مارغريت آتوود: بطلي جورج أورويل (ترجمة)

LITERARY HUB

مريم عرابي

مترجمة من مصر

كانت التجربة برمتها بالغة الازعاج، لكني ممتنة لأورويل إلى الأبد لتنبيهي في وقت مبكر إلى رايات الخطر التي حاولت الانتباه لها منذ ذلك الحين. مثلما علّم أورويل، ليست المسميات- المسيحية، الاشتراكية، الإسلام، الديمقراطية، القدمان سيئتان، الأربعة أقدام جيدة، الأشغال- هي الفاصلة، وإنما الأعمال التي تُرتكت باسمها.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

18/12/2018

تصوير: اسماء الغول

مريم عرابي

مترجمة من مصر

مريم عرابي

 

نشأت بصحبة جورج أورويل. وُلدت عام 1939، وتم نشر «مزرعة الحيوان» عام 1945. قرأتها في عمر التاسعة. كانت مُلقاة في أرجاء المنزل، وظننت خطأً أنه كتاب عن حيوانات متكلمة. لم أكن أعرف شيئًا عن السياسة في الكتاب… كانت نسخة السياسة الملائمة للأطفال وقتها، عقب الحرب مباشرة، تتكون من المفهوم البسيط المتمثل في أن هتلر كان سيئًا لكنه ميّت. إن قلت أنني ارتعبت من هذا الكتاب فلن أفي الأمر حقه. كان مصير حيوانات المزرعة قاتمًا جدًا، وكانت الخنازير لئيمة للغاية وكاذبة وغادرة، وكانت الخراف في غاية الغباء. للأطفال حس قوي بالظلم، وكان هذا هو أكثر ما أثار إزعاجي: كانت الخنازير غير عادلة للغاية.

كانت التجربة برمتها بالغة الازعاج، لكني ممتنة لأورويل إلى الأبد لتنبيهي في وقت مبكر إلى رايات الخطر التي حاولت الانتباه لها منذ ذلك الحين. مثلما علّم أورويل، ليست المسميات- المسيحية، الاشتراكية، الإسلام، الديمقراطية، القدمان سيئتان، الأربعة أقدام جيدة، الأشغال- هي الفاصلة، وإنما الأعمال التي تُرتكت باسمها.

تعتبر مزرعة الحيوان واحدة من أبرز كتب “الامبراطور لا يرتدي أية ملابس” للقرن العشرين، وبناءً على ذلك فقد أوقعت أورويل في المتاعب. الأشخاص الذين يتعارضون مع تيار الحكمة الشعبية، والذين يشيرون إلى ما هو واضح على نحو غير مريح، من المرجح أن يتعرضوا بشدة إلى ثغاء قطيع من الخراف الغاضبة عليهم. لم أكتشف كل هذا في عمر التاسعة، ليس بأية طريقة واعية بالتأكيد. لكننا نتعلم أساليب القصص قبل أن نتعلم معانيها، ولمزرعة الحيوان أسلوب واضح جدًا.

ثم جاءت رواية «1984»، التي تم نشرها عام 1949. قرأت النسخة ذات الغلاف الورقي، بعد عامين، حين كنت في المدرسة الثانوية. ثم أعدت قرائتها مرة تلو الأخرى. أذهلتني لكونها أكثر واقعية، ربما لأن وينستون سميث كان أكثر شبهًا بي، شخص نحيل تملّكه الكثير من التعب، وكان خاضعًا للتربية البدنية في ظل ظروف باردة -سمة من سمات مدرستي- وكان متعارضًا بصمت مع أفكار وأساليب الحياة المقترحة عليه. (قد يكون هذا أحد أسباب أن أفضل قراءة لـ «1984» هي حين تكون مراهقًا؛ معظم المراهقين يشعرون بمثل هذا). تعاطفت بصفة خاصة مع رغبته في كتابة أفكاره المحظورة في دفتر سرّي فارغ. لم أكن قد بدأت الكتابة بعد، ولكن كان بإمكاني رؤية مغرياتها. كان بإمكاني أيضًا أن أرى المخاطر، لأن خربشاته تلك -إلى جانب الجنس الغير مشروع، عنصر آخر يمثل إغراءً بالغًا لمراهقة في خمسينات القرن الماضي- هي ما أوقعت وينستون في مثل تلك الفوضى.

أصبح أورويل نموذجاً مباشراً لي لاحقًا في حياتي، في سنة 1984 الحقيقية، السنة التي بدأت فيها كتابة ديستوبيا مختلفة إلى حد ما،« حكاية أَمَة». كنت في عمر الـ 44 حينئذ، وكنت قد تعلمت ما يكفي عن الأنظمة الاستبدادية الحقيقية حيث لم أحتج إلى الاعتماد على أورويل وحده. إن غالبية أعمال الديستوبيا -بما في هذا أعمال أورويل- كتبها رجال وكانت وجهة النظر مذكّرة. حين ظهرت النساء فيهم كنّ إمّا آليات بلا رغبة جنسية أو متمردات تحدّين قواعد الجنس التي وضعها النظام. أردت تجربة ديستوبيا من وجهة النظر المؤنثة… العالم كما كان بالنسبة لجوليا.

 

الكاتب: مريم عرابي

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع