صدر الكتاب حديثاً عن “منشورات المتوسط / ميلانو”

قصائد من “مشاةً نلتقي.. مشاةً نفترق”

Wheatfield with Crows . Vincent van Gogh

رائد وحش

شاعر وكاتب من فلسطين/ سوريا

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

21/10/2016

تصوير: اسماء الغول

رائد وحش

شاعر وكاتب من فلسطين/ سوريا

رائد وحش

كاتب وصحفي من فلسطين/ سوريا، من مواليد دمشق 1981. عمل محرراً في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية السورية والعربية. صدر له في الشعر "لا أحد يحلم كأحد" سنة 2008، و"عندما لم تقع الحرب" سنة 2012، و "مشاة نلتقي.. مشاة نفترق" عن دار المتوسط سنة 2016. وفي النثر "قطعة ناقصة من سماء دمشق" 2015.

شارع 1

ليتنا رسوماتٌ متحركةٌ، 

نرسم للقذيفة ابتسامةً وعيوناً برموشٍ طويلة. 

نلوّن وجنتيها بالأحمر، 

ونعطي شعرها لون النبيذ، 

وعندما يطلقونها 

يكونُ الانفجارُ بوالينَ وسكاكرَ وريشاً، 

وسبباً للرقص.

 

نمنح الصاروخ قدمين 

فيغادر منصته إلى مخيم اللاجئين

في أحضان الأمهات يبكي كالابن الضالّ

وبين الأطفال يصير أرجوحةً.

 

نجعل البنادق عكازاتٍ للعجائز، 

والطلقاتِ قلائد للفتياتِ.

 

إذا هربنا تحمينا الأشجار، 

تلتف من حولنا مصفحاتٍ خضراء.

إذا اجتاحوا حاراتنا 

تهجم الحيوانات داجنةً وبريّةً..

وفي النهاية نرمي الأشرار

برفساتٍ في المؤخرات

خارج الكوكب.

 

ليت العالم إستديو 

ليتنا رسومات متحركة!

 

شارع 2

مثل ورّاقٍ في بغداد

بدواةٍ تُعْمِلُ محواً في القرطاس،

بسراجٍ يزيد اللّيل في الليل،

أحاول تخيّل القرنِ الحادي والعشرين..

 

مثل زيتونةٍ قديمةٍ كانت على ذلك السّفح الذي كالجرح في الجبل،

أستبطن شبح الزيتِ، في شبح الحبّاتِ، على شبح الغصونِ، في شبح الشجرة التي كنْتُها..

ومنذ قطعَتْهَا الريح صار السفح جرحاً ينزف في ذاكرة الجبل آلام زيتونةٍ مقطوعةٍ كالوريد..

 

مثل سرب الغربانِ في لوحةِ فان كوخ الأخيرة

أبحث عما يبقيني طائراً، 

لو مجرّد رسمٍ على الجدران المتاحف..

 

مثل وشم قبيلةٍ سقط من وجه الجدة والتصق بالرمل، ومثل الرمل إذ تصلّي له القبيلة لا أستطيع نكرانَ قرابة الموتى.

 

مثلها كلها

جعلتني هذه الحرب.

 

شارع 3

تُشَبّه الأمهاتُ الطرق بخطوط الكحل في العيون..

وحين يبكين تسيل الكحلةُ والطّرق.

 

كلما ظنناها تمسح طريقاً 

بيديها عن الخدين

كانت تتفقّد الخارطة.

 

مناديلهنّ

ملأى بالطرقات.

 

لا بد من كحل، يقلن،

كي نسمّد تراب الوجوه..

فمن يسفحن ماء عيونهم 

دون خلطهِ بسواد ما

ستصير وجوههم أرضاً بوراً.

 

تلك طريقتها 

في محو الطرقات،

تلك طريقتهنّ في وأد الهجرة.

 

شارع 4

يحبُّ كحصانٍ..

يبكي كحصانٍ.. 

حين أراد أن يموت لم يجد من يقتلُهُ 

كما يليق بحصان..

الكاتب: رائد وحش

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع