المدينة
المدينة التي تجمع مهاجرين فقراء من أفريقيا
ومجرمي حروب من الشرق الأوسط
المدينة التي تفتح أبواب متاجرها الفخمة لأثرياء نفط الخليج العربي
ولرأسماليين جدد من روسيا والصين والهند
المدينة التي يحج إليها شبان نصف موهوبين يأخذهم حلم أن يصبحوا فنانين
ورومانسيون سذّج يقضون أوقاتهم يعلقون أقفالاً ستجمعها البلدية لاحقاً
المدينة التي تجمع المتطرفين بشتى أشكالهم مسيحيين ويهود ومسلمين
يساريين ويمينيين ووسط
المدينة التي يفترش أرصفتها مشردون يلتحفون الكراتين
ويؤثثها برجوازيون بوجوه كالحة وكلاب بحجم القطط وقمصان زرقاء وبرتقالية
المدينة التي يتقاطر عليها السياح من كل حدب وصوب
لالتهام كرواسون قادم من رومانيا
وشراء ملابس مصنوعة في الصين
المدينة التي ما زالت تعيش على إرث تم استنزافه
حتى أصبح كيتشاً يشبه إعلاناً تجارياً لمساحيق تجميل رخيصة.
المدينة التي تغيرت كثيراً ولم تتغير أسقفها الرمادية
وأرصفتها الضيقة
استأجرتُ فيها شقة
بنافذة تطل على شارع بأشجار عالية
أفتحها كل يوم
لأقول لها:
صباح الخير
أيتها المدينة
التي أحببتها
كولد فقد أمه
وأحبّ زوجة أبيه.
Musulmans
المسلمون على كل محطات التلفاز
على جميع صفحات الجرائد
والإذاعات كلها تصدح:
musulmans.. musulmans.. musulmans
في ملصقات الأحزاب
في السوبرماركت
في البار، بين كؤوس البيرة والنبيذ وأطباق الشَركوتري
في زوايا الأرصفة، وفي الأمسيات المنزلية يُحشَوّن مع لفائف الحشيش والماريوانا
المسلمون هنا في كل مكان
وكل لحظة
يساعدون على تمضية الوقت
في “مدينة الأنوار”.
بدون قبلة واحدة
الأسبوع الماضي انتحرت أوسيان على تطبيق “بيريسكوب”
قبل أن تنتحر
جلست في شقتها جنوب باريس
تدخن وتشرب الكوكاكولا، وتتحدث مع المشاهدين
بدت جميلة
بعينين عسليتين واسعتين، شفتين حمراوتين لامعتين
وشعر أسود يتموج حتى الثديين
كانت تجلس على كنبة حمراء
خلفها مطبخ
بخزائن رمادية نظيفة وثلاجة كبيرة ومايكرويف
أنهت سيجارتها
انتعلت حذاءها الرياضي، ومضت بنا نحو محطة القطارات.
بعدها بأيام ذهب فرانكو لويس إلى حديقة الحيوان في سانتياغو
توقف أمام حظيرة الأسود
وضع مظلته جانباً
خلع قبعته السوداء
معطفه الكحلي، قميصه الأسود، شباحه الأبيض،
حذاءه وجوربيه السوداوين، بنطال الجينز الأزرق ، كلسونه الأبيض
وقفز عارياً خلف السياج
والأسود تنهش جسده الجميل المشدود.
أما أنا فلم أفكر يوماً بالانتحار
لا في غرفتي التي بنيت فوق أنقاض مقبرة
ولا أمام الملأ الذي سيتسلى بهدية كتلك
وكما في فيلم بورنو رخيص
سأظل أنكح فرج الحياة
دون أن تحظى مني
بقبلة واحدة.