في الوقت الذي يحتفي مهرجان بيروت للرقص المعاصر بالنساء اللواتي حققن ذاتهن واللواتي يطمحن لتحقيقها، ويمنح جائزة إنجاز العمر للسيدة جورجيت جبارة، الشخصية التي لعبت دوراً جوهرياً في تأسيس وتطوير الرقص في لبنان.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه مهرجان عمان للرقص المعاصر بمرور 10 سنوات على بدء المهرجان رغم الصعوبات التي يواجهها، يُطلب منا في كل عام إرسال كلمة مهرجان رام الله للرقص المعاصر إلى شركائنا في بيروت وعمان لنشرها في برنامج المهرجان، بالإضافة إلى نشرها في برنامج مهرجان رام الله للرقص المعاصر.
نرتبك في كتابة كلمة مهرجان رام الله للرقص المعاصر، ولا نعرف عن ماذا نكتب.
فمباذا نحتفل في رام الله ونحن نحيي ذكرى مؤلمة في كل عام، هل نفكر عن ماذا نكتب؟ أم ننتظر إصدار تصريح لفنان عربي من الاحتلال الإسرائيلي، هل نكتب كلمة عن مستقبل المهرجان ودور الرقص والإحتفاء به؟ أم نحاول الإجابة عن أسئلة ليس لها إجابة من فنان أجنبي يذهب إلى سفاراتنا في الخارج للحصول على فيزا لدخول فلسطين معتقداً أننا دولة مستقلة.
هل نكتب عن شهر نيسان؟ شهر التفاؤل والنوار والأعياد والمهرجان، أم ننتظر أن يمر هذا الشهر على خير.
ماذا نكتب ونحن لا نعرف كيف ننقل التجربة إلى غزة أو على الأقل أن نستضيف راقصين منها يرغبون بخوض التجربة معنا.
مع كل ذلك فهناك فسحة من الأمل تبقينا أحياء وتدفعنا للإستمرار في تقديم رسالتنا.
فنحتفي مع بيروت بامرأة فلسطينية في السبعينات من عمرها تشاركنا أنشطتنا وبرامجنا المختلفة في السرية، ونحتفي بطفل لم يتجاوز الـ 15 عاماً يتواجد يومياً في السرية بعد الخروج من المدرسة لممارسة الرقص ليحقق حلمه بأن يكون راقصاً محترفاً في المستقبل.
نحتفي بالإنسان الفلسطيني الذي لديه قدرة خارقة على الصمود والبقاء.
نحتفي بإنسان يؤازرنا ويشكرنا على ما نقوم به.
نحتفي بإنسان متفائل لا زال مؤمناً بأن ”بكره أحلى“.
تنظم سرية رام الله الأولى خلال الفترة الواقعة ما بين 19 – 29 نيسان 2018 الدورة 13 لمهرجان رام الله للرقص المعاصر وذلك في عدة مواقع في القدس، ورام الله، وبيرزيت، وعنبتا، ومخيم بلاطة، ويحمل المهرجان في هذا العام ثيمة “مساحات غير تقليدية” حيث سيحاول الخروج من نطاق تقديم العروض في المسارح المغلقة، وإفساح المجال أمام الفرق لتقديم أعمالها الفنية في مساحات مختلفة منها الساحات العامة، والمتاحف، والمنازل القديمة.
ففلسطين بحد ذاتها هي مساحة غير تقليدية، فعند دخولك لها تحتاج إلى موافقة إسرائيلية، وعند تقديمك لعرض في القدس تحتاج إلى تصريح من سلطات الاحتلال لكي تنتقل من رام الله إلى القدس، ووصولك إلى أستراليا أسهل من الوصول إلى غزة التي تبعد عن رام الله 50 كيلو متر.
على هذه الأرض المحاصرة، نستضيف العديد من فرق الرقص العالمية، يأتون إلى فلسطين ليعرفونا على ثقافتهم، ويتعرفوا على ثقافتنا، ومن خلال هذه التجربة الإنسانية والفنية، يجتمع الفلسطينيون وأصدقائهم من دول العالم حاملين قيماً إنسانية مشتركة.
يتضمن المهرجان في هذا العام عدة أنشطة منها: عروض في مسارح مغلقة، وساحات عامة، ومتاحف، وعروض لراقصين من ذوي الاعاقة، وورش عمل في الرقص، ومؤتمر الرقص والمجتمع، وعروض أفلام رقص، وإنتاج عرض فلسطيني – فرنسي مشترك بين سرية رام الله الأولى وفرقة NGC25
وسيشارك في المهرجان عدة فرق من فرنسا، وبريطانيا، وتونس، والنرويج، والهند، وإيطاليا، وفلسطين، وسويسرا، وبلجيكا.
تتضمن نسخة المهرجان لهذا العام 22 عرضاً لـ 15 فرقة، منها أربع فرق فلسطينية، وفرقة عربية، وعشر فرق أجنبية.
يقامُ مهرجان رام الله للرقص المعاصر 2018، بالشراكة مع بلدية رام الله، وبدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية، والاتحاد الأوروبي، وشركة الوطنية موبايل، ومؤسسة عبد المحسن القطان، وشركة المشروبات الوطنية، ومؤسسة منى وباسم حشمة، وفندق جراند بارك، وبالتعاون مع وزارة الثقافة الإيطالية، والقنصلية الفرنسية العامة، والمجلس الثقافي البريطاني، والمسرح الوطني الفلسطيني، ومتحف محمود درويش، ومسرح نسيب شاهين/جامعة بيرزيت، ومعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، وبشراكة إعلامية مع تلفزيون فلسطين، وراديو 24 أف أم، وشركة إنترتك، وشركة زووم، ومجلّة رمّان الثقافية.
نتوجه بالشكر والتقدير لكل من آمن بنا، وبما نقوم به، وساهم في دعم المهرجان.
ولطاقمِ المهرجانِ ومتطوعيه، لكم كل المحبة والتقدير والاحترام، فبجهودكم وعطائكم حافظنا على استمرارية المهرجان وصنعنا السعادة وإن كانت لفترة محدودة وفي مساحة ضيقة.
لمتابعة المهرجان، هذه صفحته على الفيسبوك