يتجمع حشد صغير من الناس أمام صندوق زجاجي كبير وأعينهم تترقّب بصمت حدوث شيء ما. يوجد في داخل هذا الصندوق كرسي مصنوع من رخام -أشبه ما يكون بعرش- انسدلت عليه قطعة قماش مصنوعة أيضاً من رخام، وينبثق من وسطه نبريج أسود رفيع، يتدلى طرفهُ على الأرضِ في سكون. ثمّ فجأة، وفي أجزاء من الثانية، ينقلبُ المشهد. يرتفعُ البربيجُ الرفيعُ عن سطحِ الأرض بسرعةٍ مخيفة كأفعى مُسْتَفَزَة، ثم يثور ويتحرك بحركات مسعورة في كل اتجاه، ويترطم بزجاج الصندوق محدثاً خدوشاً كثيرة. وبعد دقيقة أو دقيقتين من حالة السُعار هذهِ، تنفذ الحياة من النبريج ويرتمي على الأرض ساكناً ذابلاً دون حركة، وتنفضّ الجموع من حول الصندوق الزجاجي وكأنما ما حدث لم يكن.
يخلق هذا الاستعراض القصير جدا للقوة والعنف نوعاً من أنواع الخوف لدى المتفرّج، كأن يخرج هذا النبريج مثلاً من الصندوق وينسعِر بين الجماهير ويسلخ جلودهم، ولكن احتواء هذا الكرسي والنبريج المسعور المنبثق منه داخل صندوق زجاجي جعله رغم استعلائه وحركاته العشوائية والعنيفة ترجمة فعلية للكليشيه ”زوبعة في فنجان“. كثيرة هي النباريج المسعورة حولنا التي تضرب وتنهش بهوجائية عندما تشعر بأن كرسيها بات مهدداً.
كان هذا الكرسي الرخاميّ، الذي يُطابِق نصب ابراهام لينكولن التذكاري في واشنطن العاصمة، أحد الأعمال الفنية التي يقدمها الثنائي الصينيّ سون يوان وبينج يوو في بينالي البندقية، أحد أهم وأقدم المعارض الدولية للفنون المعاصرة والذي يحدث في مدينة البندقية الإيطالية كل عامين تحت ثيمة معينة.
هذا العام، يحمل المعرض عنواناً ربما الترجمة الأقرب له من الإنجليزية هي ”عسى أن تعيش في أوقات مثيرة“. يحكى أن التعبير الإنجليزي هذا هو لعنة صينية قديمة يتمنى فيها القائل للمستمع حياة مضطربة، ولكنها في الواقع مجرد أكذوبة لغوية صغيرة لا أساس لها من الصحة. يحمل العنوان شيئاً من الدعوة وشيئاً من الوصف للتقلّبات والأزمات السياسية والاجتماعية والمناخية التي يشهدها العالم، ولكن المعرض يرفض أن يتحدد ضمن مضامين سياسية واجتماعية بحتة وإنما يطرح تساؤلات ومقاربات جديدة حول كيف يمكننا أن نفسر ما يحدث من حولنا من ظواهر معقدة ومضطربة.
كانت هذه الزيارة الأولى لي إلى البينالي. عند وصولي إلى شباك التذاكر نصحتني السيدة وراء الشباك أن أذهب لرؤية العرض الحائز على جائزة الأسد الذهبي والذي يقدم مرتين في الأسبوع في الجناح الليتواني. تمتد أرض المعرض على أجزاء مختلفة من البندقية، يقع الجزء الأول والأكبر منها في حديقة ”جارديني“ وهي الحديقة الخضراء الوحيدة في المدينة. أما الجزء الثاني فيحتل الميناء العسكري القديم، الأرسينالي، حيث تقبع غواصة بحرية قديمة على ضفاف أحد القنوات. وما بين هاذين المكانين، تتبعثر بعض الأجنحة الوطنية ما بين الأحياء السكنية داخل المدينة.
الشمس والبحر
يقبع الجناح الليتواني في حيّ سكني، وسط بيوت مليئة بحبال الغسيل. لا شيء يدل على وجود معرض فني حائز على جوائز في هذا المكان سوى طابور طويل من السيّاح ينتهي أمام باب صغير لمبنى قديم مصنوع من الحجارة الصغيرة. وقفتُ في الطابور منتظرة ما يقارب الساعتين، ما فهمته أن العرض هو أداء أوبرا مسرحي وأنه يحبّذ للمشاهد أن يبقى لمدة عشرين دقيقة فقط حتى يسمح لغيره بالدخول. الانتظار طويل وممل، بدأت أشعر بالغضب من تفاهة هذا الانتظار ومن أنانيّة من دخلوا وزادوا عن الوقت المسموح به. وبعد ساعتين من الانتظار بقي أمامي أربعة أشخاص، اثنين، فواحد، ثم دخلت من ردهة إلى أخرى، وصعدت الدرج إلى الطابق الثاني. يتجمع المشاهدون في وسط القاعة حول فتحة كبيرة تنفذ إلى الطابق الأول. وجدتُ مكاناً ونظرت إلى الأسفل. يوجد شاطئ اصطناعي يستلقي عليه عدد من الناس، ربما عشرة أو خمسة عشر شخصاً، يرتدون ملابس البحر بألوان وزركشات صيفية مختلفة. هناك سيدة تدهن كريم واقي الشمس على ركبتيها اللتين خرجتا عن حدود ظل الشمسية؛ ثلاثة أطفال يبنون قصراً من الرمل وآخر رابع يلتصق بجسد أمه؛ رجل عجوز يستلقي على منشفته الزرقاء في الرمل يقرأ كتابا؛ توأم بنات إحداهما تلعب مع كلبها فيما تلعب الأخرى بهاتفها الذكي؛ أحدهم يمد يده ليخرج وجبة غداء من حقيبته. أشخاص كُثر، العديد منهم يمسكون هواتفهم الذكية فيما يستلقون على هذا الشاطئ الاصطناعي -شريحة صادقة وواقعية لمنظر عام على شاطئ ما- تحت أنظارنا نحن المشاهدين. ثم يبدأ أحدهم في الغناء:
– إذن متى ستغادر طائرتك صباحاً؟
– في السابعة والربع!
– إذاً عليك أن تكون هناك قبل الخامسة
– أشعر بالحزن…
– سأقوم بعمل العجّة في الصباح… ثم نلتقي بعد أسبوع.
– لكن هذا الأسبوع يبدو طويلاً…
– يجب أن نتذكر أن نحصل على بعض الغاز!
– هل يمكنك فرك كتفاي؟ إنهما يحترقان.
تنتهي الأغنية وتبدأ أغانٍ أخرى؛ أغان عن الخوف، عن التعب، عن السفر، أغان عن الحب والملل، عن الثراء، عن تفاصيل الحياة اليومية، وعن أشياء أخرى كثيرة. وفي وسط هذا الغناء، شعرت كأنّي إله أراقب البشر من السماء، يمكنني أن أراهم جميعاً من مكاني وأسمع ما يدور في رؤوسهم وأراقب جميع حركاتهم.
”الشمس والبحر (مارينا)“هي أداء أوبرا يلامس بخفّة وفكاهة تلك الخيوط الرفيعة التي تربط ما بين تفاصيل حياتنا اليومية الرتيبة وانشغالاتنا الفردية وما بين القضايا الأكبر؛ ما بين سيدة مسنّة على الشاطئ تبحث في حقيبتها عن واقي الشمس وبين الغرقى في البحر بحثاً عن الملجأ الآمن؛ ما بين قنينة ماء باردة في يد أحدهم وبين أطنان البلاستيك العائمة في المحيطات: ما بين الإرهاق من وظيفة المكتب وإرهاق الكرة الأرضية من كل ما يحدث على سطحها.
قاوم يا شعبي قاومهم
في كل من الجارديني والأرسينالي، قاعة رئيسية تضم أعمالاً فنية فردية غير مترابطة تجمع ما بين اللوحات والمطبوعات والفيديو والأعمال المتعدد الوسائط. وما بين السراديب، دخلت إلى قاعة خافتة الضوء يتدلّى من سقفها ميكروفونات سوداء كثيرة يصل عددها إلى المئة، تحت كلٍ منها ورقة يثقبها قضيب أسود. ما جذبني إليها أول دخولي إلى القاعة وقبل أن أفهم ما أراه أمامي هو صوت عربيّ يخرج من إحدى هذه الميكروفونات ويقول ثم يردد “سجّل أنا عربي”. شعرت بنوع من الدفء لما هو مألوف وسط حالة الاغتراب التي تخلقها قاعات معارض الفن الباردة هذه. يتوقف تسجيل محمود درويش وتتبعه صوت خرفشات غير مفهومة ثم تبدأ المايكروفونات في الحديث مرة أخرى بلغات أخرى لا أفهمها.
في البدء، تحثّك هذه الميكروفونات على الاقتراب ظناً بأنك تستطيع التحدّث من خِلالها لتكتشف أنها مجرد مذياع ينطق تسجيلات لمئة شاعر وشاعرة تم اعتقاله/ا ومراقبته/ا بسبب كتاباته/ا أو نشاطاته/ا السياسية بدءاً من القرن السابع عشر وحتى وقتنا هذا. درتُ أمشي بين الأوراق المثقوبة وما تردده الميكروفونات بحثاً عن شعراء أعرفهم أو أشعار مكتوبة بلغات أفهمها، من بينها سطرين من قصيدة للشاعرة الفلسطينية دارين طاطور التي اعتقلتها السلطات الإسرائيلية في ٢٠١٥ بتهمة التحريض على العنف والإرهاب: “قاوم يا شعبي قاومهم/ ضمّت جراحي ونفثت همومي لله”.
هَوَس دمويّ
في مفهوم آخر للمقاومة، وفي القاعة الرئيسية في الجارديني، وجدتُ ما كنتُ أبحثُ عنه. كنتُ قد رأيتهُ على الإنترنت: روبوت كبير مثيرٌ للاشمئزاز، لهُ رأس يشبه “القشّاطة” ولديه هوس حقيقي بأن يقشّط -دون توقّف- سائلاً أحمر لزج يشبه الدم. أنظرُ إلى المجْزَرةِ التي يقف عليها، كيف يعلو ويهبط ثم يقشّط الدم نحوه بنَهَم ثم يستدير فيقشّط ثم يرفع رأسه ويتحرك حركة بهلوانية دائرية ثم ينزل ويتوقف وكأنه ينظر إليك ثم يبدأ بالتقشيط مجددا لكن هذا المرة بهوس أكبر وبحركات سريعة ومتكررة. ورغم بشاعتهِ وبشاعة السائل الدموي الذي يشْغَلُه، يتبدّى لك بعد دقائق من مراقبته كائناً فيه شيء من الطفولة وكثيراً من الرعونة. تم تصنيع وتدريب هذا الروبوت المقزّز من قبل الثنائي الصينيّ ذاتهم أصحاب الكرسي المسعور تحت عنوان “Can’t Help Myself” والتي تجسّد سيكوباثية الخراب والقمع والدموية التي يشهدها العالم بدءاً من الشركات الكبرى التي تجرف سطح الأرض وباطنها وتدمر البيئة بنهم مستميت من أجل الربح المادي والنمو الاقتصادي، وانتهاء ببهلوانات العصر السياسيّة التي لا يمكنها أن تقاوم الرغبة في ذبح شعوبها وزجها وتعذيبها في الزنازين من أجل الحفاظ على القوة والسيطرة.
لاجئ الفضاء
في زاوية أخرى، عرض الفنان التركي هليل التيندري عملاً متعدد الوسائط يتمحور حول شخصية محمد أحمد فارس وهو أول رائد فضاء سوري يصل الفضاء ويسافر إلى محطة الفضاء السوفيتية “مير” في عام 1987. في مقطع فيديو قصير يروي فارس، من مواليد حلب عام 1951، رحلتين متوازيتين: رحلته كرجل فضاء وبطل سوري قومي إلى مؤيد للثورة ضد بشّار الأسد ورافض أن يستخدم علمه ومهاراته لإسقاط القنابل فوق رؤوس أبناء شعبه، ورحلة لجوئه من سوريا إلى تركيا. ويظهر فارس وهو يرتدي بدلة رسمية ويبدو أنه يعمل في متحف للفضاء في تركيا ويحلم في “أن نتمكن من إعادة بناء مدن لهم (للاجئين) في الفضاء، حيث توجد الحرية والكرامة وحيث لا يوجد طغيان ولا ظلم”. يتواصل الفيديو ليشمل مقابلات مع علماء من وكالة ناسا الأمريكية وأخصائيين في قانون الجو والفضاء، ومهندسين معماريين يناقشون مدى معقولية بناء مستعمرات جديدة للاجئين في الفضاء.
إعادة تعريف للهوية
تضمُ حديقة الجارديني ثلاثين جناحاً وطنياً دائمة تم اختيارها وفق ما أملته ديناميكيات سياسة الثلاثينات من القرن الماضي ومن ثم الحرب الباردة. هذه الأجنحة التي شيّدتها الدول المالكة كل على حسب هواها المعماري ومركزها من القوة هي ممتلكات تابعة لتلك الدول وتشرف على إدارتها وصيانتها وزارة الثقافة التابعة للدولة. في الجارديني، تجد مبانٍ لفرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، أغلبها عرضت هراءً فنيّاً نخبوياً لم أجد فيه ما يمكنني شعوره، تفسيره أو الإسقاط عليه.
ما استوقفني هو الجناح الدنماركي، ممثلاً بالفنانة فلسطينية لاريسا صنصور. عرضت صنصور فيلم خيال علمي قصير يتحدث عن عالم جديد تحت الأرض وآخر فوقها تم تصوير أحداثه في مدينة بيت لحم وقد حولته كارثة بيئية إلى خراب. تقبع تحت الأرض امرأة كبيرة في السن طريحة الفراش (تؤدي دورها الممثلة الفلسطينية هيام عبّاس) وأخرى شابّة تبدو من القلائل الناجين. يدور حوار بين الاثنتين حول الذاكرة وماذا تعني للأجيال المختلفة تطرح من خلالها صنصور تساؤلات وجودية حول الذاكرة والهوية الفلسطينية: “ماذا تعني روايات التاريخ والانتماء والتراث عند تدمير عالم واحد وعالم جديد يحمل مستقبلًا غير مؤكد؟ هل يعقل أن يتمسك ببقايا الماضي ويعيد إنتاج أساطيره وبناءه؟ هل هذا هو ما يميزنا، أم أن بقاءنا متأصل في شيء آخر؟” تحارب تلك الفتاة الشابة فكرة الانتماء والتشبث بماضٍ لم تعشه ومحاولة الحفاظ على ذاكرة نكبة لم تعش تفاصيلها ومع ذلك فهي تطاردها وتفرض عليها من يجب أن تكون. وهنا نقف عند نقطة مركزية ربما تشكل تابو سياسي واجتماعي فلسطيني وهي فكرة الانسلاخ عن ماضي النكبة الذي ما يزال حاضراً فيناً بأبعاده السياسية من رسوخ الاحتلال فوق الأراضي الفلسطينية وتضخّم المخيمات الفلسطينية في الشتات في غياب أي حل أو أفق سياسي، وأيضاً ببعده الإنساني أي أننا كفلسطينيين وفلسطينيات نفهم عن قرب حميمي تفاصيل المذابح والتشريد وفقدان البيوت والأرض على الرغم من أننا لم نشهد أيا منها. وفيما كانت السيدة طريحة الفراش تدافع عن واجب إبقاء هذه الهوية والدفاع عنها، تشعر الفتاة بالرفض حيال مسؤولية إعادة بناء عالم قد مات، عالم لم تعش فيه ولم يكن لها ذكريات مباشرة عنه.
وفي واقع الأمر، لم يهمني محتوى الفيلم بقدر ما همنّي السياق السياسي لعرض مثل هذا العمل، حيث تم تحديث أرض المعرض الدنماركية وأضيفت إليه بعض البلاطات المتفرّقة التي جُلبت من فلسطين. هذا جميل، ظننت. لكن هذه البلاطات تضخّمت عظمتها في رأسي وأخذت أبعاداً فلكية بعد أن وطأت قدماي آخر جناح زرته، الجناح المصريّ. في مدخل الجناح وقبل النفاذ إلى القاعة نُصِبَ العلم المصريّ في كل زاوية وبجانبه العلم الإيطالي، وعلى الطاولة كذلك، وُضِع علمان صغيران ينبعان من ذات المنصة ثم تفرّقا باتجاهين مختلفين. على الحائط عُلّقت شاشة تلفاز مسطحة تعرض فيديو شبيه بفيديوهات الأفلام المسروقة على اليوتيوب وذُيّل بخطٍ أبيض رخيص وبدائيّ عنوان موقع الكترونيّ. اعتَقَدتُ في بادئ الأمر أن ما أراه نكتة، اذ لم يخلُ البينالي من بعض النِكات. ولكن جاء العمل الفنيّ المعروض ليبدد أي شك. حيث نُصِبت في القاعة نسخٌ رديئة الصنع لتمثال أبو الهول الفرعوني مطلّية باللون الذهبي واستُبدلَت رأسها بشاشات تلفزيونية. حسناً، ماذا بعد؟ في الخلفية يصدح صوت امرأة مسّجل تردد باللغة الإنجليزية تُصارعها لهجة مصرية قوية عنوان البينالي: may you live in interesting times. كان كل من يدخل القاعة يضحك غير مصدقّ لرداءة العمل. خرجتُ ودققّتُ في الأعلامِ المنصوبة، يبدو أن وزارة الثقافة المصريّة لم تفهم في هذه الحالة، المهّمة الموكلة إليها في هذا الحَدَث الدوليّ، فاعتقدت أنه تمثيل دبلوماسيّ لمصر. وهل يوجد في مصر من فنون وثقافة غير الفراعنة والأهرام؟ ربما، فمبدعي مصر يقبعون خلف أسوار السجون والمعتقلات أو في الخارج. هل وصل المشهد الفنّي في مصر إلى هذا المستوى من الرداءة؟ وعلى كل الأحوال، ربّما الشيء الوحيد الذي برعت فيه الحكومة المصريّة في هذا الجناح هو تمثيلها بدقّة تامة حالة الفشل العام وفقدانها إلى الخيال وإلى الإبداع والذوق العام.
أصبحت المفارقة الفاضحة حول ما تعني مسألة التمثيل الوطني تطاردني، ما بين أن يختار الجناح الدنماركي عملاً ممثلاً لثيمة فلسطينية بحتة لا علاقة لها بالمشهد الثقافي الدنماركي بشكل مباشر ولكنها تمثل أبعاداً إنسانية كونيّة، في حين أن الجناح المصري اكتفى بعمل تافه ورديء لأن أي فن نقدي وحر هو فن مقموع. فاختار “فنانين” ليس لديهم من الخيال الكافي غير أن يترجموا العنصر الزماني في عنوان البينالي ترجمة حرفية في إعادة بعث للرموز الفرعونية تعتلي أجسادها شاشات تلفزيونية وساتلايتات كمحاولة بائسة لربطها الماضي بعالمنا اليوم.
بالفعل، نحن نعيش في أوقات أقل ما يُقال عنها أنها مثيرة.