ليلة
شجرة الدفلى*،
تتراقص بخفة خارج النافذة.
الظلال،
تنعكس متداخلة على الحائط مراراً وتكراً.
المصباح،
يفتح عينيه منهكاً.
الجدار،
تعب حتى صار شاحبًا كالثلج منذ أمد بعيد.
القصيدة،
تتدفق من صميم القلب.
وورق المسودة،
غُمر بالشباب والدماء.
بلا عنوان
الخطأ،
ندم مؤقت.
ضياع الفرص،
ندم آبدي.
عاصفة الشباب
لا أبالي كم من الأحلام ذهبت أدراج الرياح،
لا يهمني كم من المساعي صارت فقاعات صابون،
لا أحد يرغب في أن يكون مشوشاً،
في فصل الربيع.
لا قمم الجبال، ولا تدفق الأنهار،
سيعرقلان تقدم خطواتي إلى الأمام٬
فأنا عاصفة الشباب.
أنا غير راض عن افتخاري بذاتي،
ولست مقتنع بما فزت به من المجد،
فمن يأبى أن يكون مدركًا ومتقد الذهن،
في عز شبابه.
لن تكبلني الأزهار الناضرة، ولا أصوات التصفيق،
فأنا مثل كل وقت،
عاصفة الشباب.
ثلج
ذات صباح باكر شفاف،
في الشمال،
تذبذبت نافذة زجاجية برتقالية اللون،
بفعل جلبة الأطفال.
استفاقت الصبية،
وكان قد ردم البياض كل شيء بالخارج،
فقفزت بحماسة،
ولفت بقميص نومها، حتى صار كزهرة لوتس.
فتحت باب غرفتها،
وبكل الفرح الذي قد تمتلكه فتاة،
اندفعت راكضة صوب الأرض الشاسعة البراقة،
على ضفة النهر المغطى بالثلج،
شجر البتولا شارد النظر في الأفق،
والجبال البعيدة الرمادية متفاوتة الطول،
شامخة وممتدة.
احتضنت الفتاة بين كفيها الصغيرين،
حفنه من الثلج الأبيض،
ضحكت.
وفجأة، بعثت ضحكتها هذه،
الحياة في الشتاء الخامد.
وانغ جوه چن شاعر وفنان صيني معاصر (2015 – 1956) ولد في بكين، أثرت الثورة الثقافية الصينية على تعليمه، كما أثرت على سائر الشباب في ذلك الوقت، فكان يعمل الشباب حينها في المصانع أو يذهبون للعمل في القرى كمزارعين. تخرَّج وانغ جوه چن من قسم الأدب الصينى في جامعة « جي نان» عام 1982، وفي أثناء دراسته في الجامعة كان شغوفاً بالقراءة وكتابة الشعر. في بداية الأمر رفضت صحف كثيرة نشر ما كتبه من أشعار، ولكنه لم يستسلم للأمر أبداً، و حتى نُشر ديوانه الشعري الأوّل عام 1984، تحت اسم «السير مبتسماً نحو الحياة». أثرت أشعاره في الكثير من الصينيين، وخاصة الشباب. توفي وانغ جوه چن عن عمر يناهز 59 عاماً بسبب إصابته بسرطان الكبد.