رسائل كان السينمائي: «فايربراند»

سليم البيك

محرر المجلة. روائي وناقد سينمائي فلسطيني

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
خمس ممثلات إيطاليات أيقونيّات (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

22/05/2023

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة. روائي وناقد سينمائي فلسطيني

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني مقيم في باريس. محرّر «رمّان الثقافية». يكتب المقال الثقافي والسينمائي في «القدس العربي». له ٧ كتب منها الروايات: «عين الديك» و«سيناريو» و«تذكرتان إلى صفّورية». له «تأملات في الفيلم الفلسطيني»، وقريباً «سيرة لسينما الفلسطينيين: محدودية المساحات والشخصيات».

ينوّع الجزائري البرازيلي كريم عينوز في أفلامه، بشكلها وموضوعها ولغتها. فيلمه الأخير، «فايربراند» (أو: جمرة) كان آخرها، وقد ذهب إلى الفيلم التاريخي، بل ابتعد أكثر في موضوع الفيلم ليقدم قصة من التاريخ الإنكليزي، وتحديداً عن الزوجة السادسة والأخيرة للملك هنري الثامن، كاثرين بار، ومن القرن السادس عشر.

في فيلمه الأول باللغة الإنكليزية، اختار عينوز موضوعه من رواية Queen's Gambit للإنكليزية إليزابيث فريمانتل، مقارباً الحقبة تلك من وجهة نظر الزوجة التي ستصيرة ملكة انكلترا وإيرلندا وتحكم لأربعة أعوام. انتهى الفيلم عند ذلك، ليركز عليها بصفتها زوجة سادسة للملك الذي أعدم زوجاته أو تسبب بموتهن، وهو ما حاول مع متواطئين، فعله بكاثرين التي قاومت حتى نالت ما أرادت.

الطبيعة التاريخية للفيلم تحول دون ابتكارات جمالية خاصة أو ملفتة. الفيلم التاريخي يتقدم عموماً بخط زمني، محكوم بالدقة والواقعية في أحداثه، فلا مجال واسعاً للعب “الفني” فيه. الأزياء نقطة أساسية فيه وله اختصاصيوه، الديكورات والمواقع واللغة وغيرها من تفاصيل الفيلم التاريخي لها كذلك اختصاصيوها. الإنتاج الضخم الذي نجده في مسلسلات وأفلام تروي حقباً تاريخية مختلفة، وِفرتها على المنصات الأمريكية جعلت من صناعة فيلم تاريخي جديد تحدياً لمخرجه في سؤال: ما الجديد الذي سيقدمه شكلاً وموضوعاً؟

الفيلم (Firebrand) المنافس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، مصنوع جيداً، بأداء ممتاز لكل من أليشا فايكاندر وجود لو. المقاربة النسائية والنسوية له هي أهم ما فيه، وإن لم تكن جديدة في السينما التاريخية التي أعطت لهذه المقاربة حصّة واسعة تعويضاً على ذكورية الأفلام التاريخية ما قبل العقد الأخير، و”بياضها”. التنويع الذي طال صناعة الأفلام والمسلسلات في السنوات الأخيرة، في الجنس والجندر، وفي العرق واللون، عوّض قليلاً عن خط سير طويل كان للسينما التاريخية، في توازٍ مع الكتابة التاريخية في عمومها، المهمّشة لما هو خارج تعريف “الرجل الأبيض”، لتحلّ “امرأة سوداء” بطلةً في أكثر من عمل أخيراً.

هنا، كان التركيز على الرواية النسائية في قصة الملك مع نسائه وتحديداً زوجته السادسة التي قاومت وانتصرت، لحظات قبل إعدامها إثر تلفيق تهمة التجديف لها. ولم تكن كاثرين ضحية سلبية، ولم تكن مقاوِمة بدهائها وحسب كما صُوّرت النساء “القويات” سينمائياً، بل قاومت بجسدها، بذراعها، قلبت العنف الذكوري على أصحابه، في مراحل كان لا بد أن تدافع عن روحها كي لا تكون زوجة أخرى تُلفّق لها تهمة وتُعدم لأجلها، فيمرّ الملك إلى زوجة جديدة كان لمّح لها في مشهد باكر من الفيلم.

الكاتب: سليم البيك

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع