الكثير في “أزمنة مثيرة”. مقدّمة كتبها جوني منصور

لاجئون فلسطينيون ينقلون إلى عكا على سفينة بريطانية . مايو ١٩٤٨ . John Phillips . Life Images

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

ويلاحظ من خلال قراءة نصوص كتبه، وخصوصاً هذا الكتاب، أنّه لم يهمل شيئاً، بل كان توّاقاً إلى معرفة كل ما كان يجري في فلسطين، وخصوصاً ميوله إلى معرفة مشاكل السكان. ومن الطبيعي في مثل هذه الحالة أن يكون سلوكه نابعاً من شخصيته الارتجالية أو العشوائية وهذا ما كان يودي به إلى الوقوع في أخطاء كثيرة. ولكونه متغطرساً وعنيداً، فإنّه لم يكن مستعداً للتراجع عن خطئه، من منطلق أنّ احترامه يتراجع.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

12/08/2017

تصوير: اسماء الغول

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

رمان الثقافية

كثُرت في القرن التاسع عشر كتابات الرحالة والمستكشفين الأوروبيين والأمريكيين عن منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً فلسطين، أو كما سموها بـ “الأرض المقدسة”. 

وفي مراجعة خاطفة لمضامين ومحتويات هذه الكتابات يتبيّن لنا أنّ عدداً كبيراً من كُتّابِها قد سُرِقوا بسحر الشرق، ولكن نظر معظمهم بعليائية إلى سكانه. وبالرغم من هذه النظرة فإنّ هذا الاهتمام لم يأتِ من فراغ. كان الاهتمام من دواعي عقائدية دينية وسياسية وإنْ كان بعضهم قد زار الشرق للسياحة. 

واستفاد رجال السياسة والمبشرون المسيحيون من هذه الكتابات لبلورة أسس سياساتهم وتوجهاتهم للتعامل مع فلسطين بشكل خاص والدولة العثمانية بشكل عام. حيث أنّ الصراع الدولي بين الدول العظمى حول وضع ومستقبل ومصير الدولة العثمانية كان الشغل الشاغل لها، وذلك يصب في بوتقة واحدة وهي كيفية الاستيلاء مستقبلاً على أكبر مساحة ورقعة من أراضي الدولة العثمانية. 

جوني منصور
أمّا الكتاب الذي بين أيدينا لمؤلفه جيمس فين، القنصل البريطاني في القدس، والذي يحمل العنوان التالي “أزمنة مثيرة” فينقل لنا أحداثاً مثيرة لفترة زمنية في غاية الحساسية بتاريخ هذا الصراع. وليس هذا فحسب، بل ينقل لنا فين صوراً لسير حياة المجتمع الفلسطيني والوافدين إلى الأرض المقدسة. هذه الصور تُبيّن لنا الواقع كما رآه فين. ولكن تؤكد وجود وحضور الشعب العربي الفلسطيني في أرضه عبر الزمن، وإن كان هذا غير مقصود فعلياً.

من جهة أخرى تُبيّن النصوص مدى معرفة فين الدقيقة بتفاصيل كثيرة ومثيرة عن مجرى الحياة اليومية بكافة مركباتها. ونحن نعلم أنّ أحد أبرز أدوار ومهام القناصل الذين خدموا دولهم، أنّهم كتبوا تقارير يومية أو أسبوعية نقلوا من خلالها دقائق الأمور إلى حكوماتهم التي بدورها استفادت منها لصياغة منهجيات تعاملها مع الدولة العثمانية. 

ويندرج هذا الأمر ضمن سياق الرؤى السياسية المستقبلية للدول المعنية بالدولة العثمانية وفي مقدمتها بريطانيا. وليس صدفة هنا أن يكون فين متحمساً كسياسيين انجليز كثر نحو تشجيع الاستيطان اليهودي في فلسطين قبل ظهور الحركة الصهيونية كمؤسسة رسمية. وهذا الكتاب، وكتابات أخرى لفين تُبيّن تمسُّكه بفكرة توطين اليهود من منطلقات عقائدية دينية وسياسية.
ولا يمكننا الولوج في قراءة الكتاب دون معرفة خلفية المؤلف الحياتية والعملية. لهذا رأينا من الضروري تقديم مسرد تاريخي لحياته ونشاطاته ورؤاه السياسية ومآله في نهاية المطاف.

 * * *

كان بالمرستون وزير خارجية بريطانية في العقد الثالث من القرن التاسع عشر من الداعين إلى الحفاظ على سلامة أراضي الدولة العثمانية بعكس الموقف الروسي الداعي إلى تقسيم الدولة العثمانية بين الدول العظمى، لتكون المضائق والقسطنطينية (استنبول) من نصيب الامبراطورية الروسية. هذان الموقفان تركا تداعياتهما على مجمل الصراع الدولي حول مصير الدولة العثمانية بما يعرف تاريخياً باسم “المسألة الشرقية”. 

ولتدعيم موقف وتوجهات الخارجية البريطانية كان بالمرستون من مشجعي هجرة اليهود إلى فلسطين والاستيطان فيها، إذ أنّ استيطانهم هذا سيكون ذا معنى استراتيجي لمواجهة الأطماع الروسية ضمن خطوات أخرى ستتخذها بريطانيا لتحقيق أهدافها في منع وصول روسيا إلى المياه الدافئة، أي البحر الأبيض المتوسط.

لم تكن مواقف بالمرستون بالنسبة لحث وتشجيع اليهود بالهجرة إلى فلسطين بالأمر الجديد، إذ سبقه أيضاً نابليون بونابرت، ولكن بسياقات أخرى. لهذا يعتقد كثيرون من مؤرخي تلك الفترة أنّ الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام (1798-1801) بقيادة نابليون قد فتحت باب المنافسة بين الدول العظمى بما يتعلق ومصير الدولة العثمانية الضعيفة من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية. فروسيا تدّعي حق حمايتها للأرثوذكس وفرنسا للكاثوليك في حين أنّ الانجليز وجدوا في اليهود ذريعة لفرض حمايتهم. وهذا بدون أدنى شك توجّه استعماري، إذ أنّ الاستعمار فعلياً بدأ يوجه سهامه نحو الشرق.  

لكن من أين نبع موقف بالمرستون؟ أي ما هي الخلفيات الخفية وراء دعوته هذه؟ 

لا شك في أنّ عوامل أخرى تقف وراء ذلك، ومن بينها تمسُّك شرائح واسعة من بين البروتستانت في بريطانيا بحرفية الكتاب المقدس، خصوصاً بعهده القديم والداعي إلى تطبيق فكرة عودة اليهود إلى أرض الميعاد. حيث أنّ هذا الاعتقاد سيؤدي حتماً إلى تجديد الحياة الحقيقية في الأرض المقدسة. فليس صدفة أن تندمج الأفكار العقائدية والاستعمارية البريطانية ضمن سياسات وزارة الخارجية البريطانية التي ترأسها بالمرستون الذي عُرف بميوله العقائدية إلى دعم مثل هذا التوجه. وبلغ الأمر بالانجليز أن أسسوا “الجمعية اللندنية لنشر المسيحية في أوساط اليهود” (أو بين اليهود).   

ولإخراج مشروع كهذا إلى حيز التنفيذ، نعني اهتمام بريطانيا بالأرض المقدسة من خلال دعم مشروع توطين اليهود، كان لا بُدّ من تأسيس قنصلية بريطانية في القدس… وبالرغم من معارضة بعض الأطراف في لندن، بذريعة انّ قنصلياتهم في استنبول والاسكندرية والأخرى في بيروت تكفي، إلا أنّ الفكرة خرجت إلى حيّز الوجود بالإعلان رسمياً عن إقامة القنصلية سنة 1838. وكان جيمس فين مؤلف كتاب “أزمنة مثيرة” القنصل الثاني الذي تبوأ منصب القنصل العام البريطاني في القدس.

ولفهم دور القنصل والقنصلية لا بُدّ من الإشارة إلى المهام التالية التي أوكلت إليها، وهي:

الاهتمام بشؤون الانجليز المقيمين في الدولة العثمانية. وللإشارة في هذا السياق بأنّه في عام 1862 كان في فلسطين 171 شخصاً يحملون الجنسية الانجليزية، منهم 152 في القدس. كل هؤلاء خضعوا لحماية القنصلية، ومنهم تجار بريطانيون مقيمون في فلسطين لفترة مؤقتة أو الموجودون لفترات طويلة. 

توفير حماية للسياح والحجاج الانجليز الوافدين لزيارة الأماكن المقدسة ومعالم أخرى في أنحاء مختلفة من فلسطين.

مُرَافقة ضيوف وسياح خاصين أو أصحاب مناصب ودرجات سياسية عالية أمثال أمراء وولي العهد وغيرهم…

محاكمة (مقاضاة) مواطنين انجليز مقيمين في فلسطين أمام محكمة القنصلية وذلك وفقاً لِمَا ورد في نصوص الامتيازات التي منحتها الدولة العثمانية للدول العظمى، ومن بينها بريطانيا.

تقديم تقارير عن أحوال فلسطين، تُرسل نسخة منها إلى استنبول حيث التمثيل الدبلوماسي الأعلى، ونسخة إلى وزارة الخارجية في لندن. وكذلك تقارير حول تحرُّك سفن حربية لدول مختلفة في حوض المتوسط، وتقارير حول الأحوال الاقتصادية والأسعار، إلى أدق التفاصيل المتعلقة بسير الحياة اليومية.

الدفاع عن البروتستانت والاسقفية الانجليكانية في القدس.

علاقات مميزة مع الجالية اليهودية المقيمة في فلسطين. حيث أنّ اليهود قد حظوا بحماية ومساعدة من طرف القناصل على مَرّ الزمن، وإن كان ذلك بشكل لافت في فترة قنصلية جيمس فين، كما سنأتي على ذلك في سياق مقدمتنا هذه.

نورد كل هذا لنوضح للقارئ الكريم ظروف إقامة القنصلية، والدور الذي لعبته على مرّ الزمن في ترسيخ الحضور البريطاني الاستعماري غير المباشر في الفترة العثمانية، ليُصبح مباشراً مع نهاية الحرب العالمية الأولى، وبالتالي ترسيخ المشروع الاستيطاني الصهيوني المدعوم والمسنود من قبل الحكومة البريطانية على مر العقود. 

ولفهم مُعَمّق للدور الذي قام به جيمس فين ضمن السياق التاريخي والسياسي الانجليزي، فإنّنا سنتطرّق إلى محطات رئيسية في حياته ونشاطاته، دون أنْ نبتعد عن السياق العام للسياسة الانجليزية المرسومة تجاه فلسطين وكيفية استفادة هذه السياسة من حضور فين لبناء مشروعها الاستعماري والاحتلالي وبالتالي تعزيز المشروع الاستعماري الصهيوني. 

سيرة حياة جيمس فين:

ولد جيمس فين في لندن في 13 تموز 1806. والده ايرلندي كاثوليكي تحول إلى البروتسنانتية والتصق بها بقوة. نشأ جيمس في عائلة كثيرة الأولاد وفقيرة. عمل في التعليم، حيث أنّ نصيبه كان في تعليم أبناء الذوات من النبلاء، ما منحه سمعة ومكانة اجتماعية جيدة. ومن بين الذين علّمهم كان ابن اللورد جورج أفردين، والذي أصبح لاحقاً وزير خارجية بريطانيا (1841- 1846 )، ورئيس حكومة بلاده (1852 – 1855)، وهو الذي عيّن فين قنصلاً في القدس.

أظهر فين اهتماماً باليهود في لندن، وخاصة اهتمامه بدراسة التوراة. وتشدّد في معتقداته الدينية في أعقاب وفاة زوجته الأولى في عام 1841. 

قام بنشر كتابه الأول عن اليهود السفاراديين الذين تعرّف على نهج حياتهم من خلال زياراته المتعاقبة لكُنُسهم وبيوتهم الخاصة في لندن. وكذلك نشر كتاباً آخر عن اليهود في الصين. وانضم إلى عضوية “الجمعية اللندنية التبشيرية”، إذ أنّ لهذه الجمعية اهتماماً خاصّاً للتبشير في الصين.

ومع اشتداد وحدته في أعقاب وفاة زوجته، أقترح الزواج على ماري اليزا روجرز شقيقة القنصل البريطاني في حيفا، إلا أنّها رفضت الفكرة جرّاء مرض أصابها لفترة ما. وبالرغم من رفضها فإنّ فين حافظ على علاقات ودية معها ومع شقيقها الذي كان نائبه.  

ولما أعلن القنصل الأول وليم يانغ عن نيّته إنهاء عمله في القنصلية بالقدس والتقاعد، تقدّم جيمس فين لهذه الوظيفة ونال دعم وزير الخارجية صديقه المذكور أعلاه. وتمّ تسليمه كتاب التكليف بالتعيين رسمياً في 26 تشرين الثاني سنة 1845.

وبعد أقل من شهرين من تعيينه قنصلاً تزوج من اليزابيت آن ماك كاول في 2 كانون الثاني سنة 1846 والتي كانت تصغره بحوالي 19 عاماً. وتميّزت اليزابيت بنشاطها الكبير ومهاراتها المتعددة، وساعدت والدها في نشاطه التبشيري إذ كان أحد كبار مؤسسي ونشيطي “الجمعية اللندنية التبشيرية” المذكورة سابقاً. وقامت أيضاً بمساعدة زوجها القنصل أثناء عمله، وهي التي عملت على تجهيز كتابه هذا “أزمنة مثيرة” للطباعة والذي نحن بصدده.

شخصيته:

يبدو أنّ انتقال جيمس فين السريع من معلّم خاص لأبناء الذوات إلى وظيفة رسمية عالية المرتبة، لم يُسعفه في التخلّص من مشاعر النقص تجاه من هم أصحاب ثقافة أكاديمية كقناصل بروسيا والنمسا وفرنسا، فحمّل نفسه ثقة زائدة، انعكست من خلال سلوكه المتغطرس والعنيد والقاسي في أحيان كثيرة، ما أثار بل اشعل فتيل الخلافات والنزاعات بينه وبينهم.

وتميّز فين بغريزة السيطرة والهيمنة على زملائه ومساعديه. لم يكن مستعداً لتقبّل أي رأي مغاير أو مخالف لرأيه. وسعى إلى إبعاد كل من خالفه الرأي. وهناك من اعتقد أنّ فين تصرّف بهذا الشكل ليظهر أمام زوجته بأنّه صاحب سطوة وقرارات لكونها كانت تمتلك شخصية نافذة ومؤثرة.

وشدّد في كثير من الحالات على كونه صاحب النفوذ القانوني الكامل على أبناء دولته، ما أدّى إلى اندلاع خلافات بينه وبينهم/ لدرجة أنّ وزارة الخارجية في لندن أرسلت إليه سلسلة من المذكرات لفتت نظره إلى ضرورة تغيير نهجه وتعامله.

مقابل ذلك، تميّز باستعداده التام لتثبيت دور بريطانيا ومكانتها، لأنّه آمن بدوره الفاعل والمؤثر، وهو بهذا ينتمي إلى المدرسة السياسية الامبريالية الكلاسيكية. وكان متشدداً جدّاً بما له علاقة بتعزيز الحضور البريطاني في الشرق، وخصوصاً في فلسطين.

ونتيجة لهذه الشخصية المتغطرسة فإنّ نزاعاته لم تنحصر في حدود قنصليته بل تعدّت ذلك لتبلغ درجة من الخلافات مع حكام القدس العثمانيين ومع قناصل الدول الأخرى ومع مطران القدس الانجليكاني (البروتسنانتي) رئيس طائفته. وكتابه هذا “أزمنة مثيرة” والذي يتطرق إلى أحداث بارزة ومركزية خلال فترة حرب القرم لا يُشير إلى منازعاته وخلافاته هذه. وهذا باعتقادنا بمبادرة زوجته التي قامت بتحرير الكتاب بعد وفاة زوجها تمهيداً لإصداره. بالمقابل يُظهر الكتاب العلاقات الجيدة والحميدة التي سار فيها فين مع سكان فلسطين. أي أن زوجته وخلال عملها الدؤوب على تحرير الكتاب اهتمت بتلميع صفحة زوجها متخلية عن التطرق إلى نزاعاته وخلافاته. 

ويلاحظ من خلال قراءة نصوص كتبه، وخصوصاً هذا الكتاب، أنّه لم يهمل شيئاً، بل كان توّاقاً إلى معرفة كل ما كان يجري في فلسطين، وخصوصاً ميوله إلى معرفة مشاكل السكان. ومن الطبيعي في مثل هذه الحالة أن يكون سلوكه نابعاً من شخصيته الارتجالية أو العشوائية وهذا ما كان يودي به إلى الوقوع في أخطاء كثيرة. ولكونه متغطرساً وعنيداً، فإنّه لم يكن مستعداً للتراجع عن خطئه، من منطلق أنّ احترامه يتراجع.

واللافت للانتباه من خلال الاطلاع على أوراق القنصلية في الأرشيف البريطاني، أنّه وخلال مدّة خدمته الممتدة على 17 عاماً لم يطلب إجازة من عمله. وليس بغريب على رجل مثله غرق في نزاعات كثيرة قد أصيب بعدد من الأمراض، وفي مقدمتها مرض القلب الذي أودى به في نهاية المطاف بعد عودته إلى بريطانيا.

فين واليهود:

تفيدنا الوثائق الارشيفية أنّ فين قطع علاقاته مع الجمعية اللندنية التبشيرية فور تكليفه بمنصب القنصل العام في القدس، عِلماً أن شكاوى كثيرة ضده أرسلت إلى وزارة الخارجية مدعية أنّه كان ينشط في مجال التبشير بطرق غير مباشرة. ولكنه في أحيان كثيرة كان يعمل علناً، ليس على التبشير إنما بطرح فكرة نقل الوصاية على اليهود الروس في فلسطين إلى بريطانيا. لكن اليهود الروس رفضوا هذه الفكرة وطالبوا قنصلهم العام في بيروت قسطنطين بازيلي التدخل لدى القنصل البريطاني في بيروت المسؤول بحكم درجته الأعلى على فين، بأن يوقف الأخير من تدخله في شؤون اليهود الروس منعاً لتنصيرهم.

وبالرغم من ذلك، فإنّه كان دائم الادّعاء أنّه لا يعمل بتاتاً على تنصير أي يهودي. 

وازدادت التهم التي وجهت إليه بكونه ينشط في أوساط المثقفين والأكاديميين اليهود والأثرياء بينهم لجذبهم إلى المسيحية. وتعرّضت لنشاطاته هذه صحيفة “جويش كرونيكل”.

وبالرغم من توجيه الانتقادات الشديدة إليه بهذا المجال، إلاّ أنّه بقي ثابتاً على موقفه بأنّه يجب جعل اليهود مزارعين. 
إنّنا نرى أنّ اهتمامه باليهود ومعتقداتهم واهتمامه بدراسة اللغة العبرية، ودراساته للتفاسير التوراتية، كلّها تندرج ضمن رؤيته الدينية بضرورة تقريب اليهود إلى المسيحية. ولهذا اعتبره كثير من اليهود المتنصرين أنّه نصيرهم ومثالهم.

هذه المسألة حصرياً استغلت كثيراً للضغط عليه وبالتالي إلى توتر علاقاته مع وزارة الخارجية في لندن. 

وفي خطوة غير مسبوقة دعا فين إلى إقامة طقوس دينية باللغة العبرية في كنيسة المسيح في القدس وفقاً لكتاب الصلوات المعتمد في الكنيسة البروتستانتية، ولكنّه واجه معارضة شديدة من المطران غوبات، مطران القدس للكنيسة الانجليكانية البروتستانتية، فاضطر فين إلى التراجع عن فكرته هذه.

وتبيّن أنّ فين كان ملتصقاً بقوة بمشروع التبشير والتنصير دون أنْ يجاهر بذلك علناً أو رسمياً. فقام بشراء قطعة أرض في القدس سمّاها “كرم ابراهام” وكتب في يومياته: “هدفي الكبير وتطلعي لرؤية أراضي فلسطين تُفلح من قبل يهود مسيحيين، تمهيداً للوقت الذي ستعود إليهم هذه الأرض”.

وشدّد في رسالة إلى اللورد كلرندون وزير خارجية بريطانيا في أعقاب شرائه قطعة أرض أخرى في قرية ارطاس قرب بيت لحم، أنه يؤسس لزراعة “مسيحية عبرية”. 

واتسعت خلافاته ومشاداته مع القيادة الدينية للجالية البروتستانتية التي رأت فيه ناشطاً غير رسمي في مسألة التبشير والتنصير مستفيداً من منصبه. لهذا سعى المطران غوبات والمبشرون إلى عزله اجتماعياً هو وزوجته. 

لكن فين، امتنع في سنوات خدمته الأخيرة عن النشاط التبشيري بالرغم من استمرار مناوئيه باتهامه بمسؤوليته عن أي عملية تنصير. 

وبموازاة خلافاته ونزاعاته مع قيادات الكنيسة البروتستانتية في القدس، فإنّ قيادات الاستيطان اليهودي تنازعت معه بشدة. عِلماً أنّه ساعد الاستيطان باعتباره نقطة مركزية وأساسية في مشروعه لإيقاظ الأمّة اليهودية في وطنها في فلسطين. وجدير ذكره هنا أنّه كان هناك تعاطفاً من طرف قناصل دول أخرى مع الاستيطان، لكن هؤلاء القناصل لم يتجاوزوا حدود وخطوط المهام الموكلة إليهم ضمن وظائفهم.

لقد بذل فين جهوداً شخصية من أجل اليهود، وكان على استعداد لمساعدتهم في كل مكان في فلسطين. واستدان أموالاً طائلة لتنفيذ مشاريعه التطوعية. وعلينا الإشارة هنا إلى أنّ بعض أفراد الجالية اليهودية قدّروا مساهمته هذه، ولكن القيادة الدينية اليهودية نظرت إليه وإلى مشاريعه نظرات شك وريبة. وهذا ما يؤكد أنّ وصمة المُبَشّر التصقت به ولم يمحها الزمن. وأكثر من ذلك فإنّ تدّخله في الأمور والشؤون الداخلية للجالية اليهودية، فيه تجاوز لحدود صلاحياته. وخلال نشاطه هذا لصالح الجالية اليهودية حاول فرض رأيه مراراً إلاّ أنّ الفشل كان نصيبه، إذ أنّ القيادات اليهودية كانت يقظة لكل من يحاول المس بها أو إحداث أي تغيير في مبناها ومركباتها. 

وهناك من يدّعي أنّ خلفية اهتمام فين برعاية ومساعدة الاستيطان مرتكزة على تعليمات وتوجيهات بالمرستون وزير الخارجية المؤسسة على ضرورة حماية الاستيطان اليهودي لِما في ذلك من تعزيز للحضور البريطاني في الشرق.

وجدير ذكره هنا أن جيمس فين قدّم بتاريخ 15/9/1857 مذكرة إلى وزير خارجية بريطانيا اقترح فيها توطين اليهود في فلسطين كمزارعين ليُثمروا الصحراء[هكذا نظر المستعمرون إلى فلسطين بكونها أرضاً خاوية]. ويمكننا وبحذر ما، اعتبار هذه المذكرة أول وثيقة ذات صلة غير مباشرة بما يتعلق بـ “الوطن القومي لليهود في فلسطين”، والذي سيتم التصريح به في تصريح بلفور في 1917.

عقاراته في القدس ومحيطها:

إحدى مبادرات فين وزوجته اليزابيت كانت شراء ثلاثة قطع أراضي في القدس: في منطقة الطالبية، حيث شيّد بيتاً صيفياً. وفي كرم ابراهام وهو عبارة عن مشروع زراعي – صناعي يهدف إلى مساعدة اليهود في ضائقتهم الاقتصادية. ومزرعة أرطاس التي أقامها متنصر هو جون مشولام، وتمّ دعمه من قبل فين وزوجته.

واضطر فين إلى استدانة مبالغ طائلة لتمويل مشروع إقامة بيته الصيفي، ونقش فوق عتبته عبارة مقتبسة من التوراة: “إن لم يبنِ الرب البيت، فباطل يتعب البناؤون”.

وشغّل عمالاً ومزارعين يهود في أعمال البناء والزراعة حوالي بيته مُظهراً تعاطفه معهم.

أمّا كرم ابراهام فهو عبارة عن 45 دونماً يُعرف باسمه العربي “كرم الخليل” الكائن شمالي القدس بقيمة 250 جنيه استرليني. وهذا مبلغ ضخم بمفاهيم ذاك الزمن. واحتاج إلى خمس سنوات هو وزوجته إلى تسديده. وجدير ذكره أنّه مع شراء هذه الأرض لم يقم أي بناء خارج أسوار مدينة القدس.

وخلال حرب القرم قام فين وزوجته بجمع مبالغ مالية من تبرعات أرسلها أصدقاء ومعارف في بريطانيا وبلدان أخرى لدعم مشاريعه، وخصوصاً مساعدة اليهود المحتاجين. لكن هذه التبرعات لم تكفه بالمرة. فآستدان الزوجان مبالغ لدعم مشاريعهما. وبادرت زوجته إلى تأسيس “جمعية ساره” لدعم عائلات يهودية. وبالرغم من هذه الأعمال الإنسانية إلا أنّ المجتمع اليهودي بغالبيته العظمى شكك في المقاصد واعتبرها تبشيرية.

إذن، واجه فين وزوجته معارضة شديدة من قبل الكنيسة بكون نشاطاتهما بما فيها شراؤهما العقارات هي تبشيرية ذات صفة مستقلة عن الكنيسة البروتستانتية. ومن جهة أخرى معارضة قوية من القيادات الدينية والاجتماعية اليهودية التي اعتبرته هو بالذات، يعمل على التنصير في أوساط اليهود الفقراء مستغلاً ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.

أمّا مشروع مزرعة أرطاس فكان الهدف من ورائه تدريب مزارعين يهود على أسس الزراعة الحديثة. لكن فين وزوجته اختلفا مع المتنصر مشولام واحتالا عليه واقتنيا المزرعة بمبلغ 400 جنيه استرليني. وقُدّمت شكاوى حول طريقة تعامل فين مع مشولام وغيره في مسألة أراضي أرطاس. عندها شكلت وزارة الخارجية لجنة تحقيق رسمية في أعمال فين وديونه. وتمّ إلغاء صفقة شراء أرطاس وإعادتها إلى مالكها مشولام.        

   في حين أنّ البيت الذي شيّده هو الأول خارج أسوار مدينة القدس في مطلع الخمسينيات من القرن التاسع عشر. واهتم فين بأن يكون البناؤون من اليهود، لهذا دعا بعض البنائين العرب من الجوار ليُعلّموا اليهود طرق البناء. وتحول البيت في فترة الانتداب البريطاني إلى معتقل ثم استخدمه الجيش الإسرائيلي بعد احتلاله الشطر الغربي للمدينة. أمّا حاليّاً (2017) فتمّ تحويله إلى معهد ديني يهودي، وأضيفت عليه بعض الأجنحة لإيواء أولاد وشباب يهود يدرسون في هذا المعهد.

علاقاته العامة:

تميّزت شبكة علاقاته العامة مع حكام فلسطين المعينين من قبل الدولة العثمانية وكبار موظفيهم، ومع السلك الدبلوماسي ومع مطران الانجليكان غوبات ومع قيادات دينية يهودية بالتوتر الشديد لفترات طويلة.

فعلاقاته مع حكام البلاد وموظفيهم الكبار في الجهاز الإداري لم تسلم من أجواء التوتر وتدخله الشخصي في كل كبيرة وصغيرة. وبلغ به الأمر أنّه تدّخل في إخماد تمرّد الخليل في عام 1852 هادفاً من وراء تدخله هذا إقرار السلم بين العشائر المتناحرة هناك. وأدرك حاكم القدس منهجية سلوك فين فتقرّب من القنصل البروسي الدكتور روزين الذي كان مناوئاً شديداً لفين، وتعاون الاثنان معاً على تسهيل عملية إقالته. ويمكننا اعتبارهما طرفاً موفقاً في تحقيق هذه العملية.

أما علاقاته مع السلك الدبلوماسي للدول الأخرى في فلسطين وخصوصاً مع قناصل الولايات المتحدة والنمسا وبروسيا، وخصوصاً مع قنصل الأخيرة فقد تدهورت كثيراً لدرجة تبادل التهم بين لندن وبرلين إلى أنْ تمّ التحقق من مراسلات فين فتبين أنّها ملفقة وغير صحيحة. وبالرغم من الكشف عن زيفها إلا أنّ فين لم يُقدّم اعتذاراً وبقي متمسكاً بموقفه.

وعن علاقاته مع المطران غوبات فقد شهدت موجات من التوتر في خمسينيات القرن التاسع عشر، حيث أنّ غوبات أعتبر نشاط فين غير صحيح بما له علاقة بتبشير اليهود بالمسيحية ومن ثمّ تنصيرهم، بل نظر إلى تبشير أبناء الطوائف المسيحية في فلسطين وخاصة الروم الارثوذكس واحدة من المهام المركزية لكنيسته. وكرد فعل فإنّ فين اتخذ سلسلة إجراءات ضاغطة وعقابية بحق غوبات. وهذا الأخير اضطر إلى تقديم شكاوى لدى وزارة الخارجية مهدداً بالتوجه إلى قناصل في بلاد أخرى، ونقل كرسي اسقفيته إلى مصر. وهذا آخر ما كانت تريده وزارة الخارجية أن يحدث، بعد أن ثبّتت الوجود البروتستانتي في القدس. عندها أصدرت الوزارة في لندن تعليمات بإلغاء كافة الإجراءات التي اتخذها فين بحق غوبات، وأعلمته أنّه ليس من صلاحياته التدخل في نشاط غوبات ومن يعمل معه. وانتهى النزاع بين الطرفين بإلزام فين بحدود وظيفته فقط. ولكن التوتر بقي حاضراً بينهما إلى حين إقالة فين من منصبه.

عودته وزوجته إلى لندن:

ولم تسلم زوجته اليزابيت من ملاحظات هورنبي مشيراً إلى تدخلها في مسألة التبشير والتنصير عن طريق المساعدات المالية واستغلال ظروف بعض اليهود الصعبة، بالإضافة إلى أنّها كانت شريكة لزوجها في مشاريعه التي تجاوزت حدود مهامه الموكولة إليه، وهي بنفسها تدخلت في أمور لا شأن لها بها مطلقاً.

لهذا، خرج إلى إجازة قسرية طويلة امتدت من يوم إقصائه في 1863 وحتى 1866، حيث أمضاها في لندن. وتقدّم بطلب إلى وزارة الخارجية في لندن بتسديد ديونه بذريعة أنّها جزء من مصروفات القنصلية أثناء تأديته مهامه فيها. وبعد دراسة معمقة في وزارة الخارجية تمّت الموافقة على طلبه بهدف الحفاظ على ماء الوجه وسمعة السلك الدبلوماسي البريطاني. واشترطت وزارة الخارجية البريطانية قبولها بتسديد ديونه بتنازله عن الاستمرار بعمله في الوزارة فاضطر إلى قبول هذه التسوية مرغماً. وتدهورت أحواله المالية والصحية أكثر في أعقاب ذلك.

وتوفى جيمس فين في 29 آب سنة 1872 وحيداً، فقيراً وكئيباً.   

 * * *

كتاب “أزمنة مثيرة”

هو كتاب فيه وصف لفلسطين في فترة دقيقة وحساسة للغاية كانت تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط عموماً والدولة العثمانية خصوصاً، ألا وهي أزمة حرب القرم (1853 – 1856)، وهي تمثل في واقع الأمر “أزمنة مثيرة” أو أزمنة عاصفة. لكنه لم يحصر نصوصه في هذه الفترة فقط، بل تطرق إلى ما سبقها وما تبعها لاحقاً.

والكتاب هو عبارة عن عملية توثيق لتدخل لا متناهي تقريباً للقنصل البريطاني في الشؤون الداخلية للدولة العثمانية، سواء في سنجق القدس أو خارجه، وكأن هذه المنطقة خاضعة لنفوذه القانوني. ولم يردعه أي تأنيب ضمير بالنسبة لنشاطه هذا، حيث أن ضميره وإيمانه ومعرفته الملتصقة بمهمته السياسية سهلت عليه مهامه الدينية أيضاً، والتي لم يبتعد عنها. وبموجب فهمه وإدراكه للأمور أراد تعزيز قوة العثمانيين حلفاء بريطانيا في حرب القرم لمواجهة المخطط الروسي الداعي إلى تصفية “الرجل المريض”.

يأتي جيمس فين في كتابه هذا بشكل تفصيلي على حالة النشاط الاستيطاني اليهودي في فلسطين واصفاً حالة الفقر والقلة التي عاشتها شرائح يهودية في القدس خصوصاً. ويصف زيارة الثري اليهودي البريطاني موشي مونتفيوري للقدس وبناءه حياً لليهود وطاحونة هواء ليستفيدوا منها في طحن حبوبهم، ومواقف القيادات الدينية اليهودية التقليدية المشككة بمشروع مونتفيوري. ويشير فين إلى الدور الذي لعبته وقامت به القنصلية البريطانية في القدس لصالح اليهود. ويشير أيضاً إلى حاجة اليهود إلى حماية لهم من قبل دولته التي يمثلها دبلوماسياً، وهو بهذا يعكس اهتمامه الشخصي واهتمام دولته بهذه الشريحة السكانية لتثبيت توجهات بريطانيا المستقبلية نحو الاستعمار الفعلي في المنطقة. وأيضاً ليستفيد من نظام الامتيازات الذي اتبعته الدولة العثمانية مع الدول العظمى، وبضغط من هذه الدول لحماية مصالحها الخاصة سواء في أراضي الدولة العثمانية أو من خلالها.

ومن جانب آخر يُقدّم لنا وصفاً عن الفلاحين والظلم الذي لحق بهم من قبل زعماء العشائر والأفندية والأعيان والآغوات المُعينين أو المرضي عنهم من قبل الدولة العثمانية لخدمة مصالح هذه الدولة، فإنّ هؤلاء خدموا مصالحهم في نهاية المطاف.
ولا تغيب في كتابه الصور الوصفية التي يُقدّمها للقارئ عن الهوية المشتركة للعرب الفلسطينيين ونظرتهم نحو الحكم العثماني. لقد اعتبر هؤلاء الفلسطينيون أنّ الحكم العثماني هو غريب، بالرغم من تقديمهم الطاعة للسلطان باعتباره حامياً للدين الإسلامي… 

ويُبيّن الكتاب اهتمام مؤلفه وزوجته بمسألة التبشير وسعيهما نحو تثبيت هذا المشروع، وإنْ كان ذلك غير معلن بصورة رسمية.
لا شك في أنّ هذا الكتاب يعكس الأسلوب الذي نهجه جيمس فين في تعامله مع الأرض والسكان الأصليين، وهو بدون شك جزء من الماكنة الاستعمارية التي تعتبر الشعوب الأصلية منحطة، في حين أنّ الشعوب الغربية ذات قيمة أكثر. وهنا في حالة فين اعتبر اليهود هم الأفضل، بكونه استند على مقولات التوراة بأنّ اليهود هم “الشعب المختار”. وهذه المقولة تركت أثرها عميقاً في نفوس وعقول شرائح واسعة في أوساط البروتستانت سواء في أوروبا أو في أمريكا (والقصد هنا الولايات المتحدة).
الكتاب أقرب لأنْ يكون عبارة عن دفتر يوميات أو سجل قامت زوجته بتحريره بعد ست سنوات من وفاته. 

وبودنا الإشارة هنا إلى أنّ هذه اليوميات ليست مجرد انطباعات بقدر ما هي تسجيل وقائع وأعمال كان لواضعها مساهمة في صياغتها والتأثير على بعض نتائجها. 

وما كان لكتاب جيمس فين أن يرى النور بالعربية لولا همّة ونشاط واستعداد السيد جمال أبو غيدا على تحمل مهمة الترجمة والنقل إلى العربية، وهي مهمة ليست سهلة بالمرّة. وسيلحظ القارئ النبيه مدى دقة الترجمة واستعانة المترجم بالمراجع المتوفرة لتحقيق هذه الغاية. وأيضاً لجوئه في أحيان كثيرة إلى الأصول العربية متوخياً من ورائها نقل صورة حقيقية ومباشرة له. 
تجربة جمال أبو غيدا في قطاع الترجمة ليست الأولى، فهو صاحب مشروع كبير يهدف إلى تعريف القارئ العربي على أدب الرحلة والاستكشاف وما تخبئه من وراء ذلك. حيث أنّه عمل على ترجمة كتاب ماري إليزا روجرز “الحياة في بيوت فلسطين؛ رحلات ماري إليزا روجرز في فلسطين وداخليتها” الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عمان – بيروت، 2013. 
وكتاب فين هو الثاني الذي يقوم بترجمته إلى العربية والصادر أيضاً عن المؤسسة ذاتها .

مشروع جمال أبو غيدا هو أن ينقل إلى المكتبة العربية مجموعة من الأدبيات من القرن التاسع عشر المتعلقة بمنطقتنا وخصوصاً فلسطين، لنفهم عميقاً الأسلوب والمنهجية التي سار عليها الاستعمار في بناء مخططه الاستعماري، وفي مقدمته إخراج المشروع الصهيوني إلى حيّز التنفيذ.  

وأخيراً… اعتزازنا كبير بما يقوم به جمال أبو غيدا لكونه يُثري المكتبة العربية ويوفّر لها مزيداً من المصادر عن تاريخ المنطقة وفلسطين. له الشكر، وللقراء المتعة والاستفادة من قراءة الكتاب.

لقراءة المقابلة التي أجريناها مع المترجم جمال أبو غيدا
 

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع