في المستقبل أكلوا من أرقى أنواع الخزف“ (٢٠١٦)
يجمع هذا الفيلم — وهو أحدث أعمال صنصور — ضمن ٢٩ دقيقة بين الخيال العلمي، وعلم الآثار والسياسة. يستكشف الفيلم دور الخرافة في التاريخ، والحقيقة والهوية الوطنية. تقوم ”ميليشيا روائية“ بإخفاء خزفيات فاخرة تحت الأرض. هدف هذه المجموعة هو التأثير على التاريخ ودعم مطالب مستقبلية بأراضيهم المتلاشية. من خلال تطبيق خرافة بحد ذاتها، يصبح عملهم تدخُّلا تاريخياً، يتسبب بولادة أمّة.
يمثل ”آثار في الغياب“ تجهيزاً فنياً ومشروعاً أدائياً يعمل على جلب الخرافة في الفيلم إلى الواقع. هي سلسلة من ١٥ ذخيرة برونزية طبق الأصل تتضمن جميعها أقراصاً عليها إحداثيات مخابئ خزفيات مرسومة باليد دُفنت في فلسطين. إن إحداثيات كل مخبأ لهذه الخزفيات وُضعت خلال عرض دفن حقيقي في أماكن مثل القدس، وبيت لحم، وغزّة، ورام الله، والبحر الميت، والناصرة، وأريحا، وحيفا، ويافا. في ظل غياب الصحون عن المنشأة الفنية، فإن الشظايا والدلالات التي تحملها تمثّل التحف الأثرية غيابيّاً.
”خط الإنتاج التحريفي“ جزء من مجموعة أعمال صنصور الحديثة التي تستكشف فكرة استغلال علم الآثار كأداة حربية. ففي فلسطين، تحول علم الآثار إلى وسيلة لفض النزاعات الإقليمية. والقطع الأثرية المستخرجة من الأرض تُستغل لدعم سرديات وطنية تثبت فكرة الأحقية التاريخية. بدلاً من الاعتماد على القطع الأثرية الموجودة بالأصل في الأرض، تقترح صنصور أن إنتاج ودفن الدليل الأثري الذي سيقوم علماء الآثار المستقبليون بنبشه، بإمكانه أن يكون التوجه الأفضل لفرض خطاب مضاد مناسب.
أحدث أعمال صنصور، ”وَغَطَّى وَجْهَ كُلِّ السماء حَتَّى اظْلَمَتِ السماء“، يمثل تجهيزاً فنياً معلَّقاً من ١٥٠٠ سفينة فضائية صغيرة على هيئة حشرات، تبدو مجتمعة كسرب من الجراد الداكن. من خلال الإشارة للطاعون في العهد القديم من الكتاب المقدّس، يمثل هذا التجهيز الفني تصوراً مستقبلياً ليوم القيامة بدلالات توراتية. عنوان هذا العمل إعادة صياغة لجملة مقتبسة من سِفْر الخروج.
”مبنى الأمة“ (٢٠١٢)
فيلم خيال علمي قصير من ٩ دقائق يقدم مقاربة بائسة – لكن ساخرة – للوضع المتأزم في الشرق الأوسط. من خلال مزج صور مولّفة على الحاسوب، وممثلين حقيقيين وموسيقى إلكترونيكا عربية، يستكشف الفيلم حلاً عمودياً لمسألة الدولة الفلسطينية. في فيلم صنصور، يصبح لدى الفلسطينيين دولتهم الخاصة على شكل ناطحة سحاب: مبنى الأمة. يضم البناء الشاهق كل الشعب الفلسطيني – الذي صار أخيراً يعيش الحياة الرغيدة.
لكل مدينة طابقها الخاص: القدس على الطابق الثالث عشر، رام الله على الطابق الرابع عشر، بيت لحم -مدينة صنصور – في الطابق الحادي والعشرين، وهلم جرا. من أجل الوصول لشعور بالانتماء، يعيد بهو كل طابق تصوير ساحات مهمة ومعالم من كل مدينة. تتبع القصة البطلة التي تلعب دورها صنصور، في رداء فلكلوري مستقبلي وهي تعود لوطنها من رحلة للخارج، عابرةً بهو البناية الضخمة، الحاصل على اعتراف ودعم المجتمع الدولي. بما أنها تجاوزت التفتيش الأمني، تركب المصعد لتصل طابق بيت لحم، وتعبر ميدان وكنيسة المهد على طريقها لشقتها، حيث تحضر طبقا خياليا من التبولة.
يرافق عرض الفيلم سلسلة صور فوتوغرافية.
”هجرة إلى الفضاء“ (٢٠٠٩)
يقدم الفيلم اقتباساً طريفاً ممتدّاً من فيلم ستانلي كوبريك ”٢٠٠١: أوديسا الفضاء“ في سياق سياسي شرق أوسطي. تم تغيير الموسيقى التصويرية التي يسهل تمييزها من فيلم الخيال العلمي من سنة ١٩٦٨ عبر وتريات شرقية تتماشى مع الصور السريالية في فيلم صنصور.
يتبع الفيلم مخرجته في رحلة وهمية في الكون، تردد صدى اهتمامات ستانلي كوبريك الثيماتية بتطور الإنسان، والتقدم والتكنولوجيا. لكن صنصور في فيلمها تفترض فكرة وصول أولى الفلسطينيات إلى الفضاء، وتستوحي من هبوط آرمسترونغ على سطح القمر تفسيراً لهذه البادرة النظرية بأنها ”خطوة صغيرة لفلسطينية، وقفزة كبيرة للإنسانية“.
هذا الفيلم القصير من خمس دقائق مليءٌ بصور مشغولة بدقة في سياق فلكي أشبه بالحلم وبمؤثرات خاصة متقنة. إن الكم الهائل من الانتباه على كل تفصيلة في الفيلم يخلق صورة غير مسبقة لنزوح فلسطيني سحري ومشوق.
يعرض الفيلم بجانب منحوتات صنصور المصنوعة من الفينيل، بطول ٣٠سم، والمعروفة بالبالستينوتات.
عن لاريسا صنصور
ولدت لاريسا صنصور سنة ١٩٧٣ في القدس، ودرست الفنون الجميلة في كوبنهاغن، ولندن، ونيويورك. أعمالها متعددة التخصصات، تتضمن استخدام الفيلم والتصوير الفوتوغرافي والتجهيزات الفنية والنحت. أقامت عدداً من المعارض المنفردة في معرض بلوكوت في ليفربول، ومعرض نيو آرت إكستشينج في نوتنغهام، ومعرض نيكولاي كونست في كوبنهاغن، ومتحف توركو الفني في فنلندا، ومعرض ولفرهامبتون الفني، وكولتورهوسيت في ستوكهولم، ومعرض ديبو في إسطنبول.
عُرضت أعمال صنصور ضمن بينالات إسطنبول، وبوسان، وليفربول، وفي فضاءات عديدة، منها: تايت مودرن في لندن، ومركز بومبيدو في باريس، ومعرض لوب في سيول، وباربيكان في لندن، والحوش في القدس، ومتحف الملكة صوفيا في مدريد، ومركز التصوير الفوتوغرافي في سيدني، وكورنر هاوس في مانشستر، وتاون هاوس في القاهرة، ومركز مرايا للفنون في الشارقة، وإمبتي كوارتر في دبي، وغاليري ناسيونال دو جو دو بوم في باريس، وإينيفا في لندن، ومعهد العالم العربي في باريس، وتريينال قوانغتشو الثالث في الصين، ومتحف لويزيانا للفن المعاصر في الدنمارك، وبيت الثقافات العالمية في برلين، ومتحف الفن المعاصر في هيروشيما. ممثلو صنصور هم: لوري شبيبي في دبي، صبرينا عمراني في مدريد، ومونتورو ١٢ للفن المعاصر في روما. تقيم صنصور وتعمل في لندن.
رؤية الفنّانة
“الشد والجذب بين الخيال والواقع ضمن سياق شرق أوسطي سمة أساسية لأعمالي. خلال الأعوام الماضية وفي العديد من الأعمال، لم يقتصر تجريبي على الخيال العلمي فحسب، بل شمل أيضاً الأبطال الخارقين للقصص المصوّرة، إذ أن لكلا النوعين قدرة كامنة على ترجمة أهم الطموحات لشعب أو حضارة، بشكل مستوح – بطبيعة الحال – من واقع غير متخيَّل، دون أن يغدو هذا الواقع عائقاً أو معرقِلاً.
وعلى الرغم من قيمته الإنتاجية العالية وصوره المبهرة، فالخيال العلمي غالباً ما يسمح لما يشبه الحنين إلى الماضي أن يشكّل إطاراً للموضوع قيد البحث. حتى أبرع أشكال الخيال العلمي غالباً ما تحمل حسّاً بالرجوع للماضي القريب، فالأفكار المستقبلية تبدو في المجمل نمطية ومبتذلة، لكنها في الوقت ذاته تنم عن رؤية استشرافية.
في سياق فلسطين، هنالك شعور أبدي ينبئ بقيام دولة، وبالاستقلال ونهاية الاحتلال. إلا أن الأفكار الطموحة التي نأمل بتحقيقها غدت منذ وقت طويل مستهلكة جداً، بحيث أصبح المزيج الغريب الذي يجسده الخيال العلمي من الحنين إلى الماضي والحسّ بالإنجاز ملائماً جداً في معالجة هذا الموضوع.” – لاريسا صنصور.
الافتتاح في ١١ نيسان ٢٠١٨ الساعة السادسة مساءً – جولة الإعلاميين الساعة الخامسة والنصف مساءً
للمزيد من المعلومات يرجى التواصل مع
عمر ذوابه،
مسؤول الاتصال
o.thawabeh@darelnimer.org