رسائل كان السينمائي: «النادي صفر»

سليم البيك

محرر المجلة

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

23/05/2023

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

توسّلَ الفيلم موضوعاً غير عنيف في ظاهره، وإن لم يكن كذلك في نتيجته، لتصوير حالات التطرف والمغالاة مهما كانت دوافعها. ليس الموضوع دينياً هنا في شكله المباشر، لكن المشهد الأخير، الأغنية المرفقة والإشارات إلى المسيح في كلماتها، أحالت المغالاة التي بني الفيلم قصته عليها، إلى ما هو أبعد من التطرف في رفض تناول الطعام وحسب. انتهى الفيلم بلقطة حاكت لوحة “العشاء الأخير” لليوناردو دافنشي، والمسيح جالس إلى طاولة طعام مع أتباعه. في هذا المشهد تحديداً، تقول فتاة بأن ما يحتاجه أحدنا، للقدرة على الامتناع عن الطعام، هو الإيمان.

فيلم النمساوية جيسيكا هوسنر «النادي صفر»، يقارب موضوع المغالاة من خلال مدرسة خاصة بطلاب متفوقين وأبناء عائلات غنية، تؤسس إحدى المعلمات الجديدات حلقة من الطلاب المتخففين من الأكل، ولكلٍّ أسبابه: البيئة، الحيوانات، الرشاقة… يتقدم الفيلم في ما بدا عادياً، بل مقبولاً في تعريفه بأنه “الأكل بوعي”، ليتطور إلى تطرف في رفض الأكل، حتى الوصول إلى مشهد تتناول فيه إحداهن استفراغَها، إلى النهاية المأسوية في ما بدا “جنة” يذهب إليها هؤلاء.

الفيلم (Club Zero) عادي في حبكته، يصيبه الملل في أكثر من موضع، الجيد فيه كان التصوير واستخدام الألوان التي مالت مع تقدم الفيلم إلى الغامق والسواد، بعد ألوان حارّة وفاقعة في الملابس والديكورات. لاحقاً، سيكون الموت مخيماً على الألوان كما النفسيات.

يذهب الفيلم إلى أكثر الحالات تطرفاً في رفض الطعام، خارجاً من الواقعي حين يصل الطلاب إلى مرحلة يمتنعون فيها تماماً عن الأكل. هنا يبدأ الفيلم باتخاذ منحى رمزي يتعدى حواراته المباشرة إلى ما هو خلفها، إلى معنى التطرف عموماً والمآلات المأسوية المودي إليها، وذلك بإيمان تام لدى المتطرفين (في الامتناع عن تناول الطعام مثلاً) في أن إيمانهم وإرادتهم تغير الوقائع، كأن تعتقد فتاة، بإيمان تام، بأنها ستمطر اليوم، فتمطر. ليقول الأب المهموم بحال ابنته التي تناولت استفراغها والتي تحققت نبوءتها لقوة “إيمانها”، أنّ المسألة مصادفة سيئة لا أكثر. كأن التطرف كان في أساسه مصادفات سيئة.

 

الكاتب: سليم البيك

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع