رسالة فينيسيا السينمائي: ما زلت هنا

سليم البيك

محرر المجلة

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

01/09/2024

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

بالكاد وصل مهرجان فينيسيا السينمائي إلى منتصفه حتى خرج لنا باحتمال أحد أفضل أفلام دورته الحالية، تحديداً في السيناريو. فالفيلم مأخوذ، بحِرفية وحساسية، من كتاب مذكّرات “أكثر مبيعاً”، كتبها ابن لسياسي وبرلماني برازيلي (روبنز بايفا) كان اختُطف في حقبة الديكتاتورية العسكرية هناك، أوائل السبعينيات، واختفى. سنعرف لاحقاً أنه قتل بالتعذيب.

المادة الحكائية هنا مضمونة، يلحقها التصوير وكان مخلصاً للسيناريو، في موثوقيته وجودته. الفيلم المتمكن من عناصره، سيكون، بمعزل عن السينما، شهادة فنية رصينة وجميلة ضد الديكتاتوريات والعسكريتاريا، في كل العالم.

فيلم “ما زلت هنا” (I’m Still Here) للبرازيلي فالتر سالس، جاء به بعد أخرى له ممتازة، أهمها Central Station عام ١٩٩٨، و Behind the Sun عام ٢٠٠١، و The Motorcycle Diaries عام ٢٠٠٤، وبأفلامه هذه وتحديداً جديدها، يكمل سالس خطه الإنساني بأصوله الواصلة حتى تيار “سينمانوفو” البرازيلي.

يبدأ الفيلم في تصوير حياة يومية لعائلة سعيدة من الطبقة الوسطى، الأب فيها سياسي يساري، اتُّهم بالشيوعية، تجتاج الشرطة العسكرية بيته بعد عملية للمقاومة في خطف السفير السويسري لاستبداله بسجناء سياسيين في تشيلي، يُعتقل الأب وتختفي أخباره قبل أن يصل للأهل خبر موته. تناضل زوجته لمعرفة المزيد عنه، ثم تسعى لحماية أولادها وبدء حياة جديدة معهم، وتبدأ النضال في قضايا حقوقية برازيلية.

في وقت يمكن لقصة الفيلم أن تكون تفصيلاً تاريخياً في البرازيل، تكون كذلك حالة إنسانية تتشاركها مع العائلة مئات غيرها في كل بقعة حكمها الطغاة. وتاريخية الفيلم وإنسانيته قيمة إضافية للكتابة والتصوير للمخلصين.

الصور العائلية، كلحظات أمكن تثبيتها ونقلها عبر السنوات، تماماً كالحق،  لكن بحمايتها، اللحظات، بالتقاطها صوراً، كانت أساساً في استمرارية الحكاية والقضية، مع عودة الزوجة بين وقت وآخر إليها، استعادة لحياة أتلفها النظام العسكري، وأملاً بتلك الحياة مجدداً لأولادها كما سنرى في المشاهد، والصور الأخيرة الملتقطَة.

الفيلم مليء بالمشاعر، بالحيرة، بالغصة، بالدموع، وكذلك بالضحكات، وهذه الأخيرة كانت في كل الصور، وفي صورة لصحيفة أرادت أن تجري حواراً مع الأم، فأتى الصحافي ليلتقط صورة لها مع أولادها في موضوع زوجها المختطف. أراد أن يتوقفوا عن الابتسام وأن يكونوا حزينين بما يلائم الموضوع، فضحكوا عليه ومنه وأبقوا الضحكة لتكون ثابتة في الصورة.

الفيلم، كما هو عن وحشية نظام عسكريتاري، هو كذلك عن الأمل. تتناول الزوجة شهادة الوفاة لزوجها بعد عشرات السنوات من المطالبة بها. وستتصور، كذلك، أمام الصحافة، وبها، تضحك.
 

الكاتب: سليم البيك

هوامش

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
عن السيرورة والصيرورة

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع