رسالة ناظم حكمت إلى الثوار الجزائريين… 1952 (ترجمة)

محمّد وليد قرين

مترجم وكاتب جزائري

يعبّر ناظم حكمت في رسالته (المكتوبة قبل اندلاع حرب التحرير الوطني الجزائرية) وبصريح العبارة عن تأييده لقضية استقلال الجزائر ولكفاح الجزائريين من أجل التحرر الوطني.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

07/09/2018

تصوير: اسماء الغول

محمّد وليد قرين

مترجم وكاتب جزائري

محمّد وليد قرين

مقدمة…

هذه الرسالة أرسلها الشاعر التركي ناظم حكمت إلى المجاهدين الجزائريين القابعين في سجون الاستعمار الفرنسي والذين كانوا نشطاء في المنظمة الخاصة l’OS الجزائرية. كانت تلك المنظمة الذراع المسلحة لحزب حركة  انتصار الحريات الديمقراطية MTLD، المكونة في 1946. تأسست المنظمة الخاصة سنة 1947 وكان أول قائد لها المجاهد الثوري محمد بلوزداد بهدف تكوين نشطاء جزائريين سياسياً وعسكرياً وتمهيد الطريق لتنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات الاستعمار الفرنسي. وجاء تأسيس المنظمة كرد فعل على مجازر 8 مايو 1945 (ارتكبها الجيش الفرنسي ومستوطنون فرنسيون في حق عشرات الآلاف من المدنيين الجزائريين) كردة فعل وكبديل ثوري للنشاط السياسي إذ بات واضحاً لقادة الحركة الاستقلالية الجزائرية وللنشطاء الوطنيين أن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد نحو التحرر الوطني وانتزاع الاستقلال. ضمت المنظمة الخاصة قادة ونشطاء ثوريين بارزين من أمثال محمد بوضياف وحسين آيت أحمد وأحمد بن بلة وعبان رمضان ومحمد العربي بن مهيدي، كانوا كلهم وراء قرار تفجير حرب التحرير الوطني في الفاتح من نوفمبر 1954 وكانوا قادة سامين في جبهة التحرير الوطني الجزائرية.

فكّكت السلطات الاستعمارية الفرنسية المنظمة الخاصة في 1950 واعتقلت المئات من أعضاءها، من بينهم الشهيد عبان رمضان، الذي قبع في السجن من 1950 حتى سنة 1955. وعندما يكتب حكمت في رسالته “وأذكر اسم عبّان بودّ وصدق” فهو يشير إلى عبان رمضان.

كتب ناظم حكمت رسالته بالفرنسية، بحكم أنه زاول دراسته في ثانوية غلطة سراي في إسطنبول وهي ثانوية تقدم إلى حد الساعة في برامجها مادة اللغة الفرنسية. بالإضافة إلى أن عبارة “يحيا السلم والاستقلال” تدل على أن حكمت كان يعرف اللغة العربية لأنها كانت تُلقّن في المدارس التركية العثمانية في اسطنبول.

يعبّر ناظم حكمت في رسالته (المكتوبة قبل اندلاع حرب التحرير الوطني الجزائرية) وبصريح العبارة عن تأييده لقضية استقلال الجزائر ولكفاح الجزائريين من أجل التحرر الوطني.

نُشِرت هذه الرسالة على جريدة Alger Républicain (الجزائر الجمهورية) اليسارية والمناصرة لاستقلال الجزائر بتاريخ 30 نوفمبر 1952.

 

Algérie, 1962 © Marc Riboud

 

رسالة ناظم حكمت إلى السجناء السياسيين الجزائريين

 

إخواني،

لم أر وجوهكم ولم أسمع أصواتكم

لم أصافح أبداً يد أحدكم ، ولا أعرف أسماء معظمكم

ولكن أعرفكم كما لو أننا كنا أبناء ذات الشارع

كما لو أننا درسنا في ذات المدرسة،

كما لو أننا عملنا في ذات المكان،

لأننا ننتمي إلى الكفاح، كتفاً إلى كتف

في سبيل أجمل قضايا الإنسانية

في سبيل الاستقلال الوطني، في سبيل الحرية

في سبيل الغد الجميل وفي سبيل السلم

 

أنتم مفخرة الشعب الجزائري، مثل عمال موانئكم الأبطال

 

لقد قلت أنني لا أعرف أسماءكم؛ ولكن

الناس النزهاء في هذا العالم يتحاكون

كفاحكم البطولي.

 

كنت سجيناً مثلكم، وأدرك جيداً

فيم يفكر الإنسان أحياناً عندما يكون في السجن. فعوض تحمل هذا التعذيب

وأيدينا موغلة، نتمنى أحياناً أن نتأرجح كراية الحرية فوق منصة الإعدام

أو أن نسقط تحت رصاص العدو. وإن كان للبعض منكم مثل هذه الأفكار

فهم ليسوا على حق.

 

يجب أن نعيش رغم الجلادين.

إن الكثير منكم لديهم الإرادة للعيش من أجل الكفاح.

وأذكر اسم عبان* بودّ وصدق.

 

لا يمكن للسجن أن يوقف تضامن الشعب الجزائري

وتضامن العالم كله. أنتم جزء منّا.

صدّقوني! إن شعبكم والملايين من الناس

حاضرون معكم في الزنزانات بهتافاتهم المنادية بالكفاح وبأملهم وبنصرهم

 

إن الكفاح من أجل استقلال الجزائر، من أجل

حرية الشعب الجزائري، من أجل غذ أفضل،

من أجل السلم في العالم كله، مستمر خارج السجون

وداخلها.

أضمكم إلى صدري بكل قوة

أقبّل عيونكم يا إخواني

يحيى السلم والاستقلال**

 

بيكين 1952

 

عنوان النص الأصلي: Message de Nazim Hikmet aux détenus politiques algériens

* الشهيد عبان رمضان

** مكتوبة بالعربية في النص الأصلي. كان ناظم حكمت يتقن العربية بما أنه زاول المدرسة في أواخر أيام الدولة العثمانية.

 

هوامش

موضوعات

...للكاتب/ة

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع