رسالة سان سيباستيان: “أوكورنو”… الأمومة كارثةً وخلاصاً

سليم البيك

محرر المجلة

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

27/09/2023

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

يبدأ الفيلم بمشهد طويل لامرأة تنجب طفلاً. القابلة، ماريا، هي التي يروي الفيلم قصتها. بدأت ماريا هنا كشخصية هامشية، فالكاميرا مسلطة تماماً على المرأة التي تجهد وتصرخ وتتألم. بدأ الفيلم بمشهد ثقيل نفسياً، بتصوير مقرّب على المرأة المنجبة. من بعدها سنقترب أكثر من ماريا، في قرية على جزيرة إسبانية أوائل السبعينيات. لكن التراجيديا التي ستحل على القصة كلها يقدّمها الفيلم باكراً، ابنة صغيرة للمرأة المنجبة تحمل جنيناً في بطنها، فتطلب من ماريا مساعدتها في الإجهاض وإلا ستفعل هي بنفسها، توافق ماريا تجنّباً لكارثة ما، فتحضر لها مشروباً سيتسبب في موت الفتاة، فتهرب ماريا عبر الحدود إلى البرتغال. المرأة الهامشية صارت، بالكارثة الملتصقة بها، أساسية.

فيلم الإسبانية جايون كامبوردا (O corno)، يدور من مشهده الأول حتى الأخير حول الأمومة أولاً، والجنس ثانياً. في ربط بصري وسردي بينهما. ماريا نفسها ساعدت على إنجاب طفل كان خروجه عسيراً، ثم ستتسبب في مقتل أخته بعد ممارسة الأخيرة الجنس وحملها. تمارس ماريا الجنس عرضاً مع أحدهم في أمسية فتحمل جنيناً ستحتفظ به. ستنقذها وتساعدها في البرتغال، من أول الحدود، امرأة تعمل كعاهرة وتبحث عمن يعتني بطفلها في غيابها فتجد ماريا الباحثة عن عمل ومأوى. تبادل في تحريك الأحداث كان بين الجنس والأمومة.

سلسلة انعطافات في الحياة البائسة للمرأة التي أودت محاولتها لتجنب كارثة الفتاة إلى كارثتها الخاصة، لكن حبلها في النهاية كان منفذاً إلى عالم جديد، خاصة بعد تكشّف محاولة إجهاض قامت بها، وندبة لشق في بطنها.

الرضيع في البداية يهدأ متى بدأ استطعام الحليب من صدر أمه، وزبون لدى صديقة ماريا يرى حليباً على صدرها فيرغب بتجريب طعمه. الثنائيات المتناقضة في الفيلم ضمن حالتي الأمومة والجنس، المتوزعة على جانبي الفيلم، على نصفيه، كانت مسار انتقال ماريا من حالة إلى أخرى. من بين كل ذلك، يبقى الجنين في بطنها استهلالاً لعالم آخر وجديد لها، بعيداً عن مآسي لم تدرِ كيف نزلت عليها. ستصير ماريا أمّاً.

 

الكاتب: سليم البيك

هوامش

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع