رسائل كان السينمائي: «مايو ديسمبر»

سليم البيك

محرر المجلة

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

22/05/2023

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

يدخل أحدنا إلى الصالة لفيلم الأمريكي تود هاينز «مايو ديسمبر» بتوقعات عالية لا تصب بالنهاية في صالحه، مستمَدّة من فيلمه السابق «كارول» (٢٠١٥) شديد الحساسية والرهافة، صوتاً وصورة. هنا، في فيلمه المشارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، دخل هاينز كذلك في نفوس شخصياته، متوغلاً فيها، في إرباكاتها، كما في «كارول» الذي يحكي عن علاقة حب بين امرأتين، إحداهما متزوجة والأخرى فتيّة. في فيلمه الأخير، كذلك أنشأ هاينز علاقة بين شخصيتين نسائيتين، لكنها ندية أكثر منها عاطفية، متقصّدة أكثر منها عفوية. وكان الذكور في الفيلم على الهامش من هذه العلاقة. هو هنا هامش محفّز ومتسبّب لزيادة في التعقيدات، لإثراء التناقض ما بين المرأتين.

يحكي الفيلم (May December) عن نجمة سينمائية (ناتالي بورتمان)، ستجسد دور ممثلة (جوليان مور) أكبر منها سناً وتجربة، وتحتاج لذلك معايشتها لشخصها ولعائلتها. تزورهم في البيت وتحاول أخذ ملاحظات والإكثار من الأسئلة. تحاول لاحقاً تقليدها متخيلةً حوادث وأحداث مرت بها تلك التي اعتزلت التمثيل ودخلت في مراحل صعبة أوصلتها اليوم إلى حالات إحباط ونوبات بكاء منفلتة. والسبب كان فضائح في مجلات صفراء طالتها هي وزوجها الذي يصغرها بأعوام لا يمكن إخفاؤها في هيئة كل منهما وفي سلوكه وكلامه.

الفيلم، وفيه استخدام ملفت للموسيقى أقرب إلى تأثير صوتي منه إلى موسيقى تصويرية، قارب موضوع “الفيلم داخل الفيلم: الميتافكشن” بشكل غير مألوف. في هذه المقاربة للأفلام ينغمس المخرج في ذاته، فتكون، عموماً، حول مخرج (ألتر إيغو) يحاول صناعة فيلم ضمن موانع وعوائق قد تكون إبداعية أو عملية، وهذه تكون أوروبية في عمومها، ممتدة على تاريخ السينما ومن أبرز الأسماء فيها غودار وبيرغمان وفليني. أما السينما الأمريكية فكانت أكثر ميلاً، في السينما كموضوع سينمائي، إلى عملية الصناعة والتجارة وإلى قصص النجوم، في السنوات الأخيرة شاهدنا أفلاماً لسبيلبرغ وشازيل وتارنتينو وآخرين. جاور هاينز بين الطرفين في فيلمه هذا، مقترباً أكثر إلى التجربة الأوروبية، في مضمون فيلمه تحديداً، وقد اهتم بشخصياته ودواخلهم لا بخوارجهم وظروفهم المحيطة. هو أقرب في ذلك إلى مواطنه وودي ألن المعروف بكونه المخرج الأمريكي الأكثر أوروبية.

قد يتوقع أحدنا أفضل من هذا الفيلم، لهاينز، والملام في ذلك عمله السابق البديع «كارول». لكن «مايو ديسمبر» يستحق رأياً أكثر موضوعية واستقلالية في جمالياته المكتوبة والمصوّرة والمأدّاة من قِبل مور وبورتمان.

 

الكاتب: سليم البيك

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع