لعناوين الأفلام إشكالات دائمة في الترجمة. هي ليست ترجمة عبارات يمكن الاستعانة بكلمات غير حَرفية في ترجمتها فتعطي للمعنى حقه في لغته المنقول، المعنى، إليها. والعنوان إن كان بكلمة واحدة صعبت أكثر ترجمته، لضيق مساحة النقل بين اللغات.
عدا عن الترجمة، هنالك من يغير العنوان من أساسه، يحب الفرنسيون أن يمنحوا أسماء خاصة بهم لأفلام غير فرنسية. وهنالك من يحتفظ بالعنوان الدولي بكل اللغات، قد يكون هذا حال فيلم Babygirl، بمعنى صغيرة أو طفلة. وإن كانت الكلمة لوحدها لا تعطي المعنى المطلوب من المفردة الإنكليزية. نسمع الكلمة في مشهد بمعنى “صغيرتي” أو “طفلتي”، يقولها شاب لامرأة تكبره سناً.
يحوم الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي، حول امرأة هي ريادية في مجالها المتقاطع فيه البزنس والتكنولوجيا. امرأة في حياتها العائلية وتحديداً المهنية، ذات سلطة على الآخرين. ذكية وجادة، وجميلة. تقيم علاقة مع أحد المتدربين، يبدأها هو بالمراوغة، بالإلحاح، بالتحرش. تنجذب له، لأسلوبه البعيد في عنجهيته من شخصية زوجها، المخرج المسرحي، المثقف في حديثه والمهذب في سلوكه، والمعني أولاً بابنتيهما.
فيلم الهولندية هالينا رين، متقاطع في علاقات القوة بين طريفهشخصيتيه، المرأة (نيكول كيدمان) والمتدرب عندها وهو أقرب إلى مانيكان ذكري وذكوري، يتوسطهما زوجها الساذج، بأداء لأنطونيو بانديراس، خاص كعادته. تتبادل مواقع السلطة وسطوة كل من المديرة والمتدرب بينهما ككرة التنس، من يد أحدهما إلى الآخر. إلى أن يصل، التبادل، إلى مرحلة لا بد للتناقضات المتصاعدة بين المَشاهد، أن تلتقي وتنفجر، قبل أن تهدأ الحال وتعود الأمور إلى “طبيعتها” تمهيداً لنهاية مقبولة.
الفيلم بذلك مكتوب بشكل حِرفي، أي مهنّي لا فنّي، الحوارات ذكية وكأنها تلاعب بين الطرفين، كذلك ككرة التنس. هذه الحِرفية هي مدرسيّة، هي أمريكية تقليدية، تُدرَّس في كيف يجب أن يتطور الفيلم وتتاقطع التناقصات وتنحل العقدة في النهاية ضمن مشهد درامي. كأننا أمام وصفة ناجحة للسيناريو. لا إبداع ولا فن، لا ابتكار، لكن وصفة ناجحة، كصحن سباغيتي بولونيز آخر، يؤكل للمرة المليون وينال استحساناً.
يمكن لهذا الكلام أن يُحسب للفيلم كما يمكن أن يحسب عليه، لكن الفيلم يبقى صالحاً لتمضية وقت ممتع.