من المقرَّر أن نشهد في تموز المقبل، الدورة الخامسة عشرة من مهرجان رام الله للرقص المعاصر، تحت شعار” البعيد عنك قريب” بعد تأجيله أكثر من مرّة. تحاول رمّان ثقافيّة في هذه المقابلة أن تزيد دائرة المعرفة حول مجموعة من المحاور ذات الصلة، مع المدير التنفيذي لسرية رام الله الأولى، خالد عليان. حصل عليان على ماجستير في علم الاجتماع من جامعة بيرزيت، يسكن في مدينة رام الله، من أسرة فلسطينيّة تهجّرت من قرية “أبو شوشة” قضاء الرملة، عمل مديراً لمركز الفن الشعبي، ومنسق مشروع المرئي والمسموع في مؤسسة عبد المحسن القطان، ومديراً تنفيذياً لمسرح وسينماتك القصبة، ويعمل حالياً مديراً تنفيذياً لسرية رام الله الأولى منذ العام 2010.
بداية، العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وحملات التهجير القسري في الشيخ جرّاح، مجموعة من المتغيرات الطارئة والسريعة التي استجدت على الحالة الفلسطينيّة، والتي ألقت بطبيعةِ الحال ظلالها على موعد تنفيذ النشاط والتخطيط له، كيف تنظرون إلى هذه المتغيرات السريعة، وكيف من الممكن العمل في فضاء يسبح بالمتغيرات كهذا الذي نعيشه؟
الأحداث التي جرت في الفترة الأخيرة، العدوان الإسرائيلي على أهلنِا في قطاع غزة، بالإضافة إلى حملاتِ التهجير القَسري في الشيخ جرّاح، ليس شيئاً جديداً، الشعب الفلسطيني منذ العام 1948، يتعرض إلى حملات من التهجير وعدوان إسرائيلي متكرر ومستمر، سواء في قطاع غزة أو القدس أو الضفة الغربية أو الداخل والشتات، وبالتالي فإن هذا العدوان وهذه الممارسات الإسرائيلية لا تمنعنا كشعب من الاستمرار في حياتنا والاستمرار في نضالنا، ودائما الثقافة والفنون هي لاعب رئيسي في نضالنا الوطني، كان ومازال لها حضور في كافة المجالات، سواء في السينما والفنون الأدائية والفنون البصرية.
نُجبر أحياناً وهذه ليست المرّة الأولى، على تأجيل بعض الفعاليات الثقافيّة وبعض الأنشطة بناءً على هذه المتغيرات، ونحن كفلسطينيين خلاّقين دائماً في وضعِ الخطط البديلة؛ لأننا نعيش في ظرف طارئ ومتغير على الدوام، ولذا فإن الخطط البديلة موجودة وهي دائماً قيد التفهم والتفاعل والتعامل معها. كان من المفترض أن يُنظم المهرجان في نيسان من العام الماضي كما هي العادة، لكن بسبب تفشي وباء كورونا تم إرجاؤه إلى شهر نيسان من العام الجاري، إلا أن ظروف كورونا في نيسان هذا العام كانت لا تزال صعبة وبالتالي تم تأجيله إلى شهر حزيران وفي شهر حزيران هذا العام، تأجل مرّة أخرى نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة وحملات التهجير القسري في القدس، إلى شهر تموز من العام الجاري، وهذا يعني أن لدينا القدرة سواء كإدارة مهرجان أو مؤسسات أو مجتمع فلسطيني بالعموم، على وضع الخيارات والخطط البديلة، أما في فيما يخص العمل في ظل هذا الفضاء المزدحم جداً بالمتغيرات فمرهق جداً؛ لما يتطلّبه ذلك من اتصالاتٍ مع الفرق الشريكة وإلغاء حجوزات، وإعادة ترتيب الأمور في كل مرّة وكأنك تعيد ترتيب المهرجان من جديد، وهذا يتطلّب مجهوداً كبيراً، ولكن الفرق المشاركة والأجنبية منها تضامنت معنا بشكلٍ كبير وأبدت استجابة فيما يخص التأجيلات المتكررة.
الرقص من الفنون الأدائية التي تعتمد بصورةٍ مباشرة على الاتصال الفيزيائي مع الآخر، كيف أثّرت أزمة تفشي الوباء على جودة حالة الاتصال مع هذا الفن؟ وهل الوسيط الرقمي يمكنه أن يردم الفجوة التي خلقتها حالة الانقطاع؟
وباء كورونا شَكّل صدمة على مستوى العالم، وبالتأكيد أثّرت أزمة الوباء على الفنون بصورةٍ عامة، والفنون الأدائية على وجه الخصوص، لوجود علاقة مباشرة ما بين أجساد المؤدين من ناحيةٍ والجمهور من ناحيةٍ أخرى، وهذا كما لاحظنا أدى إلى توقف الكثير من المهرجانات والعروض والإنتاجات، في وقتها كانَ حدثاً مُفاجئاً جداً ولم يكن الجميع على استعداد له، وفي فلسطين على وجه الخصوص لم نكن تقنياً على درايةٍ كافيةٍ بأدواتِ العرض الرقمي التي من الممكن أن تساعدنا في تنفيذِ عروض online، أما في ما يتعلق بقدرة الوسيط الرقمي على ردم الفجوة، لا أعتقد أن الوسيط الرقمي باستطاعته ردم هذه الفجوة بشكل عام؛ لأن المُشاهد عندما يقرر أن يحضر عرضاً وتحديداً عرضاً لفنون أدائية، يريد برغبةٍ عاليةٍ أن يحضرها على خشبةِ المسرح، بعكسِ السينما على سبيلِ المثال التي من الممكن حضورها عبر شاشة الحاسوب والتلفزيون، السبب في ذلك وجود هذه العلاقة الخاصة ما بين الفنان وبين المُتلقي، ولكن يمكن للوسيط الرقمي أن يزيد معرفتنا بالكثير من العروض الفنية وهذا ما حدث خلال العام، ومكنّا من التواصل بصورة كبيرة مع الكثير من الفنانين، في الأسبوع الأخير على سبيل المثال كان هناك مهرجان “أيام قرطاج الكوريغرافية” في تونس وكانت كافة العروض في هذا المهرجان online، وكفلسطيني وكمدير مهرجان سمح لي الوسيط الرقمي من مشاهدة العروض التي لا يمكننا الذهاب بصورة طبيعة لمشاهدتها في حال نُفذت بصورة وجاهية، وهذا أعطى بلا شك فرصة كبيرة لمشاهدة مجموعة جيدة من العروض والتعرّف على ثقافات مختلفة وجديدة، بالاضافة الى مشاهدة عروض بهدف استضافتها في العام القادم، أتوقع أيضاً بعد انتهاء أزمة وباء كورونا أن تظل إمكانية استخدام الوسائط الرقميّة متاحة، إلا أن هذا الاستخدام لا يمكنه أن يُشكّل بديلاً عن تلك العلاقة المباشرة ما بين المؤدي والجمهور، لكنه يمكن أن يُستخدم في سياقات الندوات والدورات واللقاءات التي يتم تنفيذها لقضايا تحيط بالفن بصورة عامة، مثال على ذلك المؤتمر الّذي سيتم تنفيذه هذا العام والّذي تضمن 18 متحدث معظمهم من الخارج، على الأكيد سيكون من الصعب أن تتلاءم ظروف المشاركين المُتعلقة بالوقت والتكلفة الماديّة والإجرائية لحضور هذا المؤتمر في فلسطين، وهذا ما تم تجاوزه من خلال الوسيط الرقمي.
“البعيد عنك قريب” شعار المهرجان لهذا العام، ما هي الفلسفة التي تقف خلف هذا الشعار؟ ما الذي يحاول قوله؟ وهل ما زال الشعار مناسباً بعد مجموعة المستجدات التي طرأت على الحالة الفلسطينية؟
الشعار مأخوذ من أغنية لنجاة الصغيرة وتم التفكير فيه بناءً على مستجد وباء كورونا، هذه هي المرّة الأولى كمجتمع فلسطيني نكون جزءاً من الحالة العامة من الأزمة التي يَعيشها العالم بشكلٍ جماعي، العام الماضي تضامن الفلسطيني هذه المرّة من الإيطالي، لقد شَكّلت الأزمة مدخلاً مهماً للتضامن الإنساني وفهم ما تعنيه مفردات كالعزلة والحصار، ومن ناحية أخرى الشعار يُترجم حكايتنا كفلسطينيين موزعين في الجغرافيا المختلفة، ومتفرقين في أبعاد ومسافات متباينة، لكننا في ذاتِ الوقت قريبين من بعضنا البعض، الفلسطيني في غزة قريب من الفلسطيني في الضفة، والفلسطيني في الضفة قريب من فلسطينيي الداخل المُحتل، وفلسطينيي الداخل المحتل قريبون من فلسطينيي الشتات، وهذه الفكرة تكرّست أكثر خلال الأحداث الأخيرة، سواء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة أو حملات التهجير القسري في الشيخ جراح وما تزامن معها من لُحمة فلسطينيّة وهنا تظهر أصداء الشعار مرّة أخرى ” البعيد عنك قريب” حيثُ الفلسطيني البعيد بحكم الجغرافيا قريب بحكم الهم المُشترك وحالة الدفاع الموّحدة ضد عدو واحد.
بعد 15 عاماً من انطلاق مهرجان رام الله للرقص المعاصر، كيف ينظر المجتمع الفلسطيني بالعموم إلى الفنون الأدائية بصورة عامة والرقص كفن على وجه الخصوص، هل يمكننا القول إن ثمة قبول مجتمعي لثقافة الرقص المعاصر؟ هل يشعر الناس الآن بقدرة هذا الفن على أن يشتمل مضامين ذات قيمة، وأن يوصل رسائل معينة؟
الشعب الفلسطيني بالعموم من الشعوب التي تُعطي الثقافة والفنون بكافةِ أشكالها اهتماماً جيداً، كما أنه كغيره من شعوب العالم يوجد فيه من يرى جدوى وضرورة لوجود الثقافة والفنون في حياته، ويوجد كذلك من يجدها محض بدع وخُرافات ويرفضها من حيث المبدأ، الحقيقة أن استمرار المهرجان طوال الـ 15 عاماً الماضية وتنفيذه بهذه الوتيرة المنتظمة وفي مناطق مختلفة ومنها مناطق بعيدة ونائية، يُشير بوضوح إلى أن هناك حالة من القبول المُجتمعي لثقافة الرقص المعاصر، أتذكر في بداية تنظيمنّا للمهرجان واجهنا إشكالية في تقديم مصطلح “الرقص المعاصر” حيثُ كانت مفردة الرقص مرتبطة في الذهنية العامة بالرقص الشرقي، كذلك مفردة المعاصر كانت ترتبط بما هو غربي، إلا أن هذا الانطباع ليس صحيحاً؛ لأن حقيقة الأمر أن الدبكة تعتبر أحد أنواع الرقص مثلها مثل الباليه وغيرها من أنماط الرقص المختلفة، إلا أن هذا الانطباع بدأ بالتلاشي شيئاً فشيئاً مع تتابع تنفيذ المؤتمر في سنواته المتتالية على الرغم من تعرضنا أيضاً للكثير من حملات المهاجمة.
دورة هذا العام من المهرجان تُعتبر الأكثر أهمية؛ لدينا 16 فرقة فلسطينية مشاركة من أصل 19 فرقة من قرى ومدن في جغرافيا فلسطين المختلفة والشتات، هذه المشاركة الفلسطينيّة الواسعة تؤشر إلى قيمة هذا النوع من الفنون وإمكانية أن يُحمّل مضامين ذات قيمة عالية، وكل المشاركات التي قدمتها الفرق هي مشاركات تضمنت بطبيعة الحال مضامين ذات قيمة سواء اجتماعية أو سياسية أو مضامين ذات بعد انساني، والجمهور يشعر بهذه المضامين ما يُعطي هذا الفن مزيداً من الإقبال والالتفاف الجماهيري. وهنا أيضاً يجب علينا الانتباه إلى حقيقة تنوع ذائقة الجمهور ووجود ميول تجاه فنون على حساب فنون أخرى وهذا طبيعي وصحي في إطار اهتمامات مختلفة لدى الجمهور. منهم من يُفضل الفلكلور على الرقص المعاصر منهم من يُفضل السينما ومنهم من يُفضل المسرح.
تعزيز لغة الحوار والتبادل الثقافي بين الشعب الفلسطيني وشعوب العالم، واحدة من الأهداف الرئيسة للمهرجان، كيف يمكن للرقص أن يحقق ذلك؟
هذه من أهم الرسائل التي يعمل المهرجان طوال سنواته الـ 15 على تحقيقها، الحقيقة أن المهرجان ساهم بصورة فاعلة جدا في تعزيز لغة الحوار والتبادل الثقافي وذلك من خلال شقين، الأول ما هو متعلق بالتعرّف أكثر على ثقافة وفنون الشعوب الأخرى والتطور الحادث فيها، ولقد استطعنا خلال السنوات الماضية استضافة ما يقارب 120 فرقة من مختلف دول العالم، تعرفنا من خلالهم على ما يُقارب 1500 فنان، تعرفنا على إنتاجاتهم الفنية وأعمالهم وثقافات بلدانهم، كما تبادلوا هم أيضاً المعرفة المتعلقة بإنتاجاتنا وأعمالنا وثقافتنا.
الشق الثاني، هو أن المهرجان ساهم سياسياً في ترسيخ زاوية نظر جديدة للقضية الفلسطينية بخلاف الرؤية التي تقدمها وسائل الإعلام الغربية لها، لذلك وجود المهرجان وقدوم الفنانين من دول مختلف، يُمّكن من تقديم رؤية أكثر التصاقاً بحقيقة ما يجري، حيث تُشاهد الحواجز والجِدار والإجراءات الاحتلالية، كما يُشاهد في المقابل شعب فلسطيني حي، صامد، لديه فنونه وإبداعاته وثقافته الخاصة، هذا العام ومع العدوان الإسرائيلي على غزة، أطلقنا حملة لجمع رسائل التضامن وكنّا نتوقع أن يصلنا عدداً ضئيلاً منها، إلا أن ما وصلنا كان 80 رسالة من 22 دولة من مختلف دول العالم، هذا يُدلل مجدداً على أن الفن يُمكنه أن يعزز من حالة التبادل الثقافي بين الشعب الفلسطيني وشعوب العالم ويزيد من حالة التضامن مع القضية الفلسطينية.
الجسد هو الوسيلة من حيث كونه الغاية في فن الرقص، كيف يمكن للجسد المكوّن الذاتي بالضرورة أن يأخذ تقاطعه مع الحيز العام؟
أول تجربة كانت لنا في مجال الرقص المُعاصر في العام 2005 “على الحاجز” وفيها قدم الشباب المشاركون عروضاً راقصة تترجم بواسطة أجسادهم، ما كانوا يعانون منه خلال تلك الفترة من مضايقات وظروف صعبة واستثنائية، وهنا بطبيعة الحالة نقطة تقاطع للحيز العام مع الجسد/الفردي والخاص، الجسد الّذي يمكنه بهذا الفهم أن يعيد تقديم الواقع السياسي والاجتماعي والذاتي من جهة وعلاقته مع الحيز العام، كيف يؤثر ويتأثر به.
لدينا موروث ثري ومتنوع من الفنون الأدائية والرقص الفلسطيني، كيف يتم العمل على إعادة تقديم هذا الإرث بالطريقة التي تحافظ على هويته وأصوله وبصمته الخاصة، وتعطيه في الوقت ذاته سمات حداثية ومواكبة للتطور العالمي الحادث في هذا المجال؟
أذكر أن واحدة من العروض التي قُدمت كان عرض “بدكة” وهو عرض فلسطيني لراقصين فلسطينيين وهو من إنتاج مؤسسة عبد المحسن القطان والمسرح الملكي الفلمنكي وفرقة لي باليه سي دي لا بي من بلجيكا، وهو عرض تم بناءهُ بصورة مباشرة على الموروث الثقافي الفلسطيني، وتم تقديمه بصورة معاصرة، لكن أود التنويه إلى أن هذا الموضوع ليس دور المهرجان بقدر ما هو دور الفرق الفنيّة التي تقدم عروضها، من وجهة نظري فإن موروثنا الثقافي الفلسطيني ثريّ ومتنوع ومتسع وهو موروث حي وسيبقى حي؛ لأنه يحضر في كافة تفاصيلنا اليوميّة، من أحزان وأفراح ومناسبات مختلفة، مع الحفاظ الشديد على هذا الموروث الضخم ومنحه الاهتمام الكافي، ومهمة تقديمه على خشبة المسرح، هي مهمة يجب أن تدمج ما بين الحفاظ على عفويته مع إضافة السمات الفنية التي تناسب العرض المسرحي، من أزياء وملابس واضاءة وموسيقى وغيرها من التفاصيل الأخرى. في سرية رام الله نعمل في المجالين بصورة متزامنة، في مجال الرقص المعاصر وفي مجال الفلكلور الفلسطيني كذلك.
هل يُمكننا الاعتماد على دائرة الإنتاج الثقافية التي يحققها المهرجان، في تمكين وجود المؤسسة واستمراريتها؟ هل يعطى الإنتاج الثقافي هذا الشعور بالأمان بحيث يمكن الاعتماد عليه بالطريقة التي تجعلنا في المستقبل القريب قادرين على الاستغناء عن المنح المقدمة؟
خلال الأعوام السابقة كنّا نهتم بصورة رئيسة بدعم الفنانين والفرق الفلسطينية المشاركة، هذا العام على وجه الخصوص، هناك توجه لدعم المؤسسات والفرق العاملة في قطاع الرقص والفنون الشعبية، من خلال مجموعة من المنح لتقديم 16 عرض ضمن عروض المسرح وهذه هي مساهمتنا في تمكين حضور هذه المؤسسات والفرق، ليس من السهل الاستغناء بصورة نهائية عن المنح المقدمة ليس فقط فلسطينياً، إنما عالمياً كذلك، نتحدث عن دولة مثل فرنسا على سبيل المثال، الكثير من الفرق الفنية التي تعمل فيها مدعومة من الدولة بصورةٍ مباشرة، لكن من الممكن تطوير دائرة الإنتاج في هذا القطاع من خلال التأكيد على أن الفنون ليست شيئاً هامشياً، أقول دائماً إن الاحتياج الثقافي هو احتياج إنساني أساسي، ليس رفاهة أو طرفاً، أعتقد أن محاولة ترسيخ هذا الفهم لدى الجمهور، سيدعم حضور الفرق والمؤسسات الفنية، لكن هذا وإن حصل لا يعني الوصول إلى درجة الاستغناء الكامل عن المنح.