إيمان حميدان: استندت على التاريخ كمادة روائية لأحكي قصص الشخصيات

علاء رشيدي

كاتب من سوريا

في الأيام السوداء يغدو الفن كما الادب فعل مقاومة. الغناء بهذا المعنى تعبير مقاومة، هو شبيه بالكتابة كفعل مقاومة وتأكيد وجود. في رواية أغنيات للعتمة، تميزت شهيرة الشخصية النسائية الأولى الاتية من زمن كانت المرأة فيه بالكاد تقرأ وتكتب، بالذكاء والبصيرة.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

27/03/2024

تصوير: اسماء الغول

علاء رشيدي

كاتب من سوريا

علاء رشيدي

صدر حديثًا عن دار الساقي كتاب “أغنيات للعتمة” للروائية اللبنانية إيمان حميدان، بعد روايات لها هي “باء مثل بيت…مثل بيروت” (1997)، ” توت برّي” (2001)، “حيوات أخرى” (2010)، “خمسون غراما من الجنة” (2016). هنا حوارنا مع الكاتبة، الذي نقدمه بهذه الفقرة من الرواية: “شهيرة جدّة أمّي ماتت وهي تسأل: ماذا لو عاد الجرادُ ثانيةً يأكل مؤونتنا ويقتل أولادنا؟ ياسمين جدّتي أصابها نزيفٌ داخلي تركها جثّة هامدة بعد ولادة أمّي. أمّي ليلى عاشت حياتها في الروايات، ثمّ اختفت وأنا في التاسعة عشرة كحبّة ملح في بحر. وأنا أسمهان أعيشُ بلا كريم ابني. خطفه والدُه من حضني في يوم عيد ميلاده السّابع. هكذا نحن نساء عائلة الدّالي: نرحل، أو نصمت، أو نجنّ، أو ببساطة نموت قبل الأوان كأزهار الكرز”.

الإطار التاريخي/ الزمان

تمتد أحداث الرواية بين أعوام 1905-1982، وبالتالي تتطور الرواية على إيقاع خلفية الأحداث السياسية والاجتماعية في لبنان وسورية وفلسطين في تلك الفترة، خواتيم الدولة العثمانية، الحرب العالمية الأولى، المجاعة والحصار، الحرب العالمية الثانية، الإنتداب الفرنسي، الإستقلال، النكبة، الصراع العربي الإسرائيلي، الحرب الأهلية اللبنانية، واجتياح 1982. كيف تلعب الأحداث التاريخية، السياسية، والاجتماعية دوراً في السرد الروائي؟

“أغنيات للعتمة” ليست رواية تاريخية. قدمت فيها حقبات من التاريخ كخلفية زمانية ومكانية لحكايات الأفراد. حكايات مرتبطة بالتاريخ الشخصي ومن الصعب فهم هذا الأخير أو النظر إليه من خارج التاريخ العام. تاريخ المنطقة وما حصل في فلسطين والبلدان العربية رسم حيوات ومصائر الافراد. منذ روايتي الأولى “باء مثل بيت مثل بيروت” وحتى رواية ” أغنيات للعتمة” رسمت الأحداث السياسية في لبنان والمحيط معالم الشخصيات وانتماءاتها، كذلك تطور سلوكها وعلاقتها بالمكان ومقاربتها للعالم الذي تعيش فيه، ولا شك أن الأحداث التاريخية والسياسية تؤثر في رسم هوية كل شخصية وفي اختيار طريقها. في الرواية كما في الحياة نرى مسارات تتوالى لشخصيات عاشت تجارب سياسية متشابهة لكنها وجدت نفسها تسير في طرق مختلفة. اختلاف الأفراد طبيعي ولو انتموا الى عائلة واحدة وعاشوا ظروفا مشابهة إلا أن مقاربتهم للواقع وللعالم الذي يعيشون فيه تختلف. ذلك أن الاختلاف يعود الى الشخصية والى نظرتها الخاصة للعالم. هكذا نرى أولاد عائلة الدالي في رواية أغنيات للعتمة إذ عاشوا في عالم مشابه من عائلة ومدرسة ومكان إلا أن كلا منهم اختار طريقه أو ان الطريق هكذا حدثت بالصدفة إذ ان كلمة اختيار غير دقيقة هنا. يحكي التاريخ مسارات المجتمعات والدول الا ان الرواية تُعنى بالأفراد وبالبعد الإنساني لتجاربهم. كمال في” أغنيات للعتمة” اختار الهجرة هربا من عنف الدولة وعنف السياسة ، بينما أسمهان، وهي الراوية، هربت من عنف القانون الذي حرمها جزءا من أمومتها. 

الحروب أيضاً دفعت ببعض الشخصيات الروائية الى الهجرة. غيّرت الحروب من وجه المجتمع، أما الأمكنة فقد طردت ساكنيها. ارتبط الطرد والاقتلاع بسيرورة تاريخية ولّدت أجيالا متعاقبة تبحث عن حياة وأحلام في أماكن أخرى . أجيال ليس فقط في لبنان بل على امتداد العالم العربي بدءا بفلسطين. السؤال يبقى ويستمر مع كل رواية. لماذا نحن؟ لماذا بلداننا؟ كيف تتبخر أحلامنا وتختفي؟ في روايتي الأخيرة أردت أن أعود الى جيلنا الذي لم يسلم من لعنة الحروب والاقتلاع والهجرة.

الإطار الجغرافي/الأمكنة

مع التركيز على لبنان، تتمدد الأمكنة الجغرافية في الرواية بين سورية، فلسطين، لارنكا، نيويورك. ومع ذلك تبقى بيروت، كسورية والبقاع الغربي، الفضاءات المركزية في المكان الروائي. هل يمكن توضيح الخيارات الروائية في اختيار الأمكنة والمدن؟

الأمكنة المتمددة ما هي إلا مرآة لحقبة تاريخية انتهت منذ إعلان دولة إسرائيل في تلك الحقبة لم تولد دولة عدوة قامت على احتلال أرض الغير فحسب، بل أيضا على تمزيق جغرافية عربية واسعة وخلق حدود وبلدان تتنازع فيما بينها. توقفت القطارات التي كانت تربط لبنان بفلسطين وسوريا والعراق وبلدان أخرى. تخيل معي أنه كان بمقدورنا ان نسافر بالقطار من بيروت الى فلسطين، ومن بيروت الى تركيا ثم الى أوروبا الشرقية . الحروب دمرت ليس التواصل الجغرافي فحسب بل الاجتماعي أيضاُ وحتى الإنساني. انظر ما يحدث الآن في غزة. بعد احتلال الأرض ومحاصرة الشعب والسيطرة على حرية التنقل والتعبير يأتي دور ابادته. الاهتراء بدأ منذ أن قبل العالم أن تُحتل أرض وان يُحتل شعب ويُهان ويُسجن ويمنع عنه الاستقلال وتحجب عنه الحرية والسلطة على أرضه ومقدراته. هذا هو الحاضر بكل ثقله وفجاجته. 

همي ليس أن اكتب التاريخ الكبير، بل تاريخ الأفراد ومصائرها وسط الخراب العام. تأتي الرواية لتحكي حكاية لم تعد موجودة. الماضي المتواصل كالحلم الذي لا ينقطع لكنه في الواقع انقطع وتحول المكان الى غربة وما عادت احدى الشخصيات الروائية تحلم انها تطير، بل تحولت أحلامها إلى كوابيس.

مصائر الشخصيات

تموت الجدة شهيرة وهي تسأل: ماذا لو عاد الجراد ثانية يأكل مؤونتا ويقتل أولادنا. الجدة ياسيمن يصيبها نزيف داخلي يتركها جثة هامدة. الأم ليلى عاشت حياتها في الروايات ثم اختفت. وتفقد أسمهان ابنها في عيده السابع، حين يخطفه زوجها. تقول الساردة في الرواية: “هكذا نحن نساء عائلة الدالي: نرحل، أو نصمت، أو نجن، أو ببساطة نموت قبل الأوان كأزهار الكرز”. هل يمكن إطلاع القارئ على ملخص لحكاية كل شخصية ومصيرها، ولماذا اختارت الكاتبة الروائية هذه المصائر لشخصيات الرواية؟

أحيانا لا يكون لدينا سبب يرد على اللماذا في الكتابة الروائية. لماذا اخترنا هذه الشخصيات. نختار بالتأكيد الشخصية الأولى ثم هناك ديناميكية ما تنمو وتغذي السرد. ديناميكية خلق شخصيات تجد مكانها الطبيعي كأننا ننتظرها هناك كي تأتي وترافق سيرورة زمن الرواية وتأخذ إدارة دفة السرد. اردت ان اسرد الحكايات على لسان امرأة ذلك أن التاريخ غالبا ما يُسرد ويُدوّن عبر تجارب الرجال. أردت هنا أن أحكي كيف المرأة عاشت هذا التاريخ وتلك التغيرات السياسية في بلد صغير مثل لبنان، أردت أن أظهر أن أحد مصادر العنف السياسي والاجتماعي في عالمنا يعود إلى العلاقة بين الرجل والمرأة، او بشكل أصح يعود الى معاملة الرجل للمرأة ونظرته الدونية لها . نظرة يحميها القانون والشرع. كان لا بد لأسمهان ان تكون هنا وتشهد وتعيد كتابة تاريخ العائلة، لكن اسمهان تعبت من هذا الثقل للحكايات، حكايات نساء العائلة، فقررت الرحيل لكنها حملت ذاكرتها وذاكرة نساء العائلة. دّونت ما سمعته وعرفته وشهدته.

حضور الغناء ودوره في الرواية

تفتتح الرواية بالاقتباس التالي من بروتولد بريخت: “في الأوقات الحالكة، هل سيكون ثمة غناء؟ نعم، سيكون ثمة من يغني عن تلك الأوقات الحالكة”. إنه اقتباس عن دور الغناء في الحياة الإنسانية، وروايتك تحمل من عنوانها مفردة (أغنيات)، وتتميز شخصية “شهيرة” في الرواية بتعلقها العميق بالغناء، لذلك تحضر في الرواية أغاني الندب، أغاني الأفراح والأتراح، أغاني الحصاد، أغاني الاستقلال، أغاني التعبير الوجداني، وأغاني العشق والحب. كما يحضر فنانون/ات من نجوم الغناء العربي في تلك الفترة: أم كلثوم، أسمهان، وغيرها. كيف تم اختيار الغناء كموضوعة أساسية في الرواية؟ وكيف تم معالجة الأغاني في الرواية على المستوى الموضوعاتي وعلى المستوى الأسلوبي السردي؟

في الأيام السوداء يغدو الفن كما الادب فعل مقاومة. الغناء بهذا المعنى تعبير مقاومة، هو شبيه بالكتابة كفعل مقاومة وتأكيد وجود. في رواية أغنيات للعتمة، تميزت شهيرة الشخصية النسائية الأولى الاتية من زمن كانت المرأة فيه بالكاد تقرأ وتكتب، بالذكاء والبصيرة. احتالت على الزمن كما وصفتها أسمهان ابنة حفيدتها. في بلد تلعب بمصيره الدول الكبرى وحروبه وما ينتج ذلك على حيوات الأفراد، ووسط عالم تطغى فيه العادات الاجتماعية على الحرية الفردية ويقوى فيه الرجل على المرأة، لجأت شهيرة إلى وسيلة تعبير حر وهو الغناء. أرادت أن تُسمع صوتها على طريقتها والغناء هو الصوت بكل معانيه. رافق غناء الشخصية الأولى شهيرة الزمن السردي في الرواية منذ طفولتها في بلدتها أجمات إلى مكانها الجديد مع زوجها في كسورة. كان الغناء يردّها الى ذاتها في أوقات الشدة والحزن كما في أوقات الفرح، ويذكرها بوجود المرأة الانثى فيها يعيد اليها مساحة نفسية ووجدانية تمسكت بها طوال حياتها. فعل المقاومة عبر الغناء ورثته أسمهان إلا أنه أخذ أشكالا أخرى. بين المرأتين عقود من الزمن استمرت فيها الاغنية وأخذت معان مختلفة. شهيرة غنت كي تستمر وتُبقي على ذاكرتها الحية وتغذي شعورها القوي بذاتها كامرأة. أما مع اسمهان كانت تلك الأغاني خيطا واهيا يدفئ قلبها ويحميها من الغربة ومن صقيع شتاء نيويورك.

حضور القراءة والكتابة ودورهما

كما يحضر الغناء والموسيقى، كذلك يحضر الكتاب والقراءة. تلعب الكتب والقراءة دوراً أساسياً في حكاية الأم ليلى، وتقرأ أعمالاً أدبية مثل “النبي”، “الأرواح المتكسرة”، “آنا كارنينا”، “جين إير”. هل هذه الحكاية نموذجيّة برأيك، في معالجة تأثير الأدب والقراءة على الوعي الشخصي؟

رغم ما يلعبه الأدب من دور مهم في بناء شخصية الفرد، لا أعلم الى أي مدى أستطيع أن أقول إن حكاية حفيدة شهيرة أي ليلى وقصة علاقتها بالأدب والقراءة كما بالكتابة هي نموذجية يراد من خلالها الإشارة إلى أهمية الأدب وتأثيره على الوعي الشخصي. لا أعلم أيضا إذا أستطيع أن اجزم ان ليلى تتمتع بوعي شخصي. ليلى شخصية خاصة الفقدان المستمر منذ ولادتها كان السمة الأساسية لوعيها. ولدت وأصبحت يتيمة الأم ولم يتجاوز عمرها الساعات. كان الأدب تعويضا هنا ولعب دورا احتوائيا من أجل توازنها العاطفي. هل نجح؟ لا أعلم. بحثَتّ عبر الأدب والقراءة عن عالم آخر أقل قساوة تجد فيه معان مختلفة للحب. لا ننسى أيضا أن علاقة الحب الوحيدة التي عاشتها أودت بها الى زواج خال من الحب بسبب تخلي حبيبها يوسف عنها. هل الأدب دفعها الى اتخاذ خيارات خاطئة في الحياة لأنها لم تفصل بينه وبين الواقع الذي تعيشه، أم الأدب نفسه هو الذي أعطاها قوة الاستمرار ومن ثم الرحيل والاختفاء؟ هل عالم الأدب الذي دخلته عبر القراءة وكتابة اليوميات ساهم في إبعادها عن الواقع أم أغرقها فيه بحيث قررت الهروب منه والاختفاء؟ أترك هذه التساؤلات لقارئ الرواية ليجيب عنها.

حضور الجنسانية وموضوعاتها

تحضر موضوعات الجنسانية، تقريباً، في أغلب حكايات الشخصيات الروائية: شهيرة وفقدان اللذة، وتتداخل على ليلى رغبتها بيوسف ورغبتها بمدينة بيروت، ومن ثم زواجها بسالم حيث تكتب في يومياتها: “كان يطرد خوفه من الموت بالجنس، فيما أقاوم الموت بالكتابة”. ما هي التنويعات في موضوعات الجنسانية التي تقدمها الرواية، وما علاقتها بمميزات كل شخصية في الرواية؟

تعددت المقاربات الجنسانية في الرواية بتعدد أزمنة الرواية واختلاف الأجيال. ما عبرت عنه شهيرة مختلف عما كتبته ليلى، كذلك الأمر ما عاشته اسمهان من حرية وحياة مدينية. ليلى عاشت حياة مدينية قصيرة سمحت لها أن تشعر بحريتها ولو خرجت من تلك الحرية مكتئبة وقبلت بزواج فُرض عليها. اختلفت أصوات نساء الرواية حول هذا الموضوع لكنهن اتفقن على أهمية الحب في حيواتهن، وحلمن بعلاقة مع الرجل قوامها الحب. شهيرة اختلفت في علاقتها لجسدها وللذة بين تجربتها المبتسرة مع يزيد وبين علاقتها مع الرجل الذي زوجت له بعد موت اختها صفاء. بالطبع يلعب المكان دورا مهما هنا إذ ان حرية ليلى القصيرة كانت هدية لها بفضل إقامتها في المدينة كذلك حرية أسمهان إلا ان الخيبات متشابهة في النهاية. رغم اختلاف التجارب بين النساء والى أي زمن أو مكان انتمين، اسمع أصواتهن رغم خفوتها تريد التحرر من أثقال التقاليد والأدوار الجندرية بين الرجل والمرأة.

الأسلوب الأدبي

تقتصر الأساليب الأدبية في الرواية على نوع الرسائل والسارد الكلي المعرفة، وتبتعد اللغة الروائية عن الشعرية لصالح السرد الحكائي والتوثيق التاريخي. كيف تشرح الكاتبة هذه الخيارات على مستوى الأسلوب الأدبي والروائي؟

أرى هذه الرواية مختلفة عن رواياتي السابقة. في “باء مثل بيت او توت بري” او حتى “حيوات أخرى” كان الأسلوب الشعري واضحا في السرد. في “خمسون غراما من الجنة”، روايتي ما قبل الأخيرة طغى السرد الروائي على الشعر . أما هنا في روايتي الأخيرة “أغنيات للعتمة” أردت أن أدخل التاريخ الحديث للبنان كمادة روائية استند إليها لأحكي قصص الشخصيات فيها. رغم ذلك أرى أحيانا ومضات شعرية في ما كتبته اسمهان في رسالتها لصديقتها ويدا أو في ما كتبته ليلى في يومياتها. تلك الومضات تمتد على صفحات متعددة من الرواية وتأتي متقطعة لصالح السرد الروائي الخالص. ما كان يهمني أثناء الرواية خلق مزيج بين سرد الحكاية وبين الأسلوب كي لا تقع الرواية في شرك التوثيق الجاف، وأرى ان التنويعات التي اعتمدتها إن من حيث الرسائل او اليوميات أو الحوارات أو حكايات الراوية اسمهان أو حتى أغنيات شهيرة مستندة وسط كل هذا على تاريخ عاشته تلك الشخصيات بكثافة إنسانية كبيرة، كل هذه التنويعات خلقت جوا غنيا في إبراز الشخصيات وفي تطور وبناء السرد الروائي. 

الكاتب: علاء رشيدي

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع