تنيني الأحمق الصغير
أين تكون الآن؟
في أي أرشيف
والمدينة احترقت؟
أي الشاشات
تذكر عرضك
وقد تغيّر شكل التلفزيون
عدة مرّات، منذ عرفناك؟
أي العيون تذكرك
وكثيرون ممن شاهدوك معي
كل مساءٍ
في الرابعة عصراً
أمسوا سجناء
أو شهداء
أو لاجئين
أو موتى على الشواطئ
أو جلادين
يقتلون ذكرياتنا
وذكرياتهم أيضاً
في فرنٍ كيماوي كبير؟
أذكر طيفاً لك
وأتساءل
لماذا لم أبحث عنك
على “يوتيوب”، قبل الآن؟
فلا بد من أن هناك من
حاول إنقاذك
من الاكتئاب
أو الضياع
“أبي أبي.. أريد العمل في الإطفاء”
كنت تغني
وكنت أخضر
مبتسماً
وأحمقاً
كقلبي
وقلوب محبيك
وكان أبوك حكيماً:
“هذا عملٌ فيه عناء”
يعرف أن النار
عماد الكون
أم الأسماء
والأشياء
كان يخمّن،
سيأتي يوم
نبحث عنك
لتشعلنا
تحرّكنا
وتضحكنا
حين تطفئنا سجون التعذيب
وماء البحر
وتقارير القتل
وأحلام الهجرة العابثة
وقد آن الوقت
-منذ وقتٍ-
يا تنيني الأحمق
يا طفولتي الحلوة
فانهض
من قبو الأرشيف العتيق
إنت كنت مثلي،
محظوظاً، حياً،
وامنحني
وأصحابي المجانين
جناحيك الصغيرين
وشعلة نار
تدفئنا في هذا الشتاء العصيب
وتوقد نارنا
للمعارك المقبلة
*التنين الصغير Grisu: مسلسل رسوم متحركة إيطالي عُرضت النسخة المدبلجة منه على عدة شاشات عربية في النصف الثاني من الثمانينات وبدايات التسعينات، ومنها التلفزيون السوري. (أغنية مقدّمة المسلسل)
يحكي المسلسل قصة صغير اسمه “جريسو” أراد بشدة أن يصبح رجل إطفاء، على عكس والده الذي يحب إضرام النار ويتمتع بإشعال الحرائق. كان الأب يحاول أن يثني جريسو عن حلمه في إطفاء الحرائق لأن ذلك يضرّ بسمعته كتنين مشعل للحرائق. طيلة المسلسل يحاول جريسو المساعدة في إطفاء الحرائق لكنه يتسبب دون أن يقصد في إحراق بعض الأشياء مما يزيد الأمر سوءاً.