“بلوز”
في حديقةٍ عامة
في المدينة البعيدة
أجلس على العشب الأخضر
السنونو،
في سماءٍ تخلو من الآلام والشوائب
يحلّق فوقي
يلقي بظلّه عليّ
الحرارة تغري بالتصاق جسدين
وسط الحديقة أجلس
وسط أشخاص كُثُر
أزواجٌ
وأحباء
عجائزٌ
نساءٌ حوامل
وأطفالٌ عابثون
أستمع لموسيقى البلوز
وأراقب زرقة قلبي
الناس من حولي
يرقصون
يشربون البيرة
ويدخنون لفائف
بنكهاتٍ شتى
وأنا..
أفكّر بالبطاقة البريدية الأولى
التي لن أرسلها لك
وأفكّر – وسط الجمال –
بكل البلاد البعيدة التي
لن أزورها معك
وكل الموسيقى
والأفلام
والحدائق العامة
التي سأجلس فيها مع كل الناس
إلّاك
أفكّر كيف الأيام
تغدو خفيفةً
شيئاً فشيئاً
وكيف أني سأختبر الحياة التي
خبّرتك عنها مراراً
وكتبت عنها مراراً
كيف سأختبرها
بهدوءٍ
وحبٍ
وألقٍ
مع أحدٍ غيرك
بوتسدام
في بوتسدام
أقف على درب حجري قديم
ألتقط صورة لحذائي الجلدي
أستكشف أول الخريف
أفكر بالقصور ومن سكنوها
ماذا كانوا يفعلون؟
ما الذي نفعله نحن في حدائقهم القديمة؟
أفكر بالبطاقات البريدية،
سأرسلها غداً
أفكر بالهدايا الشخصية،
هل أجدها؟
أفكر بالصعب..
بي شوق للبيت
وبي حيرة في هذه المدن التي تشبهني
تزغزغ فضولي
بي مسّ
لا يصيب إلا
من أكثروا السفر
بي أمنية واحدة
سأحفظها في القلب
لمن يستحق
بي وجع محبّبٌ لمعرفتي
أنّ كل هذا السحر
سيذوب
لحظة صعودي الطائرة