سيبقى هناك حتى وفاته سنة 1943. لم يذكر خلال ورقته هذه التي كتبها في 8 أكتوبر 1941 أي شيء عن نفيه!
نعود إلى ذات المراسلات سالفة الذكر بين الحكومات العربية والحكومة البريطانية بخصوص مبعدي الثورة الفلسطينية. تم فيها التطرق إلى ضيق الإدارة البريطانية في العراق ذرعًا من نشر الإذاعة الألمانية الدؤوب لأخبار المحاكمات العسكرية للفلسطينيين، وأحكام الإعدام المجانية التي تمنحها لتهم بسيطة مثل مجرد اقتناء سلاح، وانعكاس الأخبار التي يبثها الألمان سلبًا على الاستقرار والرأي العام في العراق.(28) السؤال هنا، بحكم عمل ضومط لسنوات لدى الإذاعة الألمانية، هل كان له دور في نشر أخبار الإعدامات؟
دور ضومط في سنواته في العراق ما يزال مجهولًا، خاصة وأنها تزامنت مع بداية الثورة الفلسطينية. وكما رأينا ذكر في “ملخص حياته” أنه كان في بغداد لتسلم منبر الوعظ في كنيستها، لكن يبدو أن وجوده هناك شمل دورًا أكبر من ذلك. يذكر هوب أن فريتز جروبا سفير ألمانيا في العراق حينها كان على معرفة شخصية بضومط ووظفه معه في بغداد، وعند انتقاله إلى وزارة الخارجية مع اندلاع الحرب العالمية الثانية استدعى ضومط للعمل معه في الوزارة مترجمًا، وكان جروبا أحد من توسطوا للإفراج عنه عندما سجن بتهمة التجسس لحساب الأمريكان.(29)
دور جروبا هذا في العالم العربي حكاية ورواية، كان مالكًا لصحيفة “العالم العربي” المسيحية العربية، وهو من بدأ البث العربي لإذاعة برلين، كما كانت له صلات مع القوميين العرب في العراق، ودعم رشيد عالي الكيلاني و”العقداء الأربعة” في ثورتهم المعروفة “بالثورة الكيلانية” على حكومة نوري السعيد الموالية للبريطانيين، كما كان على تواصل مباشر في سنوات الحرب العالمية الثانية مع المفتي الحاج أمين الحسيني.(30)
يبدو أن ضومط لعب دورًا استخباراتيًا مع الألمان في العراق، واستمر في دوره هذا عندما عاد من العراق إلى فلسطين وقت الثورة. عثر الباحث ستيفن فاجنر مؤخرًا على صورة لشيك مقدم من قبل عميلين ألمانيين في فلسطين لضومط بتاريخ سنة 1938. يقول فاجنر إن الشيك كان مبعوثًا من العملاء الألمان إلى عميلهم في القنصلية الألمانية في العراق عزيز ضومط.(31)
تثير كل هذه المعلومات لدي الكثير من علامات الاستفهام حول الرجل. قد يكون نفيه تم بسبب صلاته بالألمان، التي وظفها لمقاومة الانتداب البريطاني، أو كما سماها “العدو الأبدي للعرب: بريطانيا الصغرى”.(32) لكن ما طبيعة دوره بالضبط، هل اقتصر على دوره في الإذاعة؟ والأهم: ما هي بواعثه؟ هل فعل ذلك ببواعث وطنية؟ هل رأى في الألمان حليفًا للفلسطينيين والعرب ضد البريطانيين والصهاينة؟ أم أنه فعل ذلك بحكم مصلحته الشخصية كموظف يعمل مع الألمان وأجنداته أجندات رؤسائه؟
أعتقد أن اختزال ضومط في مرحلته الصهيونية فيه إغفال مهم للأوجه الأخرى للرجل، إن لم يكن فيه نوع من الاستغلال. استغل قادة الصهيونية بادئ الأمر حماسه للأخوة بين الفلسطينيين واليهود في جعله وجهًا للترويج للصهيونية في أوروبا، لينقلوا للأوربيين صورة مغلوطة أن الفلسطينيين مرحبون بوجود الصهاينة. مهمة لم تطل أكثر من سنتين، إذ سرعان ما سيعفى منها لعدم رضا قادة الصهيونية في لندن عن أدائه. (33) ورأينا كيف أن الصحافة الصهيونية هاجمته بعد تغير علاقته مع الصهيونية ثلاثينات القرن الماضي.
لكن بعد أن توفي ضومط وقامت إسرائيل أصبح الرجل يخدم أغراضًا أخرى في الوجدان الصهيوني عند كل من لفتته حياة ضومط. بات اليوم بمرحلته الصهيونية يمثل نموذجًا للفلسطيني الحلم الذي يريده الصهاينة، فلسطيني يرحب بالوجود الصهيوني، ويراه امتدادًا للتفوق الأوروبي، ويؤمن بأنه سيحسن استغلال خيرات البلاد التي عجز عن استثمارها سكانها الأصليون، يحتفي بأبطالهم، ويستعد للموت من أجلهم حتى لو كان على يد إخوته الفلسطينيين كما حصل مع عبد الرؤوف بطل مسرحيته “جوزيف ترومبلدور”. من هنا التركيز على المرحلة الصهيونية في مسيرة ضومط وإغفال باقي الجوانب.
عند لانداو تشعر أنها كل مسيرة الرجل. نراه يغفل تمامًا في مقاله بالإيطالية ذكر تقارب ضومط مع النازية، ثم يجعل له نهاية مسرحية، بأن يذكر أنه مات في معسكر اعتقال نازي بجانب إخوته اليهود مثل بطل مسرحيته.(34) الأمر الذي سيثبت هوب أنه غير صحيح.(35) وحتى عندما عاد لانداو بعد أكثر من نصف قرن إلى ضومط، لم يتغير شيء، استمر في إغفال تحول الرجل إلى النازية، خالقًا صورة صهيونية يوتوبية له، ونافيًا عنه النازية من خلال تبرير عمله في المؤسسات النازية آخر حياته “إلى يأسه من التقارب بين العرب واليهود في فلسطين.”(36) يبحث الصهاينة مهما أنكروا عن قبول الفلسطينيين لهم، لكنه يريدونه قبولًا على الطريقة الضومطية في مرحلته الصهيونية، أن يصبح الفلسطينيون صهاينة أسهل عليهم من تحمل المسؤولية التاريخية عما فعلوه وعن عنصريتهم.
المشكلة أن حصر ضومط في وجهه الصهيوني أمر نراه أيضًا عند النخبة الفلسطينية اليوم التي تماهت مع رواية لانداو. ويرون تحوله للنازية دليلًا آخر على عدم سوائه، بينما لا يرون ذلك مثلًا في تأييد أمين الحسيني لها. لا أدعو إلى تمجيد ضومط، فكما أوضحت في مقالي هذا أملك من الأسئلة حوله أضعاف الأجوبة، لكن ما أريده هو الانفتاح نحو تجربته الفريدة والمركبة. ولا أجد كلمات أختم بها مقالي هذا أفضل من اقتباس هوب التالي “رأى العرب محاولات ضومط للتوسط بين الشعبين في فلسطين نوعًا من الخيانة، أو على الأقل ضربًا من الانتهازية، ولذلك فصلوه من وظيفته كمعلم وحرموه مصدر دخله. أما اليهود فأساؤوا فهم مهمته العربية اليهودية على أنها انحياز للصهيونية السياسية.”(37)
الهوامش:
-
https://www.nobelprize.org/nomination/archive/show_people.php?id=2496
-
راجع المقالات الصحفية: الخوري، مارون عيسى “مصري ولبناني وفلسطيني … كتب بالألمانية في مطلع القرن الماضي. عزيز ضومط الكاتب المنسي سجنه الأتراك … والألمان أعجبوا بمسرحياته” (جريدة الحياة، 10/7/2001، https://bit.ly/3Wq7WuZ). الحمادي، قاسم “لجنة الأكاديمية السويدية تفتح “أرشيف” نصف قرن. من هو الشاعر العربي عزيز ضومط أول المرشحين الى جائزة نوبل عام 1936؟” (جريدة الحياة، 1/12/2001، https://bit.ly/3FFhIT8). الحمادي، قاسم ” فلسطيني الأصل ومصري الولادة وألماني الهوية واللغة. ابنة عزيز ضومط في الثمانين: هذا هو والدي الكاتب المجهول” (جريدة الحياة، 4/12/2001، https://bit.ly/3W54fLr). وادي، فاروق ” البحث عن عزيز ضومط!؟” (جريدة الأيام، 19/9/2008، https://bit.ly/3V14MNn). وادي، فاروق “وما زال البحث مُستمرًا” (جريدة الأيام، 26/12/2008، https://bit.ly/3PBZNld).
-
Landau, Jacob M. “Aziz Domet, d’origine araba, poeta, scrittore di romanzi e opere drammatiche di soggetto orientale in lingua’tedesca (1890-1943)” (Oriente Moderno, Year 35, Issue 6, June 1955, Pages 277-289).
-
لانداو، جاكوب م. “ملاحظات حول عزيز ضومط: كاتب عربي مؤيد للصهيونية”، ترجمة: عماد الأحمد، مجلة رمان الثقافية، http://bit.ly/3BKb25d).
-
Höpp, Gerhard “Asis Domet – ein “zionistischer arabisch-deutscher Dichter”?”
-
Domet, Asis “Der Traum von Tel-Aviv”, Wiener Morgenzeitung, 14/5/1922, Issue 1180, Pages 2-3.
-
For the first act of the play see: Das Zelt: eine jüdische illustrierte Monatsschrift, First year, Book: 5, Pages: 168-179. For the second and third acts see: Das Zelt: eine jüdische illustrierte Monatsschrift, First years, Book: 6, Pages: 210-223.
-
המאירי، אביגדור “הדרמה הארצי-ישראלית הראשונה” דואר היום، 19/1/1923، صفحة 4.
-
See: Höpp.
-
“Ein arabischer Dichter wirbt für den Keren-Hajessod”, Jüdische Presszentrale Zürich, 23/10/1924, Page 5.
-
See: Höpp.
-
Ibid.
-
“حياة مليئة بجلائل الأعمال: الأستاذ عزيز ضومط المؤلف الروائي الشهير” جريدة فلسطين، العدد 93-2358، 18/6/1933، صفحة 8.
-
Neuen Preußischen Zeitung, 22/10/1920.
-
“محليات: عزيز ضومط” جريدة الكرمل، العدد 1335، 2/3/1929، صفحة 4.
-
See: Höpp.
-
See: Landau.
-
جريدة فلسطين، العدد 105-2370، 2/7/1933، صفحة 11.
-
“عطف جلالة الملك فيصل وتقديره للأستاذ عزيز ضومط” جريدة فلسطين، العدد 11-2276، 12/3/1933، صفحة 9.
-
أبو نضال، نزيه “من يعرف عزيز ضومط؟ أول عربي رشح لنوبل للآداب عام 1936” (جريدة الرأي، 30/12/2005، https://bit.ly/3PBZNld).
-
انظر المرجع رقم 13.
-
“עזיז דומט, מחבר הדרמה של תרומפלדור ו”ידיד הציונים” – בקשרים עם ההיטלרים”، דואר היום، 12/7/1932، صفحة 2.
-
شوملي، قسطندي “الاتجاهات الأدبية والنقدية في فلسطين: دراسة لحياة النقد الأدبي الحديث في فلسطين من خلال جريدة فلسطين”، دار العودة للدراسات، الطبعة الأولى، سنة 1990.
-
سنة هروب ضومط إلى ألمانيا غير واضحة في نص الخبر، لكن من الآثار الباقية أرجح أنه 1935، مع أن ضومط ذكر في “ملخص حياته” أنه لم يغادر فلسطين للعودة إلى ألمانيا حتى سنة 1939.
-
“Dead Man Released” The Palestine Post, 11/11/1946, Page 3.
-
The National Archives (London, UK), “Confidential British Foreign Office Political Correspondence: Palestine and Transjordan, 1940-1946”, 1941 microfilms, Reel: 3, FO 371/24566, “Saudi Arabian, Egyptian and Iraqi views on Palestine question”, Pages 60-63.
-
Höpp’s collection in “Leibniz-Centre of Moderne Orient (ZMO)” institute. Shelfmark: 07.07.021.
-
نفس المرجع رقم 26، الصفحات: 105-106.
-
See: Höpp.
-
Wikipedia, https://en.wikipedia.org/wiki/Fritz_Grobba, Checked at 20/12/2022.
-
Wagner, Steven B. “Statecraft by Stealth: Secret Intelligence and British Rule in Palestine”, Cornell University Press, Illustrated edition, 2019, Chapter:8.
-
See: Höpp.
-
Ibid.
-
See: Landau.
-
See: Höpp.
-
انظر: لانداو.
-
See: Höpp.
عن كاتب فلسطيني بلغ عتبة نوبل لفاروق وادي
عن الفلسطيني الصهيوني الذي ترشّح لنوبل لسليم البيك
ملاحظات حول عزيز ضومط: كاتب عربي مؤيد للصهيونية (ترجمة) لعماد الأحمد