رسائل البرلينالي: “يموت”

سليم البيك

محرر المجلة

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

18/02/2024

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

قد يكون من بين الأقوى على طول هذه الدورة من مهرجان برلين السينمائي، في مسابقته الرسمية، يساعد في ذلك أيضاً أن لا أفلام قوية حتى الآن، بمعنى أن أحدها متكامل بوصفه فيلماً بجوانب فنية مختلفة يمكن أن ينافس، من خلال تكامله، على أهم جوائز المهرجان.

“يموت” (Dying) للألماني ماتياس غلاسنر الذي لم يحقق حتى فيلمه هذا، ما أمكن أن يرفع من التوقعات للفيلم أو يستبقها، لكنه، الفيلم، قد يكون بداية لنقلة في مسيرة مخرج هذا العمل وكاتبه.

من خلال فصول يحكي كل منها عن شخصية، قبل أن تربط الفصول النهائية بين ما سبقها من خلال “الحب” و”الحياة”، في تقابل مع العنوان الكبير للفيلم، “يموت”، وهو اسم لمقطوعة موسيقية هي الخيط الرفيع الذي تجتمع الأحداث حوله.

توم، قائد أوركسترا، والده يعاني من أمراض في شيخوخته فتعتني به والدته، هو بالكاد يزورهما. شريكته تنجب ولداً من حبيبها السابق. يشتغل على أداء مقطوعة من تأليف صديقه. حياته مجتزأة كمكوّناتها هذه. أمه تخبره أنها أوقعته أو أسقطته طفلاً، لا تذكر، لكنها كرهته طويلاً. شقيقته تفسد له الحفلة الأولى التي حضّر لها كثيراً. صديقه الوحيد يطلب مساعدته في الانتحار. زوجته تقول له، أمام صديقها السابق، أنه ليس أقرب إلى طفلها من الأب البيولوجي. يخون شريكته مع زميلته في العمل.

حياته عبارة عن تداعيات، أو أشياء تموت بالتتابع، ضربات متتالية تنزل على رأسه قبل أن يصل إلى فصلَي “الحب” و”الحياة”. الفيلم ممتلئ بالموت المادي والمعنوي وبالتصادفات الخائبة والبائسة، وهو بالكاد يستدركها.

الفيلم أقرب إلى قطعة موسيقية في أجزائه، تمهيد فنغمات متتالية تتصاعد، تهدأ أحياناً، إلى أن تخفت نهايةً، للفيلم بذلك اسمه القطعة التي يعمل عليها. هو كذلك قريب إلى الأدب في تقديمه للقصة وشخصياتها، لكل فصل عنوان باسم شخصية، أولها أمه ثم هو ثم أخته. كل فصل يعيد الأحداث من جانب شخصيته، من ناحية الأم أولاً، ثم تالياً من ناحيته، كأننا في المقطوعة نستمع إلى اللازمة الموسيقية من أداة أولاً فلتكن التشيلّو، ثم ذاتها بصوت ليكن للكمنجة.

الفيلم عمل سينمائي لا يخلو من جماليات موسيقية وأدبية. الموسيقى بانت في القصة وإيقاعها، والأدب في الشخصيات وتقديمها ثم تقاطعاتها. ثلاث ساعات مرت استطاع الفيلم خلالها، لتمكنّه من السرد، الإمساك بكل دقيقة فيه. ليكون أخيراً عملاً محكماً، ابتعد واقترب في أحداثه من دون إرخاء يفلت فيه الفيلم من مُشاهده.

 

 

الكاتب: سليم البيك

هوامش

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع