ينغمس الأمريكي ويس أندرسون في شكل فيلمه، ينسى القصة والشخصيات ويُتبعها كلها بما يريد تصويره، كأنه يصنع سيركاً لا فيلماً. يمكن أن يكون ذلك جذاباً في بداياته إنّما تفشى الملل في أفلامه رويداً رويداً، إلى أن وصلها أخيراً في فيلمه المنافس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، «مدينة آسترويد».
شخصيات الفيلم، الكثيرة، فارغة ولا معنى لمعظمها. كلامها يطير في الهواء من دون ترميم في جوانب أخرى للفيلم، إلا التصوير الفانتاج الذي ميّز أندرسون عن غيره، لكن الفيلم ليس تصويراً ديكورياً ملوناً وحسب، هذه مسألة تدخل فيها التقنيات ولا حاجة لفنية عالية لإنجازها. طغى الشكل على المضمون، امّحت الشخصيات وتماهت، وذلك في حبكة مفتوحة ورخوة تلجأ إلى الكوميديا المسطحة المفرغة من مضمونها، لترميم ما نقص الفيلم، وهذا الناقص كثير.
يحكي الفيلم (Asteroid City) عن مجموعة شخصيات تلتقي في مكان في الصحراء لتجارب فضائية، تظهر إنشاءات في المكان ويكثر الناس، ويكثر النجوم في الفيلم المعتمد أساساً على أوجه شهيرة لكل منها حصة ضئيلة في الفيلم. من توم هانكس إلى سكارلت جوهانسن.
يحاول الفيلم تعويض سطحيته بالتفافٍ فني كان في أن الشخصيات أعلاه هي أصلاً في مسرحية يكتبها أحدهم، وما نشاهده هو المسرحية ثم كواليسها. “استمناء فكري” كان أفضل لو وفّره أندرسون على المشاهدين واكتفى بالسطحية المسيطرة على كافة جوانب الفيلم، الكوميدية المفتعلة من بينها تحديداً، وإن كان لا بد من استثناء في هذه المهزلة، فهو السينماتوغرافيا، التصوير والديكور، وهو الأساس الذي قام عليه الفيلم.