رسائل كان السينمائي: «مخطوف»

سليم البيك

محرر المجلة

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

24/05/2023

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

الفيلم تراجيدي تماماً، بالمعنى المسرحي الإغريقي حيث تنال الشخصية الرئيسية حتفها مهما حاولت تفاديه على طول المسرحية/الفيلم، لارتكابات “لاأخلاقية” تسببت بالعقاب الرباني الحتمي. لكن كيف يكون ذلك في فيلم نالت الشخصية الرئيسية فيه ما أرادته، بالنهاية؟

يحكي الفيلم قصة حقيقية من القرن التاسع عشر في إيطاليا، عن إدغاردو، طفل يهودي قامت خادمة بتعميده وهو رضيع، لتخطفه الكنيسة من عائلته اليهودية بعد سنوات بصفته مسيحياً، ومنع إعادته إليها ما لم تعتنق المسيحية. تمر السنوات وتحاول العائلة مع يهود آخرين استعادة الطفل. هذا الأخير يكبر بحسن رعاية وتعليم ويصير راهباً، في القصة الحقيقية سيكمل مشواره الديني باقتناع تام حتى وفاته. أما المشهد حيث الذروة التراجيدية فكان مع والدته المكلومة، على فراش الموت، وقد حاول تعميدها كي يمنح لها الحياة مجدداً كما منحته إياها بولادته.

البابا اعتنى شخصياً بالطفل إلى أن كبر، وكان في الفيلم شريراً نمطياً، وكانت العائلة مستدعية التعاطف بشتى أشكاله، كأقلية يهودية مضطهَدة في بلد كاثوليكي يتحكم الفاتيكان بمفاصله.

«مخطوف» (Kidnapped) نقل القصة بإخراج محكم للإيطالي ماركو بيلوكيو، وتصوير وموسيقى منحا السياق التاريخي والسياسي والديني وطأته اللازمة، في الإيصال إلى تراجيديا العائلة التي كان عيبها، بالمعنى الإغريقي، يهوديتها أو اختلافها عن كاثوليكية الفاتيكان. فالعيب في الشخصيات هنا لم يمكن لارتكابات لاأخلاقية تعاقب عليها الآلهة، إنما لخروج أصلي عن دين الآلهة/الرب، أما المآل المأسوي فكان للعائلة التي كانت، في منطق التراجيديا الإغريقية، الشخصية الرئيسية في العمل التراجيدي، ليكون لإدغاردو مآلٌ اختاره بنفسه لا مأساة له فيه إنّما لغيره، لعائلته، لوالدته تحديداً.

الفيلم المنافس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، شديد الثقل على النفس، وهذا من قوة المقاربة لقصة ممتلئة بانعطافات أليمة، مسعيداً الاستقواء على يهود أوروبا في تلك الحقبة بممارسات بدأت بتعميد الخادمة للطفل وانتهت بقرار بابويّ بخطفه وإبعاده عن أهله. هذه التراجيديا، فصل الطفل عن العائلة جسدياً ثم تذويت هذا الفصل فيه ليقتنع بدينه الجديد ويترهبن، أتت أخيراً بفيلم أخلص بعناصره السينمائية، صوتاً وصورة، لمأسوية ما حصل. وهو من الأعمال القوية في هذه الدورة من المهرجان، وكذلك في مسيرة بيلوكيو المفاوت، بشدة، في مواضيعه بين فيلم وآخر.

https://www.youtube.com/watch?v=mMuqhIEc7bk

الكاتب: سليم البيك

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع