اضطراب العلاقة العائلية، بالنسبة للابن، حضر في فيلم سابق للمخرج الفرنسي إكزافييه لوغراند، في فيلم “وصاية” (Custody)، حيث يتبارى الوالدان، قانونياً، في نيل الوصاية لتربية ابنهما. هنا، في الفيلم المنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان الإسباني، “الوريث” (LE SUCCESSEUR)، ندخل في علاقة مضطربة كذلك ستتبين لاحقاً، لرجل مع أبيه المتوفى حديثاً.
يصبح إلياس مديراً فنياً لشركة أزياء باريسية، يصله خبر بوفاة أبيه في مونتريال فيذهب للانتهاء من إجراءات الدفن وغيرها. ليكتشف وجود امرأة محتجزة في قبو بيت أبيه. يرتبك، وهو المصاب بأزمات قلبية وتنفسية، ويزداد تخبطاً وتوتراً في محاولة التعامل مع الأمر.
العلاقة المنقطعة مع الأب تتضح من البداية من خلال الأحاديث، ولاحقاً في لامبالاة الابن التي تزيدها وضوحاً. يدخل الابن في إعادة النظر والاعتبار تجاه والده من زاوية جديدة وأشد بؤساً، وهي في احتمال أن يكون الوالد مجرماً، تترافق مع موقف إجرامي وجد الابن نفسه فيه. تتالى الأحداث في ما بدا عالمين منفصلين تماماً، الأزياء والنجم الساطع، أو الوريث كما تمت تسميته في حملة دعائية جديدة، والموت والقتل والدفن في مدينة باردة وبعيدة عن شمس باريس. كل ذلك كان في أجواء حاولت المزج بين الفنّي والتشويقي، بين الراهن الباريسي في شركة الأزياء والمستقبل الواعد وبإعلان لذلك مستوحى من عمل “Icarus” لآنري ماتيس، وبين الكابوس الذي حلّ فجأة كنوبات أزمات القلب والتنفس التي تداهمه.
لم يكن الفيلم بذلك استثنائياً في مهرجان سان سيباستيان السينمائي. هو من تلك الأفلام التي قد يتمنى أحدنا حصول صدفة ما منعته من دخوله، لكنه كذلك لا تراوده أفكار حول الخروج من الصالة في منتصفه. هو كذلك لا يحث على الكثير من الثناء مع الخروج من الصالة.