غُرْبَتِي ملاذٌ من دِيانةِ مُتَسَلِّطٍ ومُستَقْبَلِ فَشَلْ
أُفضِّلُ حماقةَ العُزلةِ على حماقاتِ الغَزَلْ
فوَحْدِي وِحدَتي وِحْدَةٌ
وبينهم يَسْتَبينُ بَيْنُ العُقولِ المُمِّل
هنا
أيضًا
مَلَلْ
غُرْبَتِي ملاذٌ من قَبْضَةِ ذاكرةٍ لكفِّ عِفريتْ
غُرْبَتِي عَرَتْنِي من كَسْوَتِي الحِنطيةِ ونَثَرَتْ عُرُوبَتِي في توابيتْ
لكنِّي ما زِلتُ هنا أَذْكُرُهُم،
ها هم بينَ أزِّقةِ شامِ وتراتيلِ نيلِ وحطَّةِ سِلوان
أذْكُرُ هَمَّهُم وهِمَّتِهِم واهتمامِهِم
هنا
أيضًا
قُضْبَان
عِفْرِيتِي عَجَمِيٌ أَبْهَمٌ أم عرَبيٌ أَعْجَمُ
أنا للإثنينِ غرِيبَةٌ وهُما لي غِربَان
أمَّا عِفْريتُهُم هناكَ في الساحةِ شرقًا
كانَ رِدائِي وكَلامِي وإيمانِي ولا إيماني
لكنِّي ما زِلْتُ هنا أذْكُرُهُم
يا لِسُخرِيَةِ قَدَرِي،
أن أعيشَ عَبْرَ آيةٍ لَفْظِيَةٍ في زاوِيَةِ جريدة،
أُتَابِعُهُم
عَبْرَ أَلْسِنَةِ شُعَرَاءٍ يَتَامَى،
أُعَاتِبُهُم
عَبْرَ الضَبَابِ والثَّلْجِ الذائِب،
أُطَارِدُهُم
أشتاقُ لِصَحْرَائِهَم وأَسْوَاقِهِم وقِصَصِهِم وحِكَمِهِم ولو قتلتني حِكَمُهُم لقُتِلتُ بِلا عجَمٍ، لقُتِلتُ بَيْنَهُم بِلا عجَمٍ، فأنا ما زِلْتُ مِنْهُم
رَضِعْتُ مِنْهُم
بَدَأْتُ مِنْهُم
تَعِبْتُ مِنْهُم
هنا
أيضًا
تَعِبْتْ
أَشْتَاقُ لِسِكَكٍ حدِيدِيةٍ مَهْجُورة
ولِبِلادٍ مَكْسُورة
ولِهاوِياتِ الهوَى، مَخْمُورة
ولِقَصائِدِ عِشْقٍ خجولة
هنا لا يَعْشَقُون
باتَ خَيَارِي
مَوْطِنٌ أحِبُهُ ولا يُحِبُنِي،
أم غُرْبَةٌ خاليةٌ منهم.