احتفالية ثقافية شاملة تلك الجارية هذه الأيام في مارسيليا جنوب فرنسا، في متحف “ميوسِم” المطل على البحر المتوسّط. وبعنوان شامل كذلك، «فلسطين: أرض، ذاكرة، تصوير، أفلام، ندوات لفنانين، تراكيب فنية، محادثات»، وذلك ضمن أسبوعين من الثقافة والسياسة الفلسطينية التاريخية منها والمعاصرة ومن خلال وسائط متنوعة، إذ تمتد التظاهرة على فترتين، خلال الأيام ٩-١٢، ١٦-١٩ من هذا الشهر.
لكثرة الفعاليات في التظاهرة سنضطر للاكتفاء بالإشارة إلى بعضها، إذ يمكن الاطلاع عليها كاملة من خلال البرنامج، ففي اليوم الأول تمت عروض عدة من بينها «الأخوان لوميير في فلسطين» (١٨٩٦) لأليكساندر بروميو، وندوة بعنوان «إلياس صنبر وجان لوك غودار» يليه عرض لفيلم غودار، وهو أحد أهم المخرجين في فرنسا والعالم، «هنا وهنالك» (١٩٧٤)، ومن بين عروض اليوم التالي، الجمعة، كانت ندوة للفلسطينية إميلي جاسر بعنوان «أرشيفات، حركة، وترجمة»، ومن بين عروض يوم السبت كان فيلم «الناصرة ٢٠٠٠» (٢٠٠١) لهاني أبو أسعد، و«متسللون» (٢٠١٢) لخالد جرار، أما الأحد فقد شملت العروض فيلم «غزة ٣٦ مم» (٢٠١٢) لخليل المزيان، ومؤتمر ليزيد عناني وڤيرا تماري، وفيلم «فورد ترانزيت» (٢٠٠٢) لهاني أبو أسعد كذلك.
الفترة الثانية من التظاهرة بدأت يوم الخميس التالي بفيلم «معلول تحتفل بدمارها» (١٩٨٤) لميشيل خليفي، وعرض لخالد حوراني تناول مشروعه «بيكاسو في فلسطين»، وفيلم «حبيبي بستناني عند البحر» (٢٠١٣) لميس دروزة. وتخلل يوم الجمعة عرض فيلم «دوار شاتيلا» (٢٠٠٤) لماهر أبي سمرة، وفيلم «دخلت مرة الجنينة» (٢٠١٢) لآڤي مغربي، ولقاء مع سليم تماري ومهند يعقوبي بعنوان «في ذلك اليوم»، يتبعه فيلم «عالم ليس لنا» (٢٠١٢) لمهدي فليفل. أما السبت فيبدأ بعرض لجمانة مناع بعنوان «في إثر مادة سحرية» ثم آخر لسيمون بيتون بعنوان «محمود درويش – والأرض كاللغة»، ثم لقاء مع أنطون شماس وفواز طرابلسي بعنوان «ترجمة فلسطين». أما الأحد، اليوم الأخير من التظاهرة فيشمل ندوة لعصام نصار بعنوان «نوستالجيا ماض متخيّل»، وعرض «كأنه عشرون مستحيل» (٢٠٠٣) لآن ماري جاسر، وفيلم «شو قصتك» (٢٠١٢) لجمال خلايلي وبولين كاربونييه، وتنتهي التظاهرة بفيلم «المطلوبون الـ ١٨» لعامر شوملي. وتتم العروض والمؤتمرات بحضور أصحابها للحديث عن مشاريعهم وموضوعاتهم.
هذه مختارات من عروض التظاهرة التي تقدّم لجمهور مارسيليا إحاطة متنوّعة بالقضية الفلسطينية، ثقافياً واجتماعياً وفنياً وسياسياً وتاريخياً، وقد أدمجت وسائط متعددة في ذلك، ويرافقها “ستاند” لبيع الكتب المعنية بالقضية الفلسطينية، في السياسة والتاريخ والفنون والآداب.
القيّمة على التظاهرة هي رشا سلطي التي سننشر قريباً مقابلة معها لهذه المناسبة.