بين العصا والحوت… انفلات المجاز (تأملات في النصّ القرآني)

Jonah and the Whale, Folio from a Jami al-Tavarikh, Compendium of Chronicles,ca. 1400

عبدالله البياري

كاتب وباحث من فلسطين

يعيدنا هذا إلى القول كما أوردنا سابقًا أن المسافة بين الإله و البشر، حيث كانت النبوة، هي مسافة إشكالية من حيث مجازيتها ورمزيتها وسلطويتها، فالأنبياء برغم قوتهم الرمزيّة والمجازيّة لم يستطيعوا السيطرة على المجاز بالشكل المعجز والتنبؤي (من النبوة)، فالنبوة لطالما كانت حالة متطرفة وفاقدة للسيطرة في كثير من الحالات، من المجازية.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

19/04/2019

تصوير: اسماء الغول

عبدالله البياري

كاتب وباحث من فلسطين

عبدالله البياري

روى القاسم بن حبيبٍ في كتابه “عقلاء المجانين” أن الحسن قال: أخبرنا أبو موسى عمران بن موسى بن الحصين قراءةً عليه قال: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن اسحاق المهرجان قال: حدثنا أبو علي سهل بن علي ببغداد في الدور قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبدالله ابن أخ الأصمعي قال: سمعت عمي يقول أُخبرتُ أن الحجّاج ابن يوسف، لما فرغ من أمر عبدالله بن الزبير وصلبه، قدم إلى المدينة فلقي شيخًا خارجًا من المدينة، فلما رآه الحجّاج قال له: يا شيخ من أهل المدينة أنت؟ قال: نعم. قال الحجّاج: من أيّهم أنت؟ قال من بني فزارةَ. قال: كيف حال أهل المدينة؟ قال: شر حال. قال: وممّ؟ قال: لما لحقهم من البلاء بقتل ابن حواريّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الحجّاج: من قتله؟ قال: الفاجر اللعين حجاج بن يوسف عليه لعائن الله وبهلته من قليل المراقبة لله. فقال الحجّاج وقد استشاظ غضبًا: وإنك ممن حَزَنه ذلك وأسخطَه؟ قال الشيخ: أي وربي أسخطني ذلك أسخط الله الحجاج وأخزاه. فقال الحجّاج: أو تعرف الحجّاج إن رأيته؟ قال: أي و اللهِ إني بهِ لعارف فلا عرّفه الله خيرًا ولا وقاه ضرًا. فكشف الحجاج لثامه وقال: إنك لتعلم أيها الشيخُ إذا سال دمك الساعة. فلما أيقن الشيخ بالهلاك تحامق وقال: هذا واللهِ العجب أما واللهِ ياحجّاج لو كنت تعرفني ما قلت هذه المقالة أنا واللهِ العباس بن أبي تورٍ أُصرعُ في كل يومٍ خمس مرات، فقال الحجّاج: إنطلق فلا شفى الله الأبعدَ من جنونه ولا عافاه.

هذا “الجنون” الذي أنقذ الشيخ من ورطته وهلاكه، هو حالة مجازيّة وفرت -بعيدًا عن لا موضوعيّتها- فرصةً سانحة للشيخ لينجو بحياته، والجنون كلمة تطور معناها في اللغات اللاتينية لتعني القوة الإلهامية، (والجان) في تفسير ابن عربي: “أصل الجن وهو جوهر الروح الحيواني الذي تولد منه قوى الوهم والتخيل”، أي أن ادعاء الشيخ جنونًا (ما) أنقذه من “الموت” باستعادة حيوانية الوهم والتخيل مقابل سلطة الحاضر المادي (وجود الحجاّج). بلفظ آخر ادعاء الجنون على خلاف الحقيقة منحه حياةً، هكذا هو “المجاز” كلما ابتعد عن الحقيقة دون تمام قطيعةٍ مَنح/مُنح حياة ما، الجنون هو الروح الحيوانية فينا، هو قوى الوهم والتخيل، هي مانحة الحياة مقابل الصورة العقل/التعقل الحداثيّة وموتها في مابعد الحداثيّة.

عندما ألقى موسى عصاه/مجازه؛ مُنحت حياة ما وأكلت عصيّ باقي السحرة في مبارزة مجازية أقامها فرعون ولم يفهمها إلا من أتقن لعبة المجاز والسحر والجنون والوهم المتخيّل، لذا آمن السحرة بمجاز موسى، وكفر فرعون. فرعون كان رجلًا واقعيًا ماديًا (وأخاله ماركسيًا، أيضًا) برغم ادعاءات الأديان والتاريخ، فصعوده السلم ليرتقي سماءً ليرى الله، ليس إلا منطق عقلي مادي تراتبيّ، وأما عصا تتحول إلى تعبان يلتهم باقي الثعابين، فهذا مجاز جنوني، من وهم وتخيل، يقع خارج حدود العقل، ولا يفهمه إلا الـ(لا)عقلاء، من سحرة فرعون! مجازٌ/جنونٌ منح عصا موسى حياة، كما منح الجنون ذاك الشيخ حياة ما. ولعل انهزام عقل فرعون المادي، أمام مجازيّة وجنون موسى والسحرة، هو مثال على انهيار العقل وقيده في الزمان والمكان بكل أبهة سلطته ومؤسساته، في مقابل انفتاح المجاز والجنون على التحرر والثورة والمعنى المتجاوز للزمان والمكان والمادة (أو ما تسمى بالمعجزة).

عدّ لنا الثعلبي لتلك العصا/المجاز ما يزيد عن عشرين صفة في “الباب السابع: في صفة المآرب التي كانت فيها (العصا: الكاتب) لموسى” من كتابه الشهير “قصص الأنبياء”، نذكر منها أنه ما إن يجوع النبي موسى حتى يضرب بها الأرض فتورق وتثمر وتطعم، وقد ضرب البحر فشقته شقين ليمر هو وقومه (أي أنها مفتاح بابٍ لمجازٍ/جنونٍ آخر، وجب الإيمان به، دون تعقل).

“قال ابن حيان: قال شعيب لموسى حين زوجه ابنته وسلم إليه أغنامه يرعاها: اذهب بهذه الأغنام، فإذا بلغت مفترق الطرق فخذ على يسارك ولا تأخذ على يمينك، وإن كان الكلأ بها أكثر فإن هناك تنينًا عظيمًا أخشى عليك وعلى الأغنام منه، فذهب موسى بالأغنام حتى إذا بلغ مفترق الطرق أخذت الأغنام ذات اليمين، فاجتهد موسى أن يصرفها ذات الشمال فلم تطعه، فخلاها على ما تريده ثم نام موسى والأغنام ترعى، وإذا التنين قد جاء فقامت العصا فحاربته فقتلته، وأتت فاستلقت إلى جانب موسى وهي دامية، فلما استيقظ موسى رأى العصا داميةً والتنين مقتولًا، فعلم موسى أن في تلك العصا قدرة وعرف أن لها شأنًا” (قصص الأنبياء-الثعلبي).
 

Moses and the Brazen Serpent. Augustus Edwin John. 1878–1961

عصا موسى أو مجازه “كانت تكون في عظم الثعبان وفي خفة الجان ولين الحية، وذلك موافق لنص القرآن حيث يقول الله تعالى في موضع: “فإذا هي ثعبان مبين” (الأعراف – 107) وفي آخر: “كأنها جان” (النمل – 10) وفي آخر: “فإذا هي حية تسعى” (طه – 20)”

إلا أن العصا كذلك كانت حملًا ماديًا وليس مجازيًا فقط، انتقل من آدم إلى شعيب ومن ثم إلى موسى. وهي من شجر الجنة، كما يخبرنا الثعالبي في “عرائس المجالس”: “وقال أكثر العلماء: كانت عصا موسى من آس الجنّة وكان طولها عشرة أذرع على طول موسى، حملها آدم من الجنّة إلى الأرض فورثها الناس صاغرًا عن كابر إلى أن وصلت إلى شعيب فأعطاها موسى، واختلف العلماء في اسمها، فقال سعيد بن جبير: اسمها ماسا وقال مقاتل بن سليمان اسمها نفعة […] وقال آخرون اسمها عليق”، وأيًا كان اسمها، فهي نبتٌ مقدس معجز من إلهي، لتكون بيد إنسيٍ مدنس، أي أنّ عصا موسى ومجازه ظلت منذ آدم والجنة، تنتظر من يحملها ويطلق مجازها، فأصبحت رمزًا للرسالة بشكلٍ أو بآخر. وكانت مجازًا قادرًا على اختيار صاحبه، وختم حياته به. فنجد الثعلبي يخبرنا: “[…] ثم أنّ شعيبًا أمر ابنته أن تأتيه بعصا ليعطيها موسى فيستعين بها في رعايته فجاءته بعصا وكانت تلك العصا وديعة عنده دفعها إليه ملك على صورة رجل فردها عليها شعيب، وأمرها أن تأتيه بعصا أخرى فما زالت ترجع وتأتيه بها بعينها. لأنها كلما ردتها إلى مكانها وأرادت أن تأخذ غيرها سقطت”. هل يختار المجاز صاحبه، أم أن الأنبياء هم من يختارون مجازاتهم، وإذا كان الأمر كذلك؛ كيف لنا أن نؤمن بتواطؤ المجاز/المعجزة، عن سبق إصرار واختيار؟!

العصا، أو مجاز موسى، تلك التي كانت وسيلته لتوصيل رسالته السماويّة، هي في سيرورتها الإعجازيّة تلك، ذات مشتركٍ كبير مع الشيطان؛ فهي من “جان” “والجان خلقناه من قبل من نار السموم” (الحجر – 27)، أي أنها من نفس مادة خلق إبليس “خلقتني من نار وخلقته من طين” (الأعراف – 12)، أي “خلقت القوة والوهمية من ألطف أجزاء الروح الحيوانيّة التي تحدث في القلب من بخارية الأخلاط ولطافتها وترتقي إلى الدماغ، وتلك الروح هي أحرّ ما في البدن فلذلك سماها نارًا. والحرارة توجب الصعود والترفع، وقد مر أن كل قوة ملكوتيّة تطلع على خواص ما تحتها دون ما فوقها وعلى الكمالات البدنيّة وخواصها وكمالات الروح الحيوانيّة وخواصها، واحتجابها عن الكمالات الإنسانية الروحانية والقلبية هو صورة إنكارها وعلى إبائها وإستكبارها، وتعديها عن طورها بالحكم في المعاني المعقولة والمجردات والامتناع عن قبول حكم العقل هو صورة إبائها عن السجود” (تفسير إبن عربي)، أوليس إلتجاء السماء/الإله إلى الجان والمعجزة والمجاز في عصا موسى انقلابًا على “العقل” الإلهي، أوليس عقاب فرعون في جزء منه على عقليته المفرطة والمتزنة في آن، في التعامل مع الوجود الإلهي الخارج عن المعقول (فوق السماء) بالمعقول (سلم إلى ما خارج السماء)؟! ألا يذكرنا هذا الانهزام بانهزام العقل الحداثي المركزي، وتفككه بما جنته معجزاته العقلية عليه؟!

وبصياغة مختلفة للتساؤل: ألا يعد الاستخدام الإلهي للنار في حالة العصا، كمجاز، تواطؤًا مع إبليس، لإيصال المعنى كما هو الحال مع مشهد رفض إبليس السجود؟ ألا يموقع قول ابن عربي أعلاه إبليس، بجنسه الناري هذا، موقع “لطائف النفس” وعمقها وفطرتها، ألا يجعل هذا المجاز الإلهي منّا أقرب لإبليس منا لآدم، في كل مرة مسّنا إيمانٌ بمعجزات/مجازات موسى، وغيره من الأنبياء؟ ألا يكون إبليس هو أصدق ما فينا؟!

يقول الثعلبي في كتابه “قصص الأنبياء” أن تلك العصا “إذا ألقاها فيرى أنها كانت تقلب حية كأعظم ما يكون من الثعابين سوداء مدلهمة تدّب على أربع قوائم”، بينما يقول سفر التكوين عن الأفعى في بداية الإصحاح الثالث: “وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله”، ويحدثنا عنها الثعلبي بالقول” لم تكن آنئذٍ حية: كانت لها أربع قوائم من أحسن دابة خلقها الله”؛ تواطؤ الأفعى مع موسى كمجاز/جنون/خروج عن العقل خلصها من عقوبتها الإلهية التي كانت لها بعد أن أغوّت حواء وآدم، يقول سفر التكوين في الإصحاح الثالث: “فقال الرب الإله للحيّة لأنكِ فعلتِ هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البريّة. على بطنك تسعين وترابًا تأكلين كل أيام حياتك. وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه”، حية موسى التي “تسعى” -كما يقول القرآن- لم تهاجم إبنًا من أبناء حواء السحرة، ولم يبادلوها العداوة بعدواة، كما قد عادت لها قوائمها المنتزعة، وضمنت خلودًا في الحكاية، يعادل ما وعدها به إبليس من خلودٍ ثمنًا لمساعدتها إياه للتسلل إلى الجنة لإغواء آدم وحواء!

تلك العصا/المجاز تخضع لسلطة المطلق متمثلًا في الله حصرًا، فالمجاز استحواذ إلهي، ليحقق الإيمان-الجاذبيّة باعتباره “مقدرة خارقة تعمل بجانب، وحتى ضد قدراتنا الطبيعية على الإدراك”. يقول الثعلبي: “قال تعالى: “ألقها ياموسى. فألقاها فإذا هي حيّة تسعى” (طه – 19،20)، قد صارت شعبتاها فمها ومحجنها عرفًا لها في ظهرها، وهي تهتز لها أنياب وهي كما شاء الله أن تكون فرأى موسى أمرًا فظيعًا فولى مدبرًا ولم يعقب، فناداه ربه تعالى: أن “يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين” (القصص – 31) “سنعيدها سيرتها الأولى” (طه – 21) أي نردها عصا كما كانت. ويقال أن الحكمة في أمر الله تعالى بإلقاء العصا قبل أن يصل إلى فرعون لكيلا يفزع منها موسى إذا رآها على تلك الحالة عند فرعون”.

يعيدنا هذا إلى القول كما أوردنا سابقًا أن المسافة بين الإله و البشر، حيث كانت النبوة، هي مسافة إشكالية من حيث مجازيتها ورمزيتها وسلطويتها، فالأنبياء برغم قوتهم الرمزيّة والمجازيّة لم يستطيعوا السيطرة على المجاز بالشكل المعجز والتنبؤي (من النبوة)، فالنبوة لطالما كانت حالة متطرفة وفاقدة للسيطرة في كثير من الحالات، من المجازية.

تلك العصا وما تحمله من قدرات لا يعلمها، بتمامها وكمالها، موسى، حتى وإن اختارته العصا، يكشف لنا أمرًا هامًا، وهو ضرورة وجود المطلق/الله للسيطرة على المجاز النبوي، وهو ما لا يقف فقط ضد نظرية “موت الكاتب”* وتحاربها كي لا ينفلت المجاز (المطلق المقابل) من عقاله وأنبيائه كما حدث مع عصا موسى، حين قتلت التنين في غفوة صاحبها، والتي تتبدى لقارىء كتاب الثعلبي، وكأنها ما تنفك تحاول الانفلات من موسى، واستعراض قدراتها المختلفة لذاتها في مشهد نرجسي بديع، لا سلطة فيه إلا للرغبة والأنا، لكن هذا الوجود ضروري لمنع انفلات المجاز وهروبه من النبوة إلى حيّزٍ مغاير للذاكرة النبويّة أيضًا، وهو النسيان، إذ يذكرنا فقدان السيطرة على المجاز/المعجزة/الجنون هاهنا للأفعى بالحوت، في سورة الكهف، إذ تقول الآية: “فإني نسيت الحوت وما أنسنيه إلا الشيطان أن أذكره” (الكهف – 63)، النسيان خروج عن سلطة الذاكرة والحكاية، و بنسيان يوشع بن نون له، يكون الحوت قد “تملص” واتخذ سبيله “الذي كان عليه في جبلته” (تفسير إبن عربي)، أي طبيعته وما جُبل عليه، النسيان أطلق المعجزة من زمام النبوّة، النسيان هو حرية المعنى، هو المضاد لاستحواذ الإله على المعنى، وحاجته للأنبياء للـ”تذكير”. يصبح حينها النسيان تأويل معجز مقابل للذاكرة النبويّة والإلهيّة معًا، أين ذهب الحوت؟! وأين ستذهب الأفعى بعد ذلك؟ وهل إن عادت وعدنا معها إلى الجنة، ستفقد مجازيتها، في وسطٍ يتساوى فيه المجاز مع عدمه!

يقول ابن كثير في تفسيره: “يقول العوفي: عن ابن عباس: “جعل الحوت لا يمس شيئًا من البحر إلا يبس، حتى يكون صخرة”، أي أن الحوت كمجاز معجز  (والمجاز ما جاوز ما وضع له من معنى إلى غير ما وضع له أصلًا) فقد معنى وجوده كحوت، فما إن لامس شيئًا حتى تحجر وبات صخرة، وفقد كذلك معنى إعجازه النبوي. أين كانت ستذهب الأفعى بعد ذلك؟ لا لمكان إلا “موت الكاتب” لذا عادى السرد التوحيدي “موت الكاتب” كحيز وجودي سردي يقع خارج النص المركزي التوحيدي، وذاكرته.

 

* “موت الكاتب”، هي نظرية نقدية ابتدعها المفكر الفرنسي الراحل رولان بارط، في مقال له يحمل نفس العنوان، عام 1967، ويقول فيها بأن النص ما إن يوجد، يملأ هو العلاقة بينه وبين قارئه، بكل تحيزاتها وتغيراتها وتمثلاتها، فلا وجود بعد إذاً للكاتب.

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع