رسائل البرلينالي: «ليمبو»

سليم البيك

محرر المجلة

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

24/02/2023

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

بتصوير بالأبيض والأسود، بل بتصوير “مونوكروم” أقرب إلى الصورة الفضية حيث يغلب البياض على السواد، بخلاف أفلام “النْوار” الكلاسيكية، أي البوليسية التي يغلب فيها السواد كترجمة بصرية لغموض الحبكة البوليسية (والنْوار هو الأسود) وحتى في الأفلام الملونة، ودائماً مع الظلال الغالبة متى “تفتّحت” اللقطة. هنا، كان الشكل كما هو المضمون، في قصة تحقيق بوليسي، مختلِفاً ومبتكِراً.

في عنوان الفيلم (Limbo) إشارة إلى ذلك. تعني مرحلة المابين، المتاهة التي فقدت بدايتها وكذلك نهايتها وكانت انتظاراً لجحيم لم يأت بعد. هو عنوان الفندق/الموتيل الأقرب بممراته وغرفه إلى المتاهة، المتوسط الصحراء، في ما بدا “نومانزلاند” أو أرضاً مفقودة ومقفرة، وأفقاً تلتقي عنده الصحراء بالسماء.

أناس يعيشون في بيت “مينيماليّ”، للفقر أو لأن الفيلم وأجواءه كانت كلها كذلك، آخرون يعيشون في كهف. لا شوارع معبدة ولا عمارات. نحن في الصحراء حيث لا أناس غير شخصيات الفيلم، ونحن، فوق كل ذلك، أمام محقّق أتى من المدينة لفتح ملفِ خطف وقتل طفلة قبل ٢٠ عاماً، ولا أدلة لديه سوى أشرطة تحقيق لا تقدم شيئاً، أما ما يمكن أن يزيد من أجواء التحقيق والفيلم هذه، ظرفاً قد يحسم المسألة برمتها، فهو أن الضحية كانت من السكان الأصليين في أستراليا، والمشتبَه به رجل أبيض بيدوفيلي وعنصري دون أن يصرّ بهذه وتلك ودون أن يظهرهما الفيلمُ صراحةً. في كل أسباب استحالة نبش الملف والوصول إلى القاتل، كان يحوم المحقق المعنيّ، وغير الواثق بنظام الشرطة إذ قال  إن “لا فائدة” من الاتصال بالشرطة للتبليغ عن سرقة سيارته، إثر وصوله.

الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي، وبالسينماتوغرافيا البديعة له، هو بوليسي “أنتي-بوليسي” في شكله ومضمونه، في سير عملية التحقيق وفي نهايتها. من خلاله يصور المخرج الأسترالي الأصلاني إيفان شين العنصرية التي يتعرض لها أصحاب البلد الأصليين، في فيلم بوليسي لم تكن العنصرية موضوعة أساسية له، لكنها في الخلفية دائماً، فكانت الأشد حضوراً.

 

الكاتب: سليم البيك

هوامش

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع