حازت الروائية الكندية مارجريت آتوود على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية خلال مسيرتها الكتابية. فهي روائية وشاعرة ومؤلفة كتب أطفال، تكتب عن عوالم خيالية وتكتب أيضًا نصوصًا غير خيالية. تتسم رواياتها بالسرد التفصيلي وبحس الفكاهة. ولقد حازت على جائزة “مان بوكر” البريطانية عن روايتها (القاتل الأعمى) في عام 2000. وهنا تتحدث مارجريت آتوود عن روتينها اليومي، في حوار قام به “نواه تشارني” وتم نشره في 2013 في الدايلي بيست.
صِفي لنا رُوتينك الصباحي.
سأكون محظوظة لو كان لي روتين صباحي! لكن دعنا نتظاهر… كنت لأستيقظ صباحًا، أتناول الإفطار، وأشرب القهوة، ثم أصعد للطابق العلوي حيث الغُرفة التي أكتب فيها. كنت لأقعد وفي الغالب أبدأ في تبييض ما كتبته بيدي في اليوم السابق.
هل هناك أي شيء مُميز أو غير عادي في الغُرفة التي تكتبين فيها؟
في مُعظم الأحيان لا أكون موجودة في مكان خاص بالكتابة. لا أعتقد أن بها أي شيء غير عادي للدرجة، سوى أنها ملأى بالكُتب وبها مِنضدتين. يوجد فوق إحداهن جهاز كمبيوتر غير مُوصل بالإنترنت. وفوق الثانية يوجد جهاز كمبيوتر موصل بالإنترنت. ويُمكنك أن تفهم المغزى من ذلك!
ما الذي تحتاجيين لإنتاجه/إكماله حتى تشعرين بأنك قد مررتِ بيوم كتابة مُثمر؟
حسنٌ، عادةً ما يكون ذلك عددًا مُعينًا من الكلمات. بين الألف والألفين.
ما الخصلة أو العادة المُميّزة لك؟
لا أعرف ما إن كانت هذه خصلة أم حذلقة. عادة ما أبدأ بتأليف الكُتب بخط يدي. أظن أنها خصلة. وعادة ما أحب الكتابة بقلم سائل. قلم بداخله حبر. إنها الطريقة التي ينزلق بها على الصفحة التي تثيرني.
لو أراد قارئ أن يقرأ أحد كُتبك، لكنه ليس على دراية بأعمالك، ما الذي تُرشحينه من كتبك التي تجاوزت الخمسين كتابًا لكي يبدأ به، ولماذا؟
دعنا نتساءل أي نوع من القراء ذاك الذي نتكلم عنه. إن كان شابًا، ينبغي أن يبدأ بـ «أوريكس وكريك». وإن كانت امرأة شابة، فلتقرأ «قصة الخادمة». وإن كان القارئ مُتقدمًا في السن ومُهتمٌ بالتاريخ، سأقترح «المُذنبة» أو «القاتل الأعمى». وإن كان شخصًا يرغب في قراءة أشياء قصيرة للغاية، سأقترح أيا من كُتب القصة القصيرة. أو لو أقصر من ذلك، فيمكنهم شراء كتاب مثل «العظام الجيدة» أو «جريمة قتل في الظلام»، واحدة من تلك المجموعات القصصية شديدة القصر. إن كانوا مُهتمين بالقصائد، فليقرأوا «القصائد المختارة» أو »الصباح في البيت المحترق»، أو «الباب».
من بينهم جميعًا، هل لديك كتاب مُفضل؟
لو كان عندي، لما أخبرتك أبدًا.
صِفي لنا رُوتينك عندما تتراءى لك فكرة كتاب وحبكته، قبل الشروع في الكتابة. هل تحبين التخطيط لكتبك قُدُمًا، أم تدعينها تندفع كالسيل؟
لا تخطيط على الإطلاق. قم فقط بالإنخراط بها. اقفز، كالذهاب للسباحة.
ما هو الأدب الكندي؟
إنه مُتشعب للغاية (للإدلاء بتعريف دقيق)، ولكن دعنا نقول أن وجهة النظر (إن لم يتظاهر الكاتب بأنه أمريكي، وهم غالبًا ما يفعلون) ليست على الإطلاق لشخص يشعر بأن بلاده ذات قوة إمبريالية عظيمة. وذلك لأن كندا، في الواقع، ليست قوة عُظمى.
ما الذي يتكفل بجعلك تضحكين؟
لا توجد إجابة مُختصرة على ذلك. الأشياء العبثية، على ما أظن.
هل لديك أي تَطَيّر؟
لا أتحدث عن الكُتب التي أقوم بكتابتها.
ما الذي يتكفل بجعلك تبكين؟
أنتحب بالبكاء في نهايات الأفلام أو الكتب المُحزنة. أنا ساذجة.
إذا كان في استطاعتك أن تُرجعي ميتًا إلى الحياة، فمن سيكون ولماذا؟
واحدٌ فقط؟ آه، لن أتمكن من الاختيار. إنني أعرف الكثير من الموتى الذين سأكون سعيدة بإرجاعهم للحياة. وعلى الجانب الآخر، أعرف بعضًا من الذين لن أكون سعيدة حقًا بعودتهم للحياة مجددًا…
هذه إجابة جيدة. ما هي وجبتك الخفيفة المُفضلة؟
أنا أعلم الشيء الذي يُفترض بي أن أتناوله، لأني شخص عقلاني. من المفترض أن تتناول شريحة من خبز الجاودار مع زبدة الفول السوداني وفوقها شرائح من الموز. وكأسًا من الحليب. حتى تحصل على البروتين والبوتاسيوم والطاقة.
ولكن هذا ليس حقًا ما تفعليه…
في العادة أتناول فنجان قهوة.
ما الذي تريدينه أن يكون مكتوبًا على شاهد قبرك؟
ذاك يُفضي إلى سؤال ما إذا كنت سأحصل على شاهد قبر أم لا.
صحيح.
لعلني سأختار الحصول على شجرة.
أهنالك نوع معين من الأشجار؟
لم أقرر ذلك بعد، ولكن هنالك حركة للـ “الدفن الطبيعي” الذي، بدلًا من حصولك على شاهد قبر، يُمكنك من أن تُدفن في الأرض وبعدها تحصل على شجرة تُغرس فوقك. أظن أننا نستطيع الحصول على لافتة صغيرة باسمي على تلك الشجرة…
ترجمة عن المقابلة المنشورة في “يايلي بيست” الأميركية