عاصم الباشا: صخور يبرود جعلتني نحّاتاً

عاصم الباشا

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

25/11/2016

تصوير: اسماء الغول

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

رمان الثقافية

عاصم الباشا، كاتب ونحات سوري، مولود في الأرجنتين، عاش في سورية جزءاً بسيطاً من حياته التي أمضى معظمها بين طفولته الأرجنتينية وإسبانيا التي يعيش فيها منذ ثلاثة عقود. الباشا الملقب بـ”نحّات الألم”، سوري في كل ما يفعل وما يكتب، وهو لا يتحدث إلا عن وطنه النازف سورية، ولا يفكر إلا سوريًا، وحين يحدثك عن النحت يستوقفك اعتزازه اللامتناهي بصخور “يبرود” (مسقط رأس أبيه وأجداده)، والمعروف عنه معارضته للنظام السوري منذ مطالع شبابه، إذ يرى أن طبيعة النظام عصية على الإصلاح، وأن ما حصل في سورية العام 2011 وما بعده تأسس في فترة ثمانينات القرن العشرين.

حدثنا بداية عن شقيقك، نمير، الذي قُتل في معتقلات الأسد، وعن اعتقالك، وعن أعمالك الفنية التي سرق بعضها مسلحون تابعون للنظام والميليشيات المساندة له، وعن الذي أخفيته من منحوتات تحت الأرض في بلدتك يبرود.

كان نمير يحسّ بما أحسّ، وإحساسه يجعلني أحسّ أكثر. عليّ اليوم أن أحسّ عن إثنين… وعن مئات الآلاف. والحقيقة أن مأساة كلّ منّا في هذه المجزرة لا يجوز مقارنتها بآلام الآخرين، كلنا ضحايا، حتى أولئك الذين لم يفقدوا عزيزًا أو مُلكًا. مقتل نمير كان بمثابة فقدي أحد جناحيّ، ولو أضفت إلى فقدانه ضياع حصيلة 40 سنة من جهدي كنحّات، وكنت أنوي جمع “تحويشة ” العمر في يبرود، فقد تتفهّم لماذا قُتلت مراراً. البيت المدمّر يُعاد بناؤه أمّا المنحوتة أو الرسم المفقود فلا يُستعاد.

أنا من الذين يقتضبون في الكلام ولا أميل لتكرار نفسي. سبق أن دوّنت تجربتي مع الاعتقال في قصاصة أسميتها يوم ونيّف في يبرود وعودتي للمغامرة فيما بعد لمحاولة إنقاذ ما تيسّر من أعمالي (أقدّر ما خسرت بحوالي تسعمائة عمل ما بين نحت ورسم ودراسات). تلك العودة رويتها في العودة إلى الجرح.

بعد كل هذا كيف تواجه يومياً الأخبار عن المأساة المستمرة في سورية؟

تلاحقني هذه الأخبار بدلاً من أن ألاحقها. هو ألم يستمرّ منذ 46 عاماً، فكيف لنا أن ننسى ما كان قبل 2011 ؟ قُتل في تلك السنوات غالبية شعبنا، فليس من الضروري أن يوارى القتلى التراب. كنت أراهم يمشون من حولي… أذكر أنني كتبت قبل الرحيل سنة 1987 “الشواهد تمشي من حولي”.

صادفت في تجربتك المهنية إغراءات مالية كبيرة (كانت تتطلّب إنجاز تماثيل لحافظ الأسد)، لكنك رفضتها واضطررت إلى اختيار النفي الذاتي هروبًا من المضايقات، وانحزت للثورة من يومها الأول، وهذا خلق لك عداوات وخسرت الكثير من الأصدقاء لا بل راح بعضهم يهاجمك في مواقع التواصل الاجتماعي علانية. هل ندمت يوماً على خياراتك هذه؟

عندما تعرف قدر نفسك، وما طمحت إليه دوماً، تدرك أنه لا يمكن أن تضع لنفسك أو لضميرك ثمناً، لا تدخل سوق العبيد والمرتزقة. تبني استقلاليتك بنفسك ولنفسك، وقد تفيد الآخر بذلك.

حاول النظام إغرائي لأن السفلة حمقى عموماً ويظنّون أن بمقدورهم شراء الجميع سواء بالترغيب أو الترهيب. قرّرت الرحيل مع بوادر الترهيب. عملياً كان رحيلي بمثابة هروب، لأن الملاحقة باتت متواترة من خلال عناصر من القصر الجمهوري تزورني في بيتي لتفهمني أن عليّ العمل على تماثيل الطاغية شئت ذلك أم أبيت.

كان لا بدّ من التظاهر بأنني سأمتثل. أمّنت على رحيل ولديّ أولاّ، في منتصف السنة الدراسية، ثم زوجتي ولحقتهم وكأنني ذاهب في إجازة. إجازة دامت 29 سنة. معارضتي للنظام معروفة منذ قيامه، وكنت بمنأى عن بطشه لي جسدياً لأنني لم أنتم لتنظيم بعينه. أما أن تخسر صداقات في أتون المحنة وعندما يتعيّن عليك الاختيار فهذا أمر طبيعي، وخسائري كانت أقلّ من غيري، ربما بسبب البعد مديداً عن البلد واقتصار صداقاتي على قلّة، توخّيت الانسجام معهم بالهمّ والشاغل. لكننا نخطىء أيضاً ولا نلحظ ضعاف النفوس بينهم.

الندم؟ أعوذ بشياطيني! كيف يندم من يسترشد بالعقل والضمير؟ أبداً. لو عاودت الميلاد في الظرف إياه لكرّرت ما فعلت.

عشت في سورية جزءاً بسيطاً من حياتك التي أمضيت معظمها بين الأرجنتين مسقط رأسك وإسبانيا، حدثنا عن علاقتك بالمكان، وخاصة عن علاقتك بمسقط رأس والدك، يبرود؟

حياتي توزعت في أماكن أكثر، فبعد طفولة الأرجنتين كان اكتشافي لسورية ويبرود وثقافة المنطقة ثم سنوات سبع ما بين موسكو وفرنسا إلى أن اخترت منفاي الذاتي في إسبانيا منذ 29 سنة. أعتقد أنني استزدت من كل ثقافة عايشتها وإن كان الرئيسة منها تلك التي احتوتني في مرحلة تكوّن الوعي، وأعتقد أن عملي التشكيلي والترهات التي أكتبها يؤكدان هذا. صخور يبرود جعلتني نحّاتاً، لا أشكّ في هذا. عندما تحاصرك كتل تيجانها الصخرية لا يمكن أن تكتفي بالإحساس ببعدين.

وماذا عن علاقتك بدمشق التي عشت فيها لسنوات؟

لم تتجاوز معايشتي لها سنوات اختياري لموسكو. لكن الأصدقاء كانوا فيها. مات غالبيتهم. ومسترشداً بما يحاق بالبلد من خراب وتدمير من قبل العصابة الحاكمة وحلفائها لا أستبعد أن يصيبها الدمار ذاته قبيل سقوط المجرمين، انتقاماً من شعب سئم نهبهم لأرضه وقال كفى!

وغرناطة التي تعيش فيها منذ ثلاثة عقود، ماذا أعطتك المدينة وماذا أخذت منها بالمقابل؟

غرناطة منحتني فرصة ممارسة هوايتين: القيلولة والمعرفة (النسبية). دفعتني إلى الاستزادة، بين قيلولة وأخرى من تاريخ أندلس غشّ كثيراً من البشر. لكن هذا حديث آخر.

يقول الفرنسي جان كوكتو: “الشعر ضرورة، وآه لو أعرف لماذا”. فهل النحت بالنسبة لك كذلك؟ وكيف تُخلق منحوتاتك؟

اكتشفت مؤخراً أننا لا نخلق منحوتاتنا بل هي التي تكوّننا كما تشاء. أما لماذا هذا الوله والولع فالعلم عند شياطيني. لعلّه أسلوب في التنفّس.

درست النحت النُصبي في موسكو. واختارك أستاذك “بوندارينكو” بين ثلاثٍ من تلامذته لمساعدته في إنجاز نصب تذكاري لرائد الفضاء “غاغارين” القائم في موسكو. ماذا تبقى من ذاكرتك عن تلك الأيام؟

تبقّى معظم ما “أجيده” نحتاً. كانت فرصة مفيدة بلا شك. لكن الدرس الأكبر الذي تلقّيته من ذلك المعلّم، كان في الحفل التقليدي بعد التخرّج إذ رفع كأسه وقال لنا: والآن عليكم أن تنسوا كلّ ما تعلّمتموه وأن تكونوا أنتم أنتم.

مَن مِن نحّاتي العالم تراهم بمثابة آباء ومعلّمين لك؟

قلائل من يعرفون اثنين منهم: الفرنسي هنري غوديير بيرزسكا والإسباني الباسكي خورخي أوتيثا، أما الثالث فالسويسري ألبرتو جياكوميتي.

هذا إن تحدّثنا عن القرن العشرين، أمّا زحام المعلّمين القدماء فلا أستطيع ذكرهم لأنهم ما كانوا يوقّعون أعمالهم… من بلاد الرافدين إلى مصر القديمة.

تقول في كتابك “يوميات الشامي الأخير في غرناطة” (2009): “لدى التشكيليين عموماً، باستثناء الخطّاطين ربما، همّ مشروع: الهوية. كل يريد أن يكون متميزًا والتميّز يعني أولاً أن تكون أنت نفسك”. الآن وبعد قرابة الخمسين عاماً من السعي، هل وصلت لما كنت تصبو إليه في مرحلة الصبا؟

يجب أن تسأل الآخر حول هذا الموضوع، فلو وجدت نفسي لانقطعت عن العمل. الهوية لا تُصطنع، تجدها في كلّ نأمة.

ترى أن “أعمق تملّك للحسّ النحتي، يتطلّب حسن التعامل مع الفراغ. معظم المنحوتات تنتفي لو حذفت منها الفراغ”، وهذا مغاير لما درج عليه الكثير من الفنانين والعامة إذ يساوونه بالخواء. كيف لنا أن نفهم فلسفة النّحات هنا للفراغ؟

كتبت مراراً عن الفراغ وأطنبت في محاولة الإيضاح بأنه ليس عدماً، بل هو كتلة في النحت. كان يقول “أوتيثا” أن المنحوتة تصنع الفراغ، يكفي أن تحرّكها ليشغل هو الحيز المحرّر. كان يذهب أبعد بكلامه بالطبع.

المشكلة في أنني لا أحتمل تكرار ما سبق أن قلته. يبدو لي الأمر كثرثرة مومياء. لا نحت بلا فراغ وهذا ليس خواءً.

لمن تنجز منحوتاتك وقد قلت مرّة: “من ذا الذي يشتري الهمّ والألم ليجالسه في بيته”؟

لنفسي بالطبع، لذا لا أستطيع تجاهل ما يحدث حولي وجلّه مصائب وحالات مؤلمة. عديدون هم من رأوا أن أعمالي تصلح للمتاحف أو المجموعات العامة لأنها بمثابة شاهد، وقد كتبت المصرية سلوى بكر مقالاً بهذا الصدد بعد معرض لي في القاهرة. لا تستطيع أن تختلق المشاعر ولا أن تزوّر الرؤية. هناك بالطبع من يتجاهل ما حوله ويستغرق بالزخرف. أنا لم أفعلها أبداً.

بدأت كاتباً غير أنك برزت عالمياً كنحات، مع إشادة النقاد العرب بأنك أجدت صنع البصمة في ما تكتب، وهنا أسألك في أي العالمين تجد نفسك أكثر النحت أم الكتابة؟

عالمياً؟! ربما لأنني في هذا العالم! الحقيقة أنني بدأت أتخبّط في المجالين بالتوازي، لكنني حسبت نفسي دوماً، وما زلت، نحاتاً يكتب أحياناً.

وكما أنحت لنفسي أكتب لها أيضاً، وكأنه باب لإقناع الذات بفكرة ما أو تداولها. أما في الروايات فحاولت أن أدوّن الذكرى وما تركته في نفسي. في نهاية الأمر النحات يكتب ما لا يمكنه نحته.

في روايتك الأخيرة “غبار اليوم التالي”، نراك تلقي باللوم على إخفاق جيل والدك، الذي أرسى حياة منقوصة الحرية والاستقلال، فكانت معطوبة لجيل قادم أكمل رحلة الإخفاق في مواجهة الاستبداد المحلي. لكن ماذا عن جيلك أنت؟ ماذا فعلتم في “بلاد البعث” قبل اندلاع ثورة الشباب ضدّ الطغاة والفساد، هل أنت راض عن أترابك (سعد الله ونوس وفواز الساجر وسعيد حورانية وسعيد مراد وغيرهم) وما أنجزوه في ميدان الثقافة والفنون؟

شعرت بضرورة تسجيل صور من إخفاق جيلنا بعدما تعرّضت لإخفاق جيل الوالد في “.. وبعض من أيام أُخر”. قلت إنني أسجّل ذكراي فيما أكتب، وهذا لا يعني أنني أحيط بكلّ شيء. أصدقائي الذين ذكرت، وهم ممّن رحلوا إضافة إلى رياض الصالح الحسين، ليسوا بحاجة لشهادتي، أعمالهم وما حاولوه خير شاهد لمرورهم في دنيانا المعتمة المغتصبة. كانت تجمعنا المعارضة لما كان قائماً وما زال. رحلوا، غالبيتهم، شباباً، ربما بسبب شدّة الضيق. اعتقدت دوماً وما زلت أنني مددت من عمري برحيلي عن سورية.

لو تمعّنت في مسيرة كلّ منّا لتبيّنت أنني كنت بينهم من أُغلقت دونه الأبواب، علماً أنني الوحيد الموفد من قبل دولة ما قبل الوحش (الأسد)، وكانت الدولة ملزمة قانوناً بتعييني، لكنهم رفضوا بإصرار منذ السبعينات، عصر بداية ازدهار كتبة التقارير الأمنية.

كنا مجموعة منسجمة ومعارضة بقوّة لنظام الاستبداد والفساد الذي دعمته مهزلة ما يُعرف بـ “الجبهة الوطنية التقدمية”. لكننا كنا حلقة لا حول لها ولا تأثير. ربما لهذا اكتفى كلّ منّا بإنتاج ما أمكنه كلّ في مجاله.

ترصد في “غبار اليوم التالي” حجم الخراب في سورية الثمانينات، واستحالة التعايش مع هذه التركيبة العجيبة من الفساد المغلف بالشعارات البراقة. مواجهاً أمراض مجتمعك السوري المتعلقة بالسلطة والمجتمع، بفعل الدكتاتور الذي صادر كل أسباب الحياة، مؤكداً أن “الجهالة المنغرسة في المجتمعات هي التي سهّلت وجود الاستبداد واستمراره”، الآن، بعد كل هذا القتل والدمار والخراب، كيف ترى خلاص سورية من الاستبدادين الأسدي والديني؟ 

أنت لخّصت بسؤالك الوضع الذي عانيناه والمنظر الموحش والقاسي الذي نعيشه. التجهيل والإفساد كانت خطّة عصابة آل الوحش (أصرّ على استخدام الكنية الأصل) منذ 46 سنة، لكن العزّة المتبقّية انتفضت في 2011 وأيقظت الإحساس بالغبن والاضطهاد عند الغالبية. خرج الشعب ارتجالاً ليطالب بحقّه في الحرية والكرامة، بعفوية حتمية ودونما قيادة، لا سياسية ولا إيديولوجية، فعمدت العصابة إلى تشويه تلك المطالب النبيلة والمحقّة بالشعارات الدينية التي هي، في الصلب، شعارات الجهالة، لأنها تمزّق مجتمعاً ملوّناً كما كان السوري دوماً.

الخلاص؟ قد لا نراه نحن لأنه يتطلّب الوعي والمعرفة وكلاهما شبه غائبين في طيّات المعارضين. يكفي أن ترى دور “الاعتلاف” (الإئتلاف الوطني السوري) في مأساتنا. تصادف حشداً من الأصوات الواعية في منابر التواصل الحديثة، لكنها كما كنّا، لا حول لها ولا قوة.

يدرك القارئ العارف بعاصم الباشا أنك تتكئ على سيرتك الذاتية في بناء عالم روايتك الأخيرة، إلا أنك غيبت هذه السيرة وراء تعمّد تشويه الأسماء واستبدالها، ما هي أسباب ذلك؟ ولماذا تأخّرت في إصدارها نحو عشرين عاماً؟ ما هي الأسباب التي منعتك من نشرها طوال هذه السنوات؟

ليس باباً فتحته أنا، هذا ما اعتمده الغالبية عبر التاريخ. وعلى الرغم من تمويه الجغرافيا والأسماء حتى الأحمق يدرك ما أقصده، بدليل أن رقابة النظام طالبت بحذف 24 صفحة من المخطوط عندما تقدمت “دار المدى” بطلب لنشره. لهذا لم تُنشر الرواية. بدا ذلك ممكناً بعد اندلاع الثورة لكنني لا أمتلك أية صلة بدور النشر، وكل ما نُشر لي كان بفضل أصدقاء سعوا بالأمر وكان أولهم محمد ك. الخطيب الذي سعى لنشر روايتي الأولى بعد أن مهرها معلّمنا سعيد حورانية بتقديم جميل.

أخيراً، أما زلت تواصل النحت والكتابة معاً لحدّ الآن؟ وما هو جديدك؟

أكتب لماماً النصوص الطويلة، وتوقفت منذ سنوات عن تدوين الأقاصيص. جلّ ما أفعله هو تسجيل للخواطر أنشرها عادة على الفيسبوك، وبعدما لاحظت أن صحيفة معروفة تتابع تلك الخواطر وتختار منها وتنشرها بدأت بمختاراتي منذ شهرين. صار عندي منها 300 صفحة. وهناك رواية أهملتها منذ سنوات. قد أعود إليها أو لا أعود.

أما النحت… فقد انكسر عندي منذ سنتين.
 

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع