Angelic upstarts, Urban art in spray paints has seen a boom in Imbaba, an impoverished neighbourhood of Cairo. Mia Grondahl
بعدها أصدر ربيع روايته الثانية «عام التنين» وهي رواية سياسية في الدرجة الأولى ثم لحقها بثالث عمل له هو «عطارد»، وهي الرواية التي وصلت إلى القائمة القصيرة بجائزة البوكر العالمية والفائزة بجائزة ساويرس أيضاً، وتدور أحداث الرواية في مصر المستقبل حيث تقع تلك الدولة تحت احتلال غامض يقاومه عطارد، ضابط الشرطة الأسبق.
"القراءة غذاء العقل والروح" تلك المقولة دائماً ما نسمعها أو نرددها في حياتنا اليومية دون أن نعرف مصدرها. وبعيداً عن مصدر تلك الحكمة فإن القارئ النهم يدرك تماماً مدى صحتها، لذلك فإنه دائم البحث عن وجبات جديدة نبدأ بها العام، نُشبع بها رغبة ملحة قد تكون متعلقة بالعقل الذي هو بيت الحكمة والمعرفة، ولإشباع تلك الرغبة سنقدم هنا قائمة بخمس وجبات متنوعة وشهية لكُتاب استطاع كل واحد منهم أن يقدم طبخة روائية متفردة المذاق.
حمدي أبو جُليّل: المهمشون في صرّة
"أغلب ظني أن حمدي قد صرّ عالمه في منديل محلاوي وربطه حول رأسه ثم فرطه أمامنا كيفما اتفق، إلا أن الفتافيت والمزق كانت طعاماً شهياً، أكلناه، قرقشناه بلذة فائقة تفوق لذة الأكل على موائد الدسم" هكذا يصف لنا الكاتب الكبير خيري شلبي رواية «الفاعل» للكاتب حمدي أبو جُليّل، وهي الرواية الثانية لهذا الكاتب البدوي والحاصلة على جائزة نجيب محفوظ، وقد سبقها حمدي برواية «لصوص متقاعدون» التي تُرجمت لعدة لغات أجنبية، بالإضافة إلى عدة مجموعات قصصية جمعها الكاتب مؤخراً في كتاب بعنوان «طي الخيام».
وحمدي من الكُتاب الذين اتخذوا من كتابة السير الذاتية مقصداً لهم، وفن السيرة نفسه ليس غريباً على الأدب العربي فقد دشنه توفيق الحكيم في مطلع الثلاثينيات من خلال روايته الأولي «يوميات نائب في الأرياف» ولكن أهم ما يميز أدب حمدي الصدق الفني الشديد وتفكيكه للبنية السردية.
ربما ذلك ما دفع الكاتب الكبير خيري شلبي بأن يصف رواية «الفاعل» بأنها "تكنيك الهرتكة" فالرواية تبدو للقارئ وكأنها قصص قصيرة منفصلة ومتصلة في ذات الوقت عن عالمه البدوي أو المديني، لذلك هي تشبه "النقنقة" لقارئ سيجد في أدب حمدي ما يثير ضحكه أو شهوته أو دعوته للتأمل بلغة سلسلة تجمع ما بين العامية المصرية والفحصى البسيطة، قد لا يصيبك أدب حمدي بعسر هضم ولكن سيترك لك وجبة متكاملة قادرة على إشباعك مهما أشتدّ جوعك.
مصطفى ذكري: وجبة مفضلة لقارئ مميز
هل أنت قارئ متمرس بإمكانه أن يهضم أدب كافكا، كونديرا، جيمس جويس؟ إذا كنت من هذا النوع الذي يستطيع أن يلتهم الأعمال الذهنية الصعبة دون معاناة فإن أعمال مصطفي ذكري ستكون وجبتك المفضلة بلا شك.
مصطفي ذكري من مواليد حي حلوان، اشتهر في الوسط الأدبي بأعماله التي ارتبطت بالأفكار وليست مجرد حكايات فحسب.
قدم ذكري للمكتبة العربية العديد من الروايات ومنها« تدريبات على الجمل الاعتراضية» و«هراء متاهة قوطية» و«الخوف يأكل الروح» و«الرسائل» و«المرآة 202» و«أسود وردي».
كما قدم للسينما المصرية فيلمين اعتبرهما النُقاد من أهم أفلام السينما المصرية وهما «عفاريت الأسفلت» بطولة محمود حميدة وسلوي خطاب وإخراج أسامة فوزي، عام 1996، و«جنة الشياطين»، بطولة محمود حميدة ولبلبة واخراج أسامة فوزي أيضاً، عام 2000.
يعتبر ذكري نفسه أنه كاتب بلا جمهور، ويسعده ذلك، وبلا مشروع أيضاً، فهو يكتب لنفسه ولأصدقائه ومحبيه الذين لا يتجاوزون الـ 20 قارئاً، ومع ذلك يبقى ذكري واحداً من أهم كُتاب جيله وواحداً من المبدعين الذين أخلصوا لفن الكتابة ليقدم لنا وجبات لن يهضمها إلا من كان محترفاً ومتذوقاً لفن الكتابة الحقيقية.
طارق إمام: أدب أميركا اللاتينية ببهارات مصرية
هو واحد من الذين بدأوا حياتهم الأدبية مبكراً جداً، حيث كتب أول مجموعة قصصية له وهو لا يزال في عامه التاسع عشر بعنوان «طيور جديدة لم يفسدها الهواء»، ومع ذلك فازت تلك المجموعة بجائزة سعاد الصباح التي كانت وقتها توازى جائز البوكر حالياً، بعدها انطلق طارق ليقدم العديد من الروايات، ومنها روايته الأهم «هدوء القتلة» الفائزة بجائزة ساويرس والحاصلة أيضاً على جائزة الدولة التشجعية، أما مجموعته القصصية «حكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها» فقد فازت هي الأخري بجائزة ساويرس بينما حصلت قصته "عين" على جائزة متحف الكلمة الإسباني.
وكما هو واضح من اختياره للعناوين، وكذلك موضوعاته وأسلوبه يذكرنا إمام بأدب أميركا اللاتينية، وبالأخص ماركيز الذي كان له أشد الأثر على كُتاب هذا الجيل.
يصف البعض طارق إمام بأنه صائد جوائز نظراً لحصوله على العديد منها سواء على المستوى المحلى أو العالمي، وإن عبّرت كثرة الجوائز عن شيء فهو بالضرورة جودة العمل المتقدم وحرفية صاحبه الذي تخرّج من مدرسة الواقعية السحرية فصار أستاذاً فيها.
محمد ربيع: الأدب بنكهة سياسية
في حفل توزيع جوائز ساويرس لعام 2016، أشار الشاعر والناقد سيد محمود مداعباً الكاتب الفائز بالجائزة الأولى محمد ربيع عن روايته «عطارد» بأنه روايته تنال إعجاب أي لجنة تحكيم.
محمد ربيع تخرج من كلية الهندسة عام 2002، بعدها التحق بورشة كتابة كان يشرف عليها الكاتب محمد عبد النبي صاحب رواية «في غرفة العنكبوت»، كان من نتاج تلك الورشة الرواية الأولى لربيع «كوكب عنبر» والتي حصلت على جائزة ساويرس لعام 2010.
الرواية كباقي أعمال ربيع تتسم بالطابع السياسي، وهي السمة التي الغالبة على كافة أعماله، وقد اتخذت من المكتبة مسرحاً لها.
بعدها أصدر ربيع روايته الثانية «عام التنين» وهي رواية سياسية في الدرجة الأولى ثم لحقها بثالث عمل له هو «عطارد»، وهي الرواية التي وصلت إلى القائمة القصيرة بجائزة البوكر العالمية والفائزة بجائزة ساويرس أيضاً، وتدور أحداث الرواية في مصر المستقبل حيث تقع تلك الدولة تحت احتلال غامض يقاومه عطارد، ضابط الشرطة الأسبق.
طلال فيصل: للسيرة المتخيلة مذاق خاص
أما الطبيب طلال فيصل فقد بدأ حياته من خلال دار ميريت التي أصدرت له أولى رواياته تحت عنوان «سيرة مولع بالهوانم»، الرواية رغم صغر حجمها إلا أنها كشفت عن موهبة متفردة راهن عليها الكثير وربحوا الرهان بعد إصداره لروايته الثانية «سرور» التي تحكى عن الشاعر المصري نجيب سرور، في تقاطع مع الشخصية الرئيسية طلال، وفن السيرة الذاتية المتخيلة للعظماء هو فن متعارف عليه في الغرب لكن على المستوى العربي يبقى مجهولاً ومكبلاً بعدة عوائق ومنها: تقديس الرموز، الخلط بين المتخيل والواقع.
ورغم تلك العوائق إلا أنه استطاع أن يحصل على جائزة ساويرس ليدشن بذلك فناً كان غريباً على الثقافة العربية وبات متعارفاً عليه. بعدها واصل طلال طريقه فكتب رواية «بليغ» الصادرة حديثاً عن دار الشروق للنشر وهي تحكى كما هو واضح من عنوانها عن الفنان الراحل بليغ حمدي وما تعرض له من أزمات رهيبة.
حالياً طلال بصدد الانتهاء من رواية جديدة عن سيد قطب، وأخرى عن التجربة الألمانية ليواصل تفرده ومشروعه الروائي الضخم.
حمدي أبو جُليّل: المهمشون في صرّة
"أغلب ظني أن حمدي قد صرّ عالمه في منديل محلاوي وربطه حول رأسه ثم فرطه أمامنا كيفما اتفق، إلا أن الفتافيت والمزق كانت طعاماً شهياً، أكلناه، قرقشناه بلذة فائقة تفوق لذة الأكل على موائد الدسم" هكذا يصف لنا الكاتب الكبير خيري شلبي رواية «الفاعل» للكاتب حمدي أبو جُليّل، وهي الرواية الثانية لهذا الكاتب البدوي والحاصلة على جائزة نجيب محفوظ، وقد سبقها حمدي برواية «لصوص متقاعدون» التي تُرجمت لعدة لغات أجنبية، بالإضافة إلى عدة مجموعات قصصية جمعها الكاتب مؤخراً في كتاب بعنوان «طي الخيام».
وحمدي من الكُتاب الذين اتخذوا من كتابة السير الذاتية مقصداً لهم، وفن السيرة نفسه ليس غريباً على الأدب العربي فقد دشنه توفيق الحكيم في مطلع الثلاثينيات من خلال روايته الأولي «يوميات نائب في الأرياف» ولكن أهم ما يميز أدب حمدي الصدق الفني الشديد وتفكيكه للبنية السردية.
ربما ذلك ما دفع الكاتب الكبير خيري شلبي بأن يصف رواية «الفاعل» بأنها "تكنيك الهرتكة" فالرواية تبدو للقارئ وكأنها قصص قصيرة منفصلة ومتصلة في ذات الوقت عن عالمه البدوي أو المديني، لذلك هي تشبه "النقنقة" لقارئ سيجد في أدب حمدي ما يثير ضحكه أو شهوته أو دعوته للتأمل بلغة سلسلة تجمع ما بين العامية المصرية والفحصى البسيطة، قد لا يصيبك أدب حمدي بعسر هضم ولكن سيترك لك وجبة متكاملة قادرة على إشباعك مهما أشتدّ جوعك.
مصطفى ذكري: وجبة مفضلة لقارئ مميز
هل أنت قارئ متمرس بإمكانه أن يهضم أدب كافكا، كونديرا، جيمس جويس؟ إذا كنت من هذا النوع الذي يستطيع أن يلتهم الأعمال الذهنية الصعبة دون معاناة فإن أعمال مصطفي ذكري ستكون وجبتك المفضلة بلا شك.
مصطفي ذكري من مواليد حي حلوان، اشتهر في الوسط الأدبي بأعماله التي ارتبطت بالأفكار وليست مجرد حكايات فحسب.
قدم ذكري للمكتبة العربية العديد من الروايات ومنها« تدريبات على الجمل الاعتراضية» و«هراء متاهة قوطية» و«الخوف يأكل الروح» و«الرسائل» و«المرآة 202» و«أسود وردي».
كما قدم للسينما المصرية فيلمين اعتبرهما النُقاد من أهم أفلام السينما المصرية وهما «عفاريت الأسفلت» بطولة محمود حميدة وسلوي خطاب وإخراج أسامة فوزي، عام 1996، و«جنة الشياطين»، بطولة محمود حميدة ولبلبة واخراج أسامة فوزي أيضاً، عام 2000.
يعتبر ذكري نفسه أنه كاتب بلا جمهور، ويسعده ذلك، وبلا مشروع أيضاً، فهو يكتب لنفسه ولأصدقائه ومحبيه الذين لا يتجاوزون الـ 20 قارئاً، ومع ذلك يبقى ذكري واحداً من أهم كُتاب جيله وواحداً من المبدعين الذين أخلصوا لفن الكتابة ليقدم لنا وجبات لن يهضمها إلا من كان محترفاً ومتذوقاً لفن الكتابة الحقيقية.
طارق إمام: أدب أميركا اللاتينية ببهارات مصرية
هو واحد من الذين بدأوا حياتهم الأدبية مبكراً جداً، حيث كتب أول مجموعة قصصية له وهو لا يزال في عامه التاسع عشر بعنوان «طيور جديدة لم يفسدها الهواء»، ومع ذلك فازت تلك المجموعة بجائزة سعاد الصباح التي كانت وقتها توازى جائز البوكر حالياً، بعدها انطلق طارق ليقدم العديد من الروايات، ومنها روايته الأهم «هدوء القتلة» الفائزة بجائزة ساويرس والحاصلة أيضاً على جائزة الدولة التشجعية، أما مجموعته القصصية «حكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها» فقد فازت هي الأخري بجائزة ساويرس بينما حصلت قصته "عين" على جائزة متحف الكلمة الإسباني.
وكما هو واضح من اختياره للعناوين، وكذلك موضوعاته وأسلوبه يذكرنا إمام بأدب أميركا اللاتينية، وبالأخص ماركيز الذي كان له أشد الأثر على كُتاب هذا الجيل.
يصف البعض طارق إمام بأنه صائد جوائز نظراً لحصوله على العديد منها سواء على المستوى المحلى أو العالمي، وإن عبّرت كثرة الجوائز عن شيء فهو بالضرورة جودة العمل المتقدم وحرفية صاحبه الذي تخرّج من مدرسة الواقعية السحرية فصار أستاذاً فيها.
محمد ربيع: الأدب بنكهة سياسية
في حفل توزيع جوائز ساويرس لعام 2016، أشار الشاعر والناقد سيد محمود مداعباً الكاتب الفائز بالجائزة الأولى محمد ربيع عن روايته «عطارد» بأنه روايته تنال إعجاب أي لجنة تحكيم.
محمد ربيع تخرج من كلية الهندسة عام 2002، بعدها التحق بورشة كتابة كان يشرف عليها الكاتب محمد عبد النبي صاحب رواية «في غرفة العنكبوت»، كان من نتاج تلك الورشة الرواية الأولى لربيع «كوكب عنبر» والتي حصلت على جائزة ساويرس لعام 2010.
الرواية كباقي أعمال ربيع تتسم بالطابع السياسي، وهي السمة التي الغالبة على كافة أعماله، وقد اتخذت من المكتبة مسرحاً لها.
بعدها أصدر ربيع روايته الثانية «عام التنين» وهي رواية سياسية في الدرجة الأولى ثم لحقها بثالث عمل له هو «عطارد»، وهي الرواية التي وصلت إلى القائمة القصيرة بجائزة البوكر العالمية والفائزة بجائزة ساويرس أيضاً، وتدور أحداث الرواية في مصر المستقبل حيث تقع تلك الدولة تحت احتلال غامض يقاومه عطارد، ضابط الشرطة الأسبق.
طلال فيصل: للسيرة المتخيلة مذاق خاص
أما الطبيب طلال فيصل فقد بدأ حياته من خلال دار ميريت التي أصدرت له أولى رواياته تحت عنوان «سيرة مولع بالهوانم»، الرواية رغم صغر حجمها إلا أنها كشفت عن موهبة متفردة راهن عليها الكثير وربحوا الرهان بعد إصداره لروايته الثانية «سرور» التي تحكى عن الشاعر المصري نجيب سرور، في تقاطع مع الشخصية الرئيسية طلال، وفن السيرة الذاتية المتخيلة للعظماء هو فن متعارف عليه في الغرب لكن على المستوى العربي يبقى مجهولاً ومكبلاً بعدة عوائق ومنها: تقديس الرموز، الخلط بين المتخيل والواقع.
ورغم تلك العوائق إلا أنه استطاع أن يحصل على جائزة ساويرس ليدشن بذلك فناً كان غريباً على الثقافة العربية وبات متعارفاً عليه. بعدها واصل طلال طريقه فكتب رواية «بليغ» الصادرة حديثاً عن دار الشروق للنشر وهي تحكى كما هو واضح من عنوانها عن الفنان الراحل بليغ حمدي وما تعرض له من أزمات رهيبة.
حالياً طلال بصدد الانتهاء من رواية جديدة عن سيد قطب، وأخرى عن التجربة الألمانية ليواصل تفرده ومشروعه الروائي الضخم.