رشا صلاح: ما يهمّنا في دار النمر هو الإرث الثقافي الفلسطيني والعربي

رشا صلاح . تصوير: داليا خميسي

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

24/01/2017

تصوير: اسماء الغول

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

رمان الثقافية

انضمت رشا صلاح كمديرة تنفيذية إلى الفريق المؤسس لدار النمر للفن والثقافة في عام 2016، بعد أن كانت المديرة المسؤولة عن المنح في الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، وهي الحاصلة على تخصص في التنمية الاجتماعية والثقافية من جامعة بوردو في فرنسا. عن دار النمر والعمل المؤسساتي المستقل كان هذا الحوار معها:

انتهت منذ مدة فعاليات قلنديا الدولي، وكان لبيروت نصيباً مع فعاليات “بحر من حكايات” الذي رعته دار النمر، كقيّمة على المعرض في بيروت، كيف تقيمين الفعالية؟

أنطلق في تقييم الفعالية من شقين: الأول هو التجاوب الكبير والإقبال الواسع على المعرض، ولا أقصد هنا الإقبال الفلسطيني وحسب، بل الجمهور الذي اتسع ليشمل اللبناني والسوري أيضاً، واللبناني تحديداً، صراحةً لم أتوقع هذا الإقبال، ناهيك أنني تجرأت ووضعت صور لفدائيين على بروشور المعرض، وما كنت أخشاه أن يفهم ذلك استفزازاً للبنانيين، لكن ما حدث كان العكس تماماً، إذ أقبل اللبنانيون كجمهور وكمشاركين في المعرض، ولعل ذلك أحد أهم الأهداف التي حققها المعرض في رأب أي صدع بين الفلسطينيين واللبنانيين يعود لمرحلة الحرب الأهلية. فمثلاً حينما أجد صورة الفدائيين وعلم فلسطين التي اعتمدناها كصورة للمعرض حاضرةً في أكثر من مكان ببيروت أشعر أننا نجحنا في معرضنا من خلال كسر الصورة النمطية السلبية عن الفدائي الفلسطيني. من هنا، لم يكن اختياري لهذه الصورة عبثياً بل هو يهدف لإعادة التذكير بهذه اللحظة المفصلية في تاريخ الفلسطينيين واللبنانيين. كذلك فقد هدفت من خلال عرض الأرشيف إلى إعادة توجيه الوعي الفلسطيني لهذه الذاكرة البصرية، وبالرغم من كل ملاحظاتنا على آلية عمل منظمة التحرير أثناء وجودها في بيروت إلا أنه لا يمكننا إنكار الجهد الذي بذلته المنظمة للحفاظ على الأرشيف الفلسطيني في بيروت، إذ كان لديها آنذاك وعي لمسألة التوثيق والأرشفة يفوق وعي الكثير من مؤسسات الأرشفة في الدول العربية. وهذا محزن بالنسبة لحال المنظمة اليوم، إذ نفقد تاريخنا، ويباع في أوروبا، وتحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية ضياع أرشيفنا لعدم سعيها لاسترجاع هذا الأرشيف، وقد عبرنا في المعرض عن ذلك عبر الغرفة الفارغة التي تدلل على عمل السلطة، فبدلا من العمل على لملمة الضائع من الأرشيف الفلسطيني نجد مؤسسة أرشفة جديدة تحت عنوان “ذاكرة الدولة والأمة”، عن أي دولة وأمة نتكلم! 

كيف تم العمل على لملمة الأرشيف الفلسطيني، ما هي المصادر المعتمدة، وهل ما رأيناه في المعرض هو جل الأرشيف الفلسطيني أم أنه غيض من فيض؟

لم يكن بالأمر الهين العمل على تجميع الأرشيف الفلسطيني المنثور هنا وهناك، وذلك ما كان بحسبان “هناء سليمان وأحمد باركلي” الباحثين في هذا المجال، إذ تم التواصل مع أكثر من مصدر، أبرزهم مؤسسة الدراسات الفلسطينية، كما ساهمت السيدة “مونيكا مرر” في منحنا العديد من الصور والفيديوهات الفلسطينية، وتجدر الإشارة إلى تنوع المصادر التي اعتمدنا عليها في جمع الأرشيف، لا سيما والجهد المبذول في ذلك بسبب بيروقراطية بعض المصادر.

هل تسعى دار النمر لإعادة استخدام الأرشيف في فعاليات ونشاطات أخرى لاحقاً؟

أثار المعرض الحاجة الملحة للعمل على الأرشيف الفلسطيني، عمل أعمق وأشمل، ولوحده، فما كان في قلنديا هو جزء من فعاليات كبرى، لكن اليوم لا يمكن لدار النمر وحدها استيعاب مشروع أرشيفي بهذه الضخامة، مثلا يمكن ذلك لمؤسسة الدراسات الفلسطينية التي تقوم بهذا العمل دائما، لولا بيروقراطيتهم، ناهيك أنني لا أرى أن دار النمر تسعى لأن تأخذ مكان أي مؤسسة أخرى، بل هي تسعى للتشارك مع كل المؤسسات الفاعلة على الأرض بما يخدم القضية الفلسطينية، وذلك ما سعينا له وتحقق بتنوع الجمهور الذي حضر، وهذا ما تسعى له دار النمر بتقديم فعاليات ثقافية متنوعة وغير مقتصرة على فئة عمرية أو ثقافية دون أخرى. ولا أقصد هنا أن نقدم عملاً شعبوياً، بل عمل يحمل لغة قادرة أن تخاطب جميع الناس، وهذا ما يجب أن تلتفت له مؤسساتنا اليوم، ونحن قادرون أن نكون المساحة التي تترجم اللغة الأكاديمية والفنية للجميع. 

ما هي المعايير التي اعتمدتموها في انتقاء العروض الفنية المقدمة في الفعالية، وهل كان ذلك مرتبطاً بشكل مباشر بتنظيم فعالية قلنديا الدولي؟

تم اختيار الأعمال من قبل دار النمر بالنظر إلى علاقة الأعمال المقدمة مع طبيعة قلنديا الدولي، فكل مؤسسة من المؤسسات الست عشرة المشاركة في محفِل قلنديا الدولي اختارت معارضها وفعاليتها. أما عن كيفية اختيار المشروع فنحن في دار النمر اعتمدنا معرض “بحر من حكايات” كموضوع أساسي وهدفنا إلى رفده بمواضيع فنية أخرى تثريه، شجعنا فيها التجارب السينمائية الشابة، لا سيما وأن ما نسعى إليه هنا دوماً هو تشجيع المواهب الشابة ودفعها وإتاحة الفرصة أمامها. بما يتناسب مع آلية عمل الدار ومعاييرها الفنية.

عملت رشا صلاح كمديرة مسؤولة عن المنح لدى الصندوق العربي (آفاق)، واليوم تعمل كمديرة تنفيذية لدار النمر، ما هي آلية عمل هذه المؤسسات المستقلة؟ وما هي فاعليتها في الحقل الثقافي، وما هو مفهوم الاستقلال المؤسساتي الذي تطرحه؟

يتنامى مفهوم الاستقلالية عند الجميع اليوم. هناك عدد كبير من الفنانين الذين يرفضون تمويل أعمالهم إلا من قبل صناديق الدعم المستقلة، فالتحولات التي طرأت على العالم العربي، والاستبداد المتفشي في أنظمته السياسية، كل ذلك ساهم في ابتعاد الفنانين والمواهب عن التعامل مع المراكز الحكومية، والتفاتهم إلى المؤسسات الثقافية المستقلة. رفضنا في (آفاق) أي دعم من أي جهة حكومية عربية طيلة مدة عملي معهم كمديرة تنفيذية. وتجدر الإشارة إلى أن ابتعاد هذه المؤسسات عن الأجندات الحكومية هو أحد أسباب اهتمامي بالعمل المؤسساتي المستقل، إذ بدأت بالعمل الاجتماعي ومن ثم آمنت بالعمل الثقافي المؤسساتي، لا سيما وتجربتي التي عشتها بين المؤسسات، ونظرتي الدونية للمؤسسات الاجتماعية التي اندرجت تحت إطار مؤسسات الـ NGOs ، تلك التي تخلق مشاريع على أساس حاجات وهمية كاذبة، والحالة السورية أكبر مثال على هذا الفساد المؤسساتي. إن بداية نهاية شعوبنا بدأت بدخول مؤسسات الـ NGOs إلى عالمنا. 

انطلقت دار النمر عام 2016 كفضاء ثقافي يحمل مشاريع ثقافية من المنطقة، ما هي التحديات التي تواجه هكذا مشروع وكيف تقيّمين ما وصل المركز إليه؟

إحدى العقبات التي قد تواجه دار النمر بوصفها مؤسسة مستقلة هي العقبات المادية، فهذا المكان مدعوم مادياً من قبل شخص واحد فقط وهو رامي النمر. التحدي الأهم  يتمثل بإثبات أنفسنا في الحقل الثقافي لإقامة شراكات مع المؤسسات الأخرى، ناهيك أن كل المشاريع التي أقمناها كانت بالتشارك مع مؤسسات أخرى، ولا أقصد هنا تحديداً المساهمة المادية وحسب، بل هناك شركاء وضعت شعاراتهم على بعض النشاطات المنفذة في الدار ولم يدفعوا بل شاركوا بما يستطيعون، وهذه الشراكة تهمني جداً لأنه ليس من المصيب أن يعمل كل منا لوحده، فكلما شاركت آخرين وبنيت ثقة معهم كلما كان عملك أكبر وأهم. كذلك كان التحدي الأكبر لدار النمر هو في أن تجد موطئ قدم في بيروت مع وجود هذا الكم الكبير من المؤسسات الثقافية، دون أن تلغي أو تنافس أحداً، بل ما سعت إليه الدار هو إكمال المشهد لا إلغاء أو إقصاء الآخر. إن ما تميل له دار النمر باختصار هو العمل على الإرث الثقافي الفلسطيني والعربي والتفكير به وإظهاره والبحث عنه، وإبعاد شعوبنا عن تبني الصورة النمطية السلبية عن الإرث العربي.

رشا صلاح . تصوير: داليا خميسي

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع