رسالة كان السينمائي: “ليمونوف: الأغنية”

سليم البيك

محرر المجلة

الفيلم كله عبارة عن امتداد لما قاله، تطبيقاً مخلصاً لرغباته الثورية، في حياة صاخبة، في تجارب متطرفة، في المجتمع وفي تصرفاته وأقواله وعلاقاته.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

19/05/2024

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

تعتمد أفلام السيَّر على الشخصية الرئيسية في واقعها ومشوارها المتدرج في الحياة، وللشاعر والروائي الروسي إيدوارد ليمونوف حياة صاخبة مليئة بالدراما التي أحسن المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف استثمارها في فيلمه المشارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي.

“ليمونوف: الأغنية” (Limonov: The Ballad) بدأ من الشاعر المغمور في بلده، الاتحاد السوفييتي، وصولاً به إلى اللجوء في الولايات المتحدة في السبعينيات، حتى باريس في ثم عودته إلى بلاده بعد انهيار جدار برلين. لم تخلُ حياة هذا المتمرد بكل الأشكال، من لحظات هناء أو استقرار، منعكساً ذلك على طبيعة كتابته الأدبية، في تحررها الشكلي وثورتها المضامينية، ما سبّب تعثراً في نشر أعماله، إلى أن أصبح لاحقاً أديباً بوهيمياً تماماً، يتصيده الإعلام لصراحته الفجة كلاماً وكتابة.

هرب الشاعر إلي الغرب لكن من دون أن يقبل بتسمية “المنشق”، تلك التي أطلقت على كل مثقف لاجئ من الاتحاد السوفييتي ممالئاً الغرب وحكوماته، لم تسمح له روحه المتمردة، الخضوعَ الدعائي للغرب الرأسمالي، مادحاً سماتاً اجتماعية كانت حاضرة في بلده الأم، ماراً بالشوارع في نيويورك باحثاً عمن يطلق معه ثورة على العالم كله، بمعسكريه.

يمر، في السبعينيات، بفتاتين توزعان مناشير لحزب تروتسكي في نيويورك، يقول أنا معكم ومع كل من لم يعد لديه ما يخسره فماذا أفعل؟ دعتاه إلى مظاهرة من أجل فلسطين، محذرتاه بأنها ستكون حامية، سأل: ثم ماذا؟ قالوا :اجتماع ثم مظاهرة أخرى. فابتعد غاضباً مردداً إن ثورة لا بد من اندلاعها، لا ما هو أقل من ذلك.

الفيلم كله عبارة عن امتداد لما قاله، تطبيقاً مخلصاً لرغباته الثورية، في حياة صاخبة، في تجارب متطرفة، في المجتمع وفي تصرفاته وأقواله وعلاقاته.

لم يكتف ليمونوف بتمرادته الأدبية والفكرية والحياتية، بل ابتعد في ذلك ليكون مع القرن الجديد رئيس حزب معارض، جامع بين الوطنية والشيوعية. هو بذلك، تماهى لاحقاً مع نصوصه الأدبية، سياسياً، من بعد تماهي النصوص معه هو، السابق لها، حياتياً.

 

الكاتب: سليم البيك

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع