لا اسم لي
ينادونني في الأخبار، كيساً من الأشلاء
وعلى صفحات الصحفيين المرئية، أكون كل 70 كيلو شهيداً
لا اسم لي
لكن حياً تناثرت به، كان اسمه الدرج
وأبسط سمات الدرج أن تصعده وتهبطه
لكنني صعدته مع مئة غيري!
لا اسم لي
لم يجدوا حتى بطاقة هوية
كان الكيس أبيض بلحمٍ محترق،
كان لحمي و آخرين
عناق ميتافيزقي، لم تنتجه دراما الرعب المتلفزة على نتفلكس
بل كان كبسة زر في بانتوستان!
لا اسم لي
ولا مكاناً للنزوح أتقنه
تخرجت بدرجة فخرية في النزوح السماوي
ولم أتمكن أن أعبر “الممر الأمن” المزود بمجسات
تقتلنا لارتجاف قلبنا
أو تشرعن اغتصابنا
لا اسم لي
لكن صدى صراخي تعرفونه جميعاً
قد يلاحق الضاغطين على زر القنبلة
لكنه لن يلاحق مطلقي الأمر
قد يتطفل على الجيران والمسعفين ككابوس
أو محفز بصري للصدمة
لكنه لن يلاحق من ادعى أن الإبادة
حق مشروع للدفاع عن النفس في مجلس الكونغرس
وصفق الجميع
ومُرِرَت صفقة سلاح أخرى
وضعتني في كيس أبيض مع آخرين
ذات الكيس الذي تشتري فيه الطماطم والخيار في عالم مواز
وُضِعْتُ به بلا اسم
ولا لقب
ولا حتى هوية غير فلسطينيتي
كان كافياً أن أكون فلسطينياً
ليُشَّرع موتي في نزوحي
بلا اسم ولا ملامح
كان كافياً للعصابة أن تقتل حلمي وتفرم لحمي المحترق
ثم يبدأ “العالم” بالاستنكار والإدانة!
لا اسم لي
ولا شاهد قبر واحد
تبخر دمي كماء
لكنه لم يصب في المتوسط، بل في مياهنا الجوفية!
لا اسم لي
لكن فلسطينيتي كانت كافية
لأن أفتت وأوضع في كيس بلاستيكي
أو أوزن مشتركاً مع فتات أخرين كي نشكل على الأقل
وزناً طبيعياً لبشرياً “70 كيلو غرام” في إبادة عرقية!
لا اسم لي
لكنني فلسطيني من غزة
وسيغتال صدى صراخي نومكم