رسالة كان السينمائي: “الفتاة ذات الإبرة”

سليم البيك

محرر المجلة

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

18/05/2024

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

الفيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية جرت في كوبنهاغن عام ١٩١٩، هذا لوحده يعطي قيمة للأحداث، في أنها معقولة وحصلت يوماً ويمكن، بالتالي، أن تحصل مجدداً في حياة المُشاهد المحايد، مهما تطرفت الأحداث ومهما بعُد هو عنها مكاناً وزماناً.

وهي، الأحداث، اتخذت طابعاً عادياً، لقصة لا يهم فعلاً إن كانت حقيقة أم خيالاً، فلا تطرف ولا لاعادية في الحاصل، وذلك على طول النصف الأول من الفيلم، المتقدم كقصة لامرأة شديدة البؤس، تتعرض للظلم لكونها امرأة ولكونها فقيرة. ستبحث عن عمل وتجده عند سيدة تملك متجراً لبيع الحلويات، بانت، الأخيرة، طيبة.

حتى هذه اللحظة، هي قصة بؤس اجتماعي يمكن أن نجدها من دون تطورات درامية في أفلام “الواقعية الجديدة” الإيطالية وارتداداتها مثلاً، خاصة أن الفيلم صوِّر بالأبيض والأسود. وهو، كتلك الأفلام، آت بسياق ما بعد حرب عالمية والانهيارات اللاحقة بها. ويمكن لعملٍ أتقن سرد القصة كلاماً وصوراً، أن يخرج بفيلم ممتاز مكتفياً بيوميات الشقاء لدى هذه المرأة.

لكن “الفتاة ذات الإبرة” (The Girl with the Needle) للسويدي ماغنوس فون هورن اتخذ منحى آخر عند ذروته التي ستعرف عندها المرأة، ونحن، أن السيدة التي كانت تساعد النساء الراغبات في التخلص من أطفالهن حديثي الولادة، في تقديمهم لعائلات ميسورة للتبني، مقابل المال، ستعرف المرأةُ أن الحقيقة في مكان آخر، في لحظة قلبت اليوميات البائسة إلى حدث مفصلي ودرامي ستتخذ المرأة فيه قراراً يخرجها من خضوعها، في حالة تمرد أتت أخيراً من غريزة الأم التي سلّمت يوماً طفلها إلى سيدة وستعرف أخيراً ما فعلت الأخيرة به وبالكثير غيره.

حاولتُ ألا أفسد القصة قدر الإمكان، فالفيلم المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، مبني، لواقعية قصته ودراميتها، على أسلوب سرد كلاسيكي، ويمكن لمعلومة هنا أو هناك أن تفسد شيئاً منه. وهذه الكلاسيكية السردية لم تكن في غير صالحه. كان تدرّج الحبكة فيه بطيئاً بالقدر اللازم، وكانت الذروة لحظة مشهدية ستغيّر كل ما يليها. وذلك كله ببراعة في الصورة، في استخدام الضوء والظل، كعنصر بصري خاص وكثيف، وأساسي في صور الأبيض والأسود.

من بين العديد من الأفلام الخارجة عن تقليدية العمل السينمائي في هذه الدورة من المهرجان، يعيدنا هذا الفيلم إلى تلك التقليدية، سردياً تحديداً، بامتياز، وإن لم يخلُ الفيلم، وقصته، من بعض التنميطات لقصة عن الظلم والعدل والثراء والفقر والنهايات المتوقَّعة لذلك في حكايات العبَر المروية للأطفال.

 

الكاتب: سليم البيك

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع